مؤتمر جنيف 2 ؟ ام مؤامرة جنيف ؟

  د.محمد محمود
ماذا يريد العالم من جنيف 2؟ ما سقف التوقعات؟ هل يمكن لهذا المؤتمر أن ينهي المأساة السورية؟ أم أنه سيكون كسابقه جنيف 1؟ أسئلة كثيرة نطرحها  .

 واكيد اغلب الشعب السوري يجمعون على أن التوافق بين واشنطن وموسكو جاء على حساب الشعب السوري، وذهب ضحية هذا التوافق عشرات الآلاف من الضحايا السوريين الأبرياء بعدما اختزل المجتمع الدولي حل الأزمة السورية في تسليم الترسانة الكيماوية للنظام ما يعني أن حل أزمة الشعب السوري منقوص..

وجنيف 2 يتجه لتأمين أو إنقاذ نظام الأسد.
: بعدما تبين أن الحل العسكري لم يحقق أية نتيجة لأي طرف من طرفي النزاع في سورية، وبعدما ذهب القطبان الأمريكي والروسي إلى توافق على حل الأزمة سياسياً، فبات يعتقد كثيرون أن هذا التوافق بين دولتين كبيرتين جاء على حساب الشعب السوري، وذهب ضحية هذا التوافق عشرات الآلاف من الضحايا السوريين الأبرياء.

وقبل التوافق الروسي الأمريكي كان هناك توافق روسي إيراني على دعم النظام السوري وتزويده بكل أنواع الأسلحة، والمقاتلين، والخبراء، هذا فضلا عن ضخ خزائنه بالأموال.
من هنا، فان فشل الحسم العسكري لصالح أي طرف في سورية، وتمسك الروس والإيرانيين بدعم النظام السوري حتى الرمق الأخير، وبعد فشل جنيف 1، جعل هناك تقاربا أو توافقا روسيا ــ أمريكياً بأن الحل في سورية يجب أن يكون سياسياً وليس عسكرياً، وبالتالي جعلوا العالم يعيد النظر بمؤتمر جنيف2، فالعالم يتحدث عن عقد جنيف2 وسط خلل كبير تعيشه الثورة السورية، وهذا الخلل سببه إضافة لضغط النظام الذي يرتكب أبشع المجازر ويستبيح الأسلحة المحرمة أو الكيماوية ضد الشعب، تغاضي المجتمع الدولي عن جرائم بشار التي تعتبر جرائم حرب كبرى.

التوافق الروسي الأمريكي أعمى المجتمع الدولي والعالم عن جرائم الأسد وعن مأساة الشعب السوري، وجعلهم ينظرون فقط إلى إيجاد حل سياسي للأزمة، الذي يتألف من عدة عناوين تشكيل حكومة انتقالية تشارك فيها الثورة السورية وبعض أركان النظام مجتمعين.
العالم في جنيف 2 يريد إيجاد حلول تعيد الاستقرار إلى المنطقة التي ستنعكس استقرارا على الوضع الإقليمي وتبعد عنه ترددات ما يجري على الأرض السورية، أما المعارضة فرغم تخبطها إلا أنها أكدت أنها تريد من جنيف2 تسليم النظام للسلطة واستبعاد بشار الأسد عن مستقبل سورية.
بين ما تريده المعارضة وما يريده العالم من جنيف2، 
 بعدما حصر العالم حل الأزمة السورية عبر تسليم الترسانة الكيماوية السورية، تبين أن هذه القوى الدولية مجتمعة لا تبحث عن حل لأزمة الشعب السوري بل تبحث عن تأمين أو إنقاذ نظام بشار الأسد.

العالم لا يريد رؤية مأساة الشعب السوري ولا رؤية اكثر من  مئة و خمسين  ألف شهيد،و اكثر من 200 الف معتقل و تشريد اكثر من 4 ملايين سوري  وجدوا الحل الذي يناسبهم عبر جنيف2 ودعوا إليه الأطراف المتنازعة في سورية لقبوله.

