جان كورد
في عام 1974 شنت القوات التركية بأمرة الجنرالات الطورانيين هجوماً عسكرياً كاسحاً على جزيرة قبرص اليونانية، وبموافقة صريحة من رئيس الوزراء بولند أجاويد آنذاك، هذا الذي اعترف في أواخر حياته بأنه كان كوردياً، وشكّلت هناك دويلة تركية عنصرية قائمة على أساس العنصر التركي…
وهاهي ذي تركيا التي ترفع بعض أحزابها ثلاثة أعلام تركية بجانب بعضها البعض في المناسبات القومية الصارخة (وتعني بها: دولة تركيا، دولة تركيا القبرصية ودولة كركوك التركمانية!!!) قد اكتشفت فشلها الذريع في انتزاع اعتراف أية دولة كانت في العالم بوليدها المسخ في شمال جزيرة قبرص ( ما عدا الباكستان )، رغم مرور43 عاماً على عدوانها ذاك، وشرعت الآن تخطو خطوات إلى الوراء، وهي مضطرّة في النهاية إلى انهاء وجود دويلتها القبرصية التي قامت تحت أسنّة الحراب، بعد أن يلين موقف الرفض الأوربي حيالها في موضوع انتسابها إلى الاتحاد الأوربي، هذا الانتساب الذي يعتبر أكبر حلم تركي معاصر، بعد بناء الجمهورية على أنقاض الامبراطورية العثمانية الزائلة في عام 1923.
وموضوع تهديدات الطورانيين باحتلال كركوك الغنيّة بالنفط وبالكورد قديم، هذه المدينة التي وصفها القائد الأسطوري للأمة الكوردية البارزاني الخالد ب”قلب كوردستان“وسمّاها من بعد السياسي المحنّك، رئيس الجمهورية العراقية الفيدرالية الحالي، مام جلال ب “قدس كوردستان“، وذريعة الطورانيين هي أن “لواء الموصل” كان جزءاً من أراضي الدولة العثمانية، وأن هناك أقلية تركمانية قد يصيبها الغبن فيما إذا أعيدت المدينة إلى موقعها الأساسي في كوردستان ليس بجديد، وأتذكّر أنني كتبت بالكوردية في عهد الرئيس الراحل تورغوت أوزال (الكوردي الأصل أيضاً) في ثمانينات القرن الماضي حول هذه التهديدات السابقة في جريدة (به رخودان- المقاومة) التي كانت تصدر آنذاك عن حزب العمال الكوردستاني… بل إن هناك مواقع تركية طورانية في الانترنت تنشر خرائط تركية تضم لبلادها ليس كركوك وقبرص فحسب، وانما اليونان وبلغاريا وآذربايجان وأرمينيا وأجزاء واسعة من سوريا بالكامل…
رفضت الحكومة التركية برئاسة طيب أردوغان (من أصل لاظي، غير تركي أيضاً) مرور القوات الأمريكية عبر أراضيها بقرار برلماني قبيل تحرير العراق من الصنم المجرم في عام 2003، تلك القوات التي كانت قد وصلت إلى مدينة نصيبين الكوردية وأضطرّت إلى العودة مئات الكيلومترات لتستخدم طريق البحر الطويل، فكان ذلك الخطأ الكبير في الحسابات مبنياً على أساس أن الولايات المتحدة الأمريكية لن تتمكّن من اسقاط البعث العراقي وزعيمه الدموي صدام حسين، وستضطرّ تحت ضغط الشارع العربي الكبير إلى الاتفاق مع صدام وزمرته الاجرامية، وستدفعها الظروف الموضوعية إلى الالتجاء إلى تركيا طالبةً منها العون والمساعدة، وبذلك لن تخسر تركيا علاقاتها بالعالم العربي وستملي شروطها على الولايات المتحدة أيضا، شريكتها الكبرى في الناتو التي دعمت تركيا من قبل من كل النواحي العسكرية والمالية والسياسية، وبخاصة في مجال محاولاتها الرامية للانضمام إلى الاتحاد الأوربي بحكم حاجتها الملّحة لتركيا في المنطقة آنذاك…كما أنها سترضي الأوربيين الذين وقف معظمهم ضد الحرب على صدّام حسين ونظامه الدكتاتوري بحكم مصالحهم البترولية ومشاريعهم الكبيرة في العراق، ولأسباب أخرى تتعلق بتنامي قوّة اليسار الأوربي المعادي للحرب أساساً… إلاّ أن الولايات المتحدة سدّت ذلك النقص واستعانت بالكورد في فتح جبهة شمالية على صدام حسين الذي كان مغتبطاً لموقف الدولة التركية التي رفضت تقديم المساعدة للقوات الأمريكية في ذلك، وإذا بالكورد يحررون مدينتي كركوك والموصل بسرعة خاطفة لم يتوقّعها أي خبير عسكري خارج العراق، فأدهش ذلك الجنرالات الترك الذين سارعوا إلى رفع يافطة “الخطر الكوردي على كركوك!”