بعد مرور عام ونصف على الثورة السورية التي انخرطت فيها كل المكونات الشعب السوري القومية والاجتماعية والسياسية قطعت شوطاً كبيراً على درب الحرية والكرامة بتضحيات جسيمة وعزيمة شعب لا يلين والتي تجابه بالقتل والتدمير, فرض النظام منطق القوة المفرطة باستخدامه للآلة العسكرية والأسلحة الثقيلة في قمع التظاهرات والاحتجاجات التي أدت الى تدمير عدد من المدن والأحياء والبلدات وحصول مجازر مروعة ونزوح عشرات الآلاف من الأسر الى خارج الحدود الى دول المجاورة بأرقام متفاوتة, وأضعاف هذا العدد أجبروا الى الهجرة الداخلية في المناطق ذات الاستقرار النسبي,
2- كيف تنظر الى وضع المعارضة و مواقفها تجاه الكورد و قضاياهم ؟
مواقف المعارضة تجاه الكرد والقضية الكردية في سوريا لم ترقى بعد الى مستوى اطمئنان شعبنا الكردي وحركته الوطنية ,وهو تبنى الثورة السورية واصبح جزءًمنها منذ اللحظة الأولى من اندلاعها , بعد سنين الاضطهاد والتعسف والحرمان من حقوقه القومية والإنسانية, ناهيكم عن الإنكار لوجوده وخصوصيته القومية ليعكس الوجه الحقيقي للثورة السورية.
ان عدم الاعتراف بالوجود التاريخي والمتأصل للكرد في سوريا وعدم الإقرار الدستوري بوجود الشعب الكردي وحقوقه القومية وفق العهود والمواثيق الدولية لا يدع مجالاً للشك بأن المعارضة أيضاً تهدف الى التسلط ووجه آخر للاستبداد لا يختلف عن السلطات الحاكمة التي أنكرت الوجود والحقوق الكردية, ومارست كافة أشكال الظلم بحقه, خاصةً ان بعض أطياف المعارضة التي تتنكر لحقيقة وجود الشعب الكرد وحقوقه القومية هي لا تزال في المهجر لم يتوفر بيدها أية وسائل للسيطرة, فكيف بها إذا تحكمت بمصير البلد وتوفر بيدها مستلزمات السلطة والنفوذ ؟؟ مما يشكل قلقاً مشروعاً لدى أبناء شعبنا الكردي في سوريا وحركته الوطنية إزاء ما تخفيه المعارضة وتبيته, خاصة التيارات الدينية المتزمتة والقومية العربية الشوفينية منها.
3- اتفاقية هولير و الاعلان عن تشكيل الهيئة الكوردية العليا , هل برأيك شبح الاقتتال الكوردي الكوردي قد ولَى ؟
جائت اتفاقية هولير كمظلة واقية لتأمين الاستقرار والاطمئنان لشعبنا الكردي وحركته الوطنية, لدرء مخاطر الصراع الكردي الكردي في هذه المرحلة المصيرية من خلال الأزمة الشاملة التي تلف سوريا منذ عام ونصف بشكل كامل, لاستمرارية الاستقرار النسبي التي تعيشه المناطق الكردية وفي خضم التجاذبات السياسية الدولية وعدم اعتراف بعض أطياف المعارضة السورية بوجود الشعب الكردي في سوريا وحقوقه القومية المشروعة , مما يشكل حافزاً لأبناء الشعب الكردي وحركته السياسية بضرورة تنفيذ بنود اتفاقية هولير , إضافة الى ان الاتفاقية جاءت برعاية ومباركة الأخ الرئيس مسعود البارزاني الذي يحظى باحترام وتقدير كافة أبناء الأمة الكردية والحركة الوطنية الكردية عموماً, علاوة على ثقله الإقليمي والدولي ومصداقيته, مما يشكل ضمانة حقيقية لتنفيذ اتفاقية هولير بين المجلس الوطني الكردي في سوريا ومجلس شعب غربي كردستان و ب ي د .ان الأطراف بدءوا فعلاًً في تشكيل اللجان: الهيئة الكردية العليا – اللجنة الأمنية – لجنة الخدمات – لجنة العلاقات الخارجية , التي من شأنها ان تنفذ البنود على الأرض حيث ينبغي بذلك فعلاً إزالة شبح الاقتتال الكردي الكردي حتى ان وجد هناك خرقات تبقى المرجعية هي اللجان المشكلة ورئاسة الإقليم راعي الاتفاق وليس الأطراف الدولية .
