لم نود أن نتطرق إلى هذا الموضوع لاعتباراتٍ عدة؛ أولها أن لا نجعل من القضية مسألة شخصية ونوع من ردود الأفعال الغير عقلانية وبعيدة عن موضوعية الجدال واختلاف الرأي ووجهات النظر، وثانياً أن لا نجعل من أنفسنا طرفاً ثالثاُ أو حكماً في هذه المسألة الخلافية وثالثاً وهي الأهم أن المسألة برمتها لا تتعدى نوع من الخلاف بين كادرين وهما الأخوين عبد الحكيم بشار ومحمد سعيد آلوجي
ولكن وبعد خروج القضية من نطاق المسألة الخلافية بين (رفيقين) وكادرين في الحزب وانشغال الوسطين السياسي والثقافي بالمسألة، بل وصول القضية إلى مستوى الرد والرد المعاكس ودخول منظمات الحزب على الخط وبخطابات متباينة أحياناً ومحاولة البعض من الأخوة الكتاب إعطاء القضية أبعاداً أكثر ما تستحق، بل دخول البعض الآخر في مهاترات غير لائقة بسلوكية المثقف والسياسي الحقيقي والتي لا تمت إلى الثقافة والوعي بشيء وأفضل ما يقال عنها (أي عن تلك الكتابات) بأنها نوع من المهاترات والمشاجرات الكلامية الخطابية والتي تزيد من مسافة الفرقة والشقاق ضمن الصف الواحد.
وأخيراً ما نشره كل من الحزب أو بعض منظماته وما تم الرد عليه من قبل الأخ محمد سعيد آلوجي وكان أخره التنويه الذي نشره “بخصوص وقف إصدار الحلقات المكملة ل “دفاعاً عن (البارتي).
في الوقت الراهن”.
وما نأمله أن يكون دائماً وليس فقط “في الوقت الراهن” وذلك للأسباب والاعتبارات التالية:
أولاً: إن الخلاف هو بين كادرين وليس مع نهج وسياسة (البارتي) وبالتالي يمكن بحث الموضوع من خلال الإجتماعات الموسعة للحزب من كونفرانسات وغيرها لحل الخلاف.
وإذا كان هناك عائقاً من حضور الأخ محمد سعيد آلوجي – قبل تقديم الإستقالة – وحالياً كونه خارج التنظيم، فيمكن أن يرسل بما لديه لمن يجده أهلاً لذلك ونعاهده بأن صوته سيكون مسموعاً في تلك المحافل الحزبية على الرغم من غيابه كحضور شخصي.
وثانياً: كون المرحلة دقيقة وحساسة؛ إن كان بالنسبة (للبارتي) أو الحركة الوطنية الكوردية وأيضاً بالنسبة للقضية الكوردية إجمالاً وهكذا فنحن بحاجة إلى جهود وإمكانيات الجميع في هذه المرحلة، كما نوه إلى ذلك الأخ محمد سعيد بنفسه في مقاله السابق الذكر.
وثالثاً: وهو الأهم برأينا؛ كون الأخ محمد سعيد ما يزال (مؤمناً) بنهج (البارتي) وبالتالي يمكن اعتباره ما زال رفيقاً وأخاً وضمن صفوف هذا النهج وأيضاً الكتلة السياسية، ألا وهو الحزب الديمقراطي الكردي في سوريا (البارتي) وذلك على الرغم من اعتزاله العمل التنظيمي وتقديم الاستقالة ولكنه بالتأكيد لم يعتزل العمل السياسي كونه يؤكد بنفسه على ذلك.
ورابعاً: ما يتعلق بنهج (البارتي) والذي يعرف عنه التسامح والمصالحة مع الجميع من أحزاب وكتل سياسية مختلفة والتي تتشكل منها الحركة السياسية الكوردية وأيضاً مع المجتمع الكوردي عموماً وبمختلف أطيافه وشرائحه، ناهيك عن (رفاق الأمس) وأخوة اليوم.
هذا إن أراد الحزب؛ الحزب الديمقراطي الكردي في سوريا (البارتي) وبالفعل وليس القول فقط، أن يكون حزباً جماهيرياً شعبياً وليس نخبوياً شعاراتياً.
لذلك ولاعتبارات أخرى؛ منها تتعلق بمفهوم قبول الآخر ومسألة الرأي والرأي الآخر وأيضاً السلوك الجيد واللبق والذي يليق بمستوى إنساني حضاري مدني ومسألة العمل من أجل تكوين أحزاب مؤسساتية وليس قبلية يكون فيه الولاء وكل الولاء لهذا الزعيم أو ذاك الرئيس – وهنا لا نريد أن يفهم إننا في معرض التعرض أو توجيه النقد لما سماهم الأخ محمد سعيد بأنهم (أتباع أو الموالين) للأخ والصديق عبد الحكيم بشار، بل هو واجب أن يكون هناك دفاع عن أي كادر حزبي إن تعرض للإساءة – وهكذا علينا أن نعمل بعقلية مدنية أكثر تجاه هذه القضايا والمسائل وهنا نود أن نقول: كم كان حرياً بالأخوة في اللجنة المنطقية الأولى (للبارتي) وأكثر تأثيراً على الشارع السياسي الكوردي لو أن خطابهم السياسي؛ البيان الذي نشروه بصدد هذه القضية، لم يحتوي على تلك الجمل والعبارات التي أساءت إلى تاريخ الأخ محمد آلوجي وعمله ضمن صفوف الحزب ونعتقد إنه أساء إلى الحزب أيضاً.
وأخيراً نأمل من الجميع أن يلجأ إلى العقلانية وخطاب المحبة والأخوة وذلك خدمةً لقضايانا الأساسية والجوهرية والتي يأملها شعبنا منا كأفراد وجماعات ثقافية وسياسية وفي سبيل نيل الحقوق القومية المشروعة لهذه الأمة التي غُبِنت على مر العصور والتاريخ وكذلك بما هو خيرٌ للجميع وبالتالي لنا أمل أن يكون قرار الأخ محمد سعيد آلوجي في “وقفـ(ـه) إصدار الحلقات المكملة ل دفاعاً عن (البارتي)” دائماً وليس “في الوقت الراهن” فقط كون القرار ذاك – برأينا – يخدم أولاً وأخيراً ذاك النهج الذي تبناه وما زال يتبناه ويدافع عنه؛ ألا وهو نهج (البارتي) و..
لن نزيد أكثر.