محمد صالح جمعة: حزب PKK وفرعه في كوردستان سوريا عملاء لـ طهران ودمشق

  حاوره في هولير: عمر كوجري
قال الدكتور محمد صالح جمعة المستشار السياسي للرئيس مسعود بارزاني في حوار مع “صحيفة كوردستان” أن العمال الكوردستاني مسؤول عن كل الدمار في شمال كوردستان، وحقق رغبة اردوغان في تدمير المدن والقرى الكوردية، وذكر أن أمريكا تريد التخلص من ب ك ك واردوغان بالوقت نفسه. وجماعة قنديل مسؤولون عن كل الفظائع بحق الكورد سواء في شمال كوردستان أو حتى في غرب كوردستان.
*يقود الرئيس مسعود بارزاني منذ أيام معركة تحرير محور خارز مع 5500 من البيشمركة، هل بدأ العد التنازلي لهزيمة داعش كلياً في كوردستان؟
نهاية داعش بدأت يوم فتح شنكال، وما يجري الآن هو للتحضير لمعركة الموصل وتحريرها ، داعش لن يستطيع البقاء كثيراً في كوردستان، وبمجيئه قدّم خدمة جليلة للشعب الكوردي، هؤلاء أفضل المسلمين، الإسلام خلال 1400 سنة قدّم خدمة كبيرة للعرب، وأضرّ بالكورد، بينما داعش قلب المعادلة، ومن يستطيع هزيمة داعش هم الكورد، لأن الكورد معروفون بالشجاعة والإقدام، الآن البيشمركة السائرون على نهج البارزاني يسطّرون أروع الملاحم ضد داعش، واستقلال كوردستان صار قريبا.
*هل تتوقع هزيمة داعش بشكل نهائي في هذه المرة؟
داعش لا تاريخ لهم، ولكنهم موجودون في البلاد العربية، والعقل العربي هو العقل الداعشي، لهذا السبب لا يستطيع أحد أن يقول لداعش: إنك لست مسلماً، ما يقوله داعش انبنى على الإسلام، محيط داعش موجود ومتوفر، ولكن ليس في كوردستان.
* ألست معي أن هناك داعش كوردي أيضاً؟
نعم هناك داعش كوردي، ولكن قليل، أنصار الاسلام كانوا دواعش، لكن أمريكا أنهتهم وصفتهم، جوهر الاسلام داعش، الداعش الكوردي موجود لكن قليل، البيئة الكوردية ” لافظة” لهذا التنظيم.
 