4- ماذا عن (قوات الحماية الشعبية) التي ما زالت تحتفظ بالكثير من الحواجز؟
(قوات الحماية الشعبية) هي مجموعة مسلحة فرضت نفسها كأمر واقع بهدف فرض السيطرة على المجتمع الكردي في المناطق الكردية وتستخدم العديد من وسائل وآليات الدوائر ومؤسسات الدولة, بوجود قائم للسلطة والأجهزة الأمنية, فهي معنية على ما يبدو فقد بالكرد, وهي في جوهرها مؤيدة ومساندة لطرف محدد وهو مجلس شعب غرب كردستان و ب ي د , ولا تزال تمارس السيطرة المسلحة على العديد من مداخل المدن والبلدات ونقاط الحدود مع إقليم كردستان العراق فقط .نتمنى ان يتم الالتزام من قبلهم أيضاً بتنفيذ اتفاقية هولير التي تهم جوهر القضية الكردية والمصلحة العليا للشعب الكردي والحركة التحررية الكردية , وما اتفاق هولير أصلاً من اجل درء مخاطر المظاهر المسلحة ضمن المجتمع الكردي في سوريا.
5- كيف تقرؤون تصاريح قادة ب ي د بأن تلك القوات لا تمثلهم و هي على مسافة واحدة من جميع الاحزاب الكوردية ؟
لا يمكن إغفال الحقائق عن المجتمع الكردي في سوريا لأننا واثقون من درجة وعيه السياسي ,فالكل يعلم بأن تلك القوات تمثل ب ي د وهم جزء مثلهم تابع لمنظومة المجتمع الكردستاني.
مهما يكن موقعهم نأمل من الجميع الالتزام بتنفيذ الاتفاق في هذه المرحة المصيرية من تاريخ نضال شعبنا الكردي في سوريا
6- هل هناك عقبات لتنفيذ اتفاقية هولير على أرض الواقع و هل أنت متفائل بالتزام الجميع بتنفيذها ؟
هناك عقبات عديدة مثل عدم وجود برنامج سياسي متفق عليه من قبل المجلسين أي أن لكل مجلس صيغته المختلفة عن حقوق شعبنا الكردي في سوريا , أيضا محاولات بسط السيطرة المسلحة من قبل tev dem وبمسمياتها المختلفة , كذلك العلاقات الخارجية المتباينة لهما, إضافة الى أنها التجربة المشتركة الأولى للمجلسين معاً ولكل منهما أسلوبا تنظيمياً مختلفاً عن الآخر, وكذلك تفاوت درجة الأنانية الحزبية وذهنية العمل المشترك.
إن كل ذلك يمكن تجاوزها إذا تم تقدير المرحلة بشكل صحيح والنظر لمصير شعبنا ومستقبله وظروف اضطهاده لعشرات السنين من قبل الأنظمة الغاصبة .
كلمة أخيرة : على كل كردي مخلص شريف أن يترفع في هذه المرحلة عن المصالح الحزبية والشخصية الآنية لصالح تطلعات الشعب الكردي في هذه المرحلة وتنفيذ بنود اتفاقية هولير خير وسيلة لتجاوز المرحلة بسلام وتحقيق تطلعات الشعب الكردي وحقوقه المشرعة.
الشكر الجزيل لموقعكم على إتاحة هذه الفرصة, أتمنى لكم التوفيق والنجاح..
أربيل (PNA)