افتتاحية جريدة الوحـدة *
إن الثورة السورية التي انطلقت سلمية في بداياتها منذ ما يقارب السنة والنصف في إطار ثورات الربيع العربي، تحولت اليوم إلى أزمة عميقة تعصف بالبلاد نحو مصير مجهول، ونتيجة عنفِ رد السلطة التي اعتمدت الحل الأمني -العسكري وصولاً إلى ممارسة سياسة الأرض المحروقة تسببتْ في إراقة الكثير من الدماء وتدمير البنى التحتية والاقتصادية وغيرها بصورة مريعة، وسوف تتسع دائرة هذه الأزمة لتمتدَّ إلى دول الجوار الإقليمي ما لم يتم تطويقها وحلها بحكمة في إطار اتفاق وتفاهم دولي-إقليمي عاجل بروح من المسؤولية وحرصاً على الأمن والسلم العالمييْن.
لقد ارتفع عدد ضحايا المجازر والقصف الوحشي العشوائي ودك المدن والبلدات والقرى بمختلف أنواع الأسلحة والطيران الحربي، ووصلَ عدد الجرحى والمعتقلين والفارين من ديارهم إلى أرقام مقلقة مرعبة، وبات العالم يرى مشاهدَ ومناظرَ تقشعر لها الأبدان لجثث ضحايا القصف من الرجال والنساء والأطفال، مناظرَ مهينة ومسيئة للكرامة الإنسانية في سابقة قلَّ مثيلُها في تاريخ العالم المعاصر.
لقد ارتفع عدد ضحايا المجازر والقصف الوحشي العشوائي ودك المدن والبلدات والقرى بمختلف أنواع الأسلحة والطيران الحربي، ووصلَ عدد الجرحى والمعتقلين والفارين من ديارهم إلى أرقام مقلقة مرعبة، وبات العالم يرى مشاهدَ ومناظرَ تقشعر لها الأبدان لجثث ضحايا القصف من الرجال والنساء والأطفال، مناظرَ مهينة ومسيئة للكرامة الإنسانية في سابقة قلَّ مثيلُها في تاريخ العالم المعاصر.
إن ما تشهدهُ سوريا اليوم هو حربٌ غير متكافئة بين جيش نظامي مدربٍ ومدجج بأسلحة خفيفة وثقيلة برية وجوية، لا يتوانى عن إتباع أفظع الأساليب القتالية دون أي رادع، معتمداً على دعم سياسي وعسكري روسي وصيني، وتمويل وتدخل من إيران، ومساعدات من حزب الله اللبناني وتسهيلات من عراق المالكي وغيرها… وبين تشكيلات مسلحة من عناصر منشقة عن الجيش النظامي ومتطوعين مدنيين يعتمدون في قتالهم على حرب الشوارع بأسلحة خفيفة، وتفتقر إلى الترابط القوي فيما بينها وإلى قيادة موحدة .
وبات واضحاً للقاصي والداني بأن الشعب السوري يدفع ضريبة تشابك المصالح والصراعات الدولية والإقليمية غالياً، وأثبتت قضيته المتأزمة لكل ذي بصيرة عدم مصداقية وجدوى الأطراف والهيئات والمنظمات الدولية المعنية التي لم تستطع إيقاف نزفِ الدم السوري أو التخفيف من حدة معاناته اليومية.
الشعب السوري يذبح على مرأىً من المجتمع الدولي الذي لم يحرك ساكناً ولم يقدم له سوى مقترحات ومشاريع حلول عقيمة لم ترَ النجاح بسبب عدم التزام النظام ببنودها واعتماده لغة المراوغة والالتفاف والخيار الأمني- العسكري دون سواه، ويبدو أن الوضع سيستمر بهذه الصورة الدراماتيكية الدموية حتى تتفق أطراف الصراع الدولي على إيجاد مخرج جدي للأزمة ودفعها نحو حلٍّ معين .المجتمع الدولي شاهدٌ ومتفرج على مآسي هذا الشعب ورحى العنف تزهق المزيد من الأرواح كل يوم، وينذر بعواقب خطيرة على البلاد وعلى المنطقة برمَّتها.
