«كُرد الأسد»

إذا كان بوتين صادقاً في نواياه تجاه كُرد الأسد (حزب الاتحاد الديمقراطي وجميع لواحقه من أحزاب المرجعية المطرودين من المجلس الكُردي) ويريد فعلاً إشراكهم في مفاوضات جنيف 3 فهو قادر على ذلك عبر ضمّ ممثلين عنهم إلى وفد النظام الذي أصبح كامل مصيره وقراره بيد روسيا وهذا سيكون أكثر منطقيةً من الناحية السياسية أيضاً حيث أنّ “كُرد الأسد” أنفسهم لا يقبلون في جميع أدبياتهم أن يتمّ إعتبارهم ممثلين عن الشعب الكُردي ومطالبهم بل عن الأمة الديمقراطية ذات الصبغة الأسدية، تماماً كما لا يرون في أنفسهم جزءاً من المعارضة بشقيها السياسي والعسكري بل كانوا ولازالوا يحاربونها إعلامياً وسياسياً وعسكرياً، وعلى أرض الواقع هم يحاربون مع جيش الأسد منذ خمس سنوات وهذا يعلمه القاصي والداني فلماذا هذا الإصرار على حضور مفاوضات جنيف ضمن وفد المعارضة؟؟!!
هل يطمح بوتين إلى تقوية الأسد عبر زرع محسوبين عليه ضمن وفد المعارضة، أم أنّ هذه المهاترات هي لإضاعة الوقت وهدر المزيد من الدماء وتعقيد الوضع السوري أكثر مما هو عليه الآن؟؟؟!!!

شارك المقال :

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 Comments
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
اقرأ أيضاً ...

درويش محما ظهور حزب العمال الكردستاني في اواخر السبعينات من القرن الماضي، هو أسوء ما حصل للكرد في تاريخهم المعاصر، وأفضل ما قد يحصل لهم في المستقبل القريب هو اختفاء هذا الحزب بكل فروعه ومشتقاته؛ وكلما سألني احدهم عن كيفية التخلص من هذه العاهة المستديمة التي اصابت الكرد في مقتل، كنت اقول: بقاء هذا الحزب من عدمه بيد انقرة….

كنت خلال يوم الجمعة 13/3/2004م مصاباً بكريبٍ شديدٍ، حين اتصل بي محافظ إدلب السيد حسين الهدّار رحمه الله، إذْ علم بأنّني مريضٌ، وأعلمني أنّه سيزورني في منزلي.. هيّأتُ نفسي كي أدعوه لتناول طعام العشاء في مطعم الشلال في حلب، وبينما نحن في طريقنا باتجاه المطعم، وردني اتصالٌ هاتفيٌّ من السيد سليم كبول محافظ الحسكة، رددتُ عليه، وراح يسألني الدكتور سليم:…

إبراهيم اليوسف عندما اغتصب الدكتاتور حافظ الأسد (1930- 2000) كرسي الحكم عبر انقلابه المشؤوم في 16 نوفمبر 1970، فإن موجة من الغضب هيمنت على سواد السوريين، ومن بينهم البعثيون الذين صعد إلى سدة السلطة عبر سلمهم، قبل أن يكسره لئلا يرتقي ويلحق به أحد. إلا أنه سرعان ما أعلن تغيير طائفته- على ما أذكر – لإرضاء السنة، وقد…

مضت سبعة أعوامٍ على الاحتلال التركي لمنطقة عفرين- أقصى شمال غربي سوريا في 18 آذار 2018م، بمشاركة ميليشيات ما سمي بـ “الجيش الوطني السوري”، التي كانت مرتبطة بالائتلاف السوري- الإخواني، وبغطاءٍ من فتاوى “الإمام الخطيب” و “علماء مسلمين متطرفين” و “المجلس الإسلامي السوري- استنبول”… ولا تزال الانتهاكات وارتكاب الجرائم المختلفة مستمرّة، رغم مرور أكثر من ثلاثة أشهر على سقوط نظام…