الأستاذ صلاح بدر الدين في بديله بعودة PKK إلى أماكنه …!!

خليل كالو

بداية نذكر بأن السياسة لا تدار بالرغبات والآمال وكما أريد دون امتلاك الوسائل والأدوات الكفيلة لتحقيق ما تصبوا إليه وكما أننا من القليل جداً ما نكتب في العمل السياسي الصرف وما يجب فعله كوننا لسنا عاملون في حقل السياسة تنظيميا حتى لا يفقد خطابنا الثقافي الكردواري المتواضع أحيانا مصداقيته في عين من لا صوت له .

ولكن جملة واحدة مشار إليها في سطور لاحقة قد استوقفتنا وأثارت الانتباه من كل ما ورد في رؤية الأستاذ صلاح بدر الدين تحت عنوان”في الأزمة الكردية السورية..

دعوة إلى المكاشفة والخيار البديل” المنشور كملف على موقع ولاتي مه welatê me وفي الفقرة الثانية من مقترحه دون أن يخوض في التفاصيل  قائلا :” يقوم هذا الإطار بإعادة الأوضاع في الساحة الكردية إلى طبيعتها السابقة وإزالة آثار الاعتداءات وعمليات الاغتيال والخطف والإرهاب ويعمل على عودة مسلحي ب ك ك الى أماكنهم السابقة .”   
إن هذا الرأي والموقف من PKK أو حتى حزب الاتحاد الديمقراطيPYD الشكل الآخر له أو امتداده لا فرق فهو ليس بجديد بل موقف قديم جديد متجدد لم يتفرد به الأستاذ بدر الدين بل ربما أصبح الشغل الشاغل لشريحة واسعة من النخب والكثير من الأحزاب الكردية العاملة المخالفة له في الساحة الكردية السورية في هذا الوقت الصعب من تاريخ ومسيرة الكرد في الحدث السوري اليوم حين استحضار التاريخ وتزويجه بالجغرافيا والحدث الراهن لولادة ثقافة يا ليتها لم تلد ولقد كان ذلك مثلها في عقدي الثمانيات والتسعينات من القرن الماضي أيضاً.هنا لن نكون مدافعين عن رأي ما أو حالة قائمة بقدر مدى تأثير وتبعات مثل هذا القول والتفكير حين ترجمته إلى فعل ميداني أو حتى نظري علما بأن العمل في كله صعب التحقيق وسوف يترتب عنه من ردود فعل قوية لأنصار الحزب وما يلحق بالمجتمع الكردي من انقسام في السلم الأهلي وتكريس للبغض بين أهله ومن صراع جانبي لا معنى له لسببين  بسيطين جدا وهما :
  أولا ….

حتى لو اعتبر البعض إن حزب العمال الكردستاني مشكلة في حل المسالة الكردية وسبب شلل حراك القوى الكردية حتى كاد أن يصبح مسمار جحا لتعليق إخفاقاتهم عليه  فأنه ليس بقوة سهلة المنال يمكن شل حركته بقول أريده هكذا أو رغبة وجرة قلم من خليل كالو مثلا بل لا بد من التفكير والتعامل مع هذه المسالة بحكمة ومنطق العقل.

فهو حزب مسلح ومنظم تمام التنظيم منذ سنوات والموالون له مخلصون كثر ومنضبطون لتنظيمهم ولهم مرجعية واحدة يلتزمون بقراراتها وكذلك أنصاره من المقاتلين بخططه كل الالتزام ولهم عقيدة قتالية عالية حتى الشهادة من أجل مبادئهم وأهدافهم أي كانت هذه الأهداف والمبادئ.

فهم إذن ليسوا سهل المراس وعصافير حتى يتم طردهم من الساحة ببساطة رغبة من الإطار الجبهوي المزمع تأسيسه .لذا وإذا كان الأمر كذلك لا بد أن يستوجب إنشاء قوة عسكرية مماثلة عقيدة وأكثر عددا وعدة وتدريبا وتنظيما من قواته العسكرية YPG التي بلغ قوات تشكيلاتها ثمانية ألوية على امتداد المناطق الكردية بدءا من ديركا حمكو وانتهاء بجبل الكرد وأن يؤخذ بعين الاعتبار بأن أغلب قادة الجناح المسلح لتلك القوة من مقاتلي الجبل ولهم خبرة وباع طويل في العمل العسكري منذ ما يقارب أكثر من ثلاثة عقود في مقارعة ثاني اكبر جيش في حلف ناتو “”تركيا “” ومن ثم يحتاج شباب الحراك الثوري المزعوم إلى فترة طويلة نسبيا لإعداد الذات ومن الأموال والعتاد هذا إذا توفر المتطوعون ذاتيا وقيادة مماثلة مضحية ومجتهدة أو أللهم لو تلقوا الدعم والمساندة من طرف خارجي وهم كثر.علما بأن حزب العمال الكردستاني PKK مستهدف من جهات عدة وفي مقدمتها الدولة التركية العدو التاريخي والتقليدي له منذ 1984عام وهذا ما سوف يزيد الطين بلة وسيكون عمل أرعن اقرب إلى مربع الخيانة منه إلى الحكمة والتصرف الحسن.
   ثانيا … يجب ألا يغيب عن البال بان 99% من عناصر ومنتسبي الحزب من الكرد السوريين إن لم يكونوا أكثر لم يخرجوا يوما خارج البلاد مطلقا حتى لو كان البعض منهم قد التحقوا بصفوف الحزب مقاتلين في جبال كردستان الشمالية لفترة طويلة وقد رجعوا بعيد الأحداث إلى غربي كردستان فألتم عليهم أنصارهم من شرائح واسعة ومتنوعة طبقيا من الشعب الكردي وانتظموا في توليفة وسياسة جديدة مع الحدث السوري خلال فترة بسيطة لم يتجاوز عام واحد وهذا الأمر يستوجب أن يؤخذ بالحسبان أيضا وألا يحكم على مثل هكذا مسائل بمزاجية وارتجالية ومن خلال حكم مسبق ومنفعة خاصة وحزبية لأن المسألة تتعلق أولا وأخير بالأمن القومي والشعبي الكردي وهؤلاء لهم حقوق مثل بقية العاملين في السياسية الكردية البقاء هنا كونهم كرد سوريون قبل أن يكون شيء آخر حتى لو كانت بعض من سياستهم غامضة ومثير للجدل أحيانا للطرف الآخر وأن الآخرين من القوى السياسية العاملة على الساحة ليسوا بأفضل منهم فهل يستوجب نفيهم أيضاً ..؟ !!
  
