الأطفال الكرد يتضامنون مع الأطفال المهجرين حزب الوحدة (يكيتي) يقيم حفلة فنية خيرية دعماً للثورة السورية

إعداد: دلـﮊار بيكه س
بدعوة من منظمة قامشلو لحزب الوحدة الديمقراطي الكردي في سوريا (يكيتي), أقيمت في مدينة قامشلو في صالة نادي سيران, حفلة فنية خيرية خصص ريعها للأطفال المهجرين من المدن السورية المنكوبة وذلك يوم الثلاثاء المصادف في 21/8/2012م, حيث كانت فعاليات الحفلة في معظم فقراتها من مسرحيات وأغاني وقصائد شعرية مقدمة من الأطفال الكرد, ومرتبطة ومعبرة عن الثورة السورية المستمرة منذ سنة وسبعة أشهر, فقد بدأت فعاليات الحفلة بأغاني مسجلة (من أغاني الثورة السورية), وأغاني أطفال, ثم الترحيب بالضيوف من ممثلي المجلسين الكرديين والهيئة الكردية العليا ووفود الأحزاب الكردية الشقيقة والمنظمة الآثورية الصديقة والتي كان وفدها أول الحاضرين من بين الوفود المشاركة كدليل على حرصها ورغبتها في المشاركة الفعالة في هذا العمل,
كما رحب بالجمعيات والمنظمات المدنية ومراسلي وسائل الإعلام الكردية والشخصيات والفعاليات الاجتماعية والاقتصادية والأدبية المشاركة, حيث تم الوقوف دقيقة صمت على أرواح شهداء الكرد وكردستان وشهداء الثورة السورية المباركة على أنغام النشيد القومي الكردي (أي رقيب).

تلى ذلك مقاطع شعرية من قبل عريفي الحفلة (عدلة وأحمد) اللذان أدارها بشكل سلس وجميل, ثم قدم طفلين صغيرين قصيدتين جميلتين ( dayê dayê ez diçim dibistanê  ), ( dinya dibê buhar ), مع تقاسيم موسيقية من الفرقة الموسيقية, ثم قدم مجموعة من الأطفال أطلقوا على أنفسهم فراشات الحرية أغنية جميلة تعبر عن صفات وخصائص الشعب الكردي من خلال صفات أطفالهم وكانت الأغنية باسم مجموعتهم (perwankên evînê ), وهي من كلمات وألحان الفنان رضوان بافي ريفان .

قدمت بعدها المسرحية الأولى والتي كانت بعنوان (الحديقة الأجمل), باللغة العربية, فكرتها مأخوذة من قصة للكاتب زهير إبراهيم الرسام, حوار وإعداد الأستاذ حكيم أحمد, تعبر مجريات المسرحية عن الفسيفساء السوري الجميل وعن مكونات الشعب السوري المتنوعة وضرورة التعايش والتكامل فيما بينها وذلك من خلال شخصيات المسرحية التي جسدتها أربعة زهور تحاول إحداها بعد أن أصابتها الغرور أن تستأثر بالحديقة لوحدها وأن تقتلع الزهور الأخرى ولكنها في النهاية تدرك أنها مخطئة والحديقة لا تكون جميلة إلا بكل زهورها وورودها وتنتهي المسرحية بعقد عهد فيما بينهم وبأن لا يتفرقوا مهما حصل وبعبارة ” أشهدوا عهد الإخاء, بالأخوة بالتعاون نحن أجمل نحن أجمل” .

بعدها قدم الأستاذ أحمد عرفات كلمة مؤسسة تعليم وحماية اللغة الكردية في سوريا التي تضمنت ثلاثة محاور, بدئها بالترحيب بالضيوف وشكر لجنة الأعداد وحزب الوحدة لإتاحتهم هذه الفرصة للتعريف بالمؤسسة وتاريخ تأسيسها ونشاطاتها وضرورة الاهتمام باللغة الكردية وتطويرها وفي نهاية كلمته طالب الأطفال وناشدهم وذويهم للانضمام إلى دورات اللغة الكردية التي تفتحها وتشرف عليها المؤسسة في معظم أحياء المدينة بل في معظم أماكن تواجد الكرد في سوريا .

بعد كلمة المؤسسة قدمت مجموعة فراشات الحرية أغنية (الحرية), للفنان الكردي الكبير برادر .

ثم قدمت مقاطع شعرية فالمسرحية الثانية التي كانت بعنوان الخطوط الحمر ( xêzên sor ), نص وحوار الأستاذ حكيم أحمد, إعداد ليلى خلف, هذا وقد لوحظ تفاعل الأطفال الحاضرين مع معظم فقرات البرنامج ومشاركاتهم العفوية من رقصات وحركات أطفال تعبر عن اندماجهم وسعادتهم بما يتم تقديمه من قبل زملائهم الأطفال .

