عن صحيفة الغارديان 13/1/2014
ترجمة من الانكليزية: ازاد خالد.
حذرت الأمم المتحدة و المفوضية الأوروبية من ان الأزمة التي يشكلها ملايين اللاجئين الفارين من الحرب الأهلية في سوريا في البلدان المجاورة أصبحت كارثة إنسانية وسياسية لا يمكن تخفيفها الا إذا قامت أوروبا بفتح أبوابها امامهم،
ترجمة من الانكليزية: ازاد خالد.
حذرت الأمم المتحدة و المفوضية الأوروبية من ان الأزمة التي يشكلها ملايين اللاجئين الفارين من الحرب الأهلية في سوريا في البلدان المجاورة أصبحت كارثة إنسانية وسياسية لا يمكن تخفيفها الا إذا قامت أوروبا بفتح أبوابها امامهم،
لقد تم تسجيل أكثر من 2.1 مليون لاجئ من قبل مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين (UNHCR ) في أربع بلدان مجاورة لسوريا؛ و هناك مئات الآلاف غيرهم ممن يعيشون خارج حدود سوريا دون الحصول على المساعدة. حيث ان استمرار النزوح الذي لا مفر منه الى الأردن وتركيا و لبنان و كردستان العراق، يظهرمطالب إنسانية هائلة.
ان حجم الأزمة ربما يكون الاكبر منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية حيث ان ديفيد ميليباند، رئيس لجنة الإنقاذ الدولية ( IRC)، وصف الوضع المتدهور باستمرار في سوريا بأنه ” أزمة الإنسانية في عصرنا الحالي ” .
وحثت المفوضية العليا للاجئين والمفوضية الأوروبية و مجلس اللاجئين البريطاني زعماء الاتحاد الأوروبي إلى الاعتراف بالأزمة الاستثنائية التي تفرضها الحرب الأهلية السورية و قبول التوطين المؤقت للاجئين السوريين داخل حدودها – عن طريق ارخاء سياسة “القلعة” الموضوعة لإبقاء المهاجرين خارج أوروبا.
وقد أصدرت الأمم المتحدة نداءا عاجلا لإعادة توطين 30000من السوريين الأكثر تضرار في جميع أنحاء العالم – وهي دعوة لا تزال غير ملباة مع تسارع نسبة النزوح من سوريا الى تركيا ولبنان والأردن والعراق بحيث تفوق القدرة على استيعابهم. كما ان الحكومة البريطانية قد رفضت المشاركة في برنامج إعادة التوطين، واصفة الفكرة بالرمزية و مشددة على أهمية الـ 500.000.000 جنيه استرليني من المساعدات التي ارسلتها إلى المنطقة.
و افاد انطونيو جوتيريس مفوض الامم المتحدة لشؤون اللاجئين للجارديان: “في الوقت الذي يطلب فيه من البلدان المجاورةإبقاء حدودها مفتوحة، نجد أنه من الإحباط كم هنالك من السوريين الذين يصارعون للعثور على الحماية في أوروبا، مع ورود تقارير عن ناس يجري صدهم على بعض الحدود وكل هذا يحدث على الرغم من أن العدد الإجمالي هي صغير بالمقارنة مع تركيا التي استقبلت وحدها 10 أضعاف العدد الذي استقبلته جميع الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي مجتمعة.
