جدعان علي «ممثل حركة الاصلاح الكوردي في الاقليم»: إننا جاهزون لإنجاح الوحدة مع التقدمي، وليس لدينا مشكلة إن بقي الأستاذ حميد درويش سكرتيراً للحزب

حاوره في هولير: عمر كوجري
 قال ممثل حركة الإصلاح الكوردي في إقليم كوردستان للأسف لم ننجح في القيام
بحركة إصلاحية ضمن حركتنا، أو ضمن الحركة الكوردية لجملة من ظروف ذاتية وموضوعية،
لعل أهمها الحدث السوري، والثورة السورية، ورأى إن الشعب والحركة الكوردية تحتاج
إلى ثقافة وحدة الأحزاب، فحجم كوردستان سوريا لا يستدعي هذا الكم الهائل من
الأحزاب، هذا الأمر خلق تشاؤماً مفرطاً لدى قطاعات كثيرة من واقع شعبنا، شعبنا وصل
إلى حد عدم التحمل وعدم الصبر على هذا الواقع السياسي المزري كردياً.
وفيما يلي
نص الحوار:

سأبدأ باسم حركتكم، بعد خمس سنوات من تأسيس حركة الإصلاح الكوردي إلى أي
مدى نستطيع القول أنتم بالفعل اسم على مسمى؟
في بداية تشكل حركة
الإصلاح الكوردي، وبسبب الخارطة” السيئة” للعدد الهائل للأحزاب الكوردية في
كوردستان سوريا، لم نحاول تشكيل حزب احتجاجاً على التعداد المفرط للأحزاب، أردنا في
داخل الحزب الديمقراطي التقدمي أن نقوم بحركة إصلاحية، وظللنا هكذا نعمل ضمن الحركة
الكوردية في كوردستان سوريا، ولكن حينما تأسس المجلس الكوردي صار مطلوباً منا أن
نأخذ موقفاً، ونعلن عن حركتنا بشكل رسمي، لأنهم طلبوا منا ذلك. بالنهاية نحن معنيون
بثقافة الإصلاح ضمن حركتنا وكذلك ضمن امكانياتنا.

هل نجحتم بنشر ثقافة
الإصلاح ضمن حركتكم، أو ضمن الحركة الكوردية؟
يؤسفني أن أقول لك إننا
لم ننجح لجملة من ظروف ذاتية وموضوعية، لعل أهمها الحدث السوري، والثورة السورية،
حيث صارت هناك حاجة لتغييرات شاملة وكبيرة على مستوى سوريا، والإصلاحات الصغيرة لم
تعد مجدية لا على مستوى الأحزاب ولا على مستوى سوريا. نحن تفاعلنا بشكل جيد مع
الثورة السورية، وكانت هناك احزاب وتنسيقيات شبابية خارج المجلس الكوردي
.


ولكن حتى حركتكم حصل فيها انشقاق.
لا أوافقك الرأي صديقي،
نحن لا نعتبر الإشكال الذي حدث انشقاقاً، بل سوء تفاهم، ومعظم الرفاق الذين كانوا
بالطرف الآخر عادوا إلى حركتهم، والأمور محلولة.

في الحركة الكوردية
هناك أسماء كثيرة، لماذا الكورد في كوردستان سوريا نزّاعون
للانشقاقات؟
هذا شيء مؤسف حقاً، نحن نعلم أن معظم هذه الاحزاب لا ضرورة
لها، ووجودها سلبي لا إيجابي على واقع الحركة الكوردية، وكذلك واقع شعبنا الكوردي
الذي عانى ويعاني الكثير على أيدي الأنظمة المتعاقبة على سدة الحكم في سوريا منذ
الخمسينيات وحتى الآن. نحن نحتاج إلى ثقافة وحدة الأحزاب، فحجم كوردستان سوريا لا
يستدعي هذا الكم الهائل من الأحزاب، هذا الأمر خلق تشاؤماً مفرطاً لدى قطاعات كثيرة
من واقع شعبنا، شعبنا وصل إلى حد عدم التحمل وعدم الصبر على هذا الواقع السياسي
المزري كردياً.

قبل أيام قرأنا مبادرة من بعض المستقلين والرفاق لإعادة
توحيد الاحزاب التي انشقت عن الحزب الأم” الديمقراطي التقدمي”
نعم حصل
هذا الشيء، نحن من جهتنا جاهزون لإنجاح هذه المبادرة، والمبادرة تتلخص في اتحاد
أحزاب الوطني الديمقراطي والمساواة وحركة الاصلاح للحزب الأم.
حاليا الأقرب
لعملية الوحدة حركتنا والتقدمي، إننا جاهزون لإنجاح هذه الوحدة، وأظن أنها ستنجح،
لأن إرادة الحزبين تتجه نحو تحقيق هذا الهدف، فنحن من جهتنا ليست لدينا مشكلة فيما
يخص موضوع اسم الحزب، وليس لدينا مشكلة إن بقي الأستاذ حميد درويش سكرتيراً للحزب،
وليس لدينا مشكلة بعدد قياديينا لدى الحزبين في الحزب الجديد.
أنا شخصياً متفائل
جداً، وأظن في الأيام القليلة القادمة ستسمعون أخباراً سارة في هذا الموضوع. وقبل
أيام أصدرنا بياناً مشتركاً أنا والأخ علي شمدين إلى قيادة حزبينا في الداخل بوجوب
الاستجابة للمبادرة وتفعيلها.

