توفيق عبد المجيد
ومازالت أغلب تلك الدول التي شكلتها مصالح المستعمر تفتقر إلى عدم الاستقرار ، وتعاني كماً من المشاكل التي خلفها الاستعمار وراءه بالإضافة إلى قنابل موقوتة قد تنفجر في أي لحظة ، ولم تبادر معظم الدول إلى تأمين تلك القنابل وإزالة العقبات وحل المشاكل التي خلفها المستعمر وراءه عامداً متعمداً ومن حق الشعب الكردي أن يقيم دولته عندما تنضج الظروف الموضوعية أسوة بغيره من شعوب المنطقة .
أنتم يا أخي عادل في مقدمة من نادى بالقومية العربية ، وحاولتم ولو شعاراتياً تعريب المنطقة الممتدة من المحيط الأطلسي حتى الخليج العربي ، كما أنطقتم الأرض باللغة العربية (الأرض بتتكلم عربي) ثم أطلقتم اسم (الجمهورية العربية المتحدة) على الدولة التي تشكلت باتحاد سوريا ومصر ، وبعد الانفصال ، أطلقتم عليها (جمهورية مصر العربية) .
نقيم عالياً دعوتك الأخوية الإنسانية التي لا نشك في صدقها ، ونضم صوتنا إلى صوتك لنعيش جميعاً ومعاً في دول المستقبل الديمقراطية التي ستقام حتماً إن عاجلاً أم آجلاً على أنقاض الدول القومية ، وأعتقد أنك تعلم أن المد القومي العروبي قد اجتاح المنطقة في الخمسينات إبان الوحدة السورية المصرية ودفع شعبنا الكردي ثمناً باهضاً للذين ركبوا الموج القومي وحاولوا الإبحار بقاربه ولو على أشلاء وعذابات الضحايا من أبناء القوميات الأخرى ولا يخفى على أحد أن القومجيين من العرب والترك والفرس تحكموا في القوميات الأخرى باسم الإسلام إلى درجة أن تركيا (تحتج حتى لو حصل الكرد على الحكم الذاتي في أستراليا) والخميني قال للكرد المطالبين بحقوقهم في إيران ذات يوم (إذا تريدون الحكم الذاتي فأنتم ضد الإسلام ، وإذا تريدون الإسلام فنحن أخوة ، ولا حكم ذاتي في الإسلام) فهل الإسلام الذي يختفون تحت عباءته لاستعباد الغير والتحكم بالقوميات الأخرى أباح وحلل للإسلامويين والقومجيين إنشاء دول على أساس قومي وحرم ذلك على أبناء القومية الكردية ؟ وهل نسي هؤلاء ما قاله البارزاني الخالد يوماً (أفضل أن أكون جنديا في دولة إسلامية من أن أكون قائدا في دولة) .
فماذا فعلتم لأبناء صلاح الدين صديقي عادل ؟ ومازال المتشبعون بالفكر القومي العروبي في بلدكم يظهرون حقدهم على الكرد بمناسبة وغير مناسبة ، أذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر الكاتب القوموي جداً مصطفى بكري الذي لا يخفي عداءه للكرد حتى الآن ، وعبد الحليم قنديل الذي ذكر الوزيرين هوشيار زيباري وبرهم صالح فقط في معرض هجومه على الوزارة العراقية .
نرجو أن ينتشر فكرك الإنساني أولاً في جمهورية مصر العربية ، وأن يزداد عدد الذين يعتنقون أفكارك هذه لتسري ولو ببطء في أرض الكنانة وأم الدنيا ؛ مصر .