بعدها قدمت فقرة سميت بحرية الأطفال (azadiya zaroka ), شارك فيها معظم الأطفال الحاضرين تحت سن السابعة , حيث تم جلب الأطفال الراغبين إلى المسرح وأجرى العريفين معهم لقاءات وأحاديث قصيرة وشيقة وتفاعلوا فيها مع الأطفال من خلال ذكر عدد من الحيوانات مثلاً ومن منها تطير ومن لا تطير, وتعداد أنواع من الفواكه وأي نوع منها يحبها الطفل في جو مرح وفكاهي أسعد الحاضرين لبراءة وعفوية أجوبة الأطفال, كما قلد بعضهم أصوات الحيوانات التي يحبونها, وألقى بعضهم قصائد شعرية وغنى بعضهم الآخر, وما زاد من جمالية هذه الفقرة هي عفويتها وإنها لم تكن محضرة مسبقاً, وبالتالي عبر فيها كل طفل عما يجول في خاطره, وبعد انتهاء هذه الفقرة التي تم اختصارها لكثرة الأطفال الذين كانوا يودون المشاركة ولكن وقت الفقرة لم يساعد على إجراء المقابلات وأخذ مشاركة كل الأطفال, قدمت بعد ذلك قصيدة شعرية بعنوان “لن تذكر الأقدار أسمائنا يا أبي”, ليأتي بعد ذلك دور ضيف البرنامج الأول والمخصص للكبار وذوي الأطفال الحاضرين مع أطفالهم, وهو الفنان قاسم غيبي الذي شارك مع فرقته الموسيقية وقدم باقة من أغانيه الجميلة التي تفاعل معها بشكل ملحوظ الحضور من كبار وصغار وبدء الأطفال بالرقص على أنغام أغانية وخاصةً الثورية منها.

ثم قدمت مجموعة من الأطفال أغنية (كردستان), بثلاث لغات هي الكردية والعربية والانكليزية.

أما كلمة حزب الوحدة (يكيتي) راعي ومنظم الحفلة ألقاها الأستاذ مصطفى مشايخ عضو اللجنة السياسية للحزب, بدء كلمته بآية قرآنية كريمة ثم قال “إذا الأطفال سئلوا بأي ذنب قتلوا”, ثم رحب باسم حزب الوحدة حزب الفقيد الأستاذ إسماعيل عمر بوفود الأحزاب والمنظمات وممثلي وسائل الإعلام المشاركين, ثم تطرق إلى انتفاضة آذار 2004 والتي شكلت بدايات الثورة, حيث أطلق شرارتها الأولى أطفال مثل هؤلاء الأطفال الذين يقدمون فقرات هذا البرنامج ولكن عنف وعنجهية النظام الاستبدادي وقمعها لهم حولها إلى انتفاضة شاملة, كما فعل مع هذه الثورة المباركة والتي اندلعت في وطننا الغالي سوريا والمستمرة منذ سنة وسبعة أشهر والتي واجهها النظام بعنف منقطع النظير, واجهها بالرصاص والدبابات والطائرات وكانت نتيجة ذلك نزوح الكثير من الأطفال والعوائل وحلوا ضيوفاً على هذه المحافظة وهذه المدينة خاصةً وناشد باسم حزب الوحدة أن نقدم ونمد لهم يد المساعدة قدر المستطاع وأن نبين لهم وجه شعبنا الحضاري والمعطاء وأن نقف إلى جانب أشقائنا في محنتهم ومحنتنا, وأشاد بهذه الحفلة التي تأتي في هذا الإطار, وفي نهاية كلمته شكر الحضور مرة أخرى وتمنى لهذا العمل تحقيق مبتغاه .

بعد ذلك أجرت مؤسسة تعليم وحماية اللغة مسابقة قصيرة, حيث طلب من أكبر الحاضرين (رجل وامرأة) وأصغر طفل من بين الجمهور ممن يجيدون اللغة الكردية للحضور لقراءة نص مكتوب ووزعت على الثلاثة هدايا رمزية.

