ازادي ..الى اين؟


ريزان قامشلوكي

لان اية خطوة في اتجاه التوحيد و التراص تشكل بحد ذاتها عملا ايجابيا  خاصة في هذة الظروف الحساسة و المعقدة و التي تتميز اول ماتتميز بضرورة خلق اداة تكون مستعدة لتحمل القيادة في اي ظرف طارئ او تحولات تتنظرها المنطقة خاصة بعد ان اثبتت انتفاضة اذار الباسلة هشاشة موقع الاحزاب و ضعف تاثيرها وما افرزتة من ضرورات التغيير الذي يتطلب من الاحزاب و التيارات الكوردية
اجراءها كي تحافظ على وجودها واستمراريتها بشكل من الاشكال فلا بد من الوقوف على احدى تجاربها و المتمثلة بازادي  .
و يبدو للمراقب من الوهلة الاولى ان تجربة ازادي تاتي في السياق المذكور انفا او كاحد افرازات الانتفاضة وخطوة في طريق التوحيد الذي تتوق اليه جماهير الشعب الكوردي في كوردستان سوريا .
و لكن و بالنظر الى تجربة ازادي بعد عام و نيف يبدو جليا , مدى هشاشة الخطوة التي مارستها قيادة الحزبين المتحدين تحت اسم ازادي , و تبدا ملامح الخطوة المذكورة تبدو شيئا فشيئا للعيان .

حيث ان الامر لم يكن سوى محاولة تمويه وانتحال صفة توحيد تضمر في ما تضمر كل مساوئ الماضي و تضيف اليها سياسة جديدة افضل ما يمكن وصفها به هو سياسة تخبط وانفعال وقصر رؤيا واضح خاصة فيما يتعلق بالمسألة الاساس و هي انشاء اداة تنظيمية قوية وقادرة على ان تشكل نواة لتجميع تيار تبلورت ملامحة بعد الانتفاضة وتكون قادرة على ادارة الجماهير و تحويلها الى قوة ذات ممثلين ينطقون باسمها و يعبرون عن رغباتها و ارادتها .
 و لدراسة تجربة ازادي وافاقها لابد لنا من البدء بالحزبين المنطويين تحت اسمه ولقلة اطلاعي على تجربة اليساري و الذي يعود برايي الى دوره المحدود و تاثيره القليل و عدم ارتباطه باية فعالية جوهرية او طرح مثير للجدل اللهم اذا استثنينا مسالة انشقاق1974و الذي ليس محسوما امر وريثه حتى الان حيث استمر اسم اليساري يطلق على تيارين قي الوقت نفسة احدهم لايزال مستمرا بالعمل تحت الاسم الى يومنا هذا .