لذلك نرى أن فشل جنيف2 حتمي  وساق، إلا أننا غير متأكدين أن كان مؤتمر جنيف 2 سيعقد، فلغاية الآن هناك شكوك تشوب إمكانية تأجيل عقد جنيف2 إلى وقت لاحق، فالقوى الدولية التي توافقت على عقده والتي رأت أن الحل في سورية لا يمكن إلا أن يكون سياسياً أغفلت جانبا مهماً ونعني بهذا الجانب الثوار الذين يقاتلون على الأرض، ويتصدون لآلة النظام المدمرة، فلم يتم استشارة أي فصيل من فصائل الثوار أو الجيش الحر، ولم يأخذ أحد برأيهم وبمطالبهم من جنيف 2 أو من أي مؤتمر دولي.
من خلال القراءة الأولية للوضع في سورية وللجهود الدولية المبذولة، ورغم الضغوطات التي يحاول العالم الإيحاء أنه يمارسها على الوضع السوري، إلا أن هذه الضغوط الدولية لن تؤتي ثمارها، فمن ناحية لن تتمكن من حث النظام على تسليم السلطة، ومن ناحية ثانية لن تقنع الثوار بإلقاء سلاحهم.

لذلك فشل مؤتمر جنيف 2 حتمي وسيليه جنيف 3 أو أكثر من مؤتمر دولي حتى إيجاد الحل السياسي النهائي والأنسب لهذه الأزمة القائمة منذ عامين ونصف العام.
• فإننا نؤكد مجدداً جنيف 2 لن ينجح.
فليضع العالم أمام الشعب السوري أهداف جنيف 2 الحقيقية، وليحدد هوية الأطراف المشاركة، فكيف يعتقد العالم أن بإمكانهم أن يجمعوا ممثلا عن بشار الأسد وممثلا آخر عن الثوار وقد تخطت جرائم النظام كل الحدود الحمر بحق شعبه.

وليبرهن العالم عن نيته الحقيقية بإيجاد الحل للأزمة السورية، فقبل جنيف 2 ليعلن وقف إطلاق النار بشكل نهائي وحاسم ومن ثمة يمكن إقناع طرفي النزاع في سورية أنه من الضروري الذهاب إلى مؤتمر تسوية، ولكن بالفترة الزمنية الراهنة لا نعتقد ولا نأمل أن يتمكن العالم من إثبات حسن نيته ومن إبراز الأهداف الحقيقية لجنيف 2، لذلك نؤكد أن فشل جنيف 2 حتمي، وكل الآليات المشار إليها من أجل إنجاحه لن يأتي العالم على تنفيذها و الولايات  المتحدة الأمريكية بضرب المواقع   أولا لو لم تتخذ الولايات المتحدة الأمريكية قرارا بضرب المواقع الكيماوية في سورية أو لم تنجح في تشكيل تحالف دولي لضرب هذه المواقع الكيمياوي  لم نصل إلى تفاهم على «إنعاش» ما يسمى جنيف2.

هل  هو مبادرة من أجل إيجاد حل سياسي للأزمة السورية الأمر الذي يؤكد أن التفاهم بين القوى الداعمة للمعارضة السورية والقوى الإقليمية الداعمة للنظام السوري من الممكن أن يصلوا فيما بينهم إلى حلول سياسية تؤمن لسورية الحرية و الكرامة ، سوريا ديمقراطية تعددية  دستوريا ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟   
المشهد على الأرض سيبقى على ما هو عليه، الاقتتال مستمر داخلياً ويمكن للأمور أن تتصاعد عسكرياً، وكلما تصاعدت الأمور عسكريا، ستجلب إلى الداخل السوري مزيدا من عناصر القوة لكلا الطرفين من أجل محاولة الحسم على الأرض طالما الحل السياسي مؤجل رغم عناوين مؤتمرات التسوية التي يتغنى بها العالم.
والمستغرب كيف يمكن للمجتمع الدولي أن يدعو إلى جنيف 2 بكل وقاحة دون أن يحاكم النظام أو يدين جرائمه على ما استخدمه من أسلحة محرمة دوليا.

