صلاح بدرالدين لـ « ئه فرو » أن مشروع جماعات «ب ك ك» منذ قيامه هو ضد المصالح القومية الكردية

 

أجرت صحيفة « ئه فرو » التي تصدر في دهوك باللغة الكردية لقاء مع السياسي الكردي السوري السيد صلاح بدرالدين بتاريخ 1-11-2013 , تمحور اللقاء حول عدة قضايا تخص الشأن الكردي في سوريا منها موضوع اغلاق معبر (سيمالكا) الحدودي مع اقليم كردستان من قبل قوات (ب ي د) , وفتح معبر آخر مع نظام المالكي في بغداد, و أسباب تبدل خطاب (ب ي د) تجاه اقليم كردستان, والأسباب التي حالت دون توصل الكرد السوريين الى خطاب موحد, وعن شكل مشاركة الكرد في جنيف2.
فيما يلي الترجمة الكاملة لنص الحوار:

 منذ أيام أغلق – ب ي د – معبر – سيمالكا – من جهة الغرب ماتأثير هذا العمل على وضع كرد غرب كردستان ؟

هناك مايقارب ربع مليون انسان سوري غالبيتهم الساحقة من الكرد نزحوا الى إقليم كردستان العراق خلال السنوات الثلاث الماضية وهؤلاء بأمس الحاجة الى استمرارية التواصل مع بلدهم الأصلي أي الذهاب والعودة حسب الحاجة لأسباب اجتماعية وحياتية وصحية ودراسية والمنفذ الوحيد الذي باستطاعتهم استخدامه هو معبر – سيمالكا – الذي أغلقته جماعات – ب ك ك – المسلحة والمستولية على الجانب السوري من الحدود عنوة وبدعم وتسهيل السلطات السورية الحاكمة قبل نحو عامين ان هذه الخطوة تعتبر اذلالا لشعبنا وانتهاكا لحريته المنتهكة أصلا من نظام الاستبداد وجزءا من مخطط تفريغ المناطق الكردية السورية بحسب متطلبات السياسة الرسمية في تغيير التركيب الديموغرافي لمناطقنا المطبقة منذ تولي حزب البعث مقاليد الحكم بسوريا .

لمصلحة من قيام – ب ي د – باغلاق معبر – سيمالكا – ومحاولة افتتاح معبر يربط مباشرة بحكومة بغداد ؟

من الواضح لشعبنا ولكافة القوى السياسية وقيادة الإقليم أن جماعات – ب ك ك – السورية تشكل جزءا من المحور (السوري – الإيراني) وامتداداته العراقية (حكومة المالكي) واللبنانية (حزب الله) وتأتمر بتوجيهات ذلك المحور سياسيا وعسكريا وأمنيا وتخضع لغرفة العمليات التي تدار من جانب ذلك المحور وكنا نعلم علاقاتها المتواصلة السرية والعلنية مع حكومة بغداد والآن وتمشيا مع التكتيك العسكري للنظام السوري في تحقيق – انتصارات عسكرية – عشية مؤتمر جنيف2 قامت تلك الجماعات الآبوجية بافتعال معارك في بعض المناطق بدعم واسناد ميليشيات وطيران ومدفعية النظامين السوري والعراقي تمخض عنها السيطرة على معبر – ربيعة – من أجل تمرير الدعم العسكري والبشري الإيراني والعراقي الى النظام السوري وهذه السياسة موجهة بالأساس الى قيادة الإقليم ومضرة بالمصلحة الكردية عموما ومسيئة لثورة الشعب السوري .

ماهو السبب برأيكم تبدل خطاب – ب ي د – تجاه الإقليم بين المرونة والشدة ؟

من المعلوم أن مشروع جماعات – ب ك ك – منذ قيامه هو ضد المصالح القومية الكردية وطالما خلقت مشاكل أمام نضال شعب كردستان العراق وحاربت القيادة الشرعية وواجهت الفدرالية عسكريا وسياسيا مع أسيادها من نظام حافظ الأسد الى ايران ونظام صدام أما مسالة ليونة خطابها من خشونتها فتدخل في عداد التكتيك والمراوغة وبكل أسف أقول أن الاخوة المشرفين في الإقليم على ملف كرد سوريا لم يوفقوا في ادارتهم بل ألحقوا الضرر البالغ بمصالح شعبنا وحركتنا في سوريا عندما تم تضليلهم واستغلال طيبتهم من جانب تلك الجماعات التي تخدم أعداء الكرد وساهموا بصورة غير مباشرة ومن دون أن يدروا في تعزيز مواقعها  في غرب كردستان .
 
