عبد الحميد درويش يكرم الرفاق القدامى

اعلام الحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا

في يوم 25/5/2007 ، وبمناسبة الذكرى الخمسين لتأسيس حزبنا الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا ، أقيم احتفال لتكريم الرفاق القدامى ، الذين انضموا إلى صفوف الحزب في السنوات الأولى ( 1957 – 1960 ) من الرجال والنساء ، وذلك وفاء لمبادرتهم وانضمامهم الى ركب الحركة السياسية الكردية في ذلك الوقت المبكر وفي تلك الظروف الصعبة حينما جازفوا بكل شيء عندما كان النضال مكلفا فالسجن والتعذيب والملاحقة والحرمان كان بانتظار من ينضم إلى ذلك الركب ..

لقد أسس هؤلاء لقيام حركة سياسية كردية معاصرة تعتمد أسس الديمقراطية ومبادئ حقوق الإنسان وناضلوا من أجل مجتمع مدني متحضر.

وبفضلهم فقد دخلت أجيال من أبناء شعبنا الكردي هذا المضمار لكي يتشبعوا بهذه القيم السامية ولكي يناضلوا من أجل حماية الوجود القومي الكردي والحفاظ على الخصوصية القومية وعلى الثقافة واللغة الكردية وإفشال حملات التعريب وقاوموا سياسة الاضطهاد القومي القاسية بكل صلابة .
وقد بدأ الاحتفال بكلمة ترحيبية بالحضور ، وألقى الشاعر صالح حيدو قصيدة شعرية بالمناسبة ، ثم تحث الرفيق سكرتير الحزب ،تلاه الاستاذ بشير سعدي بإلقاء كلمة ، ثم ألقى الاستاذ صالح ملا سليمان عن الرفاق القدامى ..

وفيما يلي نصوص الكلمات :

كلمة الاستاذ عبد الحميد درويش سكرتير الحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا ..
أيها الرفاق الأعزاء ،أرحب اليوم بكم باسم حزبنا وباسم المكتب السياسي واللجنة المركزية ونشكركم على تلبية هذه الدعوة ، وأرحب في البداية بالأخ العزيز بشير سعدي رئيس المكتب السياسي للمنظمة الديمقراطية الآثورية  …
وقد دعوناكم اليوم الى هذا الاحتفال  ليكون تعبيرا عن وفاء حزبنا ورفاقنا لأولئك المناضلين الأوائل… أنتم تعلمون أننا كنا بدأنا في الحزب بعدد قليل كان يعد على الأصابع وكنتم أنتم من أولئك الأوائل ..

لقد بدأنا سلوك طريق النضال رغم كل الصعوبات ، أنتم تعلمون كم كنا نقاسي خاصة في عهد القمع والملاحقة ،كنا نشارك جماهيرنا حالة الفقر المدقع التي كانت سائدة ، فكثير من الأسر التي كانت تأوي مناضلينا ما كانت تستطيع تأمين الطعام فكنا نعيش على ( الخبز والشاي ) ،لكننا صبرنا ولم نتوقف واستمر النضال وسنستمر اليوم أيضا ، لقد قطع حزبنا شوطا جيدا في التقدم على طريق تحقيق الحقوق القومية وأني أرى ذلك اليوم الذي تتحقق فيه أماني شعبنا وحقوقه القومية ،  أراه قريبا..


لقد امتاز حزبنا بخصائص نضالية عالية وتبنى نهجا صادقا ولم يلجأ يوما إلى إشباع عواطف الشعب أو خداعه وكان ذلك يتطلب عملا صعبا وجهدا مضاعفا  بالنسبة لنا ، فالشعب المضطهد يتعطش الى الخلاص وتؤثر فيه الشعارات المخادعة ويتلهف لبلوغ الهدف ولذا فإن طرح الشعارات البراقة والمتاجرة بالمعاناة يصبح أمرا ميسورا  ، لكننا رفضنا ممارسته لأنه يلحق الضرر بشعبنا وبقضيته ، حزبنا رفض دائما تلك المتاجرة وكان يصارح الجمهور بحقائق الواقع بكل مرارته ، لذا فقد تحمل رفاقنا كثيرا من التعقيد والصعوبات في ساحة كثُر فيها من يتاجر ويطرح شعارات تشبع العاطفة فقط .

