نص الكلمة التي ألقاها المحامي محمود عمر في مؤتمر الهيئة العامة لفرع نقابة المحامين بالحسكة

  الإخوة الأعزاء:

الزملاء الأكارم:

على هذه الأرض الطيبة عاش آباؤنا وأجدادنا سوية,تقاسموا الحلوة والمرة,وفي سبيل عزتها وبنائها امتزجت دمائهم وعرقهم,وكذلك نحن نعيش,وعليها سيحيى أولادنا وأحفادنا معاً,لأننا شئنا أم أبينا محكومون بالعيش المشترك

لذلك ـ وما دام هذا قدرناـ وحتى تكون حياتنا وحياة أبنائنا أجمل وأحلى, علينا أن نكمل مسيرة الآباء والأجداد,ونزرع هذه الحديقة الغناءـ الجميلة بفسيفسائها المزركش ـ بالحب, والمودة, والوئام, ونتضامن مع قضايا بعضنا البعض, لأن قضايا الوطن هي هم ومسؤولية جميع أبنائه,وان نكون دعاة للعدالة الاجتماعية القائمة على المساواة في الحقوق والواجبات,ولأجل ذلك فإننا نناشدكم أن تكونوا وكإخوة أعزاء إلى جانب قضايا إخوتكم الكورد في رفع بعض الحيف الواقع عليهم والذي تتضاعف لديهم المعاناة إلى جانب ما يعانيه المواطنون السوريون عامة:

فالآلاف المؤلفة من إخوتكم ما زالوا مجردين من الجنسية,وأنتم خير من تعلمون ماذا يعني الحرمان منها, فالمجرد من الجنسية يكاد يتساوى مع المجرد من وطنه,وأقل هذه الآثار هو إن العديد من هؤلاء بقية حسرة في قلوبهم إن تزين شارة المحاماة هذه التي على صدوركم صدورهم أيضا وهم يحملون نفس المؤهل.

وإخوتكم الكورد ما زالوا يعانون من تجاهل الاعتراف بهويتهم القومية, ومن الاعتراف بالدور التاريخي الذي خاضوه في سبيل هذا الوطن ومازال أملهم أن يتساووا مع بقية أبنائه.

وما زالوا محرومين من حق التملك,والتعلم بلغتهم,والافتقار حتى لمجرد مدرسة خاصة تقوم بهذا الدور,وما زالت أبواب بعض المعاهد والكليات وخاصة العسكرية تسد في وجوههم.

كذلك ما زالوا محرومين من إحياء ثقافتهم وفلكلورهم وعاداتهم وهو المخزون الثقافي لأي شعب من شعوب المعمورة ويشكل رافدا للحضارة الإنسانية جمعاء,وبه تكون لوحة الوطن أكثر جمالا ورونقا.

وما زالت تعرُب مدنهم وقراهم في الوقت الذي تتجه شعوب العالم المتحضر لحفاظ وإحياء لغات ولهجات الشعوب والقبائل البدائية.

وهذ غيض من فيض معاناة إخوتكم الكورد,لذلك فإننا ندعوكم للوقوف إلى جانب إخوتكم لأن قضايا أي مواطن في هذا البلدـ أولاـ يجب أن تكون من صلب اهتماماتنا وقضايانا جميعا وهو من حق هذا الوطن علينا حتى يعيش فيه الكل سعداء وأحرار و يبذلوا كل طاقاتهم من أجله, فالوطن لا يحميه سوى أبنائه الأحرار.

ونناشدكم ـثانياـ كرجال حق وقانون ومحامين ـ الأولى بهم أن يكونوا في مقدمة الواقفين إلى جانب قضايا المظلومين ونصرة الحق, أن تكونوا إلى جانب هذه القضايا الوطنية, من خلال الدفاع عن الحقوق الطبيعية والموضوعية للأفراد والوطن والأمة والإنسانية,التي تسعى مهنة المحاماة إلى تحقيقها, م 2(قانون تنظيم المهنة).

فنؤدي بذلك جزءاُ من الأمانة التي تقع على عاتقنا ونورث لأبنائنا وطناً خاليا من التمييز والإجحاف بحق أي من أبنائه, وطناً قائماً على المحبة ,والمساواة, والحق, والعدالة, فنتسنن بقول الرسول الكريم (استجب استغاثة المظلوم وان كان كافراً) فكيف ونحن إخوة شركاء يجمعنا الدين والتاريخ والوطن والجغرافيا.

14/2/2007م

ولكم الشكر

ملاحظة: المؤتمر كان بحضور السيد وزير العدل ونقيب المحامين وأعضاء مجلس النقابة بدمشق وأمين فرع الحزب والمحافظ وأعضاء الهيئة العامة لفرع نقابة الحسكة .

شارك المقال :

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 Comments
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
اقرأ أيضاً ...

خالد بهلوي تحت شعار “وقف العنف والتهجير – العيش المشترك بسلام”، وبمبادرة من مجموعة نشطاء من الشابات والشباب الغيورين، شهدت مدينة إيسين الألمانية يوم 21 ديسمبر 2024 وقفة احتجاجية بارزة للتعبير عن رفض الاحتلال التركي والتهديدات والانتهاكات التي يتعرض لها الشعب الكردي المسالم. الحضور والمشاركة: حضر الفعالية أكثر من مائه شخصً من الأخوات والإخوة الكرد والألمان، إلى…

د. محمود عباس ستكثّف الولايات المتحدة وجودها العسكري في سوريا وستواصل دعمها لقوات سوريا الديمقراطية (قسد) والإدارة الذاتية. تدرك تركيا هذه المعادلة جيدًا، وتعلم أن أي إدارة أمريكية قادمة، حتى وإن كانت بقيادة دونالد ترامب، لن تتخلى عن الكورد، لذلك، جاء تصريح أردوغان بعد عودته من مصر، ووزير خارجيته من دمشق اليوم كجزء من مناورة سياسية تهدف إلى تضليل الرأي…

شادي حاجي المرء لا يذهب إلى طاولة المفاوضات وهو خالي الوفاض وإنما يذهب وهو متمكن وقادر والمفاوض يكشف أوراقه تدريجياً تبعاً لسير العملية التفاوضية فعند كل منعطف صعب وشاق يقدم المفاوض بطريقة أو بأخرى معلومة ولو صغيرة حول قدراته على إيقاع الأذى بالطرف الآخر من أجل أن يكون مقنعاً فعليه أن يسأل عن مقومات الندية والتي تتركز على مسألة القوة…

إبراهيم اليوسف منذ سقوط النظام المجرم في 8 كانون الأول 2024 وتحول السلطة إلى السيد أحمد الشرع، بات السوريون، سواء أكان ذلك في العاصمة دمشق أو المدن الكبرى والصغرى، يتطلعون إلى مرحلة جديدة يتخلصون فيها من الظلم والاستبداد. حيث سنوات طويلة من مكابدات المعذبين في سجون الطاغية الأسد وأبيه”1970-2024″ كانت كفيلة بتدمير أرواح مئات الآلاف. إذ إن بعض…