ابراهيم مراد
المتتبع لأحداث الشرق الاوسط الحالية وتداخلها وتعقيداتها
وتفريعاتها واثارها خصوصا في منطقة كردستان هي ليست وليدة الصدفة او بإرادة دولية
وأقليمية أوهي من اختيارات شعوب المنطقة وما ظهر من ثورات شعبية في أغلب البلدان
في المنطقة والبقية على الطريق الا نتيجة اليأس والاحباط والفقر وانعدام الحرية
والعدالة الاجتماعية الذي أوصلها حكامها اليه ان هذا الغليان والتصادمات والتوترات
والاصطفافات كلها تراكمات تعود بجذورها الى مرحلة الحرب الباردة حيث انهيار المعسكر
الشرقي أدى الى تشكل كثير من الدول الجديدة في اوربا الشرقية والقسم الاسيوي من
الاتحاد السوفيتي السابق وحديثا وصلت هذه التأثيرات الى منطقتنا التي هي منطقة
استراتيجية وهامة لكل الدول العظمى والتي هي على قناعة تامة بعدم امكانية استمرار
هذه الهيكليات السياسية الحالية مع العصر الجديد ولابد من تغييرها وفق مصالحها
بالمنطقة
وتفريعاتها واثارها خصوصا في منطقة كردستان هي ليست وليدة الصدفة او بإرادة دولية
وأقليمية أوهي من اختيارات شعوب المنطقة وما ظهر من ثورات شعبية في أغلب البلدان
في المنطقة والبقية على الطريق الا نتيجة اليأس والاحباط والفقر وانعدام الحرية
والعدالة الاجتماعية الذي أوصلها حكامها اليه ان هذا الغليان والتصادمات والتوترات
والاصطفافات كلها تراكمات تعود بجذورها الى مرحلة الحرب الباردة حيث انهيار المعسكر
الشرقي أدى الى تشكل كثير من الدول الجديدة في اوربا الشرقية والقسم الاسيوي من
الاتحاد السوفيتي السابق وحديثا وصلت هذه التأثيرات الى منطقتنا التي هي منطقة
استراتيجية وهامة لكل الدول العظمى والتي هي على قناعة تامة بعدم امكانية استمرار
هذه الهيكليات السياسية الحالية مع العصر الجديد ولابد من تغييرها وفق مصالحها
بالمنطقة
وهنا برز تصارع هذه الدول وخصوصا على أجزاء الكردستان الاربع كل حسب جغرافيته حدثت
تغيرات هامة بعد سقوط النظام العراقي في 2003 الذي أفقد التوازن السياسي السابق
وبرز دور الكرد في العراق جليا وتثبيتهم للفدرالية والطموح الى أبعد من ذلك وصعود
الد ور الايراني أكثر مع تحرك تركي بتغير سياستها سابقة لشعورها بتغيرات لا تتماشى
مع مصالحها حتى مع أقرب حلفائها والتي هي امريكا بالإضافة الى تحرك خليجي بتطوير
تكتلها لدرجة تشكيل القوات المشتركة لدرع الجزيرة لتكون جاهزة للمرحلة الجديدة
بالإضافة الى تكتل وتعاون اكثر بين النظام الايراني والسوري وحزب الله دونما اي
اعتبار للدولة اللبنانية ففي خمس السنوات الاخيرة اي منذ ما يسمى بالربيع العربي
الذي ادى الى انهيار انظمة كثيرة مثل تونس ومصر وليبيا واليمن واخيرا وصل الحراك
الى سوريا هنا اتخذ الصراع زخما كبيرا بين الدول واصبحت الدول الاقليمية و العظمى
مثل امريكا وروسيا تضع كل ثقلها في الصراع ويبدو انها المعركة الاخيرة لهذه الدول
كون سوريا موقع هام واستراتيجي وخاصة بالنسبة لإيران وتركيا ودول الخليج ومن يربح
سوف يتحكم بمقاليد الشرق الاوسط وطرق تجارة الغاز والبترول ففي الحالة السورية
الازمة طالت كثيرا وافرزت وضعا مأساويا على الشعب السوري وكون سوريا بلد منفتح
جغرافيا على تركيا ومن جهة البحر على أوربا وجهة العراق على ايران والدول الخليجية
