معالي الوزراء السادة الحضور… لم تعد الخطب التي نلقيها قادرة على التعبير عن جزء من المجازر اليومية التي يعانيها شعبنا، ولا عادت بيانات الشجب والتنديد من جانبكم الكريم كافية لترفع شيئاً من مأساة متناسلة يقودها جزار العصر، مستعيناً بمرتزقته، مدعوماً بقرار مشغليه الإقليميين والدوليين وأعتى أسلحتهم.
السادة الوزراء: علينا أن ننتقل من وصف الحال إلى عرض المطلوب. سوريا تتعرض لمجزرة متواصلة وغزو فاضح، والصمت صار عاراً، لكن الكلام لم يعد يكفي ولا يشفي.
السادة الوزراء: دخلنا جنيف ٢ متجاوزين عقبات لا تحصى. لكننا خضنا غمار التفاوض مدعومين بضمانات دولية وغطاء عربي، ومستندين الى شعبنا المظلوم الصامد. وكلكم شاهدتم ومعظمكم لمس ما قام به نظام الأسد من ممارسات على الأرض وخلال التفاوض، أسهمت في الإجهاز على أي إمكانية لإنجاح جنيف ٢.
على ضفاف جنيف ٢ التي خضنا فيها أعنف حرب إعلامية سياسية في مواجهة نظام ساقط، كانت آلة الحرب الحزبلاهية الأسدية توغل في دم أهالي القلمون، وتدك يبرود من الجهات الأربع. وما زالت حتى اللحظة، نعم، تدكّها… في واحدة من أوقح عمليات الغزو الطائفي المسكون بأمراض التاريخ، والمسموم بأدران حقد ملالي الإرهاب، وانطلقوا يعيثون فساداً وتخريباً بأمن العالم العربي والعالم أجمع. أنه إرهاب دولة الفقيه وحرسه في إيران مقروناً بإرهاب مرتزقة حزبه في لبنان.
إلى متى يا سادة سنظل نكتفي بالكلام المدبج، ونختبئ خلف جدران اللوم والشكوى. لم يعد من متسع في قلب عالمنا العربي لمزيد من السهام فقد تكسرت النصال على النصال، وكان ثمة من يقول سابقاً… اليوم لبنان وغداً غيره، فلم يكن أحد يصدق، ولكن الأمر اليوم صار في لبنان وسوريا والعراق وكل ديار العرب.
فمن يشكك في ذلك؟
إننا نتوجه إليكم اليوم لنجدد دعوتنا بضرورة وضع هذه المنظمات، ومعها حزب الله بكل فروعه، والمنظمات العراقية الفاشية مثل “أبو الفضل العباس” و”تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام” (داعش) وما شاكلها، على لائحة الإرهاب العربية، ورفعها إلى العالم. وإعلان هذه الجماعات ككيانات غازية لدولة عربية عضو في الجامعة العربية، والتعاطي معها على هذا الأساس.
كما نجدد دعوتنا للجميع من دون استثناء، بضرورة دعمنا أو الطلب إلى المجتمع الدولي، الإسراع بدعمنا بالسلاح النوعي الذي وعدنا به، وأن يزداد الدعم بكل ما تيسر.
السادة الوزراء: لا يمكن أن نفهم أو أن يتفهم الشارع العربي أي تردد بهذا الموضوع. فلو تمت معالجة هذه الآفة في مهدها اللبناني، لما تفشت بين ظهرانينا. وإذا لم نثبت بأسنا لن نأمن شرهم. وقد جربها الشعب السوري قبل الجميع، فتحنا لهم بيتنا الكبير وبيوتنا في عدوان تموز الغاشم، فاستباحوا هذه البيوت وحرماتها يوم أتاهم التكليف الإلهي بدعم الأسد ضد شعب عربي أعزل.
أيها السادة كوانا الجمر واليوم قرار وأمر… لم يعد بعد انتكاسة جنيف ٢ والغزو الحاقد ليبرود وما قبلها، أي مساحة للغة الدبلوماسية أو الحلول السياسية. لقد ردوا على كل هذا المناخ الإيجابي من جانبنا، برسالة واضحة برفض الحل السياسي أساسها إطلاق قذائف الدبابات، وإلقاء براميل الطائرات فوق رؤوس المدنيين العزل. والرد على الرسالة يكون من صنفها أو بما يوازيها أو لن يكون ولن نكون، ولن تقوم للعمل العربي المشترك قائمة.
إنهم قوم لا يفهمون إلا بالقوة. ولا يرتدعون إلا بالقوة. ولم يتعاطوا معنا يوماً إلا بالقوة. فلنرهم بأسنا أو عزمنا وهذا أضعف الإيمان.
أيها السادة أعرف أن بينكم من يساند الحزب الحاكم في حكومة نظام الإرهاب الإقليمي وأدواته. وأعرف أن بينكم من في فمه ماء ولا يريد أن يصير دماً.. طلبي إليكم أن تأخذ الغالبية قرارها، وأن يعتصم صاحب الماء بصمته، ويحكّم من ينتصر للقاتل ضميره، لنخرج بقرار عربي غالب وليس بالضرورة جامع، لردع العدوان عنا جميعاً انطلاقاً من سوريا. وإن لم نفعل الآن فغداً سيكون إلى جانب سوريا دول من المحيط إلى الخليج في عنق الزجاجة، بفعل سرطانهم.
أخيراً لن يفوتني أن أشكر الدول والشعوب التي تستضيف اللاجئين السوريين، وتلك التي تدعم سد احتياجاتهم، متمنياً زيادة الدعم والإسراع به. ولكنني أذكركم وأنبه العالم إلى أن ملاحقة شرار النار يزيد لهيبها كما الأفعى إن لم تقطع رأسها تزداد سماً.
9/3/2014