الحدث اليم وكبير, يضاف إلى سابقاتها, فماذا يمكن القول في ذلك, سأدع الكلام عنه الآن جانبا لأروي الحدث في يومه الأول ,كما شاهدت جزءا من ميلودراماها الفجائعية ,وكما سمعت,من الذين كانوا ضمن مجرياته والذين استطاعوا ان يتفوهوا عن هول الحدث..
عندما وصلت إلى القامشلي كان الناس في حالة شبه عصيان مدني, بعد ان اسمعنا بالنبأ, ذهبنا فورا لنشاهد ما يحصل على ارض الواقع .
تم الحدث على الشكل التالي حسب أقوال الرواة :
كان مقررا يوم الجمعة مبارة بكرة القدم ما بين فريق الجهاد من القامشلي وفريق الفتوة من دير الزور.
وحيث هناك حساسية كبيرة ما بين الكرد وعرب الدير نتيجة سقوط الطاغية (صدام حسين) وحصول الكرد في العراق على الفدرالية..
جاء مع الفريق من الدير حشد كبير من الجمهور مخفيين تحت إبطهم من السكاكين والحجارة وحتى المسدسات مصاحبين جمهرة من منطقة الغويران ,حسب الأقوال المتضاربة ان عددهم ما بين (1500 إلى 2000 شخص) وبعد دخولهم إلى الملعب البلدي بشكل همجي مرافقة بهتافات مختلفة ونتيجة الاستفزازات ومشاحنات ما بين جمهور الفريقين , مازلنا لم نصل إلى الحقيقة الكاملة في هذا الخصوص تم الضرب بالحجارة مابين جمهور الفريقين وحسب أقوال الرواة أيضا تدخل الشرطة الموجودة على ارض الملعب لصالح جمهور نادي الفتوة إلى ان جاء لهم الأمر بإطلاق النيران من المحافظ سليم كبول شخصياً.
حتى الساعة هذه يقولون ان عدد الشهداء في القامشلي فقط وصلت إلى (14شخص) بينما عدد الجرحى وهم كثير غير معروف بالدقة الكاملة ,المستشفيات مليئة بالجرحى و6 منهم إصاباتهم خطرة وهم أيضا في حالة خطورة …
شاهدت الناس غاضبين في الشوارع على غير هدى , وكنت اسمع مابين فترة وفترة صوت رشقة من الطلقات من أين ..
لا ادري ..
الآن وحسب ما سمعت ان الطرق المؤدية إلى المدينة كلها مغلقة من قبل الشرطة لا يمكن لأحد ان يدخل اليها ولا يمكن لأحد الخروج منها.
كما سمعنا أيضا ان مكتبي شركتا (دجلة وميديا) للنقل البري تم احراقهما بالكامل في مدينة الدير ..
أما أهالي القتلى من مدينة القامشلي ,لم يستلموا جثث أولادهم حتى الآن ,إلى يتم التحقيق الكامل في الحادث..
لا بل وكثير من الأهالي هاجموا الملعب البلدي بالحجارة والعصي حيث كان فريق الدير وجمهورها في الملعب ولكنهم مطوقين من قبل الشرطة لحمايتهم..
الأهالي قاموا بشبه مظاهرة وهذا ما شاهدت في المدينة وتم الهجوم من قبلهم على إحدى المخافر الكائنة في حي الهلالية , قاموا برميها بالحجارة وكسر الأبواب والشبابيك..
ولم يكن هناك احد في المخفر..
حتى بعد الساعة التاسعة مساءا كان يسمع صوت الطلقات ..في الشوارع..
تم منع التجول من قبل الشرطة لكن الناس لم ينتبهون لذلك..
سمعنا بإن قوات حفظ النظام تأتي من الحلب..
للتدخل..!
ما جرى من أحداث في مدينة القامشلي , والحسكة , وعامودا وبقية المدن الأخرى وبغض النظر عن الأعمال التخريبية التي حصلت ويقينا فان الكرد منها براء, وان حمام الدم الكردي الذي سال وسيظل عاراً على جبين الفاعلين , ان هذه الإحداث تضع الحكومة السورية والحركة السياسية الكردية معا, أمام استحقاقات لا بد من تنفيذها بإلحاح شديد .