مما شدد الصراعات من قبل دول الاقليم عليها ودخولهم على اجنحة الثورة السورية
والثورة المضادة بشكل سافر حتى اكتشف كثير من السياسات الخفية للدول الاقليمية مثل
ايران وحزب الله التي كانت توهم العالم العربي البسيط بمساندتها لقضاياهم القومية
والمصيرية وظهر في الازمة السورية اصطفافهم مع حكومة المالكي وبشار اسد بشكل مذهبي
فاضح كما افضحت السياسة الاردوغانية التي طالما كانت تدعي اعلاميا بحماية المذهب
السني في بداية الثورة وخصوصا تمثيلياته في الباخرة المتوجهة الى غزة لم تكن خافية
على احد فتركت الشعب السوري لمصيره بل كانت تخطط بإتيان جماعات اسلامية مثل الاخوان
المسلمين الى حكم سوريا على نفس الطريق الايرانية في العراق ولكن هذه المرة بالمجان
وعلى حساب دما ء السوريين مما دفع الامريكان الابتعاد عن الاتلاف السوري الذي وصفهم
اوباما بأنهم مجموعة من الصيادلة والمزارعين كما وضعت الدول الخليجية كل ثقلها في
سوريا حفاظا على مصالحا ولكسر الهلال الشيعي الذي تخطط له ايران وبرز دور الجامعة
العربية دورا هزيلا وأثبت ان العالم العربي ليس عالما واحدا بل بحاجة الى عدة
جامعات عربية كما ان الازمة السورية ألقت بظلالها على الحلف الاطلسي حيث تبين هناك
رؤى كثيرة ابتداء من تركية وفرنسا وانتهاء بالولايات المتحدة الامريكية واسرائيل
كلما اشتد الازمة السورية كلما تدخل الدول اكثر وكلما ضعف دور الجيش الحر وبرز دور
اكبر للجماعات الاسلامية متشددة وتشكلت كثير منها ولكن في اواخر 2014 ظهر امر مفاجئ
الا وهو ظهور داعش وسيطرته على محافظة الرقة وامتداده الى البوابة الغربية للعراق
وثم تراجيديا اكتساحها للموصل خلال سويعات وسيطرتها على كل الاسلحة الثقيلة التي
تركها الجيش العراقي في هذه المنطقة واعلان دولة الخلافة في بلاد الشام والعراق
وهنا دخل الصراع في سوريا في مرحلة جديدة ونوعية ..ان ظهور داعش في منطقة جغرافية
تمتد من حدود تركيا الى حدود ايران وبتماس مباشر مع حدود كردستان سوريا وحدود
كردستان العراق جعل التنظيم يهاجم المنطقة الكردية في كلا الدولتين وحقق بعض التقدم
ولكن الكرد وقفوا لهم بالمرصاد ومن ثم تعزز صمودهم وانتصاراتهم بقيام تحالف دولي
بضربات الجوية على اهداف داعش في هذه الاثناء لم يتدخل اية دولة اقليمية بمساعدة
الكرد بل دافع الكرد عن مناطقهم ببسالة وتكاد تكون حدود كردستان قد رسمت من خلال
تتبع خطوط تماس بين الداعش والكرد سواء كان في روجأفا او جنوب كردستان واكتسب الكرد
شهرة اعلامية دولية وتعاطف الدول الغربية لمحاربتها الارهاب كما انهال عليهم
الاسلحة النوعية مباشرة لأول مرة في التاريخ كما اكتسب حقوقهم وقضاياهم بعدا دوليا
وتعاطفا من شعوب العالم ويعتبر هجوم داعش هذا اخر محاولة للطامعين باحتلال كردستان
بالوكالة ولذلك اثبت الكرد وحدتهم وتمسكهم بأرضهم وان شرقا اوسطا جديدا سوف يكون
لهم وجود كبير فيه وبرز دور القيادة السياسية لإقليم كردستان و البرزاني بصورة خاصة
كسياسي محنك بإدارة الصراع الكردي الداعشي دوليا ومحليا وعلى الارض ولينتقل الى افق
كردستاني وطني واسع يلتف حوله كل الكرد وتوج ذلك بتحرير كوباني بتعاون البشمركة مع