… وعوضاً عن أن يمدحوا الكورد ويشكروهم على تحرير أنفسهم ومن معهم من التركمان من اضطهاد وظلم النظام البعثي الذي كان يفتك بهم بلا رحمة، فإنهم كشفوا عن عنصريتهم وحقدهم وغلّوهم في كره الأمة الكوردية التي تعيش إلى جانب أمتهم منذ أن جاؤوا غزاة مدمرّين من سهول آسيا البعيدة…
ولم يكتف الطورانيون بذلك التخويف ونشر الذعر بين التركمان من خلال أبواقهم الدعائية و”الجبهة التركمانية” التي تعمل كجهاز استخبارات لهم في كوردستان العراق، في حين أن بقية الأحزاب التركمانية استفادت بقوّة من أجواء الحرّية والديموقراطية التي تتعزز يوماً بعد يوم في الاقليم الكوردي الذي يعيش فيه المواطنون من مختلف الأقوام والمذاهب والأديان في إخاء وتضامن، فإن الطورانيين مستمرون في محاولاتهم المحمومة لتسعير الأجواء وتأليب الفرقاء على بعضهم بعضاً واثارة النعرات العنصرية وتسخير بعض المأجورين للقيام بأعمال التخريب والتفجير، مستفيدين من طاقاتهم المالية الكبيرة ومن انتشار شركاتهم التجارية والصناعية وعملائهم كشباك العنكبوت في اقليم كوردستان… وهاهم يركضون إلى مؤتمر القمة العربية للتفريق بين الكورد والعرب، يدعون بعض الزمر التخريبية لعقد مؤتمراتهم في تركيا ويستثنون الكورد، يدعون أعداء الكورد وكوردستان جميعاً إلى مؤتمرات في قلب أوروبا ليصبّوا جام حقدهم على القيادة الكوردية في محاولة يائسة لاحداث شرخ بينها وبين الأوربيين الذين يعلمون الحقائق على أرض الواقع الكوردستاني أكثر من الترك، ويحاول الطورانيون عن طريق بعض أدواتهم القديمة دق أسفين بين الرئيس العراقي مام جلال والرئيس الكوردستاني كاك مسعود بارزاني، أدام الله بقاءهما ذخراً ودرعاً للكورد وكوردستان، ويكادون لايدعون يوماً يمر على أمتنا دون أن يسمموا فيه الأجواء في محاولة يائسة لتأليب الأحزاب الكوردستانية في جنوب كوردستان على حزب العمال الكوردستاني بحجة أنه يتخّذ له مواقع في سلسلة الجبال الواقعة بين العراق وتركيا، وكأن مشكلة حزب العمال هذا مشكلة عراقية وليست تركية داخلية، ويضربون باستمرار على وتر “الارهاب والحرب !!!” متناسين أن حزب العمال قد أعلن منذ زمن بعيد تخلّيه عن شعار “استقلال كوردستان” الذي كان يقض مضاجع الطورانيين، ويطالب بحل واقعي وديموقراطي وسلمي للقضية الكوردية في تركيا، كما أنه أعلن “الهدنة” من جانبه ويلتزم بها حتى الآن التزاماً جيداً…
لقد فشل الطورانيون في جر العالم إلى مؤتمر دول الجوار للعراق في اسطنبول أو أنقره، كما فشلوا في اقناع العرب بأن الكورد قادمون على تشكيل دولة مستقلّة لهم، وفشلوا أيضاً في اظهار أنفسهم كدولة مناصرة للحرية والديموقراطية في العراق، وسيفشلون في كل مخططاتهم القائمة على أسس الغصب والعنصرية الممقوتة والتصرّفات الغبية، وبخاصة فإن الكورد وقادتهم المجرّبين قد سئموا املاءات هذه الدولة التي تريد لعب دور القوة العظمى في المنطقة، الآمرة الناهية، والتي لاتستطيع قبول وجود واقع كوردستاني على الأرض اليوم، في حين أنها ترسل مئات شركاتها لتجني الأموال من أرض كوردستان… ولقد كانت أجوبة رئيس حكومة الاقليم الكوردستاني الأخ نيجيرفان بارزاني المدعوم تماماً من برلمان الاقليم في سياسته المعلنة وأجوبة رئيس الكورد الأخ المناضل مسعود البارزاني، وبخاصة في مقابلته الأخيرة مع قناة العربية بصراحة وشجاعة كافية لأن تنهار أحلام الطورانية في مهب الرياح الكوردية القوية، وبقدر ما يزداد التقارب الكوردستاني بين الجنوب والشمال، بين أحزاب كوردستان الكبيرة والصغيرة، بين مختلف المنظمات والشخصيا ت الكوردستانية الديموقراطية والناشطة من أجل الحريةن ويشد الكورد بعضهم بعضاً كالبنيان المرصوص فإن تهديدات الطورانيين ستتبدد، ولن ينفعهم عويل وصراخ زعمائهم العنصريين الذين يزعمون أن بامكانهم تلقين الكورد درساً في الديبلوماسية… فليتفضلّوا… من يمنعهم من القيام بما يحلمون به إن كانوا فعلاً لايخافون المجتمع الدولي؟ ولايخافون الوحدة الكوردية التي تزداد تماسكاً ووعياً، سواء في الجنوب أو في الشمال، في غرب أو شرق كوردستان…
وسؤالي هنا هو: ” لماذا لا يغزو الترك بجيوشهم الجرارة ايران ليحرروا أبناء عمومتهم الآذريين الذين لايقلّون عن ثلاين مليون من البشر الظامئين للحرية، ويصرّون على “تحرير ال 300000 من التركمان في كوردستان” فقط؟ ألأنهم يخافون الايرانيين وقواهم الصاروخية المدمّرة ولا يخافون الكورد الأقل قوّة ؟ أم لأن في كوردستان بترول كثير وليس هناك في آذربايجان الايرانية بترول بهذه الكثافة والقوة الانتاجية؟…
وكيفما كان الجواب، فإن على الكورد الاستمرار حثيثاً في بناء قوتهم الحربية وفي تعزيز وحدتهم القومية وقبولهم التحدي الكبير في وجه العدوان والطغيان، وتحديد آفاق سياستهم الواقعية للصديق والعدو، للقريب والبعيد، وتوضيح الحقائق للعالم كله، لتتبدد الأحلام الطورانية الاستعمارية إلى الأبد في النور الساطع لهذه الحقائق وتحت صفعات الرياح الكوردستانية العاتية التي ستجرف أمامها كل القلاع والحصون العسكرية التركية الاستعمارية في كوردستان، ليخفق هذا العلم الرائع على أسوار آمد ( ديار بكر) أيضاً في الشمال مثلما يرفرف الآن على بوابات كركوك في الجنوب…
ولايسعني إلا أن أردد من الغربة لاخوتي في جنوب كوردستان قول الشاعر الفلسطيني محمود درويش في قصيدته “كوردستان“:
قلوبنا معكم جنوداً في القتال ِ
يا حارسين الشمس من أصفاد أشباه الرجال ِ
وموضوع تهديدات الطورانيين باحتلال كركوك الغنيّة بالنفط وبالكورد قديم، هذه المدينة التي وصفها القائد الأسطوري للأمة الكوردية البارزاني الخالد ب”قلب كوردستان“وسمّاها من بعد السياسي المحنّك، رئيس الجمهورية العراقية الفيدرالية الحالي، مام جلال ب “قدس كوردستان“، وذريعة الطورانيين هي أن “لواء الموصل” كان جزءاً من أراضي الدولة العثمانية، وأن هناك أقلية تركمانية قد يصيبها الغبن فيما إذا أعيدت المدينة إلى موقعها الأساسي في كوردستان ليس بجديد، وأتذكّر أنني كتبت بالكوردية في عهد الرئيس الراحل تورغوت أوزال (الكوردي الأصل أيضاً) في ثمانينات القرن الماضي حول هذه التهديدات السابقة في جريدة (به رخودان- المقاومة) التي كانت تصدر آنذاك عن حزب العمال الكوردستاني… بل إن هناك مواقع تركية طورانية في الانترنت تنشر خرائط تركية تضم لبلادها ليس كركوك وقبرص فحسب، وانما اليونان وبلغاريا وآذربايجان وأرمينيا وأجزاء واسعة من سوريا بالكامل…
