أقوالكم وأفعالكم معروفة وموثقة عندما كنتم في الداخل …؟؟

أكرم حسين

كتب الصديق حواس محمود على صفحته بالفيس بوستا….اثار فيه تساؤلا مشروعا مفاده (هل كل خارج هو هارب وسيء وكل داخل مناضل وجيد ) معللا سبب بقاء بعض من بقي بالوطن بالانتهازية والمنفعة .. و……
في البداية أود أن أؤكد بغض النظر عما جاء في البوست… بان العيش داخل سوريا شجاعة هائلة… تستحق التقدير والاحترام… تتطلب تقديم ما يلزم من اجل توفير مستلزمات هذا البقاء وممكناته ..لكني في نفس الوقت ذاته لا الوم من بات اليوم في خارج الوطن ، هاربا من جحيم الموت والدمار، باحثا عن لقمة الخبز، وتأمين الدفء والأمن والأمان له ولأولاده .. 
الكل خرج لأسبابه… البعض خرج مضطرا خوفا من الاعتقال ، والتصفية ، بسبب نشاطه السياسي والميداني ، والبعض الأخر خرج باحثا عن لقمة العيش…. آخرون خرجوا لينعموا بالراحة والأمان والهدوء، والاستثمار …وهذا حق طبيعي لكل منهم ..لكن المشكلة في قطط الموائد… ممن أصبحوا موخرا ، أبطال الإعلام الكوردي… وباتوا يزاودون حتى على تشي غيفارا نفسه، بالثورية والوطنية الزائفة ، والبكاء على أطلال الداخل ..ومستقبل القضية الكوردية…؟؟؟
لكن ياسادة …(رحم الله امرءا عرف حده فوقف عنده….) لا يحق لكم ولا يجوز ، أن تنعتوا من يعيش جحيم المعاناة اليومية ، والبطالة ، وظروف انعدام الكهرباء ، و الخدمات ، والمحروقات وقلة الأمن والأمان، وندرة المواد الأساسية وأثمانها الغالية ، والكي بنار الاستبداد … بالجبن أو الانتهازية أو المصلحة أو أي غير ذلك … ؟؟؟؟
أقوالكم وأفعالكم معروفة وموثقة عندما كنتم في الداخل …؟؟ الغالبية كانت بعيدة كل البعد عن الهم الوطني السوري ، وحتى الكوردي ..؟؟. البعض كان جزءا من منظومة الفساد والاستبداد البعثية …؟؟ا
اليوم من حق كل فرد او عائلة ان تبحث عن مصلحتها او ما يناسبها ، بسبب تفكك الدولة وعدم قدرتها على توفير الأمن ، والخدمات ، وسيطرة مجموعات عسكرية مختلفة على الجغرافيا السورية …؟؟ .كذلك فشل الأحزاب السورية والكوردية العريقة ومنظمات المجتمع المدني في تقديم الخدمات اللازمة لاستمرارية الحياة …؟؟؟؟؟ كثيرون استطاعوا ركوب الموجة والاستفادة من المال السياسي ، أو الحصول على وظيفة في احد مؤسسات الائتلاف أو صار ممثلا لحزب او منظمة في كوردستان او تركيا او أوربا …او أنشأ حزبا او منظمة مجتمع مدني ، أو جمعية اغاثية وهمية ……؟؟؟
يا سادة الخارج … خطاب الداخل يختلف ويتمايز عن خطاب من في الخارج ؟؟على رأي المثل (اللي يأكل العصي مو متل اللي بيعدها ) اتمنى ان لا يغيب هذا الأمر عن أذهانكم…؟؟؟ معظمكم كان في الداخل يوما ما ، وكان منتسبا للأحزاب ..؟ ولم نسمع له أي صوت او رأي او فعل يوازي عشرة بالمائة مما تتفوهون به الان..؟؟؟؟؟ ارجوا أن لا يزاود احد على جماعة الداخل وان لا يذرف دموع التماسيح …لانها مزيفة….؟؟؟؟ لكننا في الوقت نفسه نحترم خياراتكم وتوجهاتكم السياسية، ونقدر أوضاعكم ومعاناتكم ، ولا نحملكم ما لا طاقة لكم به، من دعم وإسناد….؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
من حق الخارج ان يكون له رأي وموقف مما يجري داخلا ،وان يمارس النقد الموضوعي والعقلاني المنتج ، للخلاص من هذا الجحيم الذي أصبحنا فيه ، بسبب الاستبداد وانتهازية أحزاب المعارضة والمال السياسي والأجندات الدولية ….؟؟؟؟؟ بتحويلها سورية لساحة حرب وتصفية حسابات ومعارك كسر العظم ….؟؟؟.مع اخذ الظروف والإمكانات بعين الاعتبار..؟؟؟
الخارج يكمل الداخل ويدعمه ويقويه والعكس صحيح… شريطة ان ينطلق خطابه من الواقع وضروراته ، مع اخذ موازين القوى الفعلية بعين الاعتبار.. اما الشعارات… الطوباوية ….الطنانة ….البراقة… الجوفاء …..فحدث ولا حرج ، لأنها ستذهب أدراج الرياح …على رأي المثل الشعبي (كلام الليل مدهون بزبدة)
بالعودة الى سؤال الأستاذ حواس…. لا اعتقد بان كل من هم في الخارج سيئون إلى هذا الحد …ولا كل من في الداخل جيدون أيضا….؟؟؟ لان هناك سيئون في الداخل…. وجيدون بالخارج….؟؟ لكن الأمر نسبي وليس بهذه البساطة والميكانيكية….؟؟؟؟ يختلف من مكان إلى أخر ومن شخص إلى شخص ….؟؟؟؟
علينا أن نحترم عذابات الداخل ،وغربة الخارج ، وان نصيغ من توحدهما وانسجامهما ، ملحمة تعيد للسوري والكوردي على حد سواء …حريته…. وكرامته …وإنسانيته المهدورة بين عواصم العالم وفي معسكرات اللجوء والشتات…..؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
أحبتي ….علينا ان نعيد صياغة تساؤلاتنا ….وترتيب أولوياتنا ….وان نعزز سبل صمودنا ووحدتنا….؟؟؟ فلا الداخل بقي داخلا ولا الخارج صار خارجا ….؟؟؟؟ لان الأمور تشابكت في الثورة السورية ، واختلط الحابل بالنابل ، بحيث لم يعد الفصل او التفريق بينهما ممكنا …..ان لم نقل مستحيلا…؟؟؟؟؟؟؟
اشكر الأخ حواس محمود على جرأته وشجاعته ، وفي طرحه لهذا التساؤل الإشكالي والذي طالما تهرب الكثيرون من طرحه ، أو الاقتراب منه ، أو الخوض فيه…

