تجربتنا الوحدوية تعاني من اخطاء لابد من تصحيحها وازالة نتائجها السلبية

محمود برو

 

في التاسع من نيسان الجاري تم الإعلان عن ولادة ” الحزب الديموقراطي الكردستاني – سوريا ” عبر عملية اندماجية لأربعة احزاب تحت رعاية رئس اقليم كردستان والحزب الديمقراطي الكردستاني – العراق 

حقيقة و رغم كل ما حصل انني اشكر القائد بارزاني وحزبه على أدائهم لواجبهم الأخوي اتجاه غربي كردستان ومساندتهم لعقد مؤتمرنا التوحيدي، كما اقدم الشكر للاسايش الأبطال اللذين قاموا بحمايتنا من المتربصين والمرتزقة.
ان الأكثر إيجابية في ذلك هو تقليل العدد الهائل من الاحزاب في الحركة السياسية الكردية ومحاولة لم شمل الجماهير الوطنية المتفرقة حول المصير المشترك  والهدف  والقرار السياسيين لشعبنا المظلوم اللذي عانى طويلا من الفرقة والانقسام والتشرذم.
 بعد اجراء دراسة وتحليل دقيقين للنتائج العامة والخاصة التي توصلت اليه مؤتمرنا التوحيدي نلاحظ وجود اخطاء عديدة لابد من ذكرها والاعتراف بها دون تردد والعمل الجاد لتصحيحها وإيجاد حلول اسعافية لها بغية وضع القطار على سكتها للسير باتجاه محطة الأمان وتحقيق الهدف الاستراتيجي المنشود. وهنا لابد لي ان اذكر النقاط التالية:
1- سيطرة الطابع الحزبي على القومي وذلك من خلال غياب كامل لشرائح  ثورية مختلفة لاسيما قوى الحراك الشبابي الثائرة ضد النظام الغاصب لكردستان  والمستقلين الوطنيين  ومنظمات المجتمع المدني والمرأة واصحاب الكفاءات النيرة، على الرغم من انني طالبت بذلك مرارا وعلى منابر مختلفة ونشرت مقالات عديدة تتضمن شروط نجاح الحزب الجماهيري وآليات المشاركة والتحضير. كما طغت الطابع الجغرافي  المحلي على الطابع العام الكردستاني وذلك من خلال إهمال مخطط لكوادر جبل الكرد من قبل القيادات في المناطق الاخرى عبر محسوبيات وتكتلات معيبة لا تمت باية صلة بالشعور القومي والإحساس العالي بالمسؤولية الجماعية، هؤلاء وعامة شعبنا في عفرين عروسة غربي كردستان اللذين قارعوا النصرة والداعش ومرتزقة الأسد لا يمكن ابعادهم من المشاركة بالقرار السياسي في حزبنا الجديد.
2-ان مؤتمرا كبيرا بذلك الحجم والعدد الهائل لم يجهز له جدول وخطة عمل ، ناهيكم عن وضع قيود وضوابط للحوار والمناقشة بين المؤتمرين وإدارة المؤتمر،( قواعد وآليات سيرورة العمل في المؤتمر)، للوصول الى القرارات مما أدى ذلك الى تخبط لجنة إدارة المؤتمر اللذين تم اختيارهم عن طريق القرعة،عوضا عن فتح المجال للكوادرالخبيرة المعبئين بالخبرة الادارية والتنظيمية في إدارة المؤتمرات،فأصبحوا حقيقة مدارين من قبل قيادات الصف الاول وراعي المؤتمر الدكتور حميد دربندي ممثل الرئيس بارزاني.
 3-كان مقررا إعطاء أربعة مقاعد بالكوتا للمرأة، لكن فجأة تم تغييره دون بيان السبب وإجراء التصديق عليه من قبل المؤتمرين. والاغرب من ذلك هو حصول امرأة قيادية على أصوات اكثر بكثير من عشرات الآخرين من الرجال لكن للاسف تم تفضيل الرجال عليهافي قيادة حزبنا وجعلوا منها احتياط دون ان يستندوا الى اي ضابط قانوني او دستوري لذلك، أن دل على شئ إنما يدل على عقلية سلطة الرجل في المجتمع واللتي قد ولى زمانها.
4-فشل اللجنة التحضيرية للمؤتمر عن القيام بواجبها اتجاه القادمين من الخارج  والداخل، فمنهم من سجنوا في تركيا ومنهم من تعرض الى الاهانة ومنهم من أصيبوا بجروح لدى مرورهم بين الأسلاك الشائكة في المنطقة الحدودية بين كردستان وتركيا، ومنهم من بقوا محرومين عن الخبز والماء ليالي كاملة، كل ذلك نتيجة لامبالاة اللجنة التحضيرية  وإعطائها التعليمات الغير دقيقة للقادمين.بعد كل ذلك العذاب وصلو الى هولير وفاجئوا بعدم حجز الفنادق لهم، فمنهم من ذهب الى دوميز ومنهم من ذهب الى كوركوزكي ومنهم من حجز لنفسه غرفة في فندق خاص على نفقته الخاصة. فعندما كنا نسأل قياداتنا عن سبب ذلك فكان جوابهم هو ان مالكي لم يصرف المعاشات منذ شهرين ووضع كردستان صعب لا يتحمل اكثر. والفنادق المحجوزة ستكون فقط لقيادات الصف الاول  لاسيما في المرة اللاخيرة عندما تم تأجيل المؤتمر والأيام الثلاثة قبل عقد المؤتمر.
والسؤال هو:  هل كان ذلك  حقاً قرار مكتب رئاسة الإقليم  بان القيادة ستكون بالفندق في الفترات المذكورة أعلاه والآخرين يدبروا وضعهم؟؟؟! 
وفي نهاية المطاف لم يتم تغطية كاملة لمصاريف القادمين المشاركين في المؤتمر !؟
ان سرد النقاط أعلاه نابع من الحرص على تجاوز الأخطاء والاستفادة من التجربة وعدم تجاهل العثرات التي قد تتراكم وتؤدي الى نتائج غير مقبولة بالنهاية.
لذلك أناشد جميع كوادرنا الخيرة في الحزب الديمقراطي الكردستاني- سوريا أخذ النقاط اعلاه بجدية تامة والعمل الجاد والسريع من اجل تصحيحها وإزالة نتائجها السلبية  والحرص التام في عدم تكرار ذلك في المستقبل مهما كلف الامر.

