لسنا ( كأصدقاء للشعب الفلسطيني وحركته التحررية ) معنيين بما تطرحه جماعات الإسلام السياسي في غزة وغيرها بل نرى أن انفصالها عن جسم السلطة والجغرافيا الفلسطينية وعدم اعترافها بمنظمة التحرير ألحق أفدح الأضرار بالقضية الفلسطينية وأن ممارساتها الانفرادية في مصادرة إقرار السلم والحرب واختلاق الأزمات تتناغم مع أصوليي الجانب الإسرائيلي ومتطرفيه الذين ينتظرون أية ذريعة لصب أحقادهم الدفينة حمما ودمارا وأن برنامجها وثقافتها السياسية يتناقض جذريا مع برنامج منظمة التحرير المعترف بها دوليا ومع البرنامج الوطني الفلسطيني العام وأن شعاراتها وأهدافها الدينية تصب في مجرى تغيير الأهداف الحقيقية للحركة الوطنية الفلسطينية نحو تحويل الصراع من أجل الحرية والاستقلال الوطني والتعايش السلمي الى صراع إسلامي – يهودي وأكثر من ذلك الى العمل على إقامة امارة إسلامية أصولية على غرار – طالبان – و – داعش – فكيف بنا نحن أصدقاء الشعب الفلسطيني أن نرتضي لهم بما لانرتضيها لشعوبنا وقضايانا وأنفسنا ؟.
نعم وقفنا وسنقف مع الفلسطينيين في كل مكان وفي غزة بالذات نتعاطف مع معاناتهم وندين بأعلى الصوت جرائم إسرائيل التي فاقت ببشاعتها كل مثيلاتها في العالم ولكننا في الوقت ذاته لن نبرأ حركة – حماس الاخوانية – من مسؤولية اهراق الدم الفلسطيني وتوفير الذرائع لتدمير المنازل على رؤوس أصحابها والعمل على نسف ماتم في عملية المصالحة الأخيرة وخلط الأوراق لاعادة كل شيء الى درجة الصفر نحن لم نشعر – كأصدقاء – أن حرب غزة الأخيرة تخدم القضية الفلسطينية وأن هناك ولو شبه اجماع وطني على اندلاعها ولم نفهم أهدافها – الفلسطينية الوطنية – ان وجدت أصلا لقد ظهر وبعد مضي أسبوعين عليها ومن خلال تحركات نظامي قطر ( الممانع جدا ) وتركيا وموقف ايران أن مايحصل في غزة هو عبارة عن حرب حركات الاخوان المسلمين لتحقيق هدفين : الأول وهو الانتقام لرئيسهم المخلوع – مرسي – ولنظام الاخوان المنهار في مصر والثاني هو إلاشارة على أن مشروع – أخونة – المنطقة مازال قائما وساريا وأن لاحل بين الفلسطينيين وإسرائيل الا بقيادة الاخوان .
كيف يجوز لقضية مرموقة مثل القضية الفلسطينية أن تصبح أسيرة قرارات حزبية اخوانية وتخضع لآيديولوجيات الأحزاب الأصولية من جماعات الإسلام السياسي التي بدأت تسقط تباعا في طول المنطقة وعرضها وبعد أن ظهر تآمرها على ثورات الربيع في مصر وليبيا وخاصة في سوريا .
لم يكن صعبا على أي مراقب أن يلحظ الطابع الحزبي الحماسي – الاخواني الدعائي لحرب غزة بدءا من أسماء الكتائب والصواريخ وأصحاب التصريحات وإقرار الهدنة ونجوم الاعلام والناطقين باسم المشافي وانتهاء حتى بأكفان الضحايا المزينة بأعلام حماس فهل مطلوب من أصدقاء الشعب الفلسطيني أن يكونوا مصفقين لهؤلاء ؟ .