محسن طاهر (عضو المكتب السياسي لحزب آزادي الكردي): إن مشروع حزب الاتحاد الديمقراطي (الإدارة المرحلية) لا يتجاوز مفهوم الإدارة المحلية السابقة.

في البداية أود السؤال عن السبب المباشر للانشقاق الذي حصل في حزب آزادي وهل الخلاف كان كما يقال حول شخص معين؟

في الثاني والعشرين من نيسان 2005 تم الاعلان عن انطلاقة حزب آزادي الكردي في سوريا نتيجة الوحدة الاندماجية بين حزبي (اليساري الكردي, الاتحاد الشعبي الكردي) لم يمضي طويل الوقت حتى بدأت الخلافات الشخصية والأنانيات الحزبوية والمصالح الضيقة لدى البعض من الطرفين تطفو على السطح وتنخر في جسم التنظيم الناشئ حتى وصلنا إلى حالة من الافتراق المحمود آواخر عام 2010 وكي لا أكون منحازاً لجهة التي انتمي اليها أقول: إن سبب فشل العملية الوحدوية يتقاسمه الطرفان مناصفة وأن العودة الحميمية للاتحاد السياسي مع الحزبين الشريكين, أيضاً هو نجاح كبير للطرفين.

لما تأخر مؤتمر الاتحاد السياسي حتى الآن ومتى سيقام المؤتمر؟ الا تتوافق معي بأن البارتي أخذ حصة الأسد في عدد المندوبين الى مؤتمر الأتحاد وهل أنتم مقتنعون بهذا الأمر؟

إنني أوفقك الرأي بشأن تأخير المؤتمر التوحيدي للاتحاد السياسي بعض الوقت لأن التشتت والانقسام والتعددية المفرطة في الحركة السياسية الكردية قد تجاوزت تخوم المسموح بها (سياسياً, فكرياً, طبقياً,…) وبلغت حداً من الصعب قبوله لذا يتطلب منا جميعاً في الوقت الراهن التعجيل في لملمة شمل الأحزاب المتقاربة سياسياً من خلال الخطوة الأولية والمرتكز الأساس في توحيد أطراف الاتحاد السياسي أولاً ومن ثم تتبعه خطوات أخرى في استيعاب الأحزاب المتقاربة فكراً وسياسة واحتضان معظم الطاقات والكفاءات أبناء شعبنا الكردي في كردستان الغربية وصولاً إلى حزب جماهيري مؤسساتي تخصصي يأخذ الكل مكانه المناسب ويعمل في مجال عمله واختصاصه بالتأكيد لن يجتاز المؤتمر التوحيدي للاتحاد السياسي العام الحالي أما بشأن الأشقاء في (البارتي) بأنهم حصلوا على حصة الأسد أقول العكس هو السائد فنحن من حظينا برفاق البارتي وجماهيره الواسعة وتالياً نحن مقتنعون تماماً بأن من يحضر المؤتمر التوحيدي للحزب الموحد هو رفيقنا قبل أن يكون مندوباً لهذا الحزب أو ذاك .

كيف تقيم الوضع السياسي الكوردي الحالي وهل برأيك ستستمر الهيئة الكوردية العليا في عملها وهل لديكم كتائب مسلحة تقاتل مع الجيش السوري الحر؟