أما المسرحية الثالثة كانت باسم أماني العيد (xweziyên cejnê ), سئلت أحدى الشخصيات في إحدى فقراتها “لماذا لا يتم الفرح بالعيد ولا يتم توزيع الحلوى والسكاكر هذه السنة ولماذا تشعل رفيقاتها الشموع واليوم ليس 12 آذار ولا يوم النوروز, ردت عليها رفيقاتها بأنه في هذا العيد الكثير من الأطفال يبكون لأنهم فقدوا أمهاتهم أو أبائهم أو أخوتهم أو هجروا من بيوتهم ومساكنهم ولذلك هم يشعلون الشموع لكي يقوموا بالدعاء لهم, وذلك بمقاطع شعرية مبسطة وجميلة وأسلوب مسرحي أثرت كثيراً في الحضور ونالت إعجابهم, وختموا مسرحيتهم بأغنية (جنة جنة يا وطنا) والتي شاركهم الجمهور بالتصفيق وترديد فقراتها معهم.

ولكي لا يظلم الأطفال الذين يتجاوز عمرهم السبعة سنوات, كانت لهم ولمواهبهم فقرة خاصة, قدموا فيها ما لديهم من مواهب بدأتها طفلة بقصيدة شعرية باللغة العربية عن الثورة السورية وغنى آخر أغنية (ياحيف) للفنان السوري الكبير سميح شقير, لتتالى بعدها القصائد الشعرية والأغاني الثورية من مجموعة منهم, ثم قدمت فرقة سمت نفسها فرقة ((bilak dans رقصة غربية على موسيقا الفنان شريف أومري, بعدها غنى عدد من الضيوف ريفان وشيروان والفنان غمكين قامشلو عدد من أغانيهم الجميلة ومنها أغنية (zimanê kurdî), للفنان الراحل آرام ديكران , فعقد الأطفال حول المسرح والكبار خلفه حلقات الدبكة الكردية على أنغام الأغاني الثورية.

وفي النهاية شكر عريفي الحفلة كل من ساهم في إنجاح هذه الحفلة الخيرية وطالب الحضور بالتبرع للأطفال المهجرين الذين حلوا ضيوفاً علينا وذلك في الصناديق الثلاثة الموجودة على الباب, ثم فتحت الصناديق بحضور لجنة وسلم ريع الحفلة إلى اللجنة المعنية في المجلس الوطني الكردي لتقوم بتوزيعها على الأطفال المحتاجين, لتختتم الحفلة كما فتحت بالنشيد القومي الكردي (أي رقيب), هذا وقد زينت الصالة الأعلام الكردية وأعلام الثورة السورية وحضرها مراسلي فضائيات (كلي كردستان, روناهي, ARK), بالإضافة إلى مراسلي وكالة فرات للأنباء ومراسلي المواقع الانترنيتية الكردية وأعدوا تقارير وأجروا مقابلات مع العديد من المشاركين والحاضرين.

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

إبراهيم اليوسف منذ سقوط النظام المجرم في 8 كانون الأول 2024 وتحول السلطة إلى السيد أحمد الشرع، بات السوريون، سواء أكان ذلك في العاصمة دمشق أو المدن الكبرى والصغرى، يتطلعون إلى مرحلة جديدة يتخلصون فيها من الظلم والاستبداد. حيث سنوات طويلة من مكابدات المعذبين في سجون الطاغية الأسد وأبيه كانت كفيلة بتدمير أرواح مئات الآلاف. بعض السجناء أمضوا…

شكري بكر هذا الموضوع مطروح للمناقشة قد يؤدي بنا للوصول إلى إقامة نظام يختلف عما سبقونا من سلاطين وحكام وممالك وما نحن عليه الآن حيث التشتت والإنقسام وتبعثر الجهود الفكرية والسياسية والإقتصادية والعمل نحو إقامة مجتمع خال من كل أشكال الصراع وإلغاء العسكرة أرضا وفضاءا التي تهدر 80% من الإقتصاد العالمي ، إن تغلبنا على هذا التسلح يمكن…

إياد أبو شقرا عودة إلى الموضوع السوري، لا بد من القول، إن قلة منا كانت تتوقّع قبل شهر ما نحن فيه اليوم. إذ إن طيّ صفحة 54 سنة خلال أقل من أسبوعين إنجازٌ ضخم بكل ما في الكلمة من معنى. سهولة إسقاط نظام الأسد، وسرعة تداعيه، أدهشتا حتماً حتى أكثر المتفائلين بالتغيير المرجوّ. إلا أنني أزعم، بعدما تولّت قيادة العمليات…

طارق الحميد منذ فرار بشار الأسد، في 8 ديسمبر (كانون الأول)، إلى روسيا، وهناك سيل من النقد والمطالبات للحكام الجدد، وتحديداً أحمد الشرع. والقصة ليست بجدوى ذلك من عدمه، بل إن جل تلك الانتقادات لا تستند إلى حقائق. وسأناقش بعضاً منها هنا، وهي «غيض من فيض». مثلاً، كان يقال إن لا حل عسكرياً بسوريا، بينما سقط الأسد في 12 يوماً…