الإعلام العربي والقضية الكوردية

 

محمود الملا 

 

 

إن قراءة متأنية وموضوعية , لمسيرة الإعلام العربي , بشكل عام والمرئي منه بشكل خاص .
وذلك عبر قنوات التلفزة , للفضائيات العربية المختلفة من خلال بثها لنشرات الأخبار , والمقابلات والحوارات والندوات , وكل ما يتعلق بالشأن الكوردي .
تظهر لنا بما لا يقبل الجدل والمناقشة . إن الغالبية العظمى , من هذه القنوات إن لم تكن كلها .
قد أصيبت بمرض عضال , تثير العطف والشفقة من جهة , والسخرية والاستهزاء من جهة أخرى , ألا وهو الإصابة بداء الكراهية المزمن للكرد , ومعادات قضيتهم , الإنسانية العادلة . وذلك بمناسبة وغير مناسبة . وتجاه هذه الحالة أللإنسانية
واللاأخلاقية بنفس الوقت , والبعيدة كل البعد عن قيم ومثل , الإعلام الصادق والنزيه .

 

والذي هدفه وغايته , نشر الحقيقة ليس إلا . وإيصالها إلى الناس كما هي .يقف كل كردي . يواكب مسيرة الأعلام العربي التي تفوح منه رائحة الحقد الدفين والبغضاء والشوفينية المقيتة .
وقد أخذته الهشة والذهول .
ترى أي جريمة أو خيانة أرتكبها أبناء الشعب الكردي بحق العالم العربي بشكل عام , والشعب العربي في كل من سورية والعراق بشكل خاص . وذلك على مر التاريخ حتى يكون نصيبه بهذا الشكل المجحف من التعامل , من قبل الإعلام العربي . يتطرق الإعلام العربي . في أدائه إلى قضايا حقوق الإنسان والحرية , ونضالات الشعوب في كل من إفريقياوأميركا اللاتينية . وكثيرا ما تخصص برامج خاصة وريبورتاجات , عن حياة وعادات وتاريخ تلك الشعوب , في هذه الأماكن . وتتجاهل لا بل تصمم الأذان , وتتعامى عن رؤية العذابات والمآسي . التي حلت ولا تزال تحل بالشعب الكردي . يبحث الأعلام العربي , ويجهد نفسه ليل نهار , عله يحصل على نقيصة , أو يكشف ثغرة في جسم حركة التحرر الوطني الكردي والكردستانية . كي ينفث فيها سمومه , ويحدث شرخا كبيرا بين الحركة وجماهيرها . وكثيرة هي المرات التي لجأ فيها الإعلام العربي . إلى اختلاف دعايات كاذبة , وحيك أضاليل .وتركيب أحلام مريضة . ونذكر هنا على سبيل العد وليس الحصر . الافتراءات والضجيج الإعلامي الصاخب . والتي رافقت زيارة الرئيس الفرنسي إلى إقليم كردستان في الآونة الأخيرة . وكذلك التعاطف الدولي الكبير مع محنة كوباني الصامدة حيث شهدنا سباقا محموما , بين أصحاب الأقلام المأجورة وذلك بإدلائهم بتصاريح وتقارير , لا تمت إلى الواقع والحقيقة بأية صلة . كما ولم نلق أذانا صاغية . من قبل الجماهير الكردية وكذلك عموم القوى الوطنية والديمقراطية في المنطقة كونها قد خبرت هذه اللونيات التعيسة , من الأعلام المضلل منذ زمن بعيد . هذا وأما بالنسبة للمقابلات والحوارات والندوات التي تعقدها بعض هذه القنوات وكيفية الأعداد  لها , وهنا نذكر على سبيل المثال قنوات الجزيرة والمستقلة وشقيقتها الديمقراطية .
وخاصة في برنامجي عروبي أخر الزمان فيصل قاسم في قناة الجزيرة و وعبر برنامجه المعروف الاتجاه المعاكس ونبيل الجنابي في برنامجه المنتدى الديمقراطي الذي يبث من قناة الديمقراطية , فحدث ولاحرج . حيث يعمل هؤلاء أثناء التحضير لبرامجهم , وتقديمها للمشاهدين . تجريح مشاعر الكرد والطعن في كل ما يمت بالحقوق القومية المشروعة للشعب الكردي . بحجة أغناء الحوار وتسخينه , كما يقال . ومن ثم انتقائهم , لرمز عربية شوفينية حتى العظم . كضيوف أجلاء على برامجهم . والأمثلة على ذلك كثيرة . وإذا حدث أن تدخل أحد المشاهدين بالاتصال مع مديري هذين البرنامجين  . للرد على افتراءات وترهات أولائك الموتورين . حينها يلجأ , المدير الهمام , إلى أساليب المراوغة واللإلتوائية . وذلك بعدم منح المتداخل , الوقت الكافي للرد المطلوب أو قطع الاتصال معه. بحجة الظرف الطارئ خارج عن سيطرة أدارة مدير البارع .وعودا على البدء . فأننا نهيب مجددا بالأعلام العربي بكافة أشكاله وصوره , وندعوه إلى اليقظة والصحوة الضمير ومراجعو الذات فالكورد أمة كباقي أمم الأرض . وتعيش بجوار الأمة العربية , والشعب الكردي يملك كل مقومات القومية . وهو صاحب قضية عادلة . لا يختلف عليها أي وطني من منصف أو ديمقراطي حقيقي , عاش الكرد والعرب جنبا إلى جنب , في السراء والضراء وذاقوا معا حلو الحياة ومرها . أريق الدم الكردي وبغزارة في الكثير من المعارك التحررية العربية . ويشهد على ذلك بطاح فلسطين وجنوب لبنان وهضبة الجولان . وبعيدا عن المديح والإطراء . فقد سخر الأعلام الكردي نفسه , وبإمكانياته المحدودة والبدائية , لخدمة قضايا التحرر الوطني العربية . وبشكل خاص القضية الفلسطينية . كونها القضية المركزية للعرب جميعا . وذلك قبل امتلاك الكرد لقنوات التلفزة الفضائية . هذا ومما يؤسف له اليوم , الجحود والنكران التام من قبل الأعلام العربي بشكل عام ,والأعلام الفلسطيني بشكل خاص , لدور الكرد ومواقفهم الإنسانية النبيلة اتجاه القضايا العادلة لإخوتهم العرب . لقد أعمى الحقد الشوفيني البغيض , القائمين على  دور و مؤسسات الأعلام العربي , حيث أصبحوا يرون الأبيض أسودا . والكردي خطرا ماحقا على الوجود العربي . ناسين أو متناسين الأيادي البيضاء السخية والجميلة . التي قدمها الكرد للعرب وعلى مر التاريخ .