*قبل أيام حدث اتفاق بين يكيتي وكوران، كيف تقرأ هذا الاتفاق؟
الحزبان باختصار كانا حزباً واحداً، إيران فرقتهم، وإيران الآن تجمعهم، نوشيروان هو رجل إيران القوي، وحزب يكيتي حالياً في أضعف حالاته، ونوشيروان هو الذي سيمسك بزمام كل الأمور طبعاً بدعم إيراني، وبالنسبة لكوردستان هذا الاتفاق غير مهم، لا تنس أن هناك 63 دولة علاقاتها مع كوردستان أكثر من رائعة، من مصلحتنا التفاهم أكثر مع إيران، واسرائيل والسعودية.
*أوساط إعلامية تتحدث عن زيارة الرئيس البارزاني المرتقبة لطهران، أنها قد تكون لترطيب الأجواء معها.
ايران دولة عاقلة ونحن عقلاء، يجب أن نكون دبلوماسيين، نحن الكورد ضد الحروب، والتعاون شيء جيد، وذهاب السروك شيء مبارك، استراتيجيتنا لن تختلف، نحن نطالب بدولة واستقلال كوردستان، وهم يريدون لنا ان نكون عبيداً، السروك لا يتنازل عن الثوابت الكوردية، لا ” تخاف عليه”  نريد أن نقول لهم إننا يجب أن نحيا معاً دون عداوات، إيران دولة تعرف مصالحها، وكورد اليوم هم ليسوا كورد الأمس، لاتنس أن اسرائيل معنا والسعودية معنا، ليس من مصلحة إيران إزعاجنا.
* لماذا موقفك سلبي عن إيران بشكل عام؟
 إيران يا صديقي، مسؤولة عن كل مشاكل المنطقة، فهي تتدخل في العراق” الشيعي” وسوريا عبر دعم نظام بشار، ولبنان واليمن، معظم مشاكل الشرق الأوسط، إيران مسؤولة عنها. فشلت بالورقة النووية، الغرب قلّم أظافرها، هي ضعيفة الآن، لا تهتم لخطابات المسؤولين النارية، الداخل الإيراني مكسور ومهزوز.
*برأيك، هل يساعد الوضع الداخلي لكوردستان ليعلن الرئيس بارزاني قيام” دولة كوردستان”؟
 يعلمنا التاريخ أن الأعداء موجودون على الدوام سواء أكانوا في الداخل أم الخارج، أمريكا حليفتنا، و63 دولة حلفاء لنا، لدينا أفضل أنواع الأسلحة، هناك أسرار لا أستطيع إفشاءها عبر صحيفتك “كوردستان”، نعم هناك في الداخل من لا يروق له هذا، لكني أشفق عليهم، هم لعبة رخيصة بيد إيران، دولة كوردستان قادمة، أطمئنك.
* ولكن، بعض الحركة السياسية الكوردية في جنوب كوردستان غير متعاونة مع الرئيس بارزاني.
هؤلاء لا يمثلون الشعب الكوردي، لا تحسب لهم حساباً، أعداء إعلان دولة كوردستان معروفون، وهم الاتحاد وكوران وب ك ك وفي كوردستان سوريا ب ي د هؤلاء كلهم عملاء لإيران.
الشعب الكوردي قرر، وسيدافع عن قراره للنهاية، لم يعد الحلم حلماً، هم قريبون من ايران، ونحن قريبون من إرادة شعبنا ومن امريكا والسعودية واسرائيل، أي حلف أقوى برأيك؟
 كما قلت لك ايران، لها يد حتى في عدم دخول بيشمركة روجافا إلى موطنهم للدفاع عنه، كل هذه الضجة المفتعلة إيران وراءها، للاسف عملاؤها ينفّذون ما تطلبة منهم حرفياً.
*دائماً تدعو لعلاقات على مستوى كبير بين الكورد وإسرائيل، لماذا؟
أنا أنظر للموضوع كمحلل سياسي، انظر لتاريخ هذه الدول في المنطقة، من مصلحة الكورد أن تكون لهم “كونفيدرالية” مع إسرائيل، إسرائيل ليست عدوة الكورد، أنا أدعو حكومة كوردستان لإفساح المجال لإسرائيل بتأسيس قاعدة عسكرية كبرى في كوردستان، وكذلك الكلام للسعودية، نحن ضمن محيط عدو، علاقتا مع إسرائيل على الصعيد الاستراتيجي مهم، إسرائيل من أقوى الدول في المنطقة، لماذا لا نقيم معها علاقات واسعة، إن أعلنا دولة كوردستان، ستكون إسرائيل السباقة لمباركتنا، ماذا ننتظر؟
 
