ثانيا – كان من المنتظر واستنادا الى الإرادة الشعبية الكردية ومتطلبات المرحلة الثورية الراهنة التي تجتازها بلادنا ومن ضمنها المناطق الكردية أن يتم انجاز أوسع جبهة من مختلف الطبقات والشرائح الوطنية وفي القلب منها الحراك الشبابي الكردي وبمشاركة فعالة من المرأة والمستقلين ومنظمات المجتمع المدني تكون قواعد الأحزاب كلها وليس بعضها جزءا من هذه العملية الواسعة ولم يكن بالحسبان عودة – الحزبوية – الفاشلة وبرموزها المعروفة بالفساد والتواطىء مع سلطات نظام الاستبداد وكأنها منتصرة من دون أي تقييم نقدي وأية محاسبة لاخفاقات قياداتها خاصة بعد الفشل الذريع للسيستيم الحزبي الكردي السوري عموما وانتهاء مرحلته وبداية عهد سياسي نضالي جديد .
ثالثا – حتى لو تعاملنا مع الحدث كما هو وبترحيبنا بكل عمل وحدوي حتى بين شخصين بهذه الظروف الصعبة والخطيرة وتمنياتنا له بالنجاح وهذا مافعله الوطنييون جميعا لأول وهلة فان مجرد التدقيق في مضمون ومقدمات ونتائج هذا الحدث لايبشر بالتفاؤل ولايوحي بتوفير عوامل النجاح والانتصار آخذين في ذلك بعين الاعتبار كمقياس ومنطلق مدى تأثير ذلك على وحدة الصف القومي الكردي السوري راهنا ومستقبلا منظورا ومدى التمكن من مواجهة التحديات الأبرز : تواجد وسلطة الإدارات الأمنية للنظام في المناطق الكردية وسلطات الأمر الواقع من جماعات – ب ك ك – ومدى مساهمة الكرد في الثورة السورية التي تشكل طريق الخلاص والحرية والكرامة والتنسيق والعمل المشترك مع قوى الثورة وخصوصا الجيش الحر .
رابعا – تخطت قيادات الأحزاب الأربعة العديد من المسلمات الثابتة ومنها عقد مؤتمرها التوحيدي خارج الأراضي السورية مجالها الحيوي ومكان ميلاد خويبون والحزب الأول الذي تسمت باسمه وفي ظروف الثورة الوطنية المندلعة والانعزال المخيف عن الجسم القومي والبعد الوطني السوري والأخير إيجابي في هذه المرحلة الى درجة ارتهان مصيرها بمرجعيات خارج البلاد مهما كانت موثوقة وعزيزة على قلوب كرد سوريا حيث يشكل ذلك سابقة تتنافى مع واقع الحال ومع التقسيمات الراهنة للجغرافيا الكردستانية وتوزع الحركة الكردية ومنطلقاتها البرنامجية ويفسر ذلك بالضعف وعدم الثقة بالنفس والهروب الى أمام وبالتالي بمثابة عالة على كاهل الأشقاء .
خامسا – لم يتوان الأشقاء عموما شعبا ورئاسة وحكومة بالاقليم عن أداء واجبهم القومي والإنساني تجاه محنة الكرد السوريين وخاصة منذ أكثر من ثلاثة أعوام وأمانة للتاريخ نقول وبحكم عوامل التاريخ والجغرافيا فان إدارات الحزب الديموقراطي الكردستاني الذي يترأسه السيد رئيس الإقليم وبحكم التجاور قد تحملت الجزء الأكبر من متطلبات الضيافة والاستقبال والرعاية الصحية والاجتماعية والتربوية وتأمين فرص العمل والإقامة لحوالي 300 ألف وحتى رعاية المؤتمر التوحيدي كانت من منطلق الاستجابة القومية المشكورة لطلب الدعم من جانب قيادات الأحزاب الكردية السورية .