قوات اليبك كما تظهر الان في الافق بوادر لحل القضية الكردية في تركيا بتقدم
المفاوضات الجارية حاليا بين الدولة التركية وحزب العمال الكردستاني ولايخفى على
احد الدور البارز لإقليم كردستان في هذه المفاوضات وتركيا ليس امامها سوى حل
قضاياها الداخلية خصوصا مع الاكراد لكي تكسب ود الاكراد في الاجزاء الاخرى من
كردستان والا فأنها لن تنعم بالاستقرار وبالتالي لا تستطيع التنافس مع دول المنطقة
وخصوصا ايران بينما نرى تعاظم النضال والوعي السياسي بحقوقه في الجزء الشرقي من
كردستان في ايران وان الحصار الاقتصادي والاعلامي الذي يمارس بحق الكرد من قبل
النظام الايراني وتمسك الكرد هناك بحقوقهم مهما كلف الامر لحد الاعدامات فأن
مستقبلا مشرقا يحدوهم هناك ان عاجلا ام أجلا لان ايران بفكرها الامبراطوري ومحدودية
قوتها الاقتصادية والعسكرية مقارنة مع الدول الكبرى سوف تنهك في سوريا واليمن
ولبنان ولابد ان تنكفأ الى حدودها
تغيرات هامة بعد سقوط النظام العراقي في 2003 الذي أفقد التوازن السياسي السابق
وبرز دور الكرد في العراق جليا وتثبيتهم للفدرالية والطموح الى أبعد من ذلك وصعود
الد ور الايراني أكثر مع تحرك تركي بتغير سياستها سابقة لشعورها بتغيرات لا تتماشى
مع مصالحها حتى مع أقرب حلفائها والتي هي امريكا بالإضافة الى تحرك خليجي بتطوير
تكتلها لدرجة تشكيل القوات المشتركة لدرع الجزيرة لتكون جاهزة للمرحلة الجديدة
بالإضافة الى تكتل وتعاون اكثر بين النظام الايراني والسوري وحزب الله دونما اي
اعتبار للدولة اللبنانية ففي خمس السنوات الاخيرة اي منذ ما يسمى بالربيع العربي
الذي ادى الى انهيار انظمة كثيرة مثل تونس ومصر وليبيا واليمن واخيرا وصل الحراك
الى سوريا هنا اتخذ الصراع زخما كبيرا بين الدول واصبحت الدول الاقليمية و العظمى
مثل امريكا وروسيا تضع كل ثقلها في الصراع ويبدو انها المعركة الاخيرة لهذه الدول
كون سوريا موقع هام واستراتيجي وخاصة بالنسبة لإيران وتركيا ودول الخليج ومن يربح
سوف يتحكم بمقاليد الشرق الاوسط وطرق تجارة الغاز والبترول ففي الحالة السورية
الازمة طالت كثيرا وافرزت وضعا مأساويا على الشعب السوري وكون سوريا بلد منفتح
جغرافيا على تركيا ومن جهة البحر على أوربا وجهة العراق على ايران والدول الخليجية
مما شدد الصراعات من قبل دول الاقليم عليها ودخولهم على اجنحة الثورة السورية
والثورة المضادة بشكل سافر حتى اكتشف كثير من السياسات الخفية للدول الاقليمية مثل
ايران وحزب الله التي كانت توهم العالم العربي البسيط بمساندتها لقضاياهم القومية
والمصيرية وظهر في الازمة السورية اصطفافهم مع حكومة المالكي وبشار اسد بشكل مذهبي
فاضح كما افضحت السياسة الاردوغانية التي طالما كانت تدعي اعلاميا بحماية المذهب
السني في بداية الثورة وخصوصا تمثيلياته في الباخرة المتوجهة الى غزة لم تكن خافية
على احد فتركت الشعب السوري لمصيره بل كانت تخطط بإتيان جماعات اسلامية مثل الاخوان
المسلمين الى حكم سوريا على نفس الطريق الايرانية في العراق ولكن هذه المرة بالمجان
وعلى حساب دما ء السوريين مما دفع الامريكان الابتعاد عن الاتلاف السوري الذي وصفهم
اوباما بأنهم مجموعة من الصيادلة والمزارعين كما وضعت الدول الخليجية كل ثقلها في
