قضية للنقاش – 73 نماذج من فنون «التكاذب» من هذا الزمن الرديء

صلاح بدرالدين

  أيها القارىء العزيز سأسرد في هذا الحيز من النقاش أربعة نماذج على شكل تصريحات أو بيانات تتعلق بجماعات سياسية وأفراد ذوي علاقة بالقضية السورية ومن تيارات مختلفة وقد اخترت هذه النماذج لأسباب عدة منها التوقيت المتقارب لظهورها في الاعلام واجتماعها على نشر الأضاليل والاحجام عن قول الحق رغم اختلاف منابتها ومشاربها وبالتالي وقوفها من حيث الجوهر – رغم تعارضاتها الشكلية – في صف الثورة المضادة التي تهدف النيل من كل ماهو ايجابي في كفاح شعبنا وثورته الوطنية .
 النموذج الأول : سيل البيانات الخالية من أي مضمون سوى – النفاق – الصادرة من أكثر من عشرين حزب كردي منفردة أو ضمن مسميات عديدة (مجالس – وحدات – هيئات …..) حول شهداء قرى منطقة – جل آغا – ) حداد) جراء قصف الطيران الحربي لنظام الاجرام الاستبدادي غالبية تلك البيانات تحايلت وتمايلت متجنبة مواجهة الحقيقة الساطعة حول استهداف النظام لمعارضيه الوطنيين من الكرد والعرب بالتنسيق مع شبيحته التي تقوم بدور المخبر أيضا حول تواجد أنصار الجيش الحر الذين يحق لهم مواجهة قوى النظام الأمنية والعسكرية في أية بقعة من الأرض السورية خاصة التي لم تتحرر بعد مثل معظم مناطق محافظة الحسكة وخاصة منطقة القامشلي وكان الأفضل والأسلم لو أخذت خصوصية المناطق الكردية والمختلطة بعين الاعتبار وتم التنسيق بين الحر وقوى الحراك الكردي الثوري أو (جيش كردي حر) ولكن جماعات – ب ك ك – الموالية للنظام وغالبية الأحزاب الكردية – المحايدة – تحول دون ذلك وهي تتحمل المسؤولية المترتبة بشبه غياب قسري للحراك الشبابي الكردي عن الساحة .

 

  النموذج الثاني :   ” طلب عبدالله أوجلان زعيم حزب العمال الكوردستاني من قيادة حزبه في قنديل العمل على تشكيل كونفدرالية بين الكورد في العراق و أيران و سوريا و تركيا وأوضح في رسالته أن تشكيل هذه الكونفدرالية لا يعني تقسيم تركيا كما تقول المعارضة التركية و أضاف أن هذه الكونفدرالية تعني تكوين أدارات محلية في أجزاء كوردستان و مرتبطة مع بعضها ثقافيا و سياسيا و اقتصاديا بطريقة مشابهة الى حد ما للاتحاد الأوربي و أعتبر أوجلان الكونفدرالية أعلى شكل من أشكال الحكم الذاتي الديمقراطي  و طلب أوجلان من الكورد في شمال كوردستان لعب دور رئيسي في تشكيل هذه الكونفدرالية و أعتبر الكونفدرالية الحل الامثل للقضية الكوردي ” هذا الطلب يخبىء في طياته خفايا منها طمأنة النظام التركي على أن حزبه سيجمع كل كرد المنطقة (سلما أو قسرا) تحت عباءة أردوغانهم (علما أن حتى الأمس القريب كان أردوغاننا !) وأن مطالب الأمة الكردية جمعاء لاتتعدى الادارة المحلية وأن على اقليم كردستان العراق التراجع عن فدراليته للانضواء تحت جناح حزبه وادارته الذاتية وهو أولا وآخرا رد الجميل لنظام الأسد .


  النموذج الثالث :  ” دعا المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين في سوريا محمد رياض الشقفة (أبو حازم) في اتصال هاتفي أجرته معه «الشرق الأوسط» عناصر «جبهة النصرة» إلى «الابتعاد عن الولاءات الخارجية، والتعاون من كل فصائل الشعب السوري على الأرض».

وقال الشقفة: «ندعو أبناء (النصرة) إلى وضع خطط مشتركة مع القوى الثورية لإنهاء نظام الطاغية المستبد».