شارك المقال :

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 Comments
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
اقرأ أيضاً ...

خورشيد شوزي في ظل الأوضاع المعقدة التي تشهدها سوريا، يبقى النهج الإقصائي الذي تمارسه سلطات الأمر الواقع أحد العوامل الأساسية في تعميق الأزمات بدلاً من حلها. فالتهميش المستمر ورفض التعددية السياسية يضعف أسس الاستقرار، ويؤدي إلى إعادة إنتاج أخطاء الماضي. أي سلطة تسعى إلى بناء دولة قوية ومستقرة لا بد أن تعتمد على مبدأ الشراكة الوطنية، وتعزز التعددية…

نارين عمر   يبدو أنّه علينا كشعب أن نعيش عمرنا بين تساؤلات واستفسارات موجّهة إلى مختلف قيادات الحركة الكردية والأطراف التي ترى نفسنا أنّها تمثّلنا في سوريا دون أن نتلقى إجابات واضحة منهم تهدّئ من صخب فكرنا وتنعش النّفس ببعض الآمال المحققة لطموحاتنا وحقوقنا. في اتفاق أسموه بالتّاريخي بين “قسد” وحكومة دمشق تمّ طرح عدّة بنود منها: (( دمج قسد…

درويش محما قد تصبح الامور عصية على الفهم في بعض الاحيان، وضبابية غير واضحة، حينها يجد المرء نفسه في حيرة من امره، ازاء سلوك او تصرف معين يقدم عليه شخص ما، والسبب بكل بساطة، يكمن في عدم معرفتنا للهوية الحقيقية للشخص صاحب التصرف والسلوك. اما ماهية الهوية كمفهوم، فهناك اجماع على تعريفه، بمجموعة السمات والخصائص المميزة لفرد ما بعينه،…

إبراهيم اليوسف يقتلع”الزور” الجزرأي القوة مثل كردي لقد بلغ العنف والتدمير مرحلة ما بعد الحداثة، فلم يعد مجرد أداة صراع بل تحول إلى نسق شامل، يعيد تشكيل الواقع وفق منطق القتل والفناء. إذ لم تعد الأسئلة الكبرى عن معنى السلطة والشرعية والوجود تجد مكاناً لها، لأن القاتل لم يعد مضطراً حتى لتسويغ جرائمه. إننا- هنا- أمام زمن…