وأنا أرى أننا اليوم أيضا علينا التمسك بذلك النهج ، علينا الحفاظ على ذلك الإخلاص وعلينا التركيز على مسألتين أراها هامتين اليوم ، وهي :
1 ـ الابتعاد كليا عن التعصب والتزمت العنصري والقومي وعن التطرف في كل الأمور ، فالتطرف لم يؤدي يوما الى حل القضايا القومية ،ولن يكون التطرف حلا لقضيتنا الكردية ، والبديل هو التحلي بالفكر الديمقراطي والواقعي .
2 ـ الابتعاد عن التلاعب بعواطف الناس والابتعاد عن الشعارات التي تؤدي الى الانعزال عن باقي مكونات البلاد  من العرب والسريان والآشوريين وغيرهم .

وعلينا تحمل صعوبة تفهم الناس للسياسة الموضوعية ، ونحن لنا كثير من الخبرة والمران في ذلك .
مرة أخرى أرحب بكم جميعا ، وأخص بالترحيب الأخ الأستاذ بشير سعدي رئيس المكتب السياسي للمنظمة الديمقراطية الآثورية والوفد المرافق له .

 
 
كلمة الاستاذ بشير سعدي – رئيس المكتب السياسي للمنظمة الديمقراطية الآثورية
الأستاذ عبد الحميد درويش سكرتير الحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا ، أيها السادة الأصدقاء في قيادة الحزب وقواعده ..
 أود أن أعبر عن شكري لدعوتكم لنا الى هذه المناسبة الهامة حيث هي تعبير صادق لتقديركم لهذه المجموعة الكبيرة والمناضلة ، وهي مبادرة طيبة في الوفاء للرعيل الأول ..
أيها الأخوة : ان لحزبكم مكانة سامية ليس فقط على الساحة الكردية بل على مجمل الساحة الوطنية السورية ، وهو حزب انطلق من أرضية وطنية وديمقراطية واعتمد سلوكية ورؤى تعتمد على العلمانية ومبدأ المساواة بين جميع مكونات الشعب السوري من عرب وكرد وسريان وآشوريين وقد التزم بهذا المنهج في الفكر والممارسة .
أيها الأخوة لقد كنتم أنتم الرعيل الأول الذي وضع اللبنة الأولى والأساسية في حركة تناضل من أجل بناء مجتمع ديمقراطي ومدني ، ونحن نشعر بالافتخار والسعادة عندما شاءت الأقدار أن يكون تأسيس حزبكم وتأسيس منظمتنا قد جاءا في نفس السنة ( 15/7/1957 ) ونحن نتشابه كثيرا في الطرح السياسي ونعمل على أرض واحدة ونفتخر بهذه العلاقة الرفيعة بين حزبينا .
نحن ننادي بمجتمع علماني ديمقراطي ، وبحقوق الإنسان والمواطنة المتساوية وبأن هذا الوطن ملك نهائي للجميع بغض النظر عن الانتماء القومي أو الديني ،ونقول بقيام نظام ديمقراطي يضمن حقوق الجميع تحت خيمة وطنية سورية تجمعنا .
نعتز بالصداقة مع حزبينا وبعلاقاتنا الشخصية مع زعيم حزبكم الأخ والصديق الكبير الأستاذ عبد الحميد درويش الذي يحق لكم الافتخار به ، وهو الشخص الذي له الدور الأكبر خلال الأيام والسنين الماضية في بناء علاقة وطيدة بيننا نفتخر بها ، ان رئيس حزبكم يتسم بالحكمة والجرأة وقول الحقيقة حين يصعب على الآخرين قولها ، ولذا نراه يرمى بحجارة البعض بين الحين والآخر ،نعم فهناك متضررون من حكمته واعتداله وموضوعيته ، وأنا أقول أن الشجرة المثمرة هي التي تتعرض لرمي الحجارة التي ستسقط خائبة حتما ..

ان من أهم نتائج توطد العلاقة بين حزبينا هو التقارب والتفاهم بين شعبينا ، فنحن أبناء وطن واحد ونحتاج للتضامن معا لترسيخ قيم العيش المشترك  ، وليكن دائما هذا التعاون نموذجا في بناء علاقة لجذب كافة القوى السياسية وتقريب الرؤى السياسية التي تؤدي الى تحقيق أهدافنا في بناء المجتمع المدني العلماني الديمقراطي ، المبني على مبادئ حقوق الإنسان ، ولكي تكون بلادنا سوريا وطنا نهائيا لجميع أبنائها ..

وليكون مجتمعنا مجتمعا تسوده العدالة والمساواة .


ان حزبكم وحزبنا يسيران على أرضية وطنية واحدة وبنهج وفكر متقاربين يتسم بالاعتدال ونبذ التعصب والتطرف سواء كان قوميا أو سياسيا أو دينيا ، فالتطرف مرض وهو خطر يواجهنا جميعا ، ولذا علينا أن نبقى معا في جبهة واحدة في مواجهة التطرف الذي يأتينا من كل حدب وصوب ، لنبني معا جبهة الاعتدال وجبهة الديمقراطية في مواجهة جبهة التطرف ..
مرة أخرى نهنئكم بهذه المناسبة ، ونعبر عن اعتزازنا بالعلاقة الوطيدة مع حزبكم ومع الأستاذ عبد الحميد درويش الذي كان له الفضل في فتح أبواب الالتقاء وتوثق العلاقة بين حزبينا وشعبينا ..

وشكر لكم
صالح ملا سليمان :
أتوجه باسم الرفاق الأوائل وباسم عائلتنا ( عائلة ملا سليمان درويش )  بالتحية لكم جميعا  في هذه المناسبة ، مناسبة تأسيس أول حزب كردي ..

أهنئكم جميعا ، وأشكر الرفيق حميد الذي دعانا لهذه المناسبة المجيدة ، أنا كنت صغيرا في تلك المرحلة وحين أراكم اليوم أتذكر تلك الأيام وأتذكر النضال الذي كان من أجل الكردايتي وكان له قيمة عالية وطعم خاص ، وان تغير الآن نتيجة حدوث الخلافات ..

استميحكم العذر فأنا لم أحضر كلمة لهذه المناسبة وقد فاجأني الرفاق بإلقاء هذه الكلمة  … أهنئكم مرة أحرى بمناسبة الذكرى الخمسين لتأسيس الحزب وأشكر الأستاذ حميد والحزب الديمقراطي التقدمي الكردي الذي أقام هذا الاحتفال .

وشكر

 القامشلي 26/5/2007

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

إبراهيم اليوسف لا ريب أنه عندما تتحول حقوق الإنسان إلى أولوية نضالية في عالم غارق بالصراعات والانتهاكات، فإن منظمات المجتمع المدني الجادة تبرز كحارس أمين على القيم الإنسانية. في هذا السياق، تحديداً، تأسست منظمة حقوق الإنسان في سوريا- ماف في مدينة قامشلي، عام 2004، كردّ فعل سلمي حضاري على انتهاكات صارخة شهدتها المنطقة، وبخاصة بعد انتفاضة آذار الكردية 2004. ومنذ…

عنايت ديكو   الوجه الأول: – أرى أن صفقة “بهچلي – أوجلان” هي عبارة عن اتفاقية ذات طابع أمني وجيوسياسي بحت، بدأت معالمها تتكشف بشكل واضح لكل من يتابع الوضع عن كثب، ويلاحظ توزيع الأدوار وتأثيراتها على مختلف الأصعدة السياسية، الأمنية، والاجتماعية داخل تركيا وخارجها. الهدف الرئيسي من هذه الصفقة هو ضمان الأمن القومي التركي وتعزيز الجبهة الداخلية بجميع تفاصيلها…

اكرم حسين العلمانيّة هي مبدأ سياسي وفلسفي يهدف إلى فصل الدين عن الدولة والمؤسسات الحكومية ، وتنظيم الشؤون العامة بما يعتمد على المنطق، والعقلانية، والقوانين الوضعية بدون تدخل ديني. يتضمن مبدأ العلمانيّة الحفاظ على حرية الدين والمعتقد للأفراد، وضمان عدم التمييز ضد أي شخص بسبب دينه أو اعتقاده. تاريخياً ظهرت العلمانية مع اندلاع الثورة الفرنسية حيث خرجت الطبقة البرجوازية…

اننا في الفيدرالية السورية لحقوق الانسان والمنظمات والهيئات المدافعة عن حقوق الإنسان في سورية، وبالمشاركة مع أطفال العالم وجميع المدافعين عن حقوق الطفل وحقوق المرأة وحقوق الانسان، نحيي احتفال العالم بالذكرى السنوية الثلاثين لاتفاقية حقوق الطفل، التي تؤكد على الحقوق الأساسية للطفل في كل مكان وزمان. وقد نالت هذه الاتفاقية التصديق عليها في معظم أنحاء العالم، بعد أن أقرتها الجمعية…