هل أنتم تقلدون الحزب الديمقراطي
الكوردستاني – سوريا مثلاً في عملية الوحدة؟
وما المشكلة في الأمر
عزيزي؟ نحن فرحنا كثيراً، وشجعنا كثيراً عملية الوحدة الاندماجية بين أربعة أحزاب
كردية قريبة من نهج البارزاني، ولنا علاقات مع الحزب الحليف والشقيق PDK-S وخندقنا
واحد بالنهاية، وكذا مصيرنا واحد. نحن سنحاول أن نستفيد من إيجابيات الوحدة في
الديمقراطي الكوردستاني- سوريا، وكذلك من أخطائه وعثراته.

هل أنت راض من
مستوى العلاقة بين حركتكم وحزب
PDK-S
؟
لست راضياً تماماً، بالإمكان أن نقوم بتفعيل علاقاتنا بشكل أفضل سواء
ضمن المجلس الوطني الكوردي، لنا علاقات وتوجهات وتصورات مشتركة، لكن بالإطار العام
يمكن أن يكون ذلك أفضل إذا صفيت النوايا، بالمناسبة كان من الممكن أن نكون طرفاً في
الوحدة الحالية، لكن استجدت بعض الظروف.

يشاع في الوسط الكوردي أن حزب
الاتحاد الوطني الكوردستاني هم من يشجّعكم على عملية عودة الأحزاب المنشقة إلى جسم”
الحزب الأم”  كنوع من خلق حالة توازن مقابل حزب
PDK-S
 هل هذا صحيح؟
   بالمطلق الكلام غير صحيح، وأظن أن
علاقات حركتنا وربما الحزب الديمقراطي التقدمي مع الاتحاد الوطني الكوردستاني غير
ودية، بسبب تأييد الاتحاد لكانتونات كوردستان سوريا، وبسبب الموقف المنحاز لمحور
ايران  اتجاه النظام السوري، وضد ثورة الشعب السوري العظيمة، والدفاع عن أخطاء حزب
PYD وقد تتفاجأ إن قلت لك إن الرئيس مسعود بارزاني هو أكبر الداعمين لعملية الوحدة
بين حزبينا، ولمكتب الرئاسة في شخص د. حميد دربندي دور هام وكبير في هذا
الجانب.

هل تؤيدون إعادة انتخاب الرئيس بارزاني رئيساً لإقليم كوردستان؟

بالتأكيد نؤيد بالمطلق إعادة انتخاب الرئيس بارزاني كرئيس للإقليم،
لأن التحديات التي تواجه كوردستان كبيرة، وخطر تنظيم داعش لم يزل بعد، والدول
الاقليمية تنظر بعين العداء لكوردستان، أصلاً جاء داعش لنسف مخطط البارزاني وتحضيره
لإعلان دولة ” كوردستان” فالدول الاقليمية وحتى بغداد تمارس سياسة ” العداء الناعم”
مع شعب كوردستان.
كذلك نجاح الرئيس بارزاني ودبلوماسيته في إقناع المجتمع
الدولي  بضرب داعش في كوردستان وكوباني بطيران التحالف الدولي، وكذلك إرسال
البيشمركة من جنوبي كوردستان وعبر أراضي تركيا لمناصرة المقاتلين الكورد في كوباني،
كل هذه الأمور مشجعة ومشجعة جداً لبقاء الرئيس بارزاني على سدة الحكم في
كوردستان.

هل زال خطر داعش على كوردستان؟  
بالتأكيد الخطر
مازال قائماً والخطر مستمر بشكل كبير، لأن داعش كتنظيم ارهابي له تداخلات وتشعبات
كثيرة، وداعش ليس بالتنظيم الذي يقبل الهزيمة بسهولة، ويعلم جيداً أن الضربات
الماحقة التي لحقت به كانت على أيدي بيشمركة كوردستان، لهذا سيظل ينظر للكورد بعين
الثأر والانتقام.

ما المطلوب من الحركة الوطنية الكوردية في اربعة أجزاء
كوردستان إزاء تهديدات داعش وغير داعش.
المطلوب تسخير جميع الطاقات
الكوردستانية لخدمة الهدف الاسمى وهو حماية كوردستان من أي عدوان، المطلوب أن يتذكر
الكورد أن أعداءهم كثر، ويتربصون بهم، ويتذكروا مأساة حلبجة والانفال، ويتساموا فوق
خلافاتهم الحزبية الهامشية والآنية. ويعلموا أن عليهم مواصلة الطريق الدبلوماسي في
الخارج وتنشيط هذا الجانب لإيجاد وتوسيع دائرة أصدقاء الكورد في الخارج، وخاصة
أوروبا والولايات المتحدة.

