بلاغ صادر عن اجتماع المجلس المركزي لحزب المساواة الديمقراطي الكردي في سورية

 عقد المجلس المركزي لحزب المساواة الديمقراطي الكردي في سورية في 21/2/2015
اجتماعه الثاني بعد المؤتمر الحادي عشر للحزب وبعد الوقوف دقيقة صمت على أرواح
الشهداء الكرد وشهداء الحرية والكرامة تناول الاجتماع النقاط الواردة في جدول عمله.
ففي المجال السياسي أكد ان هذا الاجتماع ينعقد في ظل وطأة استمرار ازمة البلاد
ومعها مأساة السوريين وفي ظل متغيرات خطيرة حدثت منذ الاجتماع الاول للمجلس في
12/7/2014 تركت تأثيراتها على مجمل الاوضاع الاقليمية والدولية و بشكل خاص على
الكرد وكردستان . 
فمع استمرار المعارضة الوطنية السورية في تجاذباتها وبرؤى مختلفة وفي كتل حتى ضمن
الاطر التي تجمعها وعدم اتفاقها على برنامج متكامل ينهي الاستبداد بكل رموزه
ومرتكزاته ويبني سوريا الديمقراطية التي ثار من اجلها السوريين بكل طوائفهم
وشرائحهم الاجتماعية وقومياتهم .الامر الذي سحب هذا المشهد على فصائل الجيش الحر,
وبرز شيئا فشيئا الفكر الجهادي والتكفيري ليعبر عن نفسه كقوة مدمرة وظهر داعش
مستقطبا الجهادين من اصقاع الارض ليتمدد ويعلن اقامته لدولة الخلافة على مساحات
شاسعة من سوريا والعراق واضحى النظام طرفا ثانويا في معادلة الصراعات المسلحة
الدائرة بين مختلف الفصائل من جهة و داعش وحليفاتها من جهة اخرى وتقطعت اوصال
البلاد الى جزر وامارات مرعبة وازدادت معها معاناة السوريين وكذلك هواجس المجتمع
الدولي الذي اصبح هم الارهاب والتصدي له يحتل اولويات اهتمامه ويتناسى النظام وما
يقوم بع من فظائع ويصبح هذا النظام جزءً من الحل حسب ماراه دي مستورا المبعوث
الأممي في الأونه الأخيرة وهذا ما كان ينشده النظام ويسعى اليه وضمن هذه الاجواء
بقي دور الكرد متمثلا بالمجلس الوطني الكردي هامشيا ولم يرق الى مستوى الحدث ليطرح
نفسه كقوة لها تأثيرها على اكثر من صعيد او يبادر الى مشروع يستقطب الاهتمام مثلما
كان يقوم به الكرد في كردستان العراق وبقي دوره محصورا في اطار الائتلاف الوطني
الذي يشكل المجلس احدى مكوناته هذا الائتلاف الذي تملص عن الوثيقة الموقعة بينه
وبين المجلس الوطني الكردي في اكثر من مكان ومناسبة ولم ينفك عن دائرة الائتلاف في
التواصل مع العواصم والقوى الاقليمية والدولية ذات الشأن لكسب المزيد من المتعاطفين
والمهتمين بالشأن الكردي ومستقبله في سوريا المنشودة بعد عقود من الانكار والتهميش
. ان اهم ما تتميز بها المرحلة السابقة هو سيطرة داعش على مدينتي الرقة في سورية
والموصل في العراق والمناطق المحيطة بهما واستحواذه نتيجة ذلك على كميات هائلة من
المال والاسلحة النوعية التي استولى عليها من معسكرات جيش النظام وجيش المالكي
ونظرا للتزاوج بين الفكر القومي الشوفيني والتطرف الديني.. الذي يتسم به العقيدة
الداعشية كان طبيعيا ان يكون الكرد والمناطق الكردية الهدف الذي استحوذ اهتمام
وشهية. داعش بعد امتلاكه لتلك الترسانة العسكرية . وصارت كردستان وبطول يقارب
1500كم من كوباني الى خانقين جبهة مفتوحة ساخنة مع قوى الشر والإرهاب ومع تفاقم
الخطر وتهديده للأمن الدولي وما يتمتع به كردستان العراق من علاقات دولية متميزة
ذات مصداقية. جاء رد فعل المجتمع الدولي ومجلس الأمن سريعاً وتشكل تحالف دولي
بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية لتوجيه ضربات جوية الى معاقل داعش والعمل على
الحد من تمدده وتدميره واتخذ مجلس الأمن قراره بتاريخ 15 اب 2014 بفرض عقوبات على
كل من يقدم دعماً لوجستياً الى المنظمات التي وصفوها بالإرهاب كداعش وجبهة النصرة
واعربت العديد من الدول عن استعدادها لتقديم الدعم اللوجستي والعسكري والاستشاري
لحكومة اقليم كردستان . ولقد كانت للمقاومة الباسلة لقوات البشمركه في كردستان
العراق وقوات حماية الشعب والقوة المساندة لها من البشمركه وبعض فصائل الجيش الحر
في كوباني محل اعجاب وتقدير واحترام المجتمع الدولي الذي اعرب على لسان العديد من
الشخصيات والمنظمات الرسمية وغير الرسمية ان الكورد يدافعون ليس عن كردستان فحسب بل
عن الإنسانية اجمع ومع انكسار شوكة داعش الذي أرعب الكثرين وأمام تلك البطولات جاء
تحرير شنكال و كوباني رسالة الى المجتمع الدولي والى قوى الحرية والسلام في العالم
عبر فيها الكورد عن رفضهم للظلم واستعدادهم للتضحية في سبيل تحقيق حريتهم وكرامتهم
واعطت هذه الرسالة الامل والثقة باندحار الارهاب ومن يوالهم. وازاء خطر سيطرة داعش
على كوباني وما عاناه شعبنا والمقاومين هناك تبين للجميع من ان استئثار طرف واحد
بالقرار لا يخدم ولا يستطيع توفير عوامل النجاح والانتصار وصار توحيد الموقف والصف
ضرورة لمواجهة الاخطار والتحديات ولذلك جاء توقيع اتفاق دهوك في 22102014 برعاية
كريمة من رئاسة اقليم كردستان بين المجلس الوطني الكردي وحركة المجتمع الديمقراطي
في ظرف دقيق في هذا الاتجاه ولاقى الاتفاق ارتياحا لدى ابناء الشعب الكردي ولدى
اصدقائه وحلفائه, كما ان احادية القرار من جانب TV-DM وفرض الأمر الواقع مثل
التجنيد الإلزامي وانتخابات البلديات وغيرها تنال من روح الاتفاق وتثير الشكوك عن
مدى جديته في تنفيذه وبالرغم مما انتاب عمل المجلس الوطني الكردي من تلكؤ فأنه مدعو
الى بذل المزيد من الجهد والعمل بروح المسؤولية لأخذ زمام المبادرة ليتجاوز حالته
الراهنة ويستطيع أن يواكب التطورات المتسارعة ويكون شريكا فاعلا لتنفيذ اتفاقية
دهوك.
–          في الآونة الاخيرة أعرب عدد من رفاق الحزب القدامى والاصدقاء
من المهتمين عن رغبتهم في اعادة اللحمة الى بعض فصائل الحركة الكردية ممن انقسموا
خلال فترة العقدين الماضيين والى الان ومن بينهم حزبنا ولاقت رغبتهم تلك استحسان
بعض منها , اننا في الوقت الذي نقدر رغبتهم تلك نؤكد وفق ما جاء في مقررات المؤتمر
الحادي عشر للحزب على اهمية توحيد الفصائل المتقاربة فكريا و سياسيا والمنسجمة
سلوكيا في هذه المرحلة ونؤكد ايضا أن اي مسعى في هذا الاتجاه يتطلب مقدمات صحيحة
بعيدة عن الدعاية الحزبية وتسجيل المواقف والعمل على توفير مناخات ملائمة للعمل
المشترك وتوحيد الرؤى في الكثير من الامور المفصلية واعادة الثقة التي كانت فقدانها
سببا مباشرا لتلك الانقسامات الضارة وصولا الى تحقيق تلك الرغبات وبدون ذلك تكون
النتائج مريرة مثلما حدث اكثر من مرة في تجارب لم يكتب لها النجاح. كما تناول
الاجتماع الحياة الداخلية للحزب وسبل تفعيل عمله التنظيمي والجماهيري والإعلامي
وبما يساعد على تقدم الحزب ويخدم القضية التي يناضل من اجلها 