شارك المقال :

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 Comments
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
اقرأ أيضاً ...

اكرم حسين تمر سوريا بظروف سياسية واقتصادية واجتماعية مُعقّدة ، يجد الإنسان السوري نفسه في ظلِّها أمام تحدّي التوفيق بين هوياته المتعدّدة. فهو من جهة ينتمي إلى الوطن السوري، وهو الانتماء الجامع الذي يحمل الهوية وجواز السفر والشهادة ، ومن جهة أخرى، يرتبط بانتماءات فرعية عميقة الجذور، كالقومية أو العرق أو الدين أو الطائفة. ويخلق هذا التنوّع حالة من…

شادي حاجي في السنوات الأخيرة، بات من الصعب تجاهل التحوّل المتسارع في نبرة الخطاب العام حول العالم . فالعنصرية والكراهية والتحريض عليهما لم تعودا مجرّد ظواهر هامشية تتسلل من أطراف المجتمع، بل بدأت تتحول، في أكثر الدول ديمقراطية ولم يعد ينحصر في دول الشرق الأوسط ( سوريا . لبنان – العراق – تركيا – ايران وو .. نموذجاً ) وحدها…

ياسر بادلي ليس اختيارُ الرئيس العراقيّ السابق، برهم صالح، مفوّضاً سامياً لشؤون اللاجئين حدثاً عابراً يمرّ على أطراف الأخبار؛ بل هو لحظةٌ ينهضُ فيها تاريخُ شعبٍ كامل ليشهد أن الأمم التي صُنعت من الألم تستطيع أن تكتب للإنسانيّة فصلاً جديداً من الرجاء. فالمسألة ليست منصباً جديداً فحسب… إنه اعترافٌ عالميّ بأنّ الكورد، الذين حملوا قروناً من الاضطهاد والتهجير، ما زالوا…

المحامي عبدالرحمن محمد   تتواصل فصول المسرحية التركية وسياساتها القذرة في الانكار والنفي للوجود التاريخي للشعب الكوردي على ارضه كوردستان، ومحاولاتها المستمرة لالغاء ومحو كلمتي كورد وكوردستان بوصفهما عنوانا للهوية القومية الكوردية والوطنية الكوردستانية من القاموس السياسي والحقوقي والجغرافي الدولي، سواء على جغرافيا كوردستان او على مستوى العالم. تارة يتم ذلك بحجة وذريعة الدين (الاسلام)، وتارة اخرى باسم الاندماج والاخوة،…