ساركز على الحزب الثاني المنطوي تحت اسم ازادي و الذي يعتبر الكثير من الباحثين و المراقبين انه النواة
 الرئيسية لازادي هو الاتحاد الشعبي السابق والذي كان قبيل الوحدة المذكورة في حال يرثى لها حيث ان مؤسسه ومنظره السيد صلاح بدر الدين و الذي ارتكزت كل علاقات الحزب و قراراته الجوهرية بيده و قاد الحزب بشكل منفرد تقريبا لمدة اربعة عقود متتالية تخللتها الكثير من الاحداث و التغييرات سواء على صعيد الحزب او على الصعيد العام ليأتي و بشكل مفاجئ معلنا قراره بالتخلي عن الحزب بدون ان يقوم بالتحضير لأية قيادة تخلفه مما خلق في الحزب حالة من الارتباك بدا واضحا على كل المستويات وانذر بفناء الحزب و بين مدى قلة امكانات البقية من قيادة الحزب و حقيقة كونهم ادوات تنفيذية بيد الرئيس السابق , وجعلتهم في حالة التخبط هذه يبحثون عن مخرج لانفسهم ولوضعهم الشخصي قبل الحزب مما دفعهم لاتخاذ الخطوة الغير مدروسة و البعيدة عن الأصول التنظيمية وذلك بإعلان وحدتهم مع اليساري و التي جاءت برأيي لسببين أساسيين أولهم لتتخلص القيادة من مسؤولية كبيرة وقعت على عاتقها دون ان تمتلك مقومات تسييره او القيام بمستلزماته , و ثانيها لتنهي حالة من الصراع بين شخصيات من قيادة الحزب كانت قد بدات ملامحها
 تتبلور يوما بعد يوم , ولان الوحدة مطلب عام و ضرورة لايستطيع احد ان يرفضها فكان طرحها والإصرار عليها مهربا مناسبا لحفظ ماء الوجه و البقاء على السطح ( بدون ان يتم معالجة الاخطاء و التناقضات التي بدات تتراكم وتزداد) بل الاخطر انه تم نقل تلك التراكمات الى الاطار الجديد والذي لم ينتج سوى صومعة امين عام يعتبر بامتياز نموذج القيادات الكوردية قي سوريا (وقد شخص الكثير من الاخوة ملامح تلك القيادات في اكثر من مكان من حيث الانتهازية و البحث عن المصلحة الشخصية والتقييم من خلال ذهنية المؤامرة و الخوف من كل طرح جدي و عدم الكفاءة السياسية وامتلاك المنهج الحقيقي الذي يجب ان يحمل في طياته مقومات تطوره واستجابته لكل مرحلة او ظرف و……….الخ.) فجاء ازادي ليكون فقاعة اعطت العديد من رفاق الحزبين و المتعاطفين معهما شعورا ايجابيا لفترة معينة لتحاول ان تسلبهم موقف حقيقي حاولت قيادة ازادي ان تتظاهر به من خلال اعلانها التاسيس لنهج وفكر جديدين ليس فيهما جديد سوى اسم الحزب اللهم اذا نسينا او لم نعاصر مرحلة البداية و وجود حزب بهذا الاسم تجمع فية مجموعة من المثقفين الكورد الذين انسحبو من الحزب الشيوعي وفي مقدمتهم الشاعر الكبير جكرخوين لينتهي بهم المطاف الى البارتي الديموقراطي الكوردي فالنهج و الفكر الجديدين لهما معطيات اولها قيادة حقيقية تشارك وتتشارك مع الجميع في اتخاذ القرارات وترسيم النهج و بناء الهيئات التي يجب ان تبنى اول ما تبنى على الثقة و القناعة وليس التوافق الدائم و المستمر و التكتل في كل زاوية و مكان لتثبيت السيطرة وفرض الطاعة التي اصبحت من مخلفات زمن الستالينية و كانت السبب في انهيار انظمة جبارة مثل الاتحاد السوفياتي فما بالكم بحزب اوحزيب في قسم من دولة صغيرة في العالم وباسقاط الامر على تجربة ازادي نرى ملامح الانهيار و اضحة تماما فبالرغم
 من التزام الاغلبية المطلقة في البدء بالحفاظ على التجربة التي يعي الجميع ان فشلها يعني اولا توسيع الهوة بين الجماهير الكوردية واحزاب الحركة وخلق شروخات جديدة تكون اعمق مما هو موجود حاليا الا انه بدات الهوة تزداد يوما بعد يوم بين الطرح النظري الذي (ادعى) القائمون على ازادي انهم اسسوا لة وبين الممارسة الفعلية و التي تنطلق في كل تحركاتها من مبدا المؤامرة و الخوف على المكاسب الشخصية و بدا واضحا حقيقة ان القيادة التوافقية لازادي و لوجود خلل حقيقي في ادراكها لمتطلبات المرحلة و عدم تكافؤ
 امكانات القيادة مع المتطلبات المذكورة غير مؤهلة لما يتطلب منها ودخلت حالة من التخبط بدا واضحا في تعاملها مع تجمعات الرفاق و هيئاتهم و كنموذج ساخذ المنظمة في اوروبا , فالتجاوب الصريح و الفعال مع الوحدة (التوافقية) من قبل الرفاق في اوروبا و التي رأووا فيها فرصة لاعادة الدم الى جسم تنظيماتهم خاصة بعد فترة الركود النسبي قبيل الانتفاضة , و الروح العالية التي دفعت الكثير من
 الكوادر السابقة الى العودة الى صفوف الحزب الجديد اشعر البعض من ممثلي القيادة بخطر على انفسهم و دفعت بهم الى التدخل الفظ (وكان هذا التدخل ضربا لوحدة حقيقية ودمج فعلي سواء علموا بذلك او لم يعلموا) و بدات بعض العناصر بزرع عدم الثقة على مبدا فرق تسد لتكون النتيجة انفضاض القسم الاكبر من حول الحزب و اتجاه البقية الباقية الى نفس النتيجة و التي تظهر كل المعلومات و الدلائل ان الوضع متشابه تماما بينهم وبين المنظمات في الداخل , و الان وبسبب استمرار القائمين على ازادي باسلوبهم المذكور انفا و لوجود هوة كبيرة من عدم الثقة بين اعضاء القيادة انفسهم و لاتباع الاساليب التي اسقطت كل شعارات الحزب الجديد فان ازادي امام مفترق صعب للغاية , فاما الاسراع بايجاد قيادة حقيقية و قادرة على تحمل مسؤولياتها امام الحزب بالدرجة الاولى و بالتالي امام متطلبات المرحلة الحالية و المقبلة و القيام بدراسة سريعة و شاملة لتجربة الوحدة ووضع التجربة على الطريق الصحيح وحل الامور العالقة و التي بدات تتراكم يوما بعد يوم بشكل جذري بعيدا عن التوافق و الاعتبارات التي قد تعطي فرصة لظهورها مرة اخرى و هذا يبدا بانشاء لجنة واسعة وشاملة تضم ممثلين عن كافة هيئات الحزب تتابع المسالة وتحقق في اسببابها و تمتلك الصلاحيات الكاملة
 لوضع حلول جذرية لكل المسائل العالقة وتحضر مع الجميع لعقد مؤتمر عام يكون المنطلق لبلورة وحدة حقيقية ونهج حقيقي يمثل طموحات الجماهير التي سبقت ما يسمى بحركتها بكثير في كسر حاجز الخوف و الذي لاتزال تعاني منه القيادات الحزبية واما ان تتابع القيادة اسلوبها التوافقي الحالي و تسيير الامور باسلوبها الحالي الذي اثبت عدم جدواه و بالتالي تدفع الحزب نحو المجهول وتضرب مفهوم الوحدة في عموم كردستان سوريا الى الابد ……………..
 
