المثقف الكردي المستقل الجبان !

صالح جعفر

في ظل الخلافات الحادة التي تعصف حركتنا
السياسية في غربي كردستان  ينقسم المثقفون الى ثلاث فئات، فئة تؤيد الاتحاد
الديمقراطي و حلفائه  وفئة تؤيد المجلس الوطني الكردي و أصدقائه و فئة تقف بنفس
المسافة او تقريبا بين الطرفين.
هذه الفئة التي تتسم بالاستقلالية (ولو انها
نسبية ) تتعرض للهجوم و الابعاد و التهميش من الطرفين و أصدقائهما و تتهم من قبل
الطرفين و مثقفيهم بالجبن و الضبابية و التردد الخ .
و بما ان هذه الفئة لا تملك
نفس الإمكانيات الموجودة لدى خصومها فهي محرومة حتى من إسماع صوتها الى جمهورها
الذي يعاني نفس معاناتها من الاقصاء و التهميش .
و نتيجة لعدم وجود مؤسسات كردية مستقلة لكي تتصف هذه الفئة المظلومة تبقى هي
المتضررة (و خاصة المنتجة منها )الوحيدة من كافة النواحي السياسية و الاقتصادية و
الاجتماعية .
و الأنكى من كل هذا ان هذه الفئة تضحي بالكثير و لا تقبل ارضاء اي
طرف مقابل مصالحها الشخصية و رغم ذلك تُتهم بالضعف و الجبن و كأنها تخاف على
مصالحها !
ليس بالضرورة ان تكون هذه الفئة اكثر شجاعة من الآخرين ولكنها
بالتأكيد اكثر مصداقية منهم .

شارك المقال :

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 Comments
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
اقرأ أيضاً ...

عدنان بدرالدين   في توقيت لافت ومشحون بالدلالات، أعلن وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، في 20 أيار/مايو 2025، أن “نظام أحمد الشرع في سوريا قد ينهار في غضون أسابيع”، ما أعاد طرح تساؤلات جوهرية حول طبيعة الموقف الأميركي من التحولات الجارية في دمشق. هذا التصريح لم يأتِ بمعزل عن سياقه العام. فقد سبقه بأيام لقاء ثلاثي استثنائي جمع الرئيس الأميركي…

عزالدين ملا في لحظة مفصلية تشهد فيها الجغرافيا السياسية للشرق الأوسط إعادة تشكّل غير مسبوقة، أعادت الولايات المتحدة الأمريكية تموضعها في المنطقة من بوابة الخليج، عبر زيارة مثيرة للرئيس دونالد ترامب إلى السعودية وقطر والإمارات. لم تكن هذه الجولة مجرّد استعراض دبلوماسي، بل بدت كرسالة استراتيجية واضحة، واشنطن تعود بقوة إلى ساحة كانت قد تركتها لسنوات، وسوريا في…

طلال محمد في آذار الماضي، وبعد حراك سياسي وعسكري مفاجئ داخل الأراضي السورية، قدمت الولايات المتحدة قائمة من ثمانية مطالب ستراتيجية إلى الحكومة السورية الجديدة التي بدأت تتشكل بقيادة أحمد الشرع، الذي كان يعرف سابقاً باسم محمد الجولاني، قبل أن يُجري تحولاً في مواقفه وخطابه السياسي، ويتجه نحو لعب دور سياسي انتقالي في مرحلة ما بعد الأسد. ورغم ماضيه المعقد،…

حوران حم مع تعثّر المسارات السياسية وتجمّد الحلول الأممية للأزمة السورية، ووسط استمرار السيطرة المتعددة على الجغرافيا السورية بين قوى محلية تتفاوت في توجهاتها وهياكلها، يعود إلى الواجهة نقاش جدي حول مستقبل الدولة السورية: هل نحن أمام مرحلة تقاسم نفوذ تمهّد لتقسيم فعلي، أم أن ثمة إمكانية لإعادة إنتاج الدولة السورية بصيغة جديدة أكثر انسجامًا مع الواقع التعددي والديناميكيات المحلية؟…