صلاح بدرالدين
خشية أن أصبح هدفا سهلا لسهام المنتقدين والاتهام بالقصور في معرفة الحد الأدنى من التاريخ البشري لبلادي والتنوع الأقوامي الزاهي للبنية المجتمعية في طول الجغرافيا السورية وعرضها أسرع القول أنني استعرت العنوان الاستفهامي أعلاه قبل يومين من ” بوست ” صديقي ( الفيس بوكي ) العربي السوري د سمير سعيفان الذي يعرف نفسه بالمسؤول عن مركز حواري من المفترض أنه متخصص بالكرد السوريين مقام في العاصمة القطرية – الدوحة – وأنهى حديثا تنظيم حلقة نقاشية بهذا الشأن في – برلين – .
مايثير الدهشة والاستغراب هو أن نسمع اليوم تساؤلا متأخرا سبعين عاما وهو عمر دولة الاستقلال ليس من أجل تزويد الجيل باالمعرفة العلمية ونصرة الحقيقة الغائبة بل بدواعي سياسية آنية صرفة وأهداف غير حميدة في أخطر مرحلة تواجهها بلادنا حتى وجودها باتت سهل المنال والعلاقات بين مكوناتها القومية والدينية والمذهبية تخضع الى نزعات العنصرية والغاء الآخر في حين أن رسالة المثقف الوطني عربيا كان أم كرديا يجب أن تصب في اتجاه آخر لتخفيف المعاناة وازالة الاحتقان وانارة السبل عبر الالتزام بالحقائق التاريخية ورؤية الآخر القومي المختلف وجودا وحقوقا حتى يسود الاطمئنان وتتعزز أواصر الالفة والثقة المتبادلة وصولا الى الشعور المتكامل في حتمية المصير المشترك والعمل معا لترسيخ الوحدة الوطنية .
من المفيد ومن أجل المزيد من الاطلاع والمشاركة ارتأيت نشر الجزء الأكبر من ذلك الحوار الفيسبوكي الذي لم يكتمل ولن يتوقف حتى ازالة الاستبداد وارساء النظام الديموقراطي وتحقيق التغيير والسلم والاستقرار وانجاز المصالحة الوطنية والتخلص من النزعات الشوفينية التي تغذيها مراكز ودوائر لاتتمنى الخير لسوريا وشعبها المتعدد الأقوام من خلال المصارحة والوصول الى دستور سوريا الجديدة بالتوافق والتكافل بين جميع المكونات الوطنية .
Samir seifan
هل سورية دولة متعدد القوميات؟
داب الخبراء والساسة الغربيون على اتخاذ مسملة تقول “سورية بلد متعدد القوميات وانها تتشكل من فسيفساء إثنية ودينية ومذهبية الخ.هذا القول يشبه من يقف على مفترق طرق ثم يختار المخرج الخطأ، ففي النهاية سيضل وجهته. ولا اظن ان هذا الاصرار منهم هو مجرد خطأ في المعلومات التي وصلتهم، بل هو أمر مقصود لأنه يتردد على مدى سنوات ويصر اصحابه على عدم تغييره مهما قدم لهم من براهين، فالتأكيد على الفوارق وتضخيمها اساس خلق الصراعات وهم حريصون عليها.
سورية ليست ابداً دولة متعدد القوميات، فأكثر من 80% من سكانها عرب، هذا إذا اخذنا بتقدير الأقليات لنسبهم من السكان وهم يبالغون بها (اكرد، كلدو آشور، تركمان، ارمن، شركس، شيشان)، بينما يقدر العرب ان جميع من هم غير العرب لا يشكلون أكثر من 10%، أي ان نسبة العرب تبلغ ال 90%، ويتشكل العرب من أغلبية عظمى من السنة تبلغ نحو 75%، وبهم مجموعات غير كبيرة من المسيحيين والدروز والاسماعيليين والعلويين وبعض الشيعة وبعض المرشديين، ولكن جميعهم عرب.
