يعتبر الكاتب الكوردي خورشيد شوزي عضو الهيئة الإدارية لرابطة الكتاب والصحفيين الكورد في سوريا أحد الأسماء التي تعمل بوتيرة عالية، في خدمة رسالة الرابطة، وفي خدمة منظمة الدفاع عن معتقلي الرأي باعتباره رئيس هيئة أمنائها.
أسئلة كثيرة حملها محرر الجريدة إليه حول قضايا حساسة، وحول واقع وآفاق عمل الرابطة، أجاب عنها باعتباره أمين سر الرابطة ومسؤولها التنظيمي بكل شفافية ووضوح.
ماذا عن مراحل تأسيس الرابطة؟
ظل حلم تأسيس رابطة أو اتحاد يجمع الكتاب الكرد حلماً يراوح مخيلة الكثيرين، وكان الأمر يصطدم دائماً بمعوقات عامة وخاصة، منها ما يتعلق بالوضع السوري العام، تحت نير الاضطهاد الأمني، ومنها ما يتعلق بمدى استجابة بعض المثقفين آنذاك لأية بادرة من هذا النوع،
أسئلة كثيرة حملها محرر الجريدة إليه حول قضايا حساسة، وحول واقع وآفاق عمل الرابطة، أجاب عنها باعتباره أمين سر الرابطة ومسؤولها التنظيمي بكل شفافية ووضوح.
ماذا عن مراحل تأسيس الرابطة؟
ظل حلم تأسيس رابطة أو اتحاد يجمع الكتاب الكرد حلماً يراوح مخيلة الكثيرين، وكان الأمر يصطدم دائماً بمعوقات عامة وخاصة، منها ما يتعلق بالوضع السوري العام، تحت نير الاضطهاد الأمني، ومنها ما يتعلق بمدى استجابة بعض المثقفين آنذاك لأية بادرة من هذا النوع،
حيث تمت دعوات كثيرة من قبل المثقفين، ولم يكن الإقبال لدى الجميع بمستوى واحد، بل كان هناك من هو متحمس لأية تجربة من هذا النوع.
والآن، بعد اندحار آلة الظلم، فإنه من الطبيعي أن يسقط الخوف، وتظهر الرغبة المضمرة لدى الجميع في أن تكون لهم هيئة تمثلهم، وهي ظاهرة صحية كما نقيمها.
من تعتبرونهم مؤسسين؟
نحن عندما نتحدث عن التأسيس لا نتحد ث عن شخص أو شخصين أو أشخاص أسسوا الرابطة، وأصبح فكرة عامة ، وأدركنا أن هناك عقدة عند البعض من أنه إن انضم للرابطة فلن يعد مؤسساً، لذلك اعتبرنا التأسيس مستمراً حتى تاريخ أول مؤتمر علني للاتحادين الذين سينبثقان عن الرابطة، وهذه الفكرة لم تصل لكثيرين للآن للأسف.
هناك من يرى أن نشاطكم قد بدأ مؤخراً
هذا الكلام فيه إجحاف، فليعد هؤلاء الأخوة للإنترنيت ليجدوا أن الرابطة كان لها حضورها، لم يتم اعتقال كاتب أو مثقف كوردي أو معني باللغة الكردية إلا والرابطة اصدرت بياناً بوضعه، ودعت لحملات تضامن وغيرها، ذاكرة الإنترنيت هي الحكم الأول والأخير إذا كانت ذاكرة البعض تريد أن تتناسانا، وهناك وثائق كثيرة.
هناك من يقول: المحاولات لتأسيس هيئة للكتاب كانت كثيرة
نعم كل شيء موثق، وهناك محاولات كانت تتم لهدم أي إطار يجمع الكتاب، وهو موثق، ولا نريد الإشارة للأمر، حرصاً على هيبة كتابنا ومكانتهم، وعفا الله مامضى فلنعمل للغد والمستقبل بروح واحدة وقلب واحد.
تمت محاولات عديدة وبتدخل من كتاب خيرين للم شمل الكتاب، فلماذا تعثرت تلك المحاولات؟
إن من كان في اللجنة الأخيرة التي تمت في منزل الكاتب محمد سيد حسين، أي في آخرمحاولة لردم الهوة بيننا، يعرف أننا كنا جادين، في كسر أية حواجز وعثرات، إلا أن زملاءنا الكتاب الآخرين، لم يأتوا، ونحن تعاملنا معهم بالرغم من أنهم مجموعة قليلة ، كما جاء في الإعلان عن أسمائهم، إلا أننا نعد أكثر من 250 كاتباً وإعلامياً، نرى أن رأي وموقف أي كاتب يهمنا، ولهذا فقد أجلنا مؤتمرنا حتى اللحظة، ولا تزال الأبواب مفتوحة، لنعمل معاً في اتحادين: أحدهما للكتاب والآخر للصحفيين، كما هي خطتنا، ونؤكد أن ذلك سيتم رغم العثرات التي قد تنشأ.
لقد دعا أحد زملائنا علناً إلى أن لا شرط عندنا إلا عدم القفز على تاريخ انطلاق الرابطة الذي يعد إنجازاً لكل كاتب وإعلامي، وإن هناك كتاباً تحدوا الظروف وأسسوا هذه الهيئة في ظروف صعبة، ويجب ألا يستهان بدورهم، ومع ذلك تفاجأنا بإعلان آخر من قبل بعض الأخوة، ومرة أخرى نطلق نداءنا لكي نتجاوز أي خلاف أو أي أنانية لتكون لنا هيبتنا، فلا نحن إن أسسنا الاتحادين في مؤتمرنا نعد ممثلين للكل، ولا هؤلاء الزملاء الأعزاء في الاتحاد الذي أعلنوا عنه قادرون نزع الشرعية عنا وعمن ليسوا لا معنا ولامعهم،مع أنهم يعدون حتى الآن قلة قياساً لنا.
يلاحظ وجود عنف في الحوار بين الكتاب، ما السبب؟
أولا العنف منبوذ وممنوع أياً كان مصدره، وهو دليل ضعف وهروب، إن أعظم الحقائق يمكن قولها بسلاسة وشفافية، وهو نتيجة حالة مرضية، