الفيدرالية الديمقراطية, وحديث الساعة

نذير عجو

**سورياً وإقليمياً :
أقاموا
القيامة ولم يقعدوها , والحدث هو تحويل وتحوير مفهوم نظام الفيدرالية إلى مفاهيم
هدّامة!!!وإتهامات بالتقسيم !!! , تبريراً لعقليات ولمواقف وسلوكيات عنصرية متطرفة
إتجاه مطلب مشروع  لشعب عانى الظلم والقهر والإنكار مع الكثير من التنكيل والقتل
والمجازر , لابل مشروع وحيد لإنقاذ السوريين من مستنقع حالهم . 
فكم يقلبها
المرء يميناً ويساراً ليتفهم مدى عدوانية هؤلاء المحيطين , إتجاه حقوق الشعب
الكوردي والتي أقرتها كل الشرائع السماوية والوضعية لكل الشعوب ,  فلا يرى فيها
تفسيراً له كحالة بشرية أو إنسانية .
ويوماً بعد يوم يُكشف الستار عن شراسة وعدوانية هؤلاء , للشعب الكوردي كلما حاولوا
كسر القيود والتعبير عن الذات والوجود , ولن نذهب بعيداً خارج سوريا , لنتكلم عن
الحدث الأخير ( الفيدرالية الديمقراطية ) , فرغم طمئنة القائمين بها إعلاناً
بالمضمون والسلوك بأن تلك الفيدرالية ديمقراطية وبعيدة عن الخصوصية الكوردية , وهي
شاملة لكل مكونات منطقة الدعوة !!! , والغاية منها إدارة المنطقة بعيداً عن التدمير
والقتل والمذابح والمجازر , ولكن أكثر السوريين طار صوابهم بإعتبار من يحرك ذلك
الحدث هو كوردي وفقط كوردي , ويريدها بغاية الدفاع وحماية الذات , وليبرروا عدوانهم
وشراستهم للكورد يثبتون ويتعمقون في عنصريتهم وتطرفهم بممارسة إضافية للنفاق والعهر
السياسي (النظام والمعارضة ) المتمثل في تكلمهم عن :
– الدستور العربي
السوري السابق والمتوقع لاحقاً في جدية التطبيق وحفظ الحقوق ولاسيما الكوردية ,
والحسود لايسود  !!!.  
– رأي السوريين في كل حدث وتفاعل و إلتزام القادة بما
يقرره السوريون , والعين ما تصيبهم !!!.
– الوطن والوطنية التي فرخت مئات بل
آلاف المجموعات المرتبطة بالأجندات الخارجية , وكأسك ياوطن !!!.
–  وحدة سوريا
شعباً وتراباً وسماءاً و….. مرفقة بخرزة زرقاء !!!.
–  مسألة الحقوق والعدالة
الإلهية في توزيعها , وياغيرة السماء منها !!!.
–  الكورد من النسيج السوري وما
أصابهم من تلك , السجادة المهتئرئة !!!.
فهل من نفاق وعهر أفظع من هذا ,
أمام تحول أنظار الكل عما يجري في الواقع السوري من وحشية داعش وغيرها من الفصائل
الهمجية , وفاشية النظام , وعدوانية المعارضة , والتفرغ لحدث الفيدرالية
الديمقراطية ومبررات العداء لها .
** كوردياً :
 الكثيرون منا لا يتعارضون مع
المطروح بالفيدرالية من حيث المبدأ , وبأن الحد الأدني للأمان الكوردي وتحقيق حريته
وحقوقه المشروعة هي الفدرالية الممثلة للوجود الكوردي أرضاً وشعباً , لابل أضيف
أنها الحل الوحيد في إنقاذ السوريين من مستنقعهم الحالي , بعيداَ عن خطابات العهر
السياسي حيث الصراعات السلطوية وتبني شعارات الديمقراطية وماشابهها (النظام
الإستبدادي الديكتاتوري ينادي ليلاً نهاراً بالديمقراطية !!!, مشايخ المعارضة تنادي
للديمقراطية !!!, الفيدرالية الديمقراطية المعلنة بعشائرها ومشايخها السياسيين
ينادون للديمقراطية !!! ,….) .
ولكن لانستطيع التفائل الزائد بتلك النسخة من
الفيدرالية الديمقراطية !!! المعلنة , مع التأكيد المتكرر بأننا لسنا ضدها بالمبدأ
, ولكن لانستطيع دعمها بسبب الحيثيات ومجريات إقرارها ومضامينها وغاياتها التشكيكية
وإعلان نتيجتها خلال إسبوع والتي تتوافق مع جنيف 3 وعدم حضور ومشاركة المعلنين لهذا
الحدث , كما شابهه حدث الإعلان عن الكانتونات خلال عدم حضور معلنيها بتاريخ أحد
الجنيفات السابقة . 
وما سبق نقول في واقع الظرف التاريخي في إمكانية إسترداد
الحقوق المشروعة في تقرير المصير الذاتي ضمن الأحداث الجارية حيث لا مسؤولية الكورد
عنها , لابد من إستغلال الفرصة لتثبيت الحقوق , ولن نقول كما يقول الكثيرون
ويهلوسون بأنه لابد من الإنتظار والإقرار من خلال الدستور وأخذ رأي شعب لتقرير مصير
شعب يضطهده !!! , ولكن دعونا نصرح بمبررات التشكيك بتلك الفيدرالية الديمقراطية
بأسئلة  :
– ماذا لو , أعلنوا وهيئوا أولاً ولو لشهور تحولهم من الكانتونات
(التي صمت آذاننا من كونها حلاً محلياً وإقليمياً لابل عالمياً لتعايش الشعوب) إلى
الفيدرالية وبتلك السرعة الضوئية .
– ماذا لو , سعوا بعد تبنيهم للفيدرالية
بالتوافق مع مايمكنهم توسيع دائرتهم أكثر كوردياً , وهذا لايعني رفض الآخرين
المؤمنين بالتعايش المشترك والحقوق المشروعة للكل.
– ماذا لو , أعطوها صفة
الكوردية وبالتالي :
1- إسقاط ورقة التوت عن جماعة ال أنكسى الراكضين وراء
السراب مع المعارضة وذلك أمام الجماهير الكوردية, لوجودهم كقوى واقعية واضحة
التوجهات والتحركات نحو القضية والأهداف ( فيدرالية كوردستان سوريا).
2- فتح
المجال أمام إحتمالات التقارب مع الأنكس تحت ضغط  جماهيرها الحالمة بقوى واقعية
لتحقيق مطالب الشعب الكوردي , وكبح ماهم (انكس) ذاهبون إلية من اللا ممكن من قبول
المعارضة بالحقوق الكوردية أبعد من المواطنة .  
3- إنتظار إقتراب الكثيرين من
منتقديهم من الغيارة على حقوق شعبهم من خطواتهم على أرضية الغايات والأهداف القومية
.
4- الدفاع المدعوم بالمشروعية الحقوقية والسياسية وأمام العالم بحق الشعب
الكوردي المحروم من كل حقوقه وعدم الأعتراف به كشعب (من النظام والمعارضة سوية)
وبالتالي القول أنه في زمن الثورات لابد من هكذا خطوات إنقلابية بقوة وتعبئة
جماهيرية غير احادية واسعة ومدروسة المقدمات والعواقب , وبالتالي مبررات تضارب
وتصالب مصالح القوى المتحكمة دولياً مع مصالح قوة تمثل شعب ومبنية بشكل إضافي على
قاعدة حقوقية إنسانية . 
وبالنهاية دعونا نقول : 
جكارة بالأعداء (
الرافضين لحقوق الشعب الكوردي من بين الشعب السوري وغيرهم من الشعوب ) تعيش تلك
الفيدرالية الديمقراطية , كما قال أحدهم جكارة بروسيا تعيش أمريكا .