وتشهد مناطقنا الكردية منذ مدة محاولاتٍ محمومة لتعكير صفو ما تتمتعُ به من أمانٍ نسبي ، تهدفُ إلى إثارة الفتن والنزاعات بين المكونات المختلفة وحتى ضمن المكون الواحد، عبر لجوئها إلى عمليات الخطف والاغتيالات والسيارات المفخخة المدانة وغيرها من الأساليب البغيضة، مستهدفة وحدة الصف الوطني الكردي المتمثلة بالهيئة الكردية العليا التي تضم المجلسين ( المجلس الوطني الكردي في سوريا ومجلس الشعب لغربي كردستان)، لأن تلك الجهات تدركُ تماماً أن وحدة وتماسك مجتمعنا الكردي بمختلف تياراته السياسية والفكرية وفعالياته الاجتماعية والشبابية، ومدِّ جسور الثقة والاحترام بينها وبين القوى السياسية والمجتمعية السورية الأخرى هي الضمانة الحقيقية لتأمين حقوق شعبنا العادلة وتثبيتها في دستور سوريا الجديدة، سوريا الديمقراطية التعددية التي سوف تكون لجميع أبنائها.
حيث تسعى تلك الجهات المتحاملة على القضية القومية الديمقراطية للشعب الكردي وتضمرُ الشرَّ لها إلى زرع بذور الشك وتوجيه أصابع الاتهام إلى أطراف معينة بأنها هي التي تقف وراء عمليات الخطف والاغتيال، لخلق أجواءٍ من الريبة وصولاً إلى تحقيق هدفها في خلق حالة الاحتراب الداخلي التي ينفرها شعبنا وتقف ضدها قواه السياسية، ونحن على ثقة بأن هذه الشرور باتت معروفة ولا يمكن لشعبنا أن يقع فريسة لها، لأنها معادية لحقوقه وطموحاته المشروعة في إطار وحدة البلاد.
وفي نهاية الأمر، فإن السلطة السورية هي التي تتحمل مسؤولية هذه الأعمال.
في ظل هذه الأجواء والتحديات الخطيرة المحيطة بالشعب الكردي، والتي قد تشهد توترات ومشاحنات متزايدة في قادم الأيام، نهيب بأبناء شعبنا وقواه السياسية والاجتماعية التحلي باليقظة والحذر وتجنب الارتجالية والانفعال في اتخاذ المواقف والقرارات والعمل معاً بكل جد وإخلاص على تنقية الأجواء بين جميع الأشقاء وتدعيم أسس العلاقات النضالية المبنية على الثقة والاحترام المتبادل وقطع الطريق أمام من يريدون النيلَ من وحدتنا التي بقدر ما هي قوة لشعبنا، هي في الوقت ذاته قوة للثورة السورية التي نحن جزءٌ أساسي منها ومشارك فيها منذ وقبل انطلاقتها، ويجب حمايتها دون تردد، هذه الثورة التي تتطلب اليوم قبل الغد، التئام أطراف المعارضة السورية – الرئيسية منها على الأقل – لتتوحد وترتقي إلى مستوى مسؤولياتها التاريخية وحجم تضحيات الشعب السوري الذي يجب الاعتماد عليه واحترام وتمثيل إرادته ومطاليبه، وليس الرهان على المجتمع الدولي .
وبات واضحاً للقاصي والداني بأن الشعب السوري يدفع ضريبة تشابك المصالح والصراعات الدولية والإقليمية غالياً، وأثبتت قضيته المتأزمة لكل ذي بصيرة عدم مصداقية وجدوى الأطراف والهيئات والمنظمات الدولية المعنية التي لم تستطع إيقاف نزفِ الدم السوري أو التخفيف من حدة معاناته اليومية.