” لقد طالبنا مرارا جميع البلدان، ولا سيما في أوروبا والشرق الأوسط، بالسماح للسوريين بالحصول على اللجوء و التمتع بالحماية. “
وقال ميشيل سيركوني، المتحدث باسم المفوض الأوروبي للشؤون الداخلية بأنه لا يمكن إكراه الدول الأعضاء لقبول برنامج إعادة التوطين، إلا أن المفوضية كانت قد عرضت تقديم 6000 يورو للدولة الاوربية عن كل لاجئ تستقبله. ” إذا شاركت كل الدول الأعضاء في الاتحاد الاوربي في إعادة التوطين عن طريق إتاحة عدد متناسب من الأماكن للاجئين، سنكون قادرين على إعادة توطين الآلاف من الناس أكثر من مخيمات اللاجئين. “
وقد شدد الاتحاد الأوروبي على أهمية المساعدات ولكنه رفض تقاسم العبء الاكبر للاجئين. في حين أنه (الاتحاد الاوربي) يمارس ضغطا هائلا على تركيا لكي تبقي حدودها مفتوحة – وقد قبلت تركيا حتى الآن حوالي 600000 شخص – أنها تعمل في أسرع وقت ممكن لإنشاء شبكة من الأسوار، و دوريات الحراسة والسياسات لمنع اللاجئين من دخول أوروبا، حيث ان الاتحاد الأوروبي قد انفق الملايين لضبط الحدود بين تركيا واليونان.
حوالي 64000 سوري قد تقدموا بطلب اللجوء في أوروبا اي ما يعادل نسبة 2.4 % من اجمالي الفارين من سوريا، و 60 % من تلك الطلبات مقدمة في السويد و ألمانيا.
نائب رئيس الوزراء البريطاني، نيك كليغ، كشف الأسبوع الماضي أن المملكة المتحدة قد قبلت 1500 من النازحين السوريين من خلال طرق اللجوء العادية، ولكن يبقى هذا العدد أقل بكثير من مطالب الامم المتحدة.
و قال ميليباند، رئيس حزب العمال البريطاني، ” ان دول الجوار وصلت الى ابعد مما قد يعتبره الغرب نقطة الانهيار “،. “إن عدد اللاجئين في لبنان – البالغ أكثر من 800000 في بلد تعداد سكانه 4.5 مليون نسمة – يعادل 60 مليون شخص قدموا إلى الولايات المتحدة وتقدر تكلفة الأزمة في الاقتصاد اللبناني وحده من قبل البنك الدولي بـ 7.5 مليار دولار. لقد حان الوقت لبقية العالم ان يخطو الى الامام ابتداءا من الولايات المتحدة لتكون مثالا يحتذى به ” .
و بسبب إحباطه بسبب موقف الحكومة، كان مجلس اللاجئين قد نشر مؤخرا خطابا شديد اللهجة في صحيفة الغارديان موجها إلى ديفيد كاميرون، قائلا ” المساعدات ليست كافية “. الرسالة – التي وقعها كل من كولن و يفيا فيرث ، إيما تومسون، مايكل بالين ، السيدة فيفيان ويستوود ، جريسون بيري و جولييت ستيفنسون – تقول : ” حتى الآن، استجابت 18 دولة لتأمين أماكن لإعادة توطين اللاجئين السوريين و نحن نشعر بالخجل لأن بريطانيا ليست واحدة منهم “
في احدى مقاهي اسطنبول، صادفت صحيفة الغارديان عددا من اللاجئين السوريين يناقشون استجابة أوروبا لأزمتهم، و الخيارات المتاحة لهم نتيجة لذلك. لأن تركيا تقدم الملجأ ولكن لا إقامة دائمة، و لا يمكن للاجئين العمل بشكل قانوني. الرجال في المقهى تحدثوا عن السفر بطريقة غير شرعية إلى دول مثل ألمانيا أو السويد، والتي لديها سياسات سخية جدا تجاه السوريين الذين يتمكنون من تجاوز الحدود اليها. ولكن تقريبا ليس هنالك أي طرق قانونية إلى كلا البلدين من سوريا أو تركيا. يقول احد هؤلاء الرجال: “على الاقل موقف بريطانيا صريح فهم لا يريدون أي سوريين على اراضيهم. “
يصف طارق كيف انه قد حاول وفشل ثلاث مرات في العبور إلى أوروبا عبر بلغاريا، في كل مرة يتم القبض عليهم من قبل حرس الحدود البلغاري و ” يعاد ” الى تركيا عنوة. إذا كان هذا قد حصل على الأراضي البلغارية فإنه يعتبر خرقا للقانون الدولي للاجئين.