أعتقد بأن الوضع السياسي الكردي يمر بأصعب مراحله وأسوأها نتيجة احتكار حزب الاتحاد الديمقراطي العمل السياسي والميداني والعسكري وتفرده بقرار الحرب والسلم في المنطقة وممارسة الضغط – بجميع أشكاله- عبر قانون القوة وعدم افساح المجال للآخر المختلف سياسياً بحرية في ساحة النضال وعلى كل الصعد (الاتحاد السياسي الديمقراطي الكردي – سوريا) أنموذجاً- وأما عن الهيئة الكردية العليا أزعم بأنها قد ولدت ميتة بعد أن وضع الأخوة في (P Y D) معظم بنود اتفاقية هولير على الرف يعلوها الغبار وأبقوا على أسم الهيئة الكردية العليا لتسخيرها لمقتضياتهم الحزبية ومن طرف واحد ووحيد, نحن في حزب آزادي نعلن دون خوف أو وجل انه ليس لدينا أية كتائب مسلحة مستقلة كانت أو منضوية تحت راية كتائب الجيش الحر وأي فصيل عسكري, فنحن جهة سياسية بامتياز لا نمتلك سوى القلم والفكر والنضال السياسي والديمقراطي السلمي, بل نحن مؤمنون بفكرة الثورة السورية السلمية, بعيداً عن العنف والقتل والدمار, وندين بشدة ما يقوم به النظام المستبد في هذا المجال كذلك ما تقوم بها المجاميع الارهابية (داعش, جبهة النصرة….الخ) والتي تقاسم النظام عمليات العنف والقتل والتدمير الممنهج في عموم سوريا والمناطق الكردية على وجه الخصوص وآخر عملياتهم الاجرامية الدنيئة التفجير الارهابي الجبان في قرية تل معروف وقناة السويس للشهداء الرحمة وللجرحى الشفاء العاجل.
     
برأيك الى ماذا ينوي حزب الاتحاد الديمقراطي؟ من وراء السياسات التي يتبعها في المناطق الكوردية في سوريا؟ ماذا ترد على من يقول من الكورد في سوريا بأن قيادات الاحزاب الكوردية جالسة في فنادق هولير و الypg يدافع عن الأرض ضد الجماعات التكفيرية؟

إن مشروع حزب الاتحاد الديمقراطي (الادارة المرحلية) لا يتجاوز مفهوم الادارة المحلية القائمة اليوم مع فارق توسيع في بعض  الصلاحيات صالح الأطراف على حساب المركز إلى جانب الاقرار بالحقوق الثقافية للكرد من جانب واحد, ولا يدنو من الحقوق القومية للشعب الكردي في كردستان سوريا وسيأتي يوماً ليدرك الأخوة في (PYD ) بأن طرف بعينه مهما بلغ من القوة الحزبية والجهوية لن يغدو الحامل الحقيقي للمشروع القومي الكردي والوطني السوري واعتقد جازماً بأنه وفي نهاية المطاف لا مناص أمامنا سوى الاقرار بالآخر المختلف والعمل على تمتين الروابط الأخوية والعمل وفق برنامج الحد الأدنى من المشتركات القومية والوطنية وعلى قاعدة الثابت الوطني السوري والقومي الكردي, وصولاً إلى دولة اتحادية برلمانية ديمقراطية يتمتع في ظلها الشعب الكردي في كردستان الغربية بحقوقه القومية وفق العهود والمواثيق الدولية, أنا لست مع روّاد الفنادق بل أجد موقعي بجوار مناضلي الخنادق وسلاحنا هو (النضال الديمقراطي السلمي, الفكر, القلم,….) وكما أسلفت سابقاً لا نملك قوة عسكرية لنعمل في الميدان العسكري ولكننا نرفض بالمطلق دخول الجماعات الارهابية كداعش وجبهة النصرة وغيرهما من المجاميع التكفيرية لمناطقنا لا بل ندين ونستنكر الغزو الثقافي الظلامي الذي يعيدنا إلى عهود الجهل والتخلف والعدمية من قبل هؤلاء الغوغاء .

لماذا لم يتواجد أحد من أعضاء في الهيئة السياسية للائتلاف رغم انكم من اوائل المطالبين بالانضمام للائتلاف؟ هل بالفعل ان البارتي قام بالتحالف مع كل من حزبي التقدمي و يكيتي من دونكم ؟

لقد جرت اختيار الاعضاء للائتلاف الوطني في جو ديمقراطي من خلال جلسة المجلس الوطني الكردي وعبر انتخابات حرة وإننا لم نقد مرشحاً للهيئة السياسية بل اكتفينا بتقديم مرشحنا للهيئة العامة للائتلاف وقد فزنا بالعضوية ثم ارتأينا نحن في الاتحاد السياسي أن يكون مرشحنا لنائب الائتلاف الوطني من (البارتي) أما بخصوص التحالف مع الاخوة في حزبي (تقدمي, يكيتي) فالتحالفات الانتخابية ليس عيباً بل وارداً في أي زمان ومكان بشرط أن يمر في ظل انتخابات نزيهة وفي جوّ من الشفافية والديمقراطية وهذا ما شهدناه فعلاً في الاجتماع الاخير للمجلس الوطني الكردي.

