مروان سليمان
يتحرك العالم و تدور الكواكب و تتغير المعالم و تكتشف الأفلاك الجديدة فالكل قابل للتغيير في العالم ما عدا زعماء و رؤوساء منطقتنا . و لهذا نجد أن المشاكل تزداد و يزداد التناحر الطائفي و المذهبي و القومي بدعم من هؤلاء الزعماء و القادة الذين نصبوا أنفسهم أوصياء على هذه الشعوب المغلوبة على أمرها لتنفيذ اجنداتهم الشخصية و الطائفية باسم العروبة تارة و الإسلام تارة أخرى، لأنه ما يجري في العراق و ما يجري في سوريا من أعمال طائفية و قتل على الهوية بسبب العقلية الفاسدة في ظل الأنظمة الفاسدة من ناحية و تداخل الثقافة البعثية العفنة من ناحية أخرى و لأنه كل ما يجري هو بتدبير النظامين الطائفيين و ذلك عندما كان النظام السوري يبعث العناصر القاعدية و التكفيرية من سوريا إلى العراق و يتم دعمهم بالسلاح و الأموال بتنسيق مع النظام الإيراني لخلق الفوضى و زرع بذور الفتنة أكثر مما كانت موجودة منذ مئات السنين لتدوم هذه الفوضى لفترات طويلة و يدومو هم في حكمهم لمدة أطول.
إن ما يخطط له النظامان العراقي و السوري و بالتواطئ مع إيران هو توجيه بوصلة العراق نحو الحرب الدائمة مع نفسه و خلق حالة من اللاستقرار في سوريا و مع هذه الحالة المضطربة سوف تنمو الفصائل المسلحة و المليشيات التكفيرية و الظلامية و ذلك لتخويف العالم من ظاهرة الإرهاب الإسلامي و خاصة السني تحديداً و هذا ما يعني أن النظامين يسيران في طريق وعر جداً محفوف بالمخاطر على المنطقة أولاً و على الدول الإقليمية ثانياً و يهدد الأمن و السلم في العالم أجمع.
فالمقاتلون عابري القارات و الأمراء و ذوو الرايات السوداء و المتاجرين باسم الثورات و بالتواطئ مع النظام السوري و الإيراني و العراقي فتحوا للقاعدة مجالاً أوسع و سرعة كبيرة على المناورة للخروج من جحورها و كهوفها لكي تركب موجات الثورات و تدعي على أنها هي التي قامت بالثورة على الأنظمة الإستبدادية و هذا ما جعل من هذه الثورات أن تكون بضاعة غير مرغوبة لتتكدس على قارعة الطريق ليرفسها كل من يمر بجانبها و يأخذ منها ما يستفيد منها لتحقيق منافعه و يتاجر بها و منهم من حققها و منهم على طريق تحقيقها ولهذا نستطيع القول بأن البعض من هذه الثورات ثورات غير محظوظة أو سيئة الحظ كما في الثورة السورية، و لكن ما حصل هو كالآتي:
إن الحكومات الجديدة في المنطقة بعد الثورات التي حملت أو كانت تحمل صفة الإسلامية وصلت إلى الحكم تحت عباءة دينية و باسم الإسلام و انتخبها الناس ظناً أنها أفضل الموجودين و لكن خابت آمال الجماهير مع استلام هذه الجماعات مقاليد الحكم عندما برهنت على عدم قدرتها من الخروج عن طوع الجماعة و اختصرت الدولة و المجتمع في جماعتها و فكرها و سوء إدارتها للدولة و عدم احترام العملية الديمقراطية عندما اتبعت نفس اسلوب الأنظمة السابقة في وضع المقربين منها في سدة الحكم و تحولت مؤسسات الدولة إلى منابر دينية و عدم وجود رؤية سياسية أو اقتصادية أو عسكرية لديها و صبت معظم تفكيرها على كيفية تقوية مركز جماعتها و سلطتها و ووضعت في ذهنها الإستلاء على كل شئ بعيداً عن وضع الخطط الإسترتيجية لمجاراة الواقع الجديد مع الثورات و خاصة عندما دخل التنافس في اصدار الفتاوى الدينية و الإنزلاق إلى حافة التطرف عنما يتعلق الأمر بمركز الجماعات الإسلامية فيما سار أنصارهم في الإستماتة لتحصين قادتهم ضد النقد و إن كانوا يتظاهرون بمظهر سعة الصدر و الصبر و التحمل و التصدق و لكن عندما انقضوا على الحكم أصبحوا يحذرون و يهددون و يستخدمون العنف مع المعارضة و يختارون ما يناسبهم من الدين الإسلامي و الفتاوي و التفاسير التي على مقاسهم أو كل ما يخدم توجهاتهم و شعاراتهم.