يتعرض الشعب الكوردي في كوردستان سوريا
للتهجير والشباب يهربون من الوطن، لماذا؟
قبل الوضع الحالي واندلاع
الثورة السورية كانت أوضاع الناس سيئة وهاجر الكثير من الكورد نحو المدن الكبرى في
سوريا، وبعد اندلاع الثورة السورية تأزمت أوضاع الناس أكثر وخاصة الكورد الموجودين
حول أحزمة الفقر في دمشق وغيرها، وحين العودة للقرى والبلدات الكوردية لم يسلموا من
ضغوطات حزب PYD الذي ساهم بممارساته الخاطئة بإفراغ المنطقة الكوردية من خيرة
الشباب الكوردي، وقيامه بإصدار قوانين لا فائدة منها ومن طرف واحد، دون احتساب
الحساب لأي طرف سياسي كوردي، وحتى تف دم مجرد شكل فارغ من أي مضمون، ولاحظنا في
اتفاقية دهوك أن الغلبة كانت لحزب الاتحاد الديمقراطي، وكانت الاحزاب المنضوية في
تف دم لا حول لها ولا قوة. وأي قرار لا يوافق عليه الحزب المذكور لا يكون له قيمة،
ولا يمرر بالمطلق. حزب ب ي د لا يؤمن بالشراكة للأسف، ولم يستطع توفير أجواء الامان
لدى الشعب، ولم يوفر لهم شروط الحياة في البقاء من ماء وكهرباء ومستلزمات ضرورية،
وأصدر من جانب واحد قرار التجنيد الاجباري الذي شجع المئات من الشباب للهروب من
الوطن. ونحن نعلم أن التجنيد أثناء الثورات لا يكون قسرياً بل
طوعي.

بالمقابل ينعت الجماهير المجلس الكوردي بالتقاعس عن أداء مهامه
والضعف والخلخلة في صفوفه.   
نعم هذه حقيقة للأسف ولا نخشى قول
الحقيقة، المجلس أداؤه غير مرض بالمطلق وضعيف وبنيته هشة. المطلوب إعادة النظر في
كل ما يتعلق بوضع المجلس، والاسراع في عقده مؤتمره وعدم التأخير أكثر من ذلك،
وتوسيع وتفعيل دوره والتمثيل الحقيقي لمكونات المجتمع الكوردي داخل المجلس، وخاصة
فئة الشباب والمرأة، وتحسين أدائه ضمن الائتلاف الوطني السوري، وضمن عموم المعارضة
السورية، وتبيان موقفه من النظام بشكل واضح وصريح.
والقيام بنشاط دبلوماسي خارج
سوريا، وتفعيل مؤسساته وأطره بحيث تتناسب مع مستوى التحديات التي تواجه شعبنا
الكوردي في كوردستان سوريا.
المصدر: صحيفة كوردستان
 

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

صلاح بدرالدين في البلدان المتحضرة التي يحترم حكامها شعوبهم ، وعلماؤهم ، ومفكروهم ، ومثقفوهم ، تولى مراكز الأبحاث ، والدراسات ، ومنصات الحوار الفكري ، والسياسي ، والثقافي ، أهمية خاصة ، وتخصص لها بشكل قانوني شفاف ميزانية خاصة تبلغ أحيانا من ١ الى ٢ ٪ من الميزانية العامة ، وتتابع مؤسسات الدولة ، بمافيها الرئاسات ، والوزارات الحكومية…

إبراهيم اليوسف لا ريب أنه عندما تتحول حقوق الإنسان إلى أولوية نضالية في عالم غارق بالصراعات والانتهاكات، فإن منظمات المجتمع المدني الجادة تبرز كحارس أمين على القيم الإنسانية. في هذا السياق، تحديداً، تأسست منظمة حقوق الإنسان في سوريا- ماف في مدينة قامشلي، عام 2004، كردّ فعل سلمي حضاري على انتهاكات صارخة شهدتها المنطقة، وبخاصة بعد انتفاضة آذار الكردية 2004. ومنذ…

عنايت ديكو   الوجه الأول: – أرى أن صفقة “بهچلي – أوجلان” هي عبارة عن اتفاقية ذات طابع أمني وجيوسياسي بحت، بدأت معالمها تتكشف بشكل واضح لكل من يتابع الوضع عن كثب، ويلاحظ توزيع الأدوار وتأثيراتها على مختلف الأصعدة السياسية، الأمنية، والاجتماعية داخل تركيا وخارجها. الهدف الرئيسي من هذه الصفقة هو ضمان الأمن القومي التركي وتعزيز الجبهة الداخلية بجميع تفاصيلها…

اكرم حسين العلمانيّة هي مبدأ سياسي وفلسفي يهدف إلى فصل الدين عن الدولة والمؤسسات الحكومية ، وتنظيم الشؤون العامة بما يعتمد على المنطق، والعقلانية، والقوانين الوضعية بدون تدخل ديني. يتضمن مبدأ العلمانيّة الحفاظ على حرية الدين والمعتقد للأفراد، وضمان عدم التمييز ضد أي شخص بسبب دينه أو اعتقاده. تاريخياً ظهرت العلمانية مع اندلاع الثورة الفرنسية حيث خرجت الطبقة البرجوازية…