سوريا حفاظا على مصالحا ولكسر الهلال الشيعي الذي تخطط له ايران وبرز دور الجامعة
العربية دورا هزيلا وأثبت ان العالم العربي ليس عالما واحدا بل بحاجة الى عدة
جامعات عربية كما ان الازمة السورية ألقت بظلالها على الحلف الاطلسي حيث تبين هناك
رؤى كثيرة ابتداء من تركية وفرنسا وانتهاء بالولايات المتحدة الامريكية واسرائيل
كلما اشتد الازمة السورية كلما تدخل الدول اكثر وكلما ضعف دور الجيش الحر وبرز دور
اكبر للجماعات الاسلامية متشددة وتشكلت كثير منها ولكن في اواخر 2014 ظهر امر مفاجئ
الا وهو ظهور داعش وسيطرته على محافظة الرقة وامتداده الى البوابة الغربية للعراق
وثم تراجيديا اكتساحها للموصل خلال سويعات وسيطرتها على كل الاسلحة الثقيلة التي
تركها الجيش العراقي في هذه المنطقة واعلان دولة الخلافة في بلاد الشام والعراق
وهنا دخل الصراع في سوريا في مرحلة جديدة ونوعية ..ان ظهور داعش في منطقة جغرافية
تمتد من حدود تركيا الى حدود ايران وبتماس مباشر مع حدود كردستان سوريا وحدود
كردستان العراق جعل التنظيم يهاجم المنطقة الكردية في كلا الدولتين وحقق بعض التقدم
ولكن الكرد وقفوا لهم بالمرصاد ومن ثم تعزز صمودهم وانتصاراتهم بقيام تحالف دولي
بضربات الجوية على اهداف داعش في هذه الاثناء لم يتدخل اية دولة اقليمية بمساعدة
الكرد بل دافع الكرد عن مناطقهم ببسالة وتكاد تكون حدود كردستان قد رسمت من خلال
تتبع خطوط تماس بين الداعش والكرد سواء كان في روجأفا او جنوب كردستان واكتسب الكرد
شهرة اعلامية دولية وتعاطف الدول الغربية لمحاربتها الارهاب كما انهال عليهم
الاسلحة النوعية مباشرة لأول مرة في التاريخ كما اكتسب حقوقهم وقضاياهم بعدا دوليا
وتعاطفا من شعوب العالم ويعتبر هجوم داعش هذا اخر محاولة للطامعين باحتلال كردستان
بالوكالة ولذلك اثبت الكرد وحدتهم وتمسكهم بأرضهم وان شرقا اوسطا جديدا سوف يكون
لهم وجود كبير فيه وبرز دور القيادة السياسية لإقليم كردستان و البرزاني بصورة خاصة
كسياسي محنك بإدارة الصراع الكردي الداعشي دوليا ومحليا وعلى الارض ولينتقل الى افق
كردستاني وطني واسع يلتف حوله كل الكرد وتوج ذلك بتحرير كوباني بتعاون البشمركة مع
قوات اليبك كما تظهر الان في الافق بوادر لحل القضية الكردية في تركيا بتقدم
المفاوضات الجارية حاليا بين الدولة التركية وحزب العمال الكردستاني ولايخفى على
احد الدور البارز لإقليم كردستان في هذه المفاوضات وتركيا ليس امامها سوى حل
قضاياها الداخلية خصوصا مع الاكراد لكي تكسب ود الاكراد في الاجزاء الاخرى من
كردستان والا فأنها لن تنعم بالاستقرار وبالتالي لا تستطيع التنافس مع دول المنطقة
وخصوصا ايران بينما نرى تعاظم النضال والوعي السياسي بحقوقه في الجزء الشرقي من
كردستان في ايران وان الحصار الاقتصادي والاعلامي الذي يمارس بحق الكرد من قبل
النظام الايراني وتمسك الكرد هناك بحقوقهم مهما كلف الامر لحد الاعدامات فأن
مستقبلا مشرقا يحدوهم هناك ان عاجلا ام أجلا لان ايران بفكرها الامبراطوري ومحدودية
قوتها الاقتصادية والعسكرية مقارنة مع الدول الكبرى سوف تنهك في سوريا واليمن
ولبنان ولابد ان تنكفأ الى حدودها