شعوب منطقة الشرق الأوسط خلقت من أجل التقاتل فيما بينهم ،و كما القادة فهم لا يحملون الرحمة و لا الشفقة و لا الرأفة و عندما يدخلون إلى مكان ما يحللون لأنفسهم كل شئ فيه المال و النساء و الأولاد و لا توجد لديهم حرمة للبيوت الآمنة و لا مكان للعواطف، و لذلك فإن هذه الشعوب محبة للتفرقة و الإحتراب حسب توجهات القادة و عند الشدة يتبين بأنهم ينتمون للطائفة و المذهب و العشيرة أكثر من الإنتماء للوطن و لا تقبل الحدود المصطنعة بل تريد أن تضع الحدود ما بين القبيلة و القبيلة و القرية و القرية و لا يوجد أي احترام للتعايش أو أي مجال للمصالحة و هذا بفضل الثقافة البالية التي تربى عليها المجتمع و وثقتها الأنظمة في مناهجها التدريسية لتخريب الأجيال.
إنها الثقافة التي تدعو إلى التغيير و لكن نحو الأسوأ و التفكر بكيفة الوقوف ضد التطور و التحول نحو الأحسن، ثقافة النظرلمستقبلنا الذي نصبو إليه هو كم من القتلى سوف يسقطون غداً و كم من المصابين سوف يلحقون بهم و ما هي زنة القنبلة التي سوف يتم تفجيرها و هل يتم التفجير عن بعد أم سيكون بوساطة إنتحاري و كم عدد السرقات التي يقومون بها و عدد المغتصبات و عمليات الثأر و الإنتقام………و هكذا.
ومن هنا يصعب علينا أن نتجاهل الخطر الناتج عن هذه الثقافة البالية التي تمجد الطائفة و المذهب على حساب الأخر و التي اثبتت الوقائع أنها بعيدة كل البعد عن قيم الديمقراطية والحريات المدنية وحقوق الإنسان التي يتوق لها الشعوب في منطقتنا و بعيدة عن قيم التسامح و التعايش المشترك الذي هو أساس بناء علاقات متينة ، كما إن الإنتصار في هذه الحرب ضد التطرف والإرهاب الهمجي الذي أصبح خطراً على كل شئ لا يمكن أن يتحققا اذا ظلت آلة انتاج هذه الثقافة تعمل بحرية تامة في مجال غسل الأدمغة و تزييف الوعي وإثارة الكراهية و العداوات والتحريض ضد المخالفين في الرأي و الفكر و العقيدة.
