بعيداً عن الأستذة حباً في التعلُّم يا أخي ابراهيم برو

 

 ابراهيم محمود

 

قرأت في قسم ” أخبار ، ولاتي مه، 30 تشرين
الثاني2015 “، توضيحاً من قبل الأخ ابراهيم رئيس المجلس الوطني الكردي في سوريا،
يردُّ فيه على الذين يسيئون إليه شخصياً وعائلياً، ولأنني لا أكتب هنا رداً، ولا
أصادر عليه هذا ” الحق “، أتوقف عند صيغة القول الوارد باسم الأستاذ برو، وبدءاً من
العنوان الذي يمثّل في مفهومه : مانشيتاً” بياناً ” لافتاً ومألوفاً في آن، دون أن
أقلّل من دوره ودور أي كان حباً بمجتمعه ووطنه وما هو إنساني عموماً:
لافت: لأن
العنوان يظهِر في الحال البعد” المنازلاتي في تاريخ ” عراكي/ حلباتي ” لم نتحرر من
فتنته ولن نتحرر من فتنته بعد وإلى أجل غير مسمى، تعزيزاً لذهنية لما تزل فاعلة في
أوساطنا الاجتماعية والسياسية والثقافية وبتفاوت كردياً في الصميم.

 

كل المحاولات لن تثنيني عن نضالي و سأبقى مضحياً في سبيل
قضيتي
..
ولا أدري ما إذا كان هذا العنوان تصدَّر ”
التوضيح ” من قبل الأستاذ برو أم لا، سوى أنه يحسَب على ” توضيحـ:ـه” إذ إنه مقيم
في الفقرة الثانية له .
تحت بند ” توضيح ” جاءت فقرتان: الأولى تمهّد للثانية،
في قرابة ” 150 كلمة “. هل من مشكل هنا؟
ربما هو مشكل لحظة أخذ العلم بعين
الواقع الذي يتصدع تحت وطأة هذه التصارعات والتربصات، وإن أُدرِكَ المشكلُ، ربما
يصبح التعامل معه أقل وطأة، وأقل ضرراً نفسياً.
مفردة ” توضيح ” لا توحي فقط
بوجود عطل في الإيصال، وإنما في التواصل: الإيصال من الطرف المعني، والتواصل مع
الطرف الآخر. وقراءة بنية ” توضيح ” توحي وبسهولة بوجود من يستفهم، أو غموض يحتاج
إنارة، وكأن الذي تسلسل في تينك الفقرتين: ما يقوله ” الطرف الخصم ” وهو أكثر من
شخص وجهة بالمقابل، وما هو منتظَر من الطرف ” الحليف، النصير ” وهو أكثر من نطاق
المجلس والحزب الذي ينتمي إليه الأخ برو، والموضوع يتعدى نطاق المفردة كلّياً، كما
لو أن الوارد في أصل التوضيح يزيل اللبس، ويوقف ” الخصم ” عند حده، كما يدفع
بـ”الحليف ” لأن يتنفس الصعداء، والعملية لو حلّت بالطريقة هذه، لمَا كنا ” كرداً ”
هكذا، ولما كان ” توضيح ” كهذا أساساً، إنما هي أكثر إيلاماً وحتى استفزازاً من
نزالات الإيديولوجيات المحتقنة وخلفياتها وأرضياتها ومغذّيها وفي معْلَمها
الكردي:
الأخ برو لم يدَّخر جهداً في اعتماد النمط التليد في مجابهة ” الآخر ”
وهو في محيطه ويقاسمه المصير الكردي وأبعد طبعاً، من خلال سلسلة من العبارات
الإنشائية، والرد علي ” الخصم ” بمنطقه في المجمل ” في إطار الهجمة الشرسة
التي اتعرض لها من خلال اصحاب النفوس الضعيفة على خلفية مواقفي السياسة المعبرة عن
الموقف الرسمي للمجلس الوطني الكردي حيث انني اتعرض للتهديدات و الاتهامات و
الاكاذيب التي تطال حتى تاريخ عائلتي الوطنية و المعروفة من قبل كل صاحب ضمير حي و
كذلك شخصيتي التي كرستها خدمة لهذه القضية و تعرضت خلالها للاعتقالات و التعذيب و
الفصل لكن وصل الأمر لدى بعض الجهات و الشخصيات الذين فقدو القيم الاخلاقية ان
يتجاوزوا جميع القيم بخلق الاكاذيب والإشاعات اللاخلاقية تجاه أفراد عائلتي بأشكال
متعددة
.”:
تلك هي الفقرة الأولى وقد أوردتها كاملة للنظر فيها: ”
الهجمة الشرسة ” إظهاراً لكيدية الآخر، ومن ” أصحاب النفوس الضعيفة “، ولا أدري كيف
يمكن الربط بين العبارة الأولى ومصدرها، وهل حقاً، أن الهجمة الشرسة من هذا المعيار
تعرّف بأصحابها وهم ذوو نفوس ضعيفة، أم إن ثمة متابعة لكل ” طرف ” للآخر، وكيفية
استثارته وتحريك ” سوق الشعارات والتخاصمات “؟ وهل كتابة ” الموقف الرسمي
للمجلس الوطني الكردي
” تمثل عنصر صيانة للموضّح، وإدانة مستحقة للآخر،
وتحيل القضية ” الشخصية هنا إلى عامة، أم إن هناك اعتبارات شخصية أيضاً لا يجب
التقليل من شأنها، أعني ما يعتمل من حساسيات لها دورها في المخاصمات هذه؟
ثم ما
الذي يُستقرَأ من هذا الثالوث القدحي من قبل الآخر” التهديدات، الاتهامات، الأكاذيب
“،إمعاناً في تأكيد ” سعار” الآخر، وفي الوقت نفسه في إبراز مقام المتكلم كذلك:
التهديدات عينها تقوم على عامل اتهام وأكذوبة، مثلما أن الاتهام يتداخل مع
الأكذوبة، وليكون الحديث عن العائلة، توسيعاً لدائرة المجابهة وتسخينها، وكما لو أن
القيم الأخلاقية تنتظر من يسمّيها من جهة، وتسمّي طرفاً دون آخر من جهة أخرى، أي
كيفية ” تعرية ” الخصم ومن يكون في موقعه بما أنه مخالفه، وهنا لا أحامي ” الخصم ”
مثلما لا أوجه أي اتهام للموضّح أو سواه، إنما هو طلب تروٍّ وتبيُّن مدى التداخل
بين القيم واستحالة تمثيل الحقيقة هنا وهناك بمثل هذه الطريقة.
والأخ برو وهو في
طمأنة كل من يقف معه أو يتخندق في ” صفه ” يشدد على ما انطلق منه، وما في ذلك من
طابع إنذاري لمن يريد مخاصمة، أو من يطلب طمأنة، ولتستمر ” حرب وطيس ” في مضمار
الكردية النازفة ” لكنني اؤكد بأن كل هذه المحاولات لن تثنيني عن نضالي و
سأبقى مضحياً في سبيل قضيتي و اشكر جميع الرفاق و الاصدقاء و الأقرباء الذين
يتضامنون معي كما ارجو منهم جميعاً ضبط النفس و عدم الانجرار وراء هذه الاكاذيب و
القيم المنافية للانسانية ، كما أتقدم بالاعتذار لافراد عائلتي الذين ضحوا بالكثير
من اجلي و مازالوا يدفعون ضريبة مواقفي السياسية
“.
وتلك هي الفقرة
الثانية التي أوردتها كاملة لربطها بسابقتها، وتبين الذهنية المدشّنة لها: ذهنية
تقوم على ثنائية ” إما/ أو “، وربما كان مقصد الأخ برو أبعد من ذلك، سوى أن محتوى ”
التوضيح ” يقول مختلفاً.
حباً بالحوار، حباً بإغنائه، وتقديراً مني لكل من يقدّر
في نفسه الآخر: الكردي وغيره، ويقتصد قدر استطاعته في اعتماد مفردات تعمّق ليس
الخلافات فحسب، وإنما تهدد حتى شعرة معاوية نفسها” إن وجدت ” بالبتر، في نطاق ” ذوي
القربى “.
سلاماً أخي ابراهيم برو .
دهوك- في 30 تشرين الثاني 2015