رفضت الحكومة التركية برئاسة طيب أردوغان (من أصل لاظي، غير تركي أيضاً) مرور القوات الأمريكية عبر أراضيها بقرار برلماني قبيل تحرير العراق من الصنم المجرم في عام 2003، تلك القوات التي كانت قد وصلت إلى مدينة نصيبين الكوردية وأضطرّت إلى العودة مئات الكيلومترات لتستخدم طريق البحر الطويل، فكان ذلك الخطأ الكبير في الحسابات مبنياً على أساس أن الولايات المتحدة الأمريكية لن تتمكّن من اسقاط البعث العراقي وزعيمه الدموي صدام حسين، وستضطرّ تحت ضغط الشارع العربي الكبير إلى الاتفاق مع صدام وزمرته الاجرامية، وستدفعها الظروف الموضوعية إلى الالتجاء إلى تركيا طالبةً منها العون والمساعدة، وبذلك لن تخسر تركيا علاقاتها بالعالم العربي وستملي شروطها على الولايات المتحدة أيضا، شريكتها الكبرى في الناتو التي دعمت تركيا من قبل من كل النواحي العسكرية والمالية والسياسية، وبخاصة في مجال محاولاتها الرامية للانضمام إلى الاتحاد الأوربي بحكم حاجتها الملّحة لتركيا في المنطقة آنذاك…كما أنها سترضي الأوربيين الذين وقف معظمهم ضد الحرب على صدّام حسين ونظامه الدكتاتوري بحكم مصالحهم البترولية ومشاريعهم الكبيرة في العراق، ولأسباب أخرى تتعلق بتنامي قوّة اليسار الأوربي المعادي للحرب أساساً… إلاّ أن الولايات المتحدة سدّت ذلك النقص واستعانت بالكورد في فتح جبهة شمالية على صدام حسين الذي كان مغتبطاً لموقف الدولة التركية التي رفضت تقديم المساعدة للقوات الأمريكية في ذلك، وإذا بالكورد يحررون مدينتي كركوك والموصل بسرعة خاطفة لم يتوقّعها أي خبير عسكري خارج العراق، فأدهش ذلك الجنرالات الترك الذين سارعوا إلى رفع يافطة “الخطر الكوردي على كركوك!”… وعوضاً عن أن يمدحوا الكورد ويشكروهم على تحرير أنفسهم ومن معهم من التركمان من اضطهاد وظلم النظام البعثي الذي كان يفتك بهم بلا رحمة، فإنهم كشفوا عن عنصريتهم وحقدهم وغلّوهم في كره الأمة الكوردية التي تعيش إلى جانب أمتهم منذ أن جاؤوا غزاة مدمرّين من سهول آسيا البعيدة…
ولم يكتف الطورانيون بذلك التخويف ونشر الذعر بين التركمان من خلال أبواقهم الدعائية و”الجبهة التركمانية” التي تعمل كجهاز استخبارات لهم في كوردستان العراق، في حين أن بقية الأحزاب التركمانية استفادت بقوّة من أجواء الحرّية والديموقراطية التي تتعزز يوماً بعد يوم في الاقليم الكوردي الذي يعيش فيه المواطنون من مختلف الأقوام والمذاهب والأديان في إخاء وتضامن، فإن الطورانيين مستمرون في محاولاتهم المحمومة لتسعير الأجواء وتأليب الفرقاء على بعضهم بعضاً واثارة النعرات العنصرية وتسخير بعض المأجورين للقيام بأعمال التخريب والتفجير، مستفيدين من طاقاتهم المالية الكبيرة ومن انتشار شركاتهم التجارية والصناعية وعملائهم كشباك العنكبوت في اقليم كوردستان… وهاهم يركضون إلى مؤتمر القمة العربية للتفريق بين الكورد والعرب، يدعون بعض الزمر التخريبية لعقد مؤتمراتهم في تركيا ويستثنون الكورد، يدعون أعداء الكورد وكوردستان جميعاً إلى مؤتمرات في قلب أوروبا ليصبّوا جام حقدهم على القيادة الكوردية في محاولة يائسة لاحداث شرخ بينها وبين الأوربيين الذين يعلمون الحقائق على أرض الواقع الكوردستاني أكثر من الترك، ويحاول الطورانيون عن طريق بعض أدواتهم القديمة دق أسفين بين الرئيس العراقي مام جلال والرئيس الكوردستاني كاك مسعود بارزاني، أدام الله بقاءهما ذخراً ودرعاً للكورد وكوردستان، ويكادون لايدعون يوماً يمر على أمتنا دون أن يسمموا فيه الأجواء في محاولة يائسة لتأليب الأحزاب الكوردستانية في جنوب كوردستان على حزب العمال الكوردستاني بحجة أنه يتخّذ له مواقع في سلسلة الجبال الواقعة بين العراق وتركيا، وكأن مشكلة حزب العمال هذا مشكلة عراقية وليست تركية داخلية، ويضربون باستمرار على وتر “الارهاب والحرب !!!” متناسين أن حزب العمال قد أعلن منذ زمن بعيد تخلّيه عن شعار “استقلال كوردستان” الذي كان يقض مضاجع الطورانيين، ويطالب بحل واقعي وديموقراطي وسلمي للقضية الكوردية في تركيا، كما أنه أعلن “الهدنة” من جانبه ويلتزم بها حتى الآن التزاماً جيداً…