  * قبل أيام مضت على اتفاقية سايكس بيكو مئة عام، هل ثمة اتفاقية قادمة يكون للكورد فيها دور ومصلحة؟
 التاريخ ظلمنا كثيرا، الاتفاق كان بين الدول العظمى لاقتسام تركة الرجل المريض، أكبر المظلومين كان الكورد، الآن الغرب يريد أن يصحح خطأه، العرب كانوا ضمن الانتداب الفرنسي والبريطاني، وهم عمروا البلاد العربية، أما نحن فقد ذقنا ويلات الحروب، والتهميش، سايكس بيكو مات مع دخول داعش لكوردستان، هؤلاء ألغوا الحدود بين سوريا والعراق.
*حالياً، كوردستان تفرغ من ناسها، من المسؤول عن كل ما يحدث لبلدنا؟
من يفرّغ غرب كوردستان حالياً هم عملاء النظام السوري، هو حزب ب ي د بالتحديد، البقية هم جوقة” صغيرة” لا حول لها ولاقوة، ولكن تأكد أن حزب ب ي د بعنجهيته وغطرسته سيزول مع زوال نظام الأسد، والنظام السوري حالياً واقف على عصا منخورة. حزب ب ي د ينفذ بالحرف ما يطلبه منه نظام دمشق، هم متخوفون من البارزاني ونهج الكوردايتي، لهذا يساهمون في تهجير الشعب، وعدم توفير الأمان له، وزج الشباب في أتون ومحارق حروب لا معنى لها، أنا حزين لحال الشباب الكوردي الذي هرب من بطش هؤلاء، وركب البحار لأجل النجاة بحياته المهددة أمنياً واجتماعياً.
 ولكني لست ضد وجود الشباب الكوردي في أوروبا، هؤلاء سيعودون في جعبتهم الكثير لإعمار كوردستان، حالياً في أمريكا وحدها 37 مليون ألماني، هؤلاء لهم دور كبير في جعل ألمانيا دولة عظمى.
 *ولكن كوردستان سوريا أفرغت من شبابها، البنية الديمغرافية لصالح ” الأغراب” ما الحل؟
لا تخف، رغم كل شيء كوردستان سوريا حقيقة قائمة وقادمة أيضاً، نحن ندفع ضريبة العقل الآبوجي القادم من قنديل، علينا المزيد من التماسك المزيد من التلاحم، الآبوجيون غيوم عابرة، وكذا عاقرة في وطننا.
 *الكورد حالياً منخرطون في معركة ” تحرير ” الرقة” ما فائدة أن يُساح دماء كوردية في أرض غير كوردية؟
 إنه خطأ فادح أن يدفع حزب ب ي د بشبابنا في معركة لا فائدة لنا بها، للأسف هذا الحزب ينفّذ مشيئة النظام السوري، إذا ليست لنا مصلحة في تحرير الرقة، وتسليمها للنظام أو للعرب، داعش إن لم يعتد علينا فهو ليس عدونا، أنا هكذا أفهم السياسة.
 حزب ب ي د يقول أنه مستعد للمشاركة في معركة الرقة باعتبار الرغبة أمريكية، هو لا يعرف أن امريكا سياسياً لن تناصره، ولاحظنا هذا في جنيف3 أمريكا تستعملهم وقت الحاجة” عسكرياً فقط، لن يحلموا بأي انفراج سياسي معهم، رأسهم حزب ب ك ك مازال على قائمة الإرهاب.
 *ولكنهم مستفيدون في النهاية، قد يؤسسون لانفراج سياسي مع أمريكا، لاشيء مستبعد في المصالح والسياسة.
 كنت سأكون فرحاً لو ذهبوا بإرادة ورغبة أمريكية، أمريكا مستفيدة من وجودهم، ولكن بصراحة من قال لهم: اذهبوا لجبهة الرقة هو نظام الأسد، أمريكا تتعامل معهم بحذر بالغ، ولكن في كوردستان التنسيق على أعلى المستويات.
*إذاً: الوضع في كوردستان سوريا يسوء.
النظام السوري هكذا يريد، من يدير حالياً كوردستان سوريا هم عملاء النظام، النظام يريد الكورد في حالة ضعف وتشتت وضياع وهروب، ويبرع حزب ب ي د في تحقيق رغبة النظام، ما لم يحققه النظام في بلدنا، حققه ب ي د بسهولة. مثلا لماذا لا يريدون دخول البيشمركة إلى وطنهم؟ لأن النظام يعلم أنه لو دخل بيشمركة روجافا سيحاربون داعش والنظام، سيقلبون المعادلة لصالح الكورد، وهذا خطر أحمر بالنسبة للنظام، قوات حزب ب ي د هم جزء من الجيش السوري، هل نسيت تصريح بثينة شعبان أيها الصحفي؟
 ب ي د يقول لا أريد دولة كوردية، وب ك ك يقول لو أعلن البارزاني عن دولة كوردية سيصل الدم للركب، هم عملاء إيران والنظام السوري، ويعملون ما يملى عليهم، هم جنود تحت الطلب.
* قبل أيام تسابقت قيادات في تف دم بالهجوم على بيشمركة روجافا، لماذا؟
هؤلاء يبيعون أنفسهم بشكل رخيص، هم شبيحة للاسف، هل تعلم أن تركيا وحتى النظام في سوريا لم يكونوا راضين عن دخول البيشمركة في معركة كوباني؟ ودخلوا وانتصروا، ومحا البارزاني الحدود وقتذاك، أعيد وأكرر أعضاء الدولة الكوردية هم حزب الاتحاد وكوران وب ك ك و ب  ي د، أقول هذا وأنا حزين.
 ولكن المجلس الكوردي أيضا ضعيف، ولاحول ولاقوة له.
المجلس الكوردي يعتبر عدواً لهؤلاء العملاء لأنه يسير على نهج البارزاني والكوردايتي، لهذا يحاولون إفشاله، وتفتيته وتهميشه، ولكن المجلس يسجل نقاطاً كبيرة على الصعيد الدبلوماسي في الخارج، المجلس سيكون قريباً قوياً ومعافى، إنه موضوع وقت، أنا أعرف ما أقول، لدي رسائل أحب إيصالها عبر صحيفتك، الموضوع الكوردي لن يحل إلا في هولير.
*ماذا عن حرب اردوغان المفتوحة في شمال كوردستان؟ ماذا عن دمار نصيبين، وهذا التكتم الإعلامي؟
 كل هذا بسبب سياسات ب ك ك الخاطئة، اردوغان كان يريدها من الله، اردوغان يريد انهاء ب ك ك وامريكا تبارك له ما يقوم به لهذا تجد هذا التكتم الإعلامي الكبير في نصيبين وغيرها، أمريكا تريد التخلص من ب ك ك واردوغان بالوقت نفسه. جماعة قنديل مسؤولون عن كل الفظائع بحق الكورد سواء في شمال كوردستان أو حتى في غرب كوردستان، أمريكا تريد إنهاء نفوذ جماعة قنديل في حزب ب ي د أيضاً، رغم صرامة العمال الكوردستاني، لكني أتوقع أن يتفتت وينشق إلى أربع أو خمس كتل.
*ماوضع كورد ” شرق كوردستان” في كل هذه المعادلات؟
الفرصة مؤاتية لهم لينتفضوا ضد نظام الملالي في إيران، المجتمع الدولي سيساعدهم، امريكا ستدعمهم، وهذا أمر مهم، قريباً بيشمركة بيشوا سينتصرون على العنجهية الايرانية.
زوال النظام الايراني رغبة امريكية سعودية اسرائيلية، هؤلاء لا يلعبون. 