شارك المقال :

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 Comments
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
اقرأ أيضاً ...

اكرم حسين لاشك أن استبعاد ممثلي الشعب الكردي من أي حوار أو مؤتمر وطني سوري ليس مجرد هفوة أو إهمال عابر، بل سياسة مقصودة تُجسّد رفضاً مُضمراً للاعتراف بحقوق شعبٍ عريقٍ ساهمَ في تشكيل تاريخ سوريا وثقافتها. فالكرد، الذين يُشكّلون أحد أقدم المكونات الاجتماعية في المنطقة ، عانوا لعقود من سياسة التهميش المنظم ، بدءاً من حرمان الالاف من الجنسية…

ملف «ولاتي مه» حول مستقبل الكورد في سوريا، يُعتبر أحد الملفات الهامة التي تُناقش مستقبل الكورد في سوريا في ظل التغيرات السياسية التي تشهدها المنطقة عامة وسوريا بشكل خاص. يركز هذا الملف على تحليل الأوضاع الراهنة والتحديات التي يواجهها الكورد، بالإضافة إلى استعراض السيناريوهات المحتملة لمستقبلهم في ظل الصراعات الإقليمية والدولية. يسلط الملف الضوء على أهمية الوحدة والتعاون بين مختلف…

صلاح بدرالدين الفرق بين مؤتمر الحوار السوري ، والمؤتمر الكردي المؤتمر السوري المزمع عقده هو مؤتمر للحوار بين الناس حول مستقبل سوريا ، وهو تجمع للتشاور ، ولاصفة تشريعية ، او تقريرية له ، ولا يشكل من يحضر ممثلا لاي مكون قومي او طرف سياسي ، لان التمثيل الشرعي يجب ان يتم عبر الانتخاب الحر…

شادي حاجي الحقيقة الوضع السياسي الكردي في سوريا وتحالفات كل من أطرافها السياسية تعاني من تخبط فيما يبدو أنه نتيجة عدم وضوح الرؤية والتأثر بالضغوط السياسية والمصالح الشخصية والحزبية لا شك أن أحياناً كثيرة قد يتأثر صانع القرار السياسي بشأن ما ينبغي فعله إما بضغوط سياسية من جهات مختلفة كأن تكون داخلية او خارجية وهذا الأمر يجب حسمه في…