وقد فصلت هذه الرحلة طارق من زوجته ، ياسمين، الحامل في الشهر التاسع و ابنهما البالغ من العمر أربع سنوات .
و عثرت الغارديان “ياسمين” في معسكر الاحتجاز هارمنلي في بلغاريا حيث أنها وابنها يقيمون في مبنى مع ثلاث عائلات أخرى و يعيشون على وجبة واحدة في اليوم.
مرة أخرى في اسطنبول، يقول طارق انه سوف يواصل المحاولة للوصول الى بلغاريا للعثور على زوجته.
” نحن نعاني مرتين، الأولى في سوريا ، والآن كلاجئين أشعر وكأنني اصارع العالم بمجمله لأكون مع عائلتي.”
رابط المقال في صحيفة الغارديان
وحثت المفوضية العليا للاجئين والمفوضية الأوروبية و مجلس اللاجئين البريطاني زعماء الاتحاد الأوروبي إلى الاعتراف بالأزمة الاستثنائية التي تفرضها الحرب الأهلية السورية و قبول التوطين المؤقت للاجئين السوريين داخل حدودها – عن طريق ارخاء سياسة “القلعة” الموضوعة لإبقاء المهاجرين خارج أوروبا.
وقد أصدرت الأمم المتحدة نداءا عاجلا لإعادة توطين 30000من السوريين الأكثر تضرار في جميع أنحاء العالم – وهي دعوة لا تزال غير ملباة مع تسارع نسبة النزوح من سوريا الى تركيا ولبنان والأردن والعراق بحيث تفوق القدرة على استيعابهم. كما ان الحكومة البريطانية قد رفضت المشاركة في برنامج إعادة التوطين، واصفة الفكرة بالرمزية و مشددة على أهمية الـ 500.000.000 جنيه استرليني من المساعدات التي ارسلتها إلى المنطقة.
و افاد انطونيو جوتيريس مفوض الامم المتحدة لشؤون اللاجئين للجارديان: “في الوقت الذي يطلب فيه من البلدان المجاورةإبقاء حدودها مفتوحة، نجد أنه من الإحباط كم هنالك من السوريين الذين يصارعون للعثور على الحماية في أوروبا، مع ورود تقارير عن ناس يجري صدهم على بعض الحدود وكل هذا يحدث على الرغم من أن العدد الإجمالي هي صغير بالمقارنة مع تركيا التي استقبلت وحدها 10 أضعاف العدد الذي استقبلته جميع الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي مجتمعة.
” لقد طالبنا مرارا جميع البلدان، ولا سيما في أوروبا والشرق الأوسط، بالسماح للسوريين بالحصول على اللجوء و التمتع بالحماية. “
وقال ميشيل سيركوني، المتحدث باسم المفوض الأوروبي للشؤون الداخلية بأنه لا يمكن إكراه الدول الأعضاء لقبول برنامج إعادة التوطين، إلا أن المفوضية كانت قد عرضت تقديم 6000 يورو للدولة الاوربية عن كل لاجئ تستقبله. ” إذا شاركت كل الدول الأعضاء في الاتحاد الاوربي في إعادة التوطين عن طريق إتاحة عدد متناسب من الأماكن للاجئين، سنكون قادرين على إعادة توطين الآلاف من الناس أكثر من مخيمات اللاجئين. “
وقد شدد الاتحاد الأوروبي على أهمية المساعدات ولكنه رفض تقاسم العبء الاكبر للاجئين. في حين أنه (الاتحاد الاوربي) يمارس ضغطا هائلا على تركيا لكي تبقي حدودها مفتوحة – وقد قبلت تركيا حتى الآن حوالي 600000 شخص – أنها تعمل في أسرع وقت ممكن لإنشاء شبكة من الأسوار، و دوريات الحراسة والسياسات لمنع اللاجئين من دخول أوروبا، حيث ان الاتحاد الأوروبي قد انفق الملايين لضبط الحدود بين تركيا واليونان.