لقد فشل الطورانيون في جر العالم إلى مؤتمر دول الجوار للعراق في اسطنبول أو أنقره، كما فشلوا في اقناع العرب بأن الكورد قادمون على تشكيل دولة مستقلّة لهم، وفشلوا أيضاً في اظهار أنفسهم كدولة مناصرة للحرية والديموقراطية في العراق، وسيفشلون في كل مخططاتهم القائمة على أسس الغصب والعنصرية الممقوتة والتصرّفات الغبية، وبخاصة فإن الكورد وقادتهم المجرّبين قد سئموا املاءات هذه الدولة التي تريد لعب دور القوة العظمى في المنطقة، الآمرة الناهية، والتي لاتستطيع قبول وجود واقع كوردستاني على الأرض اليوم، في حين أنها ترسل مئات شركاتها لتجني الأموال من أرض كوردستان… ولقد كانت أجوبة رئيس حكومة الاقليم الكوردستاني الأخ نيجيرفان بارزاني المدعوم تماماً من برلمان الاقليم في سياسته المعلنة وأجوبة رئيس الكورد الأخ المناضل مسعود البارزاني، وبخاصة في مقابلته الأخيرة مع قناة العربية بصراحة وشجاعة كافية لأن تنهار أحلام الطورانية في مهب الرياح الكوردية القوية، وبقدر ما يزداد التقارب الكوردستاني بين الجنوب والشمال، بين أحزاب كوردستان الكبيرة والصغيرة، بين مختلف المنظمات والشخصيا ت الكوردستانية الديموقراطية والناشطة من أجل الحريةن ويشد الكورد بعضهم بعضاً كالبنيان المرصوص فإن تهديدات الطورانيين ستتبدد، ولن ينفعهم عويل وصراخ زعمائهم العنصريين الذين يزعمون أن بامكانهم تلقين الكورد درساً في الديبلوماسية… فليتفضلّوا… من يمنعهم من القيام بما يحلمون به إن كانوا فعلاً لايخافون المجتمع الدولي؟ ولايخافون الوحدة الكوردية التي تزداد تماسكاً ووعياً، سواء في الجنوب أو في الشمال، في غرب أو شرق كوردستان…
وسؤالي هنا هو: ” لماذا لا يغزو الترك بجيوشهم الجرارة ايران ليحرروا أبناء عمومتهم الآذريين الذين لايقلّون عن ثلاين مليون من البشر الظامئين للحرية، ويصرّون على “تحرير ال 300000 من التركمان في كوردستان” فقط؟ ألأنهم يخافون الايرانيين وقواهم الصاروخية المدمّرة ولا يخافون الكورد الأقل قوّة ؟ أم لأن في كوردستان بترول كثير وليس هناك في آذربايجان الايرانية بترول بهذه الكثافة والقوة الانتاجية؟…
وكيفما كان الجواب، فإن على الكورد الاستمرار حثيثاً في بناء قوتهم الحربية وفي تعزيز وحدتهم القومية وقبولهم التحدي الكبير في وجه العدوان والطغيان، وتحديد آفاق سياستهم الواقعية للصديق والعدو، للقريب والبعيد، وتوضيح الحقائق للعالم كله، لتتبدد الأحلام الطورانية الاستعمارية إلى الأبد في النور الساطع لهذه الحقائق وتحت صفعات الرياح الكوردستانية العاتية التي ستجرف أمامها كل القلاع والحصون العسكرية التركية الاستعمارية في كوردستان، ليخفق هذا العلم الرائع على أسوار آمد ( ديار بكر) أيضاً في الشمال مثلما يرفرف الآن على بوابات كركوك في الجنوب…
ولايسعني إلا أن أردد من الغربة لاخوتي في جنوب كوردستان قول الشاعر الفلسطيني محمود درويش في قصيدته “كوردستان“:
قلوبنا معكم جنوداً في القتال ِ
يا حارسين الشمس من أصفاد أشباه الرجال ِ