إذا أخطأ أحدكم ولم يصب الهدف. فهذا لا يعني أن يقوم الآخر بصب الزيت على النار ويهول ويصعد نفيرا وكأن نهاية العالم قد اقتربت وأن الفعل ضد الآخر تماما وبشكل قطعي. لذا ولا بد على الآخر ألا يخطئ أو يحذو خذو ما وقع فيه قرينه من خطيئة وإثم وإلا ما الفرق كردواريا..؟ فنعلم جميعا بأنه قد خلقت السياسة والحوار والدبلوماسية والحكمة والتدبر لمثل هكذا ظروف ومسائل بين أبناء القوم الواحد وحتى في النزاعات الدولية وبين الشعوب. فإذا كانت النخب الكردية المخالفة أو المختلفة على قدر بسيط من العقلانية والتسامح والموضوعية فلا داعي أبدا إلى المنهج العدائي والتعامل بثقافة التخوين والتشهير ونظرية المؤامرة.. فلا يكسر العناد بالعناد أبداً وقد كان ذلك في النظام العشائري في القرون الوسطى بتهالك بل يمكن حل أي معضلة كبيرة بالحكمة والتسامح والصدر الرحب والحوار الأخوي البراغماتي والكلام موجه للأخوة المستقطبة الآن.
ما أنتم جميعا فيه من حالة معاشة ومن لا تفاعل وتفرق ولا تعاون سياسي لا يطمئن الجميع من أبناء هذا الشعب لأن قادمات الأيام ستكون صعبة وصعبة جدا. فأي شرخ في جدار وجدان الكردي ووحدة مشاعره القومية التي هي مازالت بخير ونخر صفوفه قواه الفاعلة سوف يطمع الأعداء بالتمادي أكثر وفتح ثغرات أكبر في جدار بيئة وفضاء الكردي وجدانه القومي علما بأن نمط وطبيعة الموروث الثقافي في المجتمع الكردي يحمل بين طياته الكثير من أسباب الاختراق والتجنيد الطوعي المعادي من بين صفوف أبناء الشعب الواحد لصالح الأغيار وتجاربكم فيما مضى خير دليل على هذا القول وما يرى هنا وهناك من مشاهد فردية ربما سيصبح غدا جماعية وقد استفاد أعداء الكرد من هذا النمط الثقافي والتفكير السطحي والسلبي للمسائل المصيرية السياسية والحيوية في زمن مضى وقد كان ذلك السلوك واضحا وسلبيا إلى أبعد حدود أبان ثورة أيلول الكبرى وقفزة أب عام 1984 ومن بعد.
خلاصة القول: على القوى المؤثرة والمسئولة الكردستانية وأبواقها وطباليها “قنديل وهولير” التي تزعم بتحمل زمام شأن الكرد على عاتقها ألا تخلق جبهات وهمية مفتعلة ومعادية لبعضها على الأقل في هذا الوقت حتى وإن لم تتعاون سوية وعليها كبح فورة أنصارها وكذلك أن تعي جيدا وتدرك تماما مسئولياتها التاريخية أمام المرحلة. فأي تخبط وتفريط وسوء تقدير لن يكون هناك أحدا بمنأى عن الضرر والأذية بالرغم من إحساس الأطراف الكردستانية القوية بقوتها على الأرض قد تخونها الغرور والبطر وسلوك الاستهزاء بما هو متربص من كل حدب وصوب .فكم من شعب ساد يوم ما وفي ظرف ما ومن ثم استعبد وهزم ليس نتيجة معركة خاضها بل نتيجة رعونة نخبه السياسية والثقافية في تقدير الموقف. وما كل خسارة لأي قوة في أي زمان ومكان ستكون خسارة للآخر ونتيجة لنقص حاد في ملكة الحكمة والتعقل وسوء تدبير واستهتار بالظروف… أللهم قد بلغنا …!
14.4.2014