18.01.2014
فالمقاتلون عابري القارات و الأمراء و ذوو الرايات السوداء و المتاجرين باسم الثورات و بالتواطئ مع النظام السوري و الإيراني و العراقي فتحوا للقاعدة مجالاً أوسع و سرعة كبيرة على المناورة للخروج من جحورها و كهوفها لكي تركب موجات الثورات و تدعي على أنها هي التي قامت بالثورة على الأنظمة الإستبدادية و هذا ما جعل من هذه الثورات أن تكون بضاعة غير مرغوبة لتتكدس على قارعة الطريق ليرفسها كل من يمر بجانبها و يأخذ منها ما يستفيد منها لتحقيق منافعه و يتاجر بها و منهم من حققها و منهم على طريق تحقيقها ولهذا نستطيع القول بأن البعض من هذه الثورات ثورات غير محظوظة أو سيئة الحظ كما في الثورة السورية، و لكن ما حصل هو كالآتي:
إن الحكومات الجديدة في المنطقة بعد الثورات التي حملت أو كانت تحمل صفة الإسلامية وصلت إلى الحكم تحت عباءة دينية و باسم الإسلام و انتخبها الناس ظناً أنها أفضل الموجودين و لكن خابت آمال الجماهير مع استلام هذه الجماعات مقاليد الحكم عندما برهنت على عدم قدرتها من الخروج عن طوع الجماعة و اختصرت الدولة و المجتمع في جماعتها و فكرها و سوء إدارتها للدولة و عدم احترام العملية الديمقراطية عندما اتبعت نفس اسلوب الأنظمة السابقة في وضع المقربين منها في سدة الحكم و تحولت مؤسسات الدولة إلى منابر دينية و عدم وجود رؤية سياسية أو اقتصادية أو عسكرية لديها و صبت معظم تفكيرها على كيفية تقوية مركز جماعتها و سلطتها و ووضعت في ذهنها الإستلاء على كل شئ بعيداً عن وضع الخطط الإسترتيجية لمجاراة الواقع الجديد مع الثورات و خاصة عندما دخل التنافس في اصدار الفتاوى الدينية و الإنزلاق إلى حافة التطرف عنما يتعلق الأمر بمركز الجماعات الإسلامية فيما سار أنصارهم في الإستماتة لتحصين قادتهم ضد النقد و إن كانوا يتظاهرون بمظهر سعة الصدر و الصبر و التحمل و التصدق و لكن عندما انقضوا على الحكم أصبحوا يحذرون و يهددون و يستخدمون العنف مع المعارضة و يختارون ما يناسبهم من الدين الإسلامي و الفتاوي و التفاسير التي على مقاسهم أو كل ما يخدم توجهاتهم و شعاراتهم.
شعوب منطقة الشرق الأوسط خلقت من أجل التقاتل فيما بينهم ،و كما القادة فهم لا يحملون الرحمة و لا الشفقة و لا الرأفة و عندما يدخلون إلى مكان ما يحللون لأنفسهم كل شئ فيه المال و النساء و الأولاد و لا توجد لديهم حرمة للبيوت الآمنة و لا مكان للعواطف، و لذلك فإن هذه الشعوب محبة للتفرقة و الإحتراب حسب توجهات القادة و عند الشدة يتبين بأنهم ينتمون للطائفة و المذهب و العشيرة أكثر من الإنتماء للوطن و لا تقبل الحدود المصطنعة بل تريد أن تضع الحدود ما بين القبيلة و القبيلة و القرية و القرية و لا يوجد أي احترام للتعايش أو أي مجال للمصالحة و هذا بفضل الثقافة البالية التي تربى عليها المجتمع و وثقتها الأنظمة في مناهجها التدريسية لتخريب الأجيال.
إنها الثقافة التي تدعو إلى التغيير و لكن نحو الأسوأ و التفكر بكيفة الوقوف ضد التطور و التحول نحو الأحسن، ثقافة النظرلمستقبلنا الذي نصبو إليه هو كم من القتلى سوف يسقطون غداً و كم من المصابين سوف يلحقون بهم و ما هي زنة القنبلة التي سوف يتم تفجيرها و هل يتم التفجير عن بعد أم سيكون بوساطة إنتحاري و كم عدد السرقات التي يقومون بها و عدد المغتصبات و عمليات الثأر و الإنتقام………و هكذا.
ومن هنا يصعب علينا أن نتجاهل الخطر الناتج عن هذه الثقافة البالية التي تمجد الطائفة و المذهب على حساب الأخر و التي اثبتت الوقائع أنها بعيدة كل البعد عن قيم الديمقراطية والحريات المدنية وحقوق الإنسان التي يتوق لها الشعوب في منطقتنا و بعيدة عن قيم التسامح و التعايش المشترك الذي هو أساس بناء علاقات متينة ، كما إن الإنتصار في هذه الحرب ضد التطرف والإرهاب الهمجي الذي أصبح خطراً على كل شئ لا يمكن أن يتحققا اذا ظلت آلة انتاج هذه الثقافة تعمل بحرية تامة في مجال غسل الأدمغة و تزييف الوعي وإثارة الكراهية و العداوات والتحريض ضد المخالفين في الرأي و الفكر و العقيدة.
18.01.2014