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

أحمد خليف الشباب السوري اليوم يحمل على عاتقه مسؤولية بناء المستقبل، بعد أن أصبح الوطن على أعتاب مرحلة جديدة من التغيير والإصلاح. جيل الثورة، الذي واجه تحديات الحرب وتحمل أعباءها، ليس مجرد شاهد على الأحداث، بل هو شريك أساسي في صنع هذا المستقبل، سواء في السياسة أو في الاقتصاد. الحكومة الجديدة، التي تسعى جاهدة لفتح أبواب التغيير وإعادة بناء الوطن…

إبراهيم اليوسف إنَّ إشكالية العقل الأحادي تكمن في تجزئته للحقائق، وتعامله بانتقائية تخدم مصالحه الضيقة، متجاهلاً التعقيدات التي تصوغ واقع الشعوب. هذه الإشكالية تطفو على السطح بجلاء في الموقف من الكرد، حيث يُطلب من الكرد السوريين إدانة حزب العمال الكردستاني (ب ك ك) وكأنهم هم من جاؤوا به، أو أنهم هم من تبنوه بإجماع مطلق. الحقيقة أن “ب ك ك”…

شيروان شاهين سوريا، الدولة ذات ال 104 أعوام البلد الذي كان يومًا حلمًا للفكر العلماني والليبرالي، أصبح اليوم ملعبًا للمحتلين من كل حدب وصوب، من إيران إلى تركيا، مرورًا بكل تنظيم إرهابي يمكن أن يخطر على البال. فبشار الأسد، الذي صدع رؤوسنا بعروبته الزائفة، لم يكتفِ بتحويل بلاده إلى جسر عبور للنفوذ الإيراني، بل سلمها بكل طيبة خاطر…

ماجد ع محمد بعد أن كرَّر الوالدُ تلاوة قصة الخريطة المرسومة على الجريدة لأولاده، شارحاً لهم كيف أعادَ الطفلُ بكل سهولة تشكيل الصورة الممزقة، وبما أن مشاهِدَ القصف والتدمير والتدخلات الدولية واستقدام المرتزقة من دول العالم ومجيء الجيوش الأجنبية والاقليمية كانت كفيلة بتعريف أولاده وكل أبناء وبنات البلد بالمناطق النائية والمنسية من بلدهم وكأنَّهم في درسٍ دائمٍ لمادة الجغرافيا، وبما…