وأكد أن «أبناء (النصرة) هم من أبناء الشعب السوري ” دعوة الشقفة مفهومة جدا رغم التضليل المتعمد  فهو مع – النصرة – قلبا وقالبا وهو المسؤول عن استحضارها وقيامها وعالم أنها موالية للقاعدة وزعيمها وقد سبق قائد لواء – التوحيد – الاخواني مراقبه في الترحيب بالنصرة وازالة تهمة الارهاب عنها وبذلك تكون جماعة الاخوان السورية في صدارة الأطراف التي تعيش على الكذب والنفاق .
  النموذج الرابع : نضح الاشتباك اللفظي في وسائل الاعلام بين السيدين (عبد الحميد حاجي درويش وعبد الباسط سيدا) بسيل من المغالطات والأضاليل فالأول اتهم الثاني باغتنام الفرصة لابعاد ” حزبيين ” عن تمثيل الكرد في المجلس السوري والاساءة للقضية الكردية والثاني تملص من التهمة بمحاباة الأحزاب استنادا الى قرائن لاأساس لها والاثنان شاركا بعملية تضليلية عندما اعتبرا المجلس السوري مؤسسة شرعية تمثل الثورة ومن ثم التقاتل حولها واعتبار – الحزبي – هو الوحيد الذي تجري في عروقه الدماء الوطنية وأن التمثيل الكردي في سوريا الوطن محجوز لكل من مجلس الأحزاب الكردية حيث غالبيتها فاقدة الشرعية الثورية والتمثيلية و” للشخص الغلط في المكان الغلط ” الذي عينه الاخوان المسلمون على قاعدة المصالح المتبادلة قد يستمر الجدال بينهما حتى على أنقاض ” المجلسين ” اللذين تمخضا ليتحولا الى فأرين : الائتلاف والاتحاد السياسي .وقضية النماذج تحتاج الى نقاش .

* عن موقع الكاتب على الفيسبوك salah badredin

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

اكرم حسين في خطوة جديدة أثارت استياءً واسعاً في اوساط السكان ، تناقلت وسائل التواصل الاجتماعي قراراً منسوباً لهيئة الاقتصاد التابعة “للإدارة الذاتية” برفع سعر ربطة الخبز من 1500 ليرة سورية إلى 2000 ليرة سورية ، وقد جاء هذا القرار، في وقت يعاني فيه اهالي المنطقة من تهديدات تركية ، وضغوط اقتصادية ، وارتفاع غير مسبوق في تكاليف المعيشة….

عبدالله ىكدو مصطلح ” الخط الأحمر” غالبا ما كان – ولا يزال – يستخدم للتعبير عن الحدود المرسومة، من لدن الحكومات القمعية لتحذير مواطنيها السياسيين والحقوقيين والإعلاميين، وغيرهم من المعارضين السلميين، مما تراها تمادياً في التقريع ضد استبدادها، الحالة السورية مثالا. وهنا نجد كثيرين، من النخب وغيرهم، يتّجهون صوب المجالات غير التصّادمية مع السلطات القمعية المتسلطة، كمجال الأدب والفن أو…

صلاح بدرالدين في البلدان المتحضرة التي يحترم حكامها شعوبهم ، وعلماؤهم ، ومفكروهم ، ومثقفوهم ، تولى مراكز الأبحاث ، والدراسات ، ومنصات الحوار الفكري ، والسياسي ، والثقافي ، أهمية خاصة ، وتخصص لها بشكل قانوني شفاف ميزانية خاصة تبلغ أحيانا من ١ الى ٢ ٪ من الميزانية العامة ، وتتابع مؤسسات الدولة ، بمافيها الرئاسات ، والوزارات الحكومية…

إبراهيم اليوسف لا ريب أنه عندما تتحول حقوق الإنسان إلى أولوية نضالية في عالم غارق بالصراعات والانتهاكات، فإن منظمات المجتمع المدني الجادة تبرز كحارس أمين على القيم الإنسانية. في هذا السياق، تحديداً، تأسست منظمة حقوق الإنسان في سوريا- ماف في مدينة قامشلي، عام 2004، كردّ فعل سلمي حضاري على انتهاكات صارخة شهدتها المنطقة، وبخاصة بعد انتفاضة آذار الكردية 2004. ومنذ…