في رد فعله المنفعل على – خسائره – الكثيرة وأفول نجمه في بازار أوساط الدول الاقليمية المانحة استرسل السيد ( ميشيل كيلو ) في الكشف عن مكنونات صدره وهي لم تأتي بجديد سوى مشاعر الانتقام من الذين خرجوا عليه وباعوه بأبخس الأثمان ولم تتضمن تصريحاته وكتاباته أي أمر مفيد في شرح الأزمة أو سبل تجاوزها وبخلاف قوله الوحيد القابل للتصديق ” إن الائتلاف محطُ احتقار السوريين وتخليهم عنه، وأن غالبية أعضاء الائتلاف لا علاقة لهم بالثورة، لا بفكرها ولا بنشوئها. يبحثون عن مصالحهم وأرزاقهم وعن ترضية السلطة على الطريقة البعثية ” فانه مازال مع كل تناقضاته الاعلامية يسعى الى اعادة اصلاح – ائتلافه – ويراهن عليه وعلى من يردحهم الآن رغم اتهامه لهم بالعمل مع ( جهات سعودية وقطرية ) وهو بذلك يحافظ على خط العودة مجددا على طريقة الأغنية الشهيرة ( ماأحلى الرجوع اليه ) يدعي أنه ” لم يعد للائتلاف شرعية ” والسؤال هو : ومتى كانت له شرعية ؟ ألم ينبثق من المجلس اللاشرعي بعملية ( قيطرية ) ؟ كما أنه وهنا بيت القصيد لايدعو ولايعمل من أجل بديل آخر للائتلاف رغم نكتته السمجة بالبحث عن سبيل اقامة تشكيل جديد على غرار المرحوم – اتحاده الديموقراطي – الذي أقيم أيضا بفضل المال السياسي المجهول المصدر !؟ ولاغرابة أن يضم المفلسين من – المجلس – من اخوان وأعوانهم والمتعاقدين معهم .
ان أسباب الاخفاقات كما أرى لاتعود الى سلبية العامل الخارجي الذي تم الاعتماد عليه ولا الى مقاومة حرب النظام بالكفاح المسلح والتخلي عن النهج السلمي الذي اتبعه الحراك الثوري الشعبي في بداية الانتفاضة ولا الى التريث في اتخاذ الموقف المناسب من الجماعات الاسلامية المتطرفة كما يذهب اليه السيد ( أكرم البني ) , قد تشكل هذه الأسباب المفترضة من جانب البعض نتائج لمقدمات سابقة وليست أسباب فهل بالامكان الانتظار من – المعارضة – التي انتظمت بعد ثمانية أشهر من اندلاع الانتفاضة تحت اسم ( المجلس الوطني السوري ) باشراف وتحكم الاسلام السياسي ورأس حربته – الاخوان المسلمون – انتهاج غير ما حصل ؟ وهل كان متوقعا أن تكون جزء من الثورة أو في خدمتها وأن تعزز موقع الجيش الحر كعمود فقري في الجسم الثائر بمعزل عن المصالح الحزبية والدواعي الآيديولوجية ؟ أو تنتهج خطا وطنيا مستقلا من دون التورط في أجندات اقليمية ومشروع – أخونة – ثورات الربيع ؟ أو تدعم التيارات الوطنية العلمانية في الثورة والحراك الشعبي ؟ أو تتوقف عن جلب جماعات اسلامية مسلحة من الخارج لتعزيز دورها في مستقبل البلاد ؟