المؤتمر سيفشل والأزمة والاقتتال إلى تصاعد، بانتظار أن يحسم طرف الأمور على الأرض لصالحه.
القتل مستمر، عقد جنيف 2 أو لم يعقد، أعلن العالم عن إيجاده الحل أو لم يعلن،فاذا اعلن  الجيش الحر والثوار انهم  لن يفاوضوا النظام القاتل، وهنا لا بد أن نقول لأمريكا إنك طالما تغضين الطرف عن مأساة الشعب السوري فإن كل الشعب السوري سيتحول إلى التطرف.

ونقول لها إنها هي من أوصلت الأمور في سورية إلى ما وصلت إليه اليوم، السيد أوباما ضرب بعرض الحائط كل القرارات الدولية والسماوية، وأمام تقاعس المجتمع الدولي الجيش الحر يرص صفوفه وسيكمل ثورته بنفسه غير معتمد على أحد ولا على قرارات الأمم.

المشكلة ليست بتسليم الكيماوي وإعفاء المجرم من العقاب، المشكلة هي مأساة شعب يسحل ويقتل أمام مرأى ومسمع الجميع دون أن يرف للعالم جفن.

الشعب السوري لن يسامح العالم على تقاعسه وسيكمل ثورته ويسقط المجرم بنفسه.

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

إبراهيم اليوسف منذ سقوط النظام المجرم في 8 كانون الأول 2024 وتحول السلطة إلى السيد أحمد الشرع، بات السوريون، سواء أكان ذلك في العاصمة دمشق أو المدن الكبرى والصغرى، يتطلعون إلى مرحلة جديدة يتخلصون فيها من الظلم والاستبداد. حيث سنوات طويلة من مكابدات المعذبين في سجون الطاغية الأسد وأبيه كانت كفيلة بتدمير أرواح مئات الآلاف. بعض السجناء أمضوا…

شكري بكر هذا الموضوع مطروح للمناقشة قد يؤدي بنا للوصول إلى إقامة نظام يختلف عما سبقونا من سلاطين وحكام وممالك وما نحن عليه الآن حيث التشتت والإنقسام وتبعثر الجهود الفكرية والسياسية والإقتصادية والعمل نحو إقامة مجتمع خال من كل أشكال الصراع وإلغاء العسكرة أرضا وفضاءا التي تهدر 80% من الإقتصاد العالمي ، إن تغلبنا على هذا التسلح يمكن…

إياد أبو شقرا عودة إلى الموضوع السوري، لا بد من القول، إن قلة منا كانت تتوقّع قبل شهر ما نحن فيه اليوم. إذ إن طيّ صفحة 54 سنة خلال أقل من أسبوعين إنجازٌ ضخم بكل ما في الكلمة من معنى. سهولة إسقاط نظام الأسد، وسرعة تداعيه، أدهشتا حتماً حتى أكثر المتفائلين بالتغيير المرجوّ. إلا أنني أزعم، بعدما تولّت قيادة العمليات…

طارق الحميد منذ فرار بشار الأسد، في 8 ديسمبر (كانون الأول)، إلى روسيا، وهناك سيل من النقد والمطالبات للحكام الجدد، وتحديداً أحمد الشرع. والقصة ليست بجدوى ذلك من عدمه، بل إن جل تلك الانتقادات لا تستند إلى حقائق. وسأناقش بعضاً منها هنا، وهي «غيض من فيض». مثلاً، كان يقال إن لا حل عسكرياً بسوريا، بينما سقط الأسد في 12 يوماً…