بسبب دوره المرجو في مستقبل سوريا الجديدة وفعله المؤثر على الأرض والآمال المعقودة عليه للجم أية مجموعات ميليشياوية مسلحة تخرج عن الاجماع الوطني وتثير الفرقة والانقسام وتحمل أجندات خارجية أو اسلامية سياسية مذهبية تهدد وحدة النسيج السوري بات الجيش السوري الحر محط أنظار الجميع بالداخل والخارج من معارضة ونظام وأطراف عربية واقليمية ودولية وقيل حوله الكثيرايجابا وسلبا كما تعرض الى الحملات الاعلامية المنظمة بهدف تشويه سمعته والتشكيك بدوره الوطني وبالتالي خلخلة صفوفه أنه مازال هدفا لأطياف المعارضات ومن ضمنها – المجلس السوري – (التي من المفترض أن تكون حليفة له) للنيل من استقلاليته واستمالته عقائديا وحزبيا وفئويا وأمام كل تلك التحديات يتقدم نحو الأمام ويستخلص الدروس من تجاربه المتراكمة ويقترب أكثر نحو الحقائق السورية وتتوسع صفوفه يوما بعد يوم .
بالرغم من عدم ظهور تشكيلات الجيش الحر في المناطق الكردية بصورة معلنة الا أنه يجد له مساحة واسعة في السجال الكردي – الكردي الذي كما أرى يتناول هذا الموضوع الحيوي الهام حتى الآن من غير مداخله الصحيحة كالاجابة القصيرة والسريعة بالنفي على السؤال الخاطىء: هل أنت مع وجود الجيش الحر في المناطق الكردية ؟ والسؤال الخاطىء ينتهي غالب الأحيان بالجواب الخاطىء أيضا.
أعتقد أن مسألة الجيش الحر لاتنفصل عن القضية السورية الوطنية بما هي ثورة على الاستبداد وهي تعني الكرد في مناطقهم كماتعني أهلنا ومواطنينا في باقي المحافظات من جهة أخرى لدينا أيضا جيش سوري حر من العسكريين الكرد المنشقين منهم أكثر من 1500 عنصر مدرب في اقليم كردستان العراق على أهبة الاستعداد لاتخاذ مواقعهم الطبيعية في الوطن اضافة الى بضع عشرات في عدد من البلدان المجاورة لسوريا والآلاف ممن مازالوا ضمن الخدمة الالزامية يتعرضون للتصفيات شبه اليومية ويتحينون الفرص للانشقاق عندما يجدوا الى ذلك سبيلا كل هؤلاء – الممنوعين – من العودة الى ديارهم ليس بارادة نظام الاستبداد كما يتبادر الى الذهن للوهلة الأولى فحسب بل بقرار حزبوي كردي !؟ أيضا يمكن أن يشكلوا قوة عسكرية فاعلة في الثورة ويجدوا مواقعهم الى جانب الجيش الحر كشركاء في القرار ومواجهة التحديات يخضعون لمصير واحد حسب ترتيبات وتفاهمات تأخذ الخصوصية الكردية الى جانب المكونات الأخرى في المناطق المختلطة بعين الاعتبار ينطلقون من الاطار الوطني العام في حماية أهلهم ومواطنيهم من كافة المنابت والأصول والانتماءات وتثبيت الأمن والأمان في مناطقهم وتحقيق السلم الأهلي وردع مثيري الفتن من قوى النظام وشبيحته وبالتالي يشاركون الجيش الوطني الحر في واجب ادارة المرحلة الانتقالية القادمة حسب ظني هذا ماتبحث عنه الأكثرية الصامتة في مناطقنا من كرد وعرب وآشوريين وسريان وتركمان وهذا ما لمسناه في قراءتنا لاجتماع القامشلي الأخير بين ممثلين عن المكونات المختلفة الذين أبدوا الحذر والامتعاض من تحكم أحزاب وجماعات بقوة السلاح بصورة منفردة في ادارة أمور مناطقهم .
أرى أن قبول الكرد منذ اليوم الأول بالمشاركة بالثورة الوطنية واعتبارها الخيار الوحيد لاسقاط الاستبداد واجراء التغيير الديموقراطي وحل كافة القضايا بما فيها القضية الكردية يعني قبول التنسيق والعمل المشترك مع مؤسساتها بشكل عام والتفاعل مع مايتفرع عنها من حراك ثوري وتنسيقيات وجيش حر ومعارضات سياسية حتى بوجود تباينات واجتهادات مختلفة في بعض المواقف السياسية المستقبلية ولكن الجميع متفقون على الخلاص من الاستبداد كخطوة أولى وهذا هو الأهم أماواقع التباين والاختلاف حول القضايا المصيرية فهو ظاهرة موضوعية تجدها حتى ضمن الجماعة الواحدة تحل بمرور الزمن بالحوار والنقاش والتوافق ولايمكن في أي حال استثناء أو الغاء أي طرف في هذه المعادلة المتكاملة , والقضية تحتاج الى مزيد من النقاش .