في فرنسا اكثر من 10% غير فرنسيين ولكن لا أحد يزعم ان فرنسا دولة متعددة القوميات، وفي المانيا كذلك، وفي روسيا وهي 150 مليون يوجد نحو 20% من قوميات أخرى ولكن لا أحد يزعم ان روسيا دولة متعدد القوميات، وامريكا العظمى ذاتها هي خليط من الأجناس، وجنوب امريكا مكسيكيون في الأساس وفي أمريكا اليوم عشرات الملايين من الأمريكيين الجنوبيين ونحو 8 مليون مسلم وهم من قوميات اخرى إضافة لصينيين وهنود وغيرهم، ولكن لا احد يزعم ان امريكا دولة متعددة القوميات، ولم نرى احد في المانيا او امريكا او فرنسا يطالب بجعلها دولاً متعددة اللغات أيضاَ، ولكن الأنظمة الديمقراطية هناك تفسح أمام الجميع نيل حقوقهم على قدم المساواة كمواطنين على اساس المواطنة المتساوية في دولة المؤسسات والقانون.
الخلاف هنا ليس مجرد خلاف علمي على التوصيف والتسمية، بل خلاف تسعى جهات محددة خارجية وداخلية للبناء عليه بما يتعلق بمصير سورية ومستقبلها كدولة وكنظام سياسي بل ربما بوحدتها.
وللحديث بقية.
Hany Khoury
كلامك معظمه مغلوط فاذا كان الاكراد 12 الى 15 % والتركمان اكثر من 15% والمسيحيون كانوا في هام 1927 حوالي 28% من السكان والعرب نفسهم بدو وغير بدو والحلبي على خلاف دائم بالمنهجية والتفكير مع ابن الشام والاقليات الاخرى لا تقل عن ثلاثين بالمائة فاين الاكثرية واين التكوينة العربية الا اذا اعتبرت التكاثر السكاني والتغول على المكونات الاخرى وابتلاع البلدان هو حق هناك تكوين للمغتربين السوريين مختلف جدا عن نسبك وتجعل من السنة اقلية كغيرهم اذا قسناهم بقياس الاصول السكانية مع اني ضد التصغير والتكبير والحديث بالطائفية فسورية بغناه وتنوعها للجميع ليس لان فيها اكثرية والاكثرية الموجودة فقط هي اكثرية العيش المشترك
Salah Badradin
طبعا لن أناقشك طويلا على موقفك الغريب المنافي للحقيقة حيث أن دساتير روسيا وبلجيكا وسويسرا ووووو تنص على التعددية القومية وسأحيلك الى وثائق الثورة السورية والمعارضة بمختلف أطيافها التي تتبنى مقولة ( سوريا التعددية ) أو العمل من أجل سوريا الديموقراطية التعددية الجديدة وبماأني كنت أعرفك – معارضا – فعليك اما الالتزام او الخروج من صفوفها من حقك عدم الاعتراف بحقوق الأخرين أما وجودهم فلا يخضع لا لرغباتك ولا تمنيات النظام وسائر الشوفينيين .
Samir seifan
في سورية تعددية سياسية ، هذا ما ورد في وثائق المجلس الوطني والائتلاف، ثم ليس للمعارضة إطار تنظيمي جامع، ثم لا علم لي انك تنطق بلسان المعارضة حتى تدخل او تخرج أحداً منها، ثم ما بالك تستنفر عندما تسمع راي يخالفك بما يذكرني بالمتعصبين القوميين العروبيين، فعليك بمقابلة الحجة بالحجة ودع الجميع يسمعون رايك فقد تقنعني وتقنعهم.
Salah Badradin
مرة أخرى تصر على الخطأ هل رأيت الوثيقة المشتركة بين – الائتلاف – والمجلس الوطني الكردي ؟ وانظر ماجاء فيها ثم لماذا – تعصب – انا رديت وأظهرت خطأ بوستك بالحجة والقرائن وكذلك فعل اخوة آخرون وأنت لم تصحح ولم تجب وللأسف لست ناطقا باسم أية معارضة منذ أن خطفها ( الداعمون من أصدقاء الشعب السوري وأنت تعرفهم جيدا مع ألف تعجب ) ثم أن الغاء أي مكون قومي أصيل في أي بلد قسرا يعتبر جريمة بحق الإنسانية وكما يظهر بعض المثقفين العرب السوريين المغالين لاتنفعهم اطروحات المعتدلين الكرد المؤمنين بالعيش المشترك وحل القضية الكردية في اطار سوريا الديموقراطية التعددية التشاركية الموحدة بل يرغبون مغالين كرد مثلهم وعلى نفس خطابهم والنتيجة تدمير البلاد وضرب الوحدة الوطنية في القرن الحادي والعشرين مازال في بلدي وبكل أسف من يعجز عن تعريف الشعب السوري ومعرفة مكوناته بأمانة وموضوعية .