 

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

صلاح بدرالدين في البلدان المتحضرة التي يحترم حكامها شعوبهم ، وعلماؤهم ، ومفكروهم ، ومثقفوهم ، تولى مراكز الأبحاث ، والدراسات ، ومنصات الحوار الفكري ، والسياسي ، والثقافي ، أهمية خاصة ، وتخصص لها بشكل قانوني شفاف ميزانية خاصة تبلغ أحيانا من ١ الى ٢ ٪ من الميزانية العامة ، وتتابع مؤسسات الدولة ، بمافيها الرئاسات ، والوزارات الحكومية…

إبراهيم اليوسف لا ريب أنه عندما تتحول حقوق الإنسان إلى أولوية نضالية في عالم غارق بالصراعات والانتهاكات، فإن منظمات المجتمع المدني الجادة تبرز كحارس أمين على القيم الإنسانية. في هذا السياق، تحديداً، تأسست منظمة حقوق الإنسان في سوريا- ماف في مدينة قامشلي، عام 2004، كردّ فعل سلمي حضاري على انتهاكات صارخة شهدتها المنطقة، وبخاصة بعد انتفاضة آذار الكردية 2004. ومنذ…

عنايت ديكو   الوجه الأول: – أرى أن صفقة “بهچلي – أوجلان” هي عبارة عن اتفاقية ذات طابع أمني وجيوسياسي بحت، بدأت معالمها تتكشف بشكل واضح لكل من يتابع الوضع عن كثب، ويلاحظ توزيع الأدوار وتأثيراتها على مختلف الأصعدة السياسية، الأمنية، والاجتماعية داخل تركيا وخارجها. الهدف الرئيسي من هذه الصفقة هو ضمان الأمن القومي التركي وتعزيز الجبهة الداخلية بجميع تفاصيلها…

اكرم حسين العلمانيّة هي مبدأ سياسي وفلسفي يهدف إلى فصل الدين عن الدولة والمؤسسات الحكومية ، وتنظيم الشؤون العامة بما يعتمد على المنطق، والعقلانية، والقوانين الوضعية بدون تدخل ديني. يتضمن مبدأ العلمانيّة الحفاظ على حرية الدين والمعتقد للأفراد، وضمان عدم التمييز ضد أي شخص بسبب دينه أو اعتقاده. تاريخياً ظهرت العلمانية مع اندلاع الثورة الفرنسية حيث خرجت الطبقة البرجوازية…