مرة أخرى جماعات – ب ك ك – تصاب بالخذلان

صلاح بدرالدين

الغالبية الساحقة من كرد العالم وأصدقائهم من الدول والأقوام الأخرى وبكل فئاتهم وأطيافهم وتياراتهم السياسية وتوجهاتهم الفكرية والثقافية تابعت التطورات الأخيرة في بعض مناطق إقليم كردستان العراق بحرص بالغ على سلامة المواطنين من مخاطر قطعان – داعش – وابداء الحرص على استقرار الإقليم وصمود بيشمه ركته البواسل أمام قوى التخلف والظلام ماعدا قلة قليلة ضالة من جماعات – ب ك ك – التي دلت ممارساتها على الأرض وأضاليلها الإعلامية ومواقفها العدائية على أنها جزء من المخطط الهادف الى تصفية إنجازات الإقليم الفدرالي وتشويه سمعة الحركة الوطنية الكردية في الصراع الدائر بالمنطقة .
قبل اعتدءات – داعش – الغادرة على بلدات وقرى بجوار الموصل والحدود العراقية – السورية واستغلالها لانشغال القوات العسكرية والأمنية الكردستانية وتوزعها في حماية مئات الكيلومترات من الحدود المستجدة والدفاع عنها بعد انسحاب القوات الاتحادية وتمدد – داعش – تمتد من ربيعة وتنتهي في جلولاء نقول قبل ذلك مهدت وسائل اعلام – ب ك ك – للعدوان الجديد بما في ذلك الإيحاء بمسؤوليتها في التدخل باسم التعاون – الأخوي – ولم تمض ساعات على احتلال – داعش – لبعض المواقع حتى تمادت هذه الجماعة في بث الأضاليل والإساءة الى بيشمه ركة كردستان واتهام قيادة الإقليم بالتواطىء وعقد الصفقة مع أعداء الكرد وطرح نفسها بديلا ومنقذا لكرد العراق ومواطني شنكال من أتباع الديانة الأزيدية بل اجتراح الأكاذيب في أنها هي من تقاوم في شنكال وسنونو وتحمي سكانها بعد هروب قوات البيشمه ركة المزعوم .
وقد كان – سم الختام – في الحملة التضليلية هذه البيان المنسوب الى جماعة – ب ك ك – السورية والتصريح الانفعالي الناري من القائد العسكري الهمام القابع في جنة – قنديل –  والذي أصيب بالهستريا بعد سماعه اطباق البيشمه ركة على كل المنطقة بمافي ذلك معبر ربيعة وسد الموصل والقرى المجاورة لعين زالة وزمار حيث يتواجد في المنطقة معظم مسؤولي وقيادات الحزب الديموقراطي الكردستاني السياسيين والعسكريين ومحاصرتها لفلول – داعش – في مركز مدينة شنكال بأن قواته العسكرية ستصل الى شنكال قبل مغيب هذا اليوم وستمكث فيها ولن تغادر ولاندري كيف وعن أي طريق ؟ هل عبر حكومة المالكي أم بواسطة طوافات جيش الأسد أم من خلال – داعش – وهل هناك نية في احتلال مناطق كردستانية عراقية على غرار – قنديل – وحفتاوين – واحتلال أجزاء أخرى كما حصل في مناطق كردستان السورية ؟ وترك مصير كردستان تركيا – الساحة الافتراضية الرئيسية – للقدر .
جماعات – ب ك ك – التي تتحكم برقاب كرد سوريا بواسطة السلاح مازالت في قفص الاتهام ولم تنجح في تبرئة نفسها من الانخراط في مشروع محور نظامي ايران – سوريا وأخفقت في طمأنة الكرد السوريين حول نياتها وأهدافها الخبيثة ومازالت في نظر الثوار السوريين والكرد بينهم كما – داعش – صناعة إيرانية – سورية فكيف وهي في هذا الموقع الذي لايحسد عليه تستطيع اقناع كرد العراق بأنها المنقذ والمخلص ؟ لقد شحذت سكاكينها من أجل تصويب ضربات الغدر الى أشقائنا بيشمه ركة كردستان العراق ومازالت تحاول إيجاد موطىء قدم هناك وخاصة في مناطق نائية مثل شنكال لتحولها الى بؤرة توتر ومرتعا للفتنة الدينية ضد طموحات وآمال أشقائنا في ذلك الجزء العزيز الذين حققوا لهم ولكل الكرد مكاسب تاريخية في غاية الأهمية بفضل شهدائهم وقياداتهم الحكيمة منذ مرحلة الزعيم الخالد البارزاني مصطفى وحتى الآن .
  وبما أن الشيء بالشيء يذكر لابد من القول بأنني كم أشفقت على بعض أنصاف ” المثقفين ” الكرد السوريين الذين تفاعلوا مع أضاليل اعلام – ب ك ك – بل تحولوا جزءا من الحملة عن غباء أو انتهازية أو تصميم وقد أحصيت عددا من هؤلاء كانوا يتمايلون حسب اتجاه الرياح الإعلامية وكان أحدهم بارعا في تقمص الأدوار يكتب عدة كلمات في مديح جماعات سلطة الأمر الواقع ثم يتراجع وهكذا وتذكرت أن معدن الرجال والنساء يظهر على حقيقته في الظروف الاستثنائية من حياة الشعوب .

