بلاغ صادر عن اجتماع الهيئة القيادية لحزب آزادي الكردي في سوريا

عقدت الهيئة القيادية لحزبنا حزب آزادي الكردي في سوريا اجتماعا اعتياديا في أواسط شهر نيسان الجاري 2007 وبحثت العديد من القضايا والمواضيع المدرجة في جدول أعمالها ، من سياسية عامة ، والوضع الداخلي السوري ، وموضوع مقاطعة الحركة الكردية وقوى عربية ، ترشيحا وتصويتا لانتخابات مجلس الشعب للدور التشريعي التاسع
ومن بينها حزبنا ، ووضع الحركة الكردية والجهود والمساعي الرامية لانجاز صياغة ” الرؤية الكردية المشتركة للحل الديموقراطي للقضية الكردية في سوريا” والتي على أساسها تقام المرجعية السياسية الكردية المنشودة ، وكذلك التهديدات التركية وتدخلاتها في شؤون دول الجوار ، هذا إضافة إلى القضايا التنظيمية الخاصة بالوضع الحزبي ..
    ففي الجانب السياسي استعرض الرفاق التطورات السياسية وتفاعلات الوضع الدولي والإقليمي، خصوصا بعد القمة العربية في الرياض ، ومبادرة الملك عبد الله، والجهود والمساعي العربية عبر تشكيل لجنة رباعية من أجل حل القضية الفلسطينية ، وإحلال السلام الشامل بين العرب وإسرائيل على ضوء القرارات الدولية، وبالتنسيق والتعاون مع اللجنة الرباعية الدولية، وبما ينسجم مع المعطيات السياسية الجديدة، وما يقتضي من فك للتداخلات والتحالفات الإقليمية المناهضة أو المعرقلة لعملية التغيير والتحول نحو بناء حياة سياسية جديدة، وذلك بوضع ترتيبات جديدة في فلسطين ولبنان والعراق، من شأنها الحد من قضايا الإرهاب ونزع يد إيران من التدخل في الشأن العربي، والقضايا الإقليمية الخاصة ..
   وفي قضايا الوضع الداخلي أعرب الاجتماع عن استهجانه من الركود السياسي، واستمرار النظام على ما هو عليه دون أي تبدل ولو شكلي في سياساته الشوفينية حيال الشعب الكردي وممارساته الاستبدادية في الجانب الوطني، فضلا عن سريان الأحكام العرفية، وحالة الطوارئ، والقوانين والمحاكم الاستثنائية الجائرة،وعدم معالجة نتائج الإحصاء الاستثنائي ، بإعادة الجنسية للمجردين الكرد منها، رغم وعود النظام المتكررة في هذا الصدد، وتعرض الاجتماع لوضع المعارضة السياسية، وما ينبغي لها من تحقيق حالة التوافق الوطني على قاعدة الاعتراف المتبادل، وما تتطلبه القضية الكردية التي تعتبر قضية قومية ديمقراطية ووطنية بامتياز من معالجة ديمقراطية، وما يترتب عليها من الاعتراف الصريح والواضح بواقع وجود الشعب الكردي الأصيل على أرضه التاريخية  كقومية ثانية في البلاد، وحل قضيته القومية حلا ديمقراطيا بما يضمن تمتعه بكامل حقوقه القومية الديمقراطية في إطار وحدة البلاد، كل ذلك باتجاه تعزيز أواصر التآخي بين الشعبين العربي والكردي ، وكل القوميات والانتماءات الأخرى المتعايشة ضمن الوطن السوري ..
   وفي معرض (انتخابات الدور التشريعي التاسع ) المزمع إجراؤها في 22 نيسان الجاري أعرب الاجتماع عن ارتياحه من قرار اللجنة السياسية لحزبنا بمقاطعة هذه الانتخابات ترشيحا وتصويتا، وأكد على مصوغات هذا القرار والحالة السياسية القائمة، والبنود والمعطيات التي بني عليها القرار، ورأى في مواقف القوى والأحزاب السياسية الكردية والعربية السورية المماثلة في مقاطعة هذه الانتخابات، تقاطعاً، وتمنى أن تشكل تلك المواقف حافزا قويا لتحقيق التوافقات الوطنية على مجمل الحالة الوطنية وسندا أساسيا لحل كافة المعضلات والقضايا بما فيها القضية الكردية كما ذكرنا ..
  وتوقف الاجتماع مليا عند موضوع المرجعية الكردية، ومراحل الحوارات والمناقشات التي تمت بشأن التوصل لصياغة رؤية سياسية مشتركة بين كل من لجنة التنسيق الكردية، والجبهة الكردية، والتحالف الكردي، وتمنى أن تستمر الجهود والمساعي لاستكمال الصياغة النهائية بروح المسؤولية التامة كأساس لبناء المرجعية المنشودة، التي تعزز العلاقات النضالية بين أطراف الحركة الكردية وتفعيل طاقات وامكانات النخب الثقافية والفعاليات الاجتماعية لشعبنا، على قاعدة وحدة الصف والموقف، والخطاب السياسي الكردي بما يجسد طموحات شعبنا الكردي ويعزز ثوابته القومية، وحل قضيته القومية حلا ديمقراطيا عادلا في إطار وحدة البلاد، والاعتراف الدستوري بوجود الشعب الكردي الأصيل على أرضه التاريخية وما يترتب عليه من استحقاقات قومية ديمقراطية…
  كما توقف الاجتماع أيضا عند الحوار الشامل الذي أجرته فضائية العربية مع الرئيس مسعود البارزاني منذ أيام حول الأوضاع والمستجدات الدولية والإقليمية والعراقية والكردستانية، والذي تم التطرق فيه لموضوع التدخل التركي في شؤون العراق وكردستان وخصوصا ما يتعلق منه بتسوية وضع مدينة كركوك بموجب المادة 140 من الدستور العراقي التي هي قيد التنفيذ، الأمر الذي اتخذته الحكومة التركية ، وخصوصا رئيس وزرائها رجب طيب أردوغان ورئيس أركان جيشها، ذريعة هوجاء في إطلاق تصريحات غير مسؤولة ، وتهديدات طائشة لا اتزان فيها ولا رزانة.