الشعب السوري يذبح على مرأىً من المجتمع الدولي الذي لم يحرك ساكناً ولم يقدم له سوى مقترحات ومشاريع حلول عقيمة لم ترَ النجاح بسبب عدم التزام النظام ببنودها واعتماده لغة المراوغة والالتفاف والخيار الأمني- العسكري دون سواه، ويبدو أن الوضع سيستمر بهذه الصورة الدراماتيكية الدموية حتى تتفق أطراف الصراع الدولي على إيجاد مخرج جدي للأزمة ودفعها نحو حلٍّ معين .المجتمع الدولي شاهدٌ ومتفرج على مآسي هذا الشعب ورحى العنف تزهق المزيد من الأرواح كل يوم، وينذر بعواقب خطيرة على البلاد وعلى المنطقة برمَّتها.
وتشهد مناطقنا الكردية منذ مدة محاولاتٍ محمومة لتعكير صفو ما تتمتعُ به من أمانٍ نسبي ، تهدفُ إلى إثارة الفتن والنزاعات بين المكونات المختلفة وحتى ضمن المكون الواحد، عبر لجوئها إلى عمليات الخطف والاغتيالات والسيارات المفخخة المدانة وغيرها من الأساليب البغيضة، مستهدفة وحدة الصف الوطني الكردي المتمثلة بالهيئة الكردية العليا التي تضم المجلسين ( المجلس الوطني الكردي في سوريا ومجلس الشعب لغربي كردستان)، لأن تلك الجهات تدركُ تماماً أن وحدة وتماسك مجتمعنا الكردي بمختلف تياراته السياسية والفكرية وفعالياته الاجتماعية والشبابية، ومدِّ جسور الثقة والاحترام بينها وبين القوى السياسية والمجتمعية السورية الأخرى هي الضمانة الحقيقية لتأمين حقوق شعبنا العادلة وتثبيتها في دستور سوريا الجديدة، سوريا الديمقراطية التعددية التي سوف تكون لجميع أبنائها.
حيث تسعى تلك الجهات المتحاملة على القضية القومية الديمقراطية للشعب الكردي وتضمرُ الشرَّ لها إلى زرع بذور الشك وتوجيه أصابع الاتهام إلى أطراف معينة بأنها هي التي تقف وراء عمليات الخطف والاغتيال، لخلق أجواءٍ من الريبة وصولاً إلى تحقيق هدفها في خلق حالة الاحتراب الداخلي التي ينفرها شعبنا وتقف ضدها قواه السياسية، ونحن على ثقة بأن هذه الشرور باتت معروفة ولا يمكن لشعبنا أن يقع فريسة لها، لأنها معادية لحقوقه وطموحاته المشروعة في إطار وحدة البلاد.
وفي نهاية الأمر، فإن السلطة السورية هي التي تتحمل مسؤولية هذه الأعمال.
في ظل هذه الأجواء والتحديات الخطيرة المحيطة بالشعب الكردي، والتي قد تشهد توترات ومشاحنات متزايدة في قادم الأيام، نهيب بأبناء شعبنا وقواه السياسية والاجتماعية التحلي باليقظة والحذر وتجنب الارتجالية والانفعال في اتخاذ المواقف والقرارات والعمل معاً بكل جد وإخلاص على تنقية الأجواء بين جميع الأشقاء وتدعيم أسس العلاقات النضالية المبنية على الثقة والاحترام المتبادل وقطع الطريق أمام من يريدون النيلَ من وحدتنا التي بقدر ما هي قوة لشعبنا، هي في الوقت ذاته قوة للثورة السورية التي نحن جزءٌ أساسي منها ومشارك فيها منذ وقبل انطلاقتها، ويجب حمايتها دون تردد، هذه الثورة التي تتطلب اليوم قبل الغد، التئام أطراف المعارضة السورية – الرئيسية منها على الأقل – لتتوحد وترتقي إلى مستوى مسؤولياتها التاريخية وحجم تضحيات الشعب السوري الذي يجب الاعتماد عليه واحترام وتمثيل إرادته ومطاليبه، وليس الرهان على المجتمع الدولي .
* جريدة الوحـدة – العدد /230/ – الجريدة المركزية لحزب الوحـدة الديمقراطي الكردي في سوريا ( يكيتي )