شارك المقال :

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 Comments
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
اقرأ أيضاً ...

كفاح محمود حينما كان الرئيس الراحل عبد السلام عارف يُنعى في أرجاء العراق منتصف ستينيات القرن الماضي، أُقيمت في بلدتي النائية عن بغداد مجالسُ عزاءٍ رسمية، شارك فيها الوجهاء ورجال الدين ورؤساء العشائر، في مشهدٍ يغلب عليه طابع المجاملة والنفاق أكثر من الحزن الحقيقي، كان الناس يبكون “الرئيس المؤمن”، بينما كانت السلطة تستعدّ لتوريث “إيمانها” إلى رئيسٍ مؤمنٍ جديد! كنّا…

نظام مير محمدي *   عند النظر في الأوضاع الحالية الدائرة في إيران، فإن من أبرز ملامحها ترکيز ملفت للنظر في القمع المفرط الذي يقوم به النظام الإيراني مع حذر شديد وغير مسبوق في القيام بنشاطات وعمليات إرهابية خارج إيران، وهذا لا يعني إطلاقاً تخلي النظام عن الإرهاب، وإنما وبسبب من أوضاعه الصعبة وعزلته الدولية والخوف من النتائج التي قد…

خالد حسو تعود جذور الأزمة السورية في جوهرها إلى خللٍ بنيوي عميق في مفهوم الدولة كما تجلّى في الدستور السوري منذ تأسيسه، إذ لم يُبنَ على أساس عقدٍ اجتماعي جامع يعبّر عن إرادة جميع مكونات المجتمع، بل فُرض كإطار قانوني يعكس هيمنة هوية واحدة على حساب التنوع الديني والقومي والثقافي الذي ميّز سوريا تاريخيًا. فالعقد الاجتماعي الجامع هو التوافق الوطني…

تصريح صحفي يعرب “تيار مستقبل كردستان سوريا” عن إدانته واستنكاره الشديدين للعملية الإرهابية الجبانة التي استهدفت دورية مشتركة للقوات السورية والأمريكية بالقرب من مدينة تدمر، والتي أسفرت عن سقوط عدد من الضحايا بين قتلى وجرحى. إن هذا الفعل الإجرامي يستهدف زعزعة الأمن والاستقرار، ويؤكد على خطورة الإرهاب الذي يتهدد الجميع دون تمييز، مما يتطلب تكاتفاً دولياً جاداً لاستئصاله. كما يُعلن…