   وقد أعرب الاجتماع عن شجبه وإدانته للتدخل التركي هذا في شؤون العراق الداخلية واستنكر بشدة التصريحات، والتهديدات التركية التي أطلقها المسؤولون الأتراك جزافا.

وقد أعلن الاجتماع عن كامل تضامن حزبنا وجماهير شعبنا الكردي في سوريا مع الرئيس مسعود البارزاني، و دعم مواقفه السياسية المبدئية الثابتة، الوطنية والقومية.
   وفي ختام الاجتماع تناول الحضور بعض قضايا الوضع التنظيمي، وما ينبغي من تفعيل لجانب الأداء النوعي وتعزيز مبدأ النقد والمحاسبة الحزبية، تلافيا للهفوات وتجنبا للفوضى، خاصة وأن القاعدة الحزبية بدأت في الاتساع نتيجة تضافر العمل الحزبي الذي ينبغي أن يحاط بحكمة وفاعلية الكادر القيادي النشط ..
أواسط نيسان 2007 
 الهيئة القيادية
لحزب آزادي الكردي في سوريا

شارك المقال :

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 Comments
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
اقرأ أيضاً ...

شادي حاجي القضية الكردية في سوريا ليست قضية إدارية تتعلق بتدني مستوى الخدمات وبالفساد الإداري وإعادة توزيع الوظائف الادارية بين المركز وإدارات المناطق المحلية فإذا كان الأمر كذلك لقلنا مع من قال أن المشكلة إدارية والحل يجب أن يكون إدارياً وبالتالي حلها اللامركزية الادارية فالقضية الكردية أعقد من ذلك بكثير فهي قضية شعب يزيد تعداده على ثلاثة ملايين ونصف تقريباً…

اننا في الفيدرالية السورية لحقوق الانسان والمنظمات والهيئات المدافعة عن حقوق الإنسان في سورية ومع مناصري ثقافة التسامح واحترام حقوق الانسان ومع أنصار السلم والحرية، نقف مع السوريين ضد الانتهاكات الجسيمة والاعتداءات الصريحة والمستترة على حقوق الانسان الفردية والجماعية، وسياسات التمييز ضد المرأة والطفل، وضد الأقليات، وضد الحرب وضد العنف والتعصب وثقافة الغاء الاخر وتهميشه، وتدمير المختلف، والقيام بكل ما…

نحن، المنظمات الحقوقية الكردية في سوريا، نهنئ الشعب السوري، بجميع مكوناته وأطيافه، على إسقاط نظام الاستبداد، إذ تمثل هذه الخطوة التاريخية ثمرة نضال طويل وتكاتف الشعب السوري ضد آلة القمع، وهي بلا شك نقطة انطلاق نحو بناء سوريا المنشودة. إن سوريا الجديدة، بعد إسقاط النظام البائد، تدخل مرحلة حاسمة، وهي مرحلة البناء والسلام والصفح. لذا، ينبغي أن تسود فيها العدالة…

خليل مصطفى بتاريخ 22/2/1958 (شهر شباط) تم التوقيع على اتفاقية الوحدة (بين مصر وسوريا)، حينها تنازل رئيس الجمهورية السُّورية شكري القوتلي عن الرئاسة (حكم سوريا) للرئيس المصري جمال عبد الناصر (طوعاً)، وقال لـ (جمال عبدالناصر): (مبروك عليك السُّوريون، يعتقد كل واحد منهُم نفسهُ سياسياً، وواحد من اثنين يعتبر نفسهُ قائداً وطنياً، وواحد من أربعة يعتقد بأنهُ نبي، وواحد من عشرة…