برأيك هل سيذهب الكورد الى جنيف2 بوفد واحد؟

إن قرار انعقاد مؤتمر جنيف2 مرتبط بمصالح الدول الإقليمية وبأجندات دولية وبتوافق أمريكي وروسي, وكيفية حضور المعارضة وحتى النظام مرتبط بإرادة هذه القوى أما شكل الحضور سيقرره توافق الدول الراعية للمؤتمر في نهاية المطاف, وفي أغلب الظن ستحضر المعارضة السورية بوفد مشترك ووحيد كما تراه أمريكا وحلفائها, بكل تأكيد الكرد سيشاركون في المؤتمر ومن مصلحتهم ألا يخرجوا من عباءة الارادة الدولية وأن يحضروا بمعية المعارضة الوطني السورية ولكن يجب الاتفاق على رؤية سياسية واضحة واقترح أن تكون الصيغة الموقعة من قبل المجلسين الكرديين في هولير أواخر الشهر الحادي عشر من العام المنصروم (سوريا دولة ديمقراطية برلمانية احادية ……….ألخ) لتكون المرتكز الأساس في الخطاب السياسي الكردي للوفد المشارك في مؤتمر جنيف 2 وإنْ تعددت الأسماء وتنوعت الوجوه .


  
ما آخر ما تقوله لقراءك في رحاب نيوز؟ المساحة لك

لقد أمضيت بعضاً من جميل الوقت في رحابكم, راجيا لكم دوام التألق والسمو في أداء رسالتكم النبيلة خدمة للوطن السوري من أقصاه إلى أقصاه .


———-

رحاب نيوز

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

عنايت ديكو   الوجه الأول: – أرى أن صفقة “بهچلي – أوجلان” هي عبارة عن اتفاقية ذات طابع أمني وجيوسياسي بحت، بدأت معالمها تتكشف بشكل واضح لكل من يتابع الوضع عن كثب، ويلاحظ توزيع الأدوار وتأثيراتها على مختلف الأصعدة السياسية، الأمنية، والاجتماعية داخل تركيا وخارجها. الهدف الرئيسي من هذه الصفقة هو ضمان الأمن القومي التركي وتعزيز الجبهة الداخلية بجميع تفاصيلها…

اكرم حسين العلمانيّة هي مبدأ سياسي وفلسفي يهدف إلى فصل الدين عن الدولة والمؤسسات الحكومية ، وتنظيم الشؤون العامة بما يعتمد على المنطق، والعقلانية، والقوانين الوضعية بدون تدخل ديني. يتضمن مبدأ العلمانيّة الحفاظ على حرية الدين والمعتقد للأفراد، وضمان عدم التمييز ضد أي شخص بسبب دينه أو اعتقاده. تاريخياً ظهرت العلمانية مع اندلاع الثورة الفرنسية حيث خرجت الطبقة البرجوازية…

اننا في الفيدرالية السورية لحقوق الانسان والمنظمات والهيئات المدافعة عن حقوق الإنسان في سورية، وبالمشاركة مع أطفال العالم وجميع المدافعين عن حقوق الطفل وحقوق المرأة وحقوق الانسان، نحيي احتفال العالم بالذكرى السنوية الثلاثين لاتفاقية حقوق الطفل، التي تؤكد على الحقوق الأساسية للطفل في كل مكان وزمان. وقد نالت هذه الاتفاقية التصديق عليها في معظم أنحاء العالم، بعد أن أقرتها الجمعية…

نظام مير محمدي* عادةً ما تواجه الأنظمة الديكتاتورية في مراحلها الأخيرة سلسلةً من الأزمات المعقدة والمتنوعة. هذه الأزمات، الناجمة عن عقود من القمع والفساد المنهجي وسوء الإدارة الاقتصادية والعزلة الدولية، تؤدي إلى تفاقم المشكلات بدلاً من حلها. وكل قرارٍ يتخذ لحل مشكلة ما يؤدي إلى نشوء أزمات جديدة أو يزيد من حدة الأزمات القائمة. وهكذا يغرق النظام في دائرة…