 rezanqamisloki@hotmail.com
 

شارك المقال :

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 Comments
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
اقرأ أيضاً ...

خالد بهلوي تحت شعار “وقف العنف والتهجير – العيش المشترك بسلام”، وبمبادرة من مجموعة نشطاء من الشابات والشباب الغيورين، شهدت مدينة إيسين الألمانية يوم 21 ديسمبر 2024 وقفة احتجاجية بارزة للتعبير عن رفض الاحتلال التركي والتهديدات والانتهاكات التي يتعرض لها الشعب الكردي المسالم. الحضور والمشاركة: حضر الفعالية أكثر من مائه شخصً من الأخوات والإخوة الكرد والألمان، إلى…

د. محمود عباس ستكثّف الولايات المتحدة وجودها العسكري في سوريا وستواصل دعمها لقوات سوريا الديمقراطية (قسد) والإدارة الذاتية. تدرك تركيا هذه المعادلة جيدًا، وتعلم أن أي إدارة أمريكية قادمة، حتى وإن كانت بقيادة دونالد ترامب، لن تتخلى عن الكورد، لذلك، جاء تصريح أردوغان بعد عودته من مصر، ووزير خارجيته من دمشق اليوم كجزء من مناورة سياسية تهدف إلى تضليل الرأي…

شادي حاجي المرء لا يذهب إلى طاولة المفاوضات وهو خالي الوفاض وإنما يذهب وهو متمكن وقادر والمفاوض يكشف أوراقه تدريجياً تبعاً لسير العملية التفاوضية فعند كل منعطف صعب وشاق يقدم المفاوض بطريقة أو بأخرى معلومة ولو صغيرة حول قدراته على إيقاع الأذى بالطرف الآخر من أجل أن يكون مقنعاً فعليه أن يسأل عن مقومات الندية والتي تتركز على مسألة القوة…

إبراهيم اليوسف منذ سقوط النظام المجرم في 8 كانون الأول 2024 وتحول السلطة إلى السيد أحمد الشرع، بات السوريون، سواء أكان ذلك في العاصمة دمشق أو المدن الكبرى والصغرى، يتطلعون إلى مرحلة جديدة يتخلصون فيها من الظلم والاستبداد. حيث سنوات طويلة من مكابدات المعذبين في سجون الطاغية الأسد وأبيه”1970-2024″ كانت كفيلة بتدمير أرواح مئات الآلاف. إذ إن بعض…