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

صلاح بدرالدين في البلدان المتحضرة التي يحترم حكامها شعوبهم ، وعلماؤهم ، ومفكروهم ، ومثقفوهم ، تولى مراكز الأبحاث ، والدراسات ، ومنصات الحوار الفكري ، والسياسي ، والثقافي ، أهمية خاصة ، وتخصص لها بشكل قانوني شفاف ميزانية خاصة تبلغ أحيانا من ١ الى ٢ ٪ من الميزانية العامة ، وتتابع مؤسسات الدولة ، بمافيها الرئاسات ، والوزارات الحكومية…

إبراهيم اليوسف لا ريب أنه عندما تتحول حقوق الإنسان إلى أولوية نضالية في عالم غارق بالصراعات والانتهاكات، فإن منظمات المجتمع المدني الجادة تبرز كحارس أمين على القيم الإنسانية. في هذا السياق، تحديداً، تأسست منظمة حقوق الإنسان في سوريا- ماف في مدينة قامشلي، عام 2004، كردّ فعل سلمي حضاري على انتهاكات صارخة شهدتها المنطقة، وبخاصة بعد انتفاضة آذار الكردية 2004. ومنذ…

عنايت ديكو   الوجه الأول: – أرى أن صفقة “بهچلي – أوجلان” هي عبارة عن اتفاقية ذات طابع أمني وجيوسياسي بحت، بدأت معالمها تتكشف بشكل واضح لكل من يتابع الوضع عن كثب، ويلاحظ توزيع الأدوار وتأثيراتها على مختلف الأصعدة السياسية، الأمنية، والاجتماعية داخل تركيا وخارجها. الهدف الرئيسي من هذه الصفقة هو ضمان الأمن القومي التركي وتعزيز الجبهة الداخلية بجميع تفاصيلها…

اكرم حسين العلمانيّة هي مبدأ سياسي وفلسفي يهدف إلى فصل الدين عن الدولة والمؤسسات الحكومية ، وتنظيم الشؤون العامة بما يعتمد على المنطق، والعقلانية، والقوانين الوضعية بدون تدخل ديني. يتضمن مبدأ العلمانيّة الحفاظ على حرية الدين والمعتقد للأفراد، وضمان عدم التمييز ضد أي شخص بسبب دينه أو اعتقاده. تاريخياً ظهرت العلمانية مع اندلاع الثورة الفرنسية حيث خرجت الطبقة البرجوازية…