هناك مايقارب ربع مليون انسان سوري غالبيتهم الساحقة من الكرد نزحوا الى إقليم كردستان العراق خلال السنوات الثلاث الماضية وهؤلاء بأمس الحاجة الى استمرارية التواصل مع بلدهم الأصلي أي الذهاب والعودة حسب الحاجة لأسباب اجتماعية وحياتية وصحية ودراسية والمنفذ الوحيد الذي باستطاعتهم استخدامه هو معبر – سيمالكا – الذي أغلقته جماعات – ب ك ك – المسلحة والمستولية على الجانب السوري من الحدود عنوة وبدعم وتسهيل السلطات السورية الحاكمة قبل نحو عامين ان هذه الخطوة تعتبر اذلالا لشعبنا وانتهاكا لحريته المنتهكة أصلا من نظام الاستبداد وجزءا من مخطط تفريغ المناطق الكردية السورية بحسب متطلبات السياسة الرسمية في تغيير التركيب الديموغرافي لمناطقنا المطبقة منذ تولي حزب البعث مقاليد الحكم بسوريا .
لمصلحة من قيام – ب ي د – باغلاق معبر – سيمالكا – ومحاولة افتتاح معبر يربط مباشرة بحكومة بغداد ؟
من الواضح لشعبنا ولكافة القوى السياسية وقيادة الإقليم أن جماعات – ب ك ك – السورية تشكل جزءا من المحور (السوري – الإيراني) وامتداداته العراقية (حكومة المالكي) واللبنانية (حزب الله) وتأتمر بتوجيهات ذلك المحور سياسيا وعسكريا وأمنيا وتخضع لغرفة العمليات التي تدار من جانب ذلك المحور وكنا نعلم علاقاتها المتواصلة السرية والعلنية مع حكومة بغداد والآن وتمشيا مع التكتيك العسكري للنظام السوري في تحقيق – انتصارات عسكرية – عشية مؤتمر جنيف2 قامت تلك الجماعات الآبوجية بافتعال معارك في بعض المناطق بدعم واسناد ميليشيات وطيران ومدفعية النظامين السوري والعراقي تمخض عنها السيطرة على معبر – ربيعة – من أجل تمرير الدعم العسكري والبشري الإيراني والعراقي الى النظام السوري وهذه السياسة موجهة بالأساس الى قيادة الإقليم ومضرة بالمصلحة الكردية عموما ومسيئة لثورة الشعب السوري .
ماهو السبب برأيكم تبدل خطاب – ب ي د – تجاه الإقليم بين المرونة والشدة ؟
من المعلوم أن مشروع جماعات – ب ك ك – منذ قيامه هو ضد المصالح القومية الكردية وطالما خلقت مشاكل أمام نضال شعب كردستان العراق وحاربت القيادة الشرعية وواجهت الفدرالية عسكريا وسياسيا مع أسيادها من نظام حافظ الأسد الى ايران ونظام صدام أما مسالة ليونة خطابها من خشونتها فتدخل في عداد التكتيك والمراوغة وبكل أسف أقول أن الاخوة المشرفين في الإقليم على ملف كرد سوريا لم يوفقوا في ادارتهم بل ألحقوا الضرر البالغ بمصالح شعبنا وحركتنا في سوريا عندما تم تضليلهم واستغلال طيبتهم من جانب تلك الجماعات التي تخدم أعداء الكرد وساهموا بصورة غير مباشرة ومن دون أن يدروا في تعزيز مواقعها في غرب كردستان .
هل ترى أن مؤتمر جنيف2 المتداول منذ أمد سيعقد قريبا واذا انعقد بأي شكل سيشارك الكرد فيه ؟
ماهي الأسباب الرئيسية التي حالت دون توصل الكرد السوريين الى خطاب موحد ؟
السبب الرئيسي هو الاستبداد والدكتاتورية والشوفينية الحاكمة والسبب الآخر هو فشل الأحزاب الكردية وسقوط برامجها وعجزها عن تجديد أنفسها وارتباطاتها مع مشروع النظام الأمني الحاكم وبعد اندلاع الثورة السورية تفاجأت الأحزاب وانكفأت وظهرت الحركات الشبابية الكردية وقادت المظاهرات عبر تنسيقياتها ولجانها الثورية ووقفت الأحزاب مرة أخرى عقبة أمام الشباب خاصة بعد استمداد شرعية قومية جديدة من الإقليم واستثمار ذلك الدعم للتستر على عجزها وبالنتيجة الآن غرب كردستان رهينة ضمن صراعات الأحزاب على حساب القضية المركزية ونسيانها وتركها للقدر .