هل ترى أن مؤتمر جنيف2 المتداول منذ أمد سيعقد قريبا واذا انعقد بأي شكل سيشارك الكرد فيه ؟

قد يعقد مؤتمر جنيف2 أواخر هذا العام بحسب الإرادة الدولية ولكن لن يشارك فيه أصحاب القضية الحقيقييون من قوى الثورة ولن يتم حل الأزمة السورية بدون مشاركة الثوار وبدون اسقاط نظام الاستبداد الذي قامت الثورة أصلا من أجل ذلك قد يطبق المؤتمر – الحل اليمني – أو أنصاف حلول أخرى ولكن قد تندلع ثورة جديدة على – الثورة – كما حصل في مصر وقد يحصل في تونس أيضا أما بالنسبة للكرد فحركاتهم السياسية الحزبية ليست مؤهلة لتمثيل الكرد بالمحافل الدولية بصورة موحدة إضافة الى تغلغل النظام في صفوفها وبالأخير ليس في برنامج المؤتمر أي بند حول الكرد وحقوقهم بل يركز على السلام والحوار والمصالحة بشكل عام .
 
ماهي الأسباب الرئيسية التي حالت دون توصل الكرد السوريين الى خطاب موحد ؟

السبب الرئيسي هو الاستبداد والدكتاتورية والشوفينية الحاكمة والسبب الآخر هو فشل الأحزاب الكردية وسقوط برامجها وعجزها عن تجديد أنفسها وارتباطاتها مع مشروع النظام الأمني الحاكم وبعد اندلاع الثورة السورية تفاجأت الأحزاب وانكفأت وظهرت الحركات الشبابية الكردية وقادت المظاهرات عبر تنسيقياتها ولجانها الثورية ووقفت الأحزاب مرة أخرى عقبة أمام الشباب خاصة بعد استمداد شرعية قومية جديدة من الإقليم واستثمار ذلك الدعم للتستر على عجزها وبالنتيجة الآن غرب كردستان رهينة ضمن صراعات الأحزاب على حساب القضية المركزية ونسيانها وتركها للقدر .

– أجرى اللقاء : فكير سعد الله .

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

صلاح بدرالدين في البلدان المتحضرة التي يحترم حكامها شعوبهم ، وعلماؤهم ، ومفكروهم ، ومثقفوهم ، تولى مراكز الأبحاث ، والدراسات ، ومنصات الحوار الفكري ، والسياسي ، والثقافي ، أهمية خاصة ، وتخصص لها بشكل قانوني شفاف ميزانية خاصة تبلغ أحيانا من ١ الى ٢ ٪ من الميزانية العامة ، وتتابع مؤسسات الدولة ، بمافيها الرئاسات ، والوزارات الحكومية…

إبراهيم اليوسف لا ريب أنه عندما تتحول حقوق الإنسان إلى أولوية نضالية في عالم غارق بالصراعات والانتهاكات، فإن منظمات المجتمع المدني الجادة تبرز كحارس أمين على القيم الإنسانية. في هذا السياق، تحديداً، تأسست منظمة حقوق الإنسان في سوريا- ماف في مدينة قامشلي، عام 2004، كردّ فعل سلمي حضاري على انتهاكات صارخة شهدتها المنطقة، وبخاصة بعد انتفاضة آذار الكردية 2004. ومنذ…

عنايت ديكو   الوجه الأول: – أرى أن صفقة “بهچلي – أوجلان” هي عبارة عن اتفاقية ذات طابع أمني وجيوسياسي بحت، بدأت معالمها تتكشف بشكل واضح لكل من يتابع الوضع عن كثب، ويلاحظ توزيع الأدوار وتأثيراتها على مختلف الأصعدة السياسية، الأمنية، والاجتماعية داخل تركيا وخارجها. الهدف الرئيسي من هذه الصفقة هو ضمان الأمن القومي التركي وتعزيز الجبهة الداخلية بجميع تفاصيلها…

اكرم حسين العلمانيّة هي مبدأ سياسي وفلسفي يهدف إلى فصل الدين عن الدولة والمؤسسات الحكومية ، وتنظيم الشؤون العامة بما يعتمد على المنطق، والعقلانية، والقوانين الوضعية بدون تدخل ديني. يتضمن مبدأ العلمانيّة الحفاظ على حرية الدين والمعتقد للأفراد، وضمان عدم التمييز ضد أي شخص بسبب دينه أو اعتقاده. تاريخياً ظهرت العلمانية مع اندلاع الثورة الفرنسية حيث خرجت الطبقة البرجوازية…