صوت الآكراد *
على الرغم مما عاناه ، ويعانيه مئات الآلاف من أبناء شعبنا الكردي في كوباني وشنكال ومجمل المناطق الكردية التي تتعرض لحملة بربريـة ، من قبل التنظيم الإرهابي ( داعش ) جراء التنكيل والقتل والتهجير والتدمير ، الذي أحله بتلك المناطق وأبنائها وفق عقلية تكفيرية وعنصرية تعكس حقد فكرهم الأسـود تجاه الشعب الكردي في كل مكان، والتي تستهدف وجوده القومي أولاً وآخراً .. على الرغم من كـل ذلك بدأت تلوح في الأفق دلالات إيجابية لمستقبل شـعبنا سياسياً وأمنيـاً ” وعلى عكس توقعـات ومخططات الإرهابيين وكل الشوفينيين الحاقدين ” .
فبعد حوارات مستفيضة وبرعاية كريمة من السيد مسعود البارزاني رئيس إقليم كردستان العراق توصل وفدا المجلس الوطني الكـرديENKS ، وحركة المجتمع الديمقراطي TEV-DEM إلـى اتفاقية دهـوك ، والتي اعتبرت خطوة تاريخية ونوعية في مسـيرة الحركة الوطنية الكردية في سوريا في هذا الظرف الحساس الذي يمر به شعبنا،
فنظراً لأهمية توحيد الموقف الكردي تقرر تشكيل مرجعية كردية مهمتها رسم الاستراتيجيات العامة للكرد، وتجسيد الموقف الكردي الموحد في كافة المجالات المتعلقة بالشعب الكردي في سوريا ، والتي تتشكل من حركة المجتمع الديمقراطي والمجلس الوطني الكردي والأحزاب الأخرى خارج إطار الطرفين . وفي مجال الإدارة الذاتيـة الديمقراطية تقرر الشراكة الفعلية فيها وفي الهيئات التابعة لها وتطوير الشكل الراهن لإدارة المناطق الكردية نحو توحيدها سياسياً وإدارياً والعمل من أجل توسيع تمثيل مختلف المكونات الأخرى فيها. أما بشأن الحماية والدفاع فقد وجد الجانبان أن واجب الحماية والدفاع عن المناطق الكردية مهمة تقع على عاتق أبنائها .. ومن المؤشرات الأخرى التي تصب في خدمة شعبنا الكردي هي البعد الدولي الذي أخذته المقاومة الباسـلة في مدينة كوباني والتي باتت تعج بها وسائل الإعلام العالمية, والتي سلطت الأضواء على العمق القومي لهذه المدينة وللهوية الكردية لها .
العمل الدبلوماسي الذي قام به الرئيس مسعود البارزاني مع الحلفاء لإقناعهم بتقديم الدعم العسكري والمادي ، لمقاومة كوباني لمنعها من السقوط , وبالفعل تكللت هذه الجهود بالنجاح وذلك بالتضافر مع المساعي الكردستانية والدولية الأخرى التي صبت في هذا الاتجاه , وكل هذا دفعت بأن تكون صمود مدينة كوباني وحمايتها من صلب الإستراتيجية الأمريكية , فكانت الضربات الجوية لقوات التحالف لمجوعات داعش في كوباني ومحيطها ناجعة , وكذلك قيام طائرات التحالف بنقل المساعدات العسكرية والغذائية والطبية لكوباني والمرسلة من قبل الإقليم .
وأيضاً إرسال قوات البيشمركة من إقليم كردستان العراق إلى كوباني لمساندة وحدات الحماية الكردية هناك للوقوف في وجه هجمة داعش , وذلك بموافقة رئيس الإقليم و برلمان إقليم كردستان – العراق وبمباركة كل القوى الكردستانية شكلت نقطة تحول كبرى في مجريات الأحداث , فهذه الخطوة القومية والنوعية عززت الوحدة القومية لدى شعبنا الكردي في كل مكان وشكلت دفعاً معنوياً كبيراً لصمود القوات الكردية المقاومة , وتعتبراً حافزاً للتلاحم الكردي سـياسياً , بالإضافة إلى زيادة القوة الكردية في كوباني من خلال الأسلحة الثقيلة المرسلة .
وأيضاً ما حققته قوات البيشمركة من انتصارات عظيمة ضد داعش في إقليم كردستان العراق ” وهذا ما لم يحققه أحد في العراق ” , وصمود مدينة كوباني في وجه داعش جعلت من قوات التحالف والمجتمع الدولي تيقن بأن الكرد هم القوة الرئيسية المعتدلة التي تقف في وجه الإرهاب , وأنهم حلفاء دوليين حقيقيين يمكن الاعتماد عليهم , فهم يقاتلون الإرهاب باسم المعالم أجمع, وبذلك تكون القضية الكردية رقماً صعباً لا يستهان به في المعادلة السياسية التي تحاك في الشرق الأوسط..
كل ما سبق وغيرها من متحولات كبيرة على الساحة الكردية والإقليمية ما هي إلا بشائر نصر لشعبنا الكردي السائر إلى غدٍ مشرق يسود فيه الوئام والتآخي والسلام والديمقراطية بين جميع أطياف المنطقة من كرد وعرب وكلدو آشور…
فلنمضي جميعاً يداً بيد لبناء مستقبل شعبنا الكردي الزاهر, حيث ننعم فيه بعد طول نضال بحقوقنا القومية المشروعة , فاليوم باتت بوحدتنا وتلاحمنا مفاتيح النصر بأيدينا .
* لسان حال اللجنة المركزية للحزب الديمقراطي الكردي في سوريا (البارتي)
لقراءة مواد العدد انقر هنا denge.kurd474.475