     خلاصة القول حول ما سبق بإيجاز .

هناك سؤال سوف يطرح نفسه من تلقاء ذاته خلال سياق الكلام أعلاه .هل يحق لطرف ما أو لخليل كالو بإقصاء هؤلاء الكرد من ممارسة حقوقهم السياسية الجماعية في وطنهم والطلب منهم الرحيل ونفيهم إلى من حيث جاؤوا وبأي سند شرعي ومنطق عملي بالرغم من المآخذ الكثيرة على سياساتهم في مسائل عدة منها ما هي تكتيكية يومية ومنها ما هي عملياتية على الأرض وأن نكون أوصياء عليهم وعلى مصيرهم بطلب الرحيل من حيث أتوا دون التفكير بحلول أخرى أكثر منطقية عملانيا وبخسائر اقل فهم بالنهاية هم كردنا وأبناء هذا الشعب والوطن .فلا يعتقد أن أمرا كهذا الذي طرح سوف يحل المشكلة فيما إذا كانت موجودة مثل هكذا مشكلة بل سوف يزيدها تعقيدا وصعوبة ونحن بغنن عنها وربما يؤدي ذلك التفكير والمسعى في هذا اتجاه إلى المزيد من التنافر والاحتراب الداخلي الكردي  كما حصل في كردستان الجنوبية نهاية أعوام التسعينات من القرن الماضي ونحن في هذا الزمن الصعب والمفصل التاريخي بالنسبة للكرد وهم بحاجة إلى تعاضد وتكافل فيما بينهم.

فبدل أن نكحلها سوف نعميها هذا إذا ما استطاعت تلك القوى الشبابية المشكلة افتراضا من تحقيق ذلك الهدف وإخراج PKK من الساحة عمليا .وأخيرا أن أفضل السياسات برأي خليل كالو هو أن نستوعب بعضنا البعض بحس قومي و­مسئولية عالية على أسس وقيم كروارية صرفة وعلى مبدأ بان ليس الكل على صح وليس الكل على خطأ ونقد الذات وتشكيل قوة كردية مشتركة موحدة وبقيادة واحدة بعيدا عن الأجندات الخارجية وأي حراك ميليشياتي للوصول لبر الأمان وإلا لن يصل احدهم بمفرده ويخلص ذاته من القادم بشرف ومرفوع الرأس .

6.12.2012    

شارك المقال :

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 Comments
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
اقرأ أيضاً ...

صلاح بدرالدين مؤتمر جامع في قامشلو على انقاض اتفاقيات أربيل ودهوك الثنائية لسنا وسطاء بين الطرفين ( الاتحاد الديموقراطي و المجلس الوطني الكردي ) وليس من شاننا اتفقوا او اختلفوا او تحاصصوا لانهم ببساطة لن يتخلوا عن مصالحهم الحزبية الضيقة ، بل نحن دعاة اجماع قومي ووطني كردي سوري عام حول قضايانا المصيرية ، والتوافق على المهام العاجلة التي…

شادي حاجي لا يخفى على أي متتبع للشأن السياسي أن هناك فرق كبير بين الحوار والتفاوض. فالحوار كما هو معروف هو أسلوب للوصول الى المكاشفة والمصارحة والتعريف بما لدى الطرفٍ الآخر وبالتالي فالحوارات لاتجري بهدف التوصّل إلى اتفاق مع «الآخر»، وليس فيه مكاسب أو تنازلات، بل هو تفاعل معرفي فيه عرض لرأي الذات وطلب لاستيضاح الرأي الآخر دون شرط القبول…

إبراهيم اليوسف باتت تطفو على السطح، في عالم يسوده الالتباس والخلط بين المفاهيم، مصطلحات تُستخدم بمرونة زائفة، ومن بينها تجليات “الشعبوية” أو انعكاساتها وتأثيراتها، التي تحولت إلى أداة خطابية تُمارَس بها السلطة على العقول، لا لتوجيهها نحو النهوض، بل لاستغلالها في تكريس رؤى سطحية قد تقود إلى عواقب وخيمة. لاسيما في السياق الكردي، حيث الوطن المجزأ بين: سوريا، العراق، إيران،…

شادي حاجي القضية الكردية في سوريا ليست قضية إدارية تتعلق بتدني مستوى الخدمات وبالفساد الإداري وإعادة توزيع الوظائف الادارية بين المركز وإدارات المناطق المحلية فإذا كان الأمر كذلك لقلنا مع من قال أن المشكلة إدارية والحل يجب أن يكون إدارياً وبالتالي حلها اللامركزية الادارية فالقضية الكردية أعقد من ذلك بكثير فهي قضية شعب يزيد تعداده على ثلاثة ملايين ونصف تقريباً…