   المجلس
المركزي لحزب المساواة الديمقراطي الكردي في سورية

2522015

شارك المقال :

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 Comments
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
اقرأ أيضاً ...

إبراهيم اليوسف يقتلع”الزور” الجزرأي القوة مثل كردي لقد بلغ العنف والتدمير مرحلة ما بعد الحداثة، فلم يعد مجرد أداة صراع بل تحول إلى نسق شامل، يعيد تشكيل الواقع وفق منطق القتل والفناء. إذ لم تعد الأسئلة الكبرى عن معنى السلطة والشرعية والوجود تجد مكاناً لها، لأن القاتل لم يعد مضطراً حتى لتسويغ جرائمه. إننا- هنا- أمام زمن…

عزالدين ملا عندما اندلعت الثورة السورية، كان أول مطالبها إسقاط نظام عائلة الأسد، الذي حكم البلاد بقبضة من حديد وحوّلها إلى مزرعة لعائلته وأزلامه. كانت هذه المطالب تمثل رغبة شعبية في التحرر من عقلية الحزب الواحد والفكر الشمولي، التي أدت إلى الاستبداد والديكتاتورية وقمعت الأصوات المخالفة. إلا أن المرحلة التي تلت سقوط النظام كشفت عن تحديات جديدة أمام بناء سوريا…

د. محمود عباس هل نستطيع أن نقول أن الفيدرالية لغرب كوردستان والنظام اللامركزي في سوريا باتا أقرب إلى السراب؟ ليس فقط بسبب رفض الدول الإقليمية لها خشية من تحولات كبرى قد تعيد تشكيل المنطقة، ولا لأن الفصائل الإسلامية المتطرفة مثل هيئة تحرير الشام وحلفائها لديهم من القوة ما يكفي لفرض مشروعهم الإقصائي، بل لأن الكورد أنفسهم، وهم القوة…

إبراهيم كابان لطالما شكّل الواقع الكردي في سوريا ملفًا معقدًا تتداخل فيه العوامل الداخلية والإقليمية والدولية، حيث تسعى الأحزاب الكردية إلى تحقيق مطالبها ضمن إطار وطني، لكنها تواجه تحديات داخلية مرتبطة بالخلافات السياسية، وخارجية متصلة بالمواقف الإقليمية والدولية تجاه القضية الكردية. فهل تستطيع الأحزاب الكردية في سوريا توحيد موقفها ضمن إطار تفاوضي واحد عند التوجه إلى دمشق؟ وما هي العوامل…