حوالي 64000 سوري قد تقدموا بطلب اللجوء في أوروبا اي ما يعادل نسبة 2.4 % من اجمالي الفارين من سوريا، و 60 % من تلك الطلبات مقدمة في السويد و ألمانيا.
نائب رئيس الوزراء البريطاني، نيك كليغ، كشف الأسبوع الماضي أن المملكة المتحدة قد قبلت 1500 من النازحين السوريين من خلال طرق اللجوء العادية، ولكن يبقى هذا العدد أقل بكثير من مطالب الامم المتحدة.
و قال ميليباند، رئيس حزب العمال البريطاني، ” ان دول الجوار وصلت الى ابعد مما قد يعتبره الغرب نقطة الانهيار “،. “إن عدد اللاجئين في لبنان – البالغ أكثر من 800000 في بلد تعداد سكانه 4.5 مليون نسمة – يعادل 60 مليون شخص قدموا إلى الولايات المتحدة وتقدر تكلفة الأزمة في الاقتصاد اللبناني وحده من قبل البنك الدولي بـ 7.5 مليار دولار. لقد حان الوقت لبقية العالم ان يخطو الى الامام ابتداءا من الولايات المتحدة لتكون مثالا يحتذى به ” .
و بسبب إحباطه بسبب موقف الحكومة، كان مجلس اللاجئين قد نشر مؤخرا خطابا شديد اللهجة في صحيفة الغارديان موجها إلى ديفيد كاميرون، قائلا ” المساعدات ليست كافية “. الرسالة – التي وقعها كل من كولن و يفيا فيرث ، إيما تومسون، مايكل بالين ، السيدة فيفيان ويستوود ، جريسون بيري و جولييت ستيفنسون – تقول : ” حتى الآن، استجابت 18 دولة لتأمين أماكن لإعادة توطين اللاجئين السوريين و نحن نشعر بالخجل لأن بريطانيا ليست واحدة منهم “
في احدى مقاهي اسطنبول، صادفت صحيفة الغارديان عددا من اللاجئين السوريين يناقشون استجابة أوروبا لأزمتهم، و الخيارات المتاحة لهم نتيجة لذلك. لأن تركيا تقدم الملجأ ولكن لا إقامة دائمة، و لا يمكن للاجئين العمل بشكل قانوني. الرجال في المقهى تحدثوا عن السفر بطريقة غير شرعية إلى دول مثل ألمانيا أو السويد، والتي لديها سياسات سخية جدا تجاه السوريين الذين يتمكنون من تجاوز الحدود اليها. ولكن تقريبا ليس هنالك أي طرق قانونية إلى كلا البلدين من سوريا أو تركيا. يقول احد هؤلاء الرجال: “على الاقل موقف بريطانيا صريح فهم لا يريدون أي سوريين على اراضيهم. “
يصف طارق كيف انه قد حاول وفشل ثلاث مرات في العبور إلى أوروبا عبر بلغاريا، في كل مرة يتم القبض عليهم من قبل حرس الحدود البلغاري و ” يعاد ” الى تركيا عنوة. إذا كان هذا قد حصل على الأراضي البلغارية فإنه يعتبر خرقا للقانون الدولي للاجئين.
وقد فصلت هذه الرحلة طارق من زوجته ، ياسمين، الحامل في الشهر التاسع و ابنهما البالغ من العمر أربع سنوات .
و عثرت الغارديان “ياسمين” في معسكر الاحتجاز هارمنلي في بلغاريا حيث أنها وابنها يقيمون في مبنى مع ثلاث عائلات أخرى و يعيشون على وجبة واحدة في اليوم.
مرة أخرى في اسطنبول، يقول طارق انه سوف يواصل المحاولة للوصول الى بلغاريا للعثور على زوجته.
” نحن نعاني مرتين، الأولى في سوريا ، والآن كلاجئين أشعر وكأنني اصارع العالم بمجمله لأكون مع عائلتي.”
رابط المقال في صحيفة الغارديان