زاغروس آمدي
فجأة، وبعد اكثر من خمسين عاما من حكم البعث، ظهر وبكثرة من يتغنى بالفسيفساء السورية الجميلة والرائعة والمتناغمة مع بعضها كنغمات سنفونية راقية متسامية فوق الأشياء كلها، سسنفونية لم يرق اليها أحد، لا من قبل ولا من بعد.
لا بيتهوفن ولا ابوه ولا مين خلفوه.
فجأة، وبعد اكثر من خمسين عاما من حكم البعث، ظهر وبكثرة من يتغنى بالفسيفساء السورية الجميلة والرائعة والمتناغمة مع بعضها كنغمات سنفونية راقية متسامية فوق الأشياء كلها، سسنفونية لم يرق اليها أحد، لا من قبل ولا من بعد.
لا بيتهوفن ولا ابوه ولا مين خلفوه.
فجأةً، تحصل الأشياء في سوريا، إنها بلد المفاجأت، فجأة حصلت الوحدة بين سوريا ومصر، وفجأة انتهت، وفجأة قام البعث العفلقي واغتصب الدولة وسمى ذلك ثورة، ووجد من يتنغى بها إلى الآن، كالذين ظهروا على حين غرة وغنوا فجأة للفسيفساء السورية.
فجأة حصلت نكسة حزيران 67 .
فجأة ظهر مغتصب جديد للسلطة من قلب البعث العربي الإشتراكي اسمه حافظ الأسد، كان وزير دفاع حين دمرت اسرائيل طائراته كلها فوق رأسه، وهزمت قواته شر هزيمة، سمى إغتصابه للسلطة حركة تصحيحية، وغنى لها المغنون ورقص على انغامها الراقصون من كل حدب وصوب، رقصت لها القبائل العربية (الأصيلة) وغير (الأصيلة)، رقص لها القوميون والوحدويون العرب، والإشتراكيون الناصريون، ورقص لها الشيوعيون بقيادة زعيمهم التاريخي، ورقص لها من رقص وأعتذر ممن لم اذكرهم، كي لا يمل القارئ.
فجأة تحولت حرب تشرين التي حصدت أرواح عشرات الآلاف من شباب سوريا، إلى نصر مبين ، هكذا اراد الرب وهكذا صدق الشعب.
فجأة، وفي ربع ساعة صار بشار الأسد رئيسا لسوريا، هكذا اراد الرب وهكذا صفق له الشعب، وهكذا صدق أنه صار رئيسا.
وفجأة قامت الثورة، وفجأة انقسم الشعب، وفجأة ظهر العلويون والمسلمون والمسيحيون والدروز بمختلف طوائفهم والإسماعليون والتركمان والأرمن والشركس والآشوريون والكلدانيون والسريانيون والآراميون والأرناؤطيون والكربات والغجر والإلحاديون واليزيديون والأكراد واليهود ايضا.
يالها من فسيفساء رائعة، هكذا تغنى ويتغنى المغفلون، المغفلون الذين غابوا عن الواقع السوري وتجاهلوا مشاكله ومعاناته، وادعوا بأمة عربية واحدة، ادعوا بوطنية ملتحمة لا مثيل لها في الكون، وإذ فجأة يدوب الثلج ويبان المرج، وتظهر الحقائق المكبوتة، وتبدأ هذه الفسيفساء كالنار تأكل بعضها البعض، فيظهر الإنسان السوري على صورته الحقيقية، التي قام البعث برسمها بألوان قوس قزح، وعلمه كيف يقول: أعوذ برب عفلق.
اربعون عاما ينهش البعث والعلويون بأجساد السوريين، والمغفلون بالفسيفساء يتغنون.
أربعون عاما ينهبون ويسرقون ويفسدون وينكرون، والمغفلون بالفسيفساء يتغنون، أربعون عاما يغتصبون الناس كرامتهم، والمغفلون يرقصون، اربعون عاما يغرقون الناس بالفساد، فيتعامى المغفلون وبالفسيفساء الجميلة يتغنون، اربعون عاما يكبتون انفاس الأكراد، يجردونهم من الجنسية، يغيرون اسماء قراهم ومناطقهم، يولون عليهم عمر وعلي وقرود وكلاب، فينهبونهم ارزاقهم ويحلبون بقراتهم لأولادهم، ويجبرونهم على صهرهم عربا، يقتلونهم ويلقون بهم في المعتقلات ويعذبونهم اذا رفضوا ذلك، ولما انتفضوا بوجه النظام والطاغية (2004) وطلبوا الحرية والكرامة، اندهش المغفلون وقالوا: ماذا يريد هؤلاء؟ ان هم إلا أولاد شياطين ومندسين ومتآمرين مع العدو يريدون تمزيق سوريا والقضاء على الامة العربية.
اربعون عاما يهتف النظام بالصمود والتصدي والمقاومة والممانعة، والمفغلون يصدقون فيرقصون ويدبكون على انغام اناشيد التحرير والفداء وتمجيد الأسد وآله.
ارقصوا ايها المغفلون على صراخات الأطفال وإستغاثاتهم وهم يذبحون بسكاكين صدأة لأخوة الفسيفساء الجميلة، اعزفوا وغنوا واطربوا من يغتصب نساء السوريين وبنانهم،علكم تصيبون جانبا من الشهوة الطائفية الدفينة، شهوة اغتضاب الأخوة والأخوات، ارقصوا ايها المغفلون لمن يدوس على ظهور السوريين ويقفز كالقردة على اجسادهم، ارقصوا وغنوا وتغنوا بالفسيفساء الجميلة للشعب السوري وهو يذبح ويقتل ويقذف ببراميل الموت.
ويلقى بجثث اخوة الفسيفساء في المستنقعات والآبار والأنهار، او يتركها ملقاة على الأرصفة والشوارع لتنهشها الكلاب الشاردة.
هكذا أراد الرب، وهكذا صفق الشعب، وهكذا صدق الأهبل انه صار رئيسا، فكيفما تكونوا يولى عليكم.
وما ظلمناهم وما أعمينا بصائرهم وأبصارهم عن جرائم البعث وآل الأسد وما أغفلناهم عن ذكرها، ولكن كانوا أنفسهم عن الحق يتغافلون، ولا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم.
فجأة ظهر مغتصب جديد للسلطة من قلب البعث العربي الإشتراكي اسمه حافظ الأسد، كان وزير دفاع حين دمرت اسرائيل طائراته كلها فوق رأسه، وهزمت قواته شر هزيمة، سمى إغتصابه للسلطة حركة تصحيحية، وغنى لها المغنون ورقص على انغامها الراقصون من كل حدب وصوب، رقصت لها القبائل العربية (الأصيلة) وغير (الأصيلة)، رقص لها القوميون والوحدويون العرب، والإشتراكيون الناصريون، ورقص لها الشيوعيون بقيادة زعيمهم التاريخي، ورقص لها من رقص وأعتذر ممن لم اذكرهم، كي لا يمل القارئ.
فجأة تحولت حرب تشرين التي حصدت أرواح عشرات الآلاف من شباب سوريا، إلى نصر مبين ، هكذا اراد الرب وهكذا صدق الشعب.
فجأة، وفي ربع ساعة صار بشار الأسد رئيسا لسوريا، هكذا اراد الرب وهكذا صفق له الشعب، وهكذا صدق أنه صار رئيسا.
وفجأة قامت الثورة، وفجأة انقسم الشعب، وفجأة ظهر العلويون والمسلمون والمسيحيون والدروز بمختلف طوائفهم والإسماعليون والتركمان والأرمن والشركس والآشوريون والكلدانيون والسريانيون والآراميون والأرناؤطيون والكربات والغجر والإلحاديون واليزيديون والأكراد واليهود ايضا.
يالها من فسيفساء رائعة، هكذا تغنى ويتغنى المغفلون، المغفلون الذين غابوا عن الواقع السوري وتجاهلوا مشاكله ومعاناته، وادعوا بأمة عربية واحدة، ادعوا بوطنية ملتحمة لا مثيل لها في الكون، وإذ فجأة يدوب الثلج ويبان المرج، وتظهر الحقائق المكبوتة، وتبدأ هذه الفسيفساء كالنار تأكل بعضها البعض، فيظهر الإنسان السوري على صورته الحقيقية، التي قام البعث برسمها بألوان قوس قزح، وعلمه كيف يقول: أعوذ برب عفلق.
اربعون عاما ينهش البعث والعلويون بأجساد السوريين، والمغفلون بالفسيفساء يتغنون.
أربعون عاما ينهبون ويسرقون ويفسدون وينكرون، والمغفلون بالفسيفساء يتغنون، أربعون عاما يغتصبون الناس كرامتهم، والمغفلون يرقصون، اربعون عاما يغرقون الناس بالفساد، فيتعامى المغفلون وبالفسيفساء الجميلة يتغنون، اربعون عاما يكبتون انفاس الأكراد، يجردونهم من الجنسية، يغيرون اسماء قراهم ومناطقهم، يولون عليهم عمر وعلي وقرود وكلاب، فينهبونهم ارزاقهم ويحلبون بقراتهم لأولادهم، ويجبرونهم على صهرهم عربا، يقتلونهم ويلقون بهم في المعتقلات ويعذبونهم اذا رفضوا ذلك، ولما انتفضوا بوجه النظام والطاغية (2004) وطلبوا الحرية والكرامة، اندهش المغفلون وقالوا: ماذا يريد هؤلاء؟ ان هم إلا أولاد شياطين ومندسين ومتآمرين مع العدو يريدون تمزيق سوريا والقضاء على الامة العربية.
اربعون عاما يهتف النظام بالصمود والتصدي والمقاومة والممانعة، والمفغلون يصدقون فيرقصون ويدبكون على انغام اناشيد التحرير والفداء وتمجيد الأسد وآله.
ارقصوا ايها المغفلون على صراخات الأطفال وإستغاثاتهم وهم يذبحون بسكاكين صدأة لأخوة الفسيفساء الجميلة، اعزفوا وغنوا واطربوا من يغتصب نساء السوريين وبنانهم،علكم تصيبون جانبا من الشهوة الطائفية الدفينة، شهوة اغتضاب الأخوة والأخوات، ارقصوا ايها المغفلون لمن يدوس على ظهور السوريين ويقفز كالقردة على اجسادهم، ارقصوا وغنوا وتغنوا بالفسيفساء الجميلة للشعب السوري وهو يذبح ويقتل ويقذف ببراميل الموت.
ويلقى بجثث اخوة الفسيفساء في المستنقعات والآبار والأنهار، او يتركها ملقاة على الأرصفة والشوارع لتنهشها الكلاب الشاردة.
هكذا أراد الرب، وهكذا صفق الشعب، وهكذا صدق الأهبل انه صار رئيسا، فكيفما تكونوا يولى عليكم.
وما ظلمناهم وما أعمينا بصائرهم وأبصارهم عن جرائم البعث وآل الأسد وما أغفلناهم عن ذكرها، ولكن كانوا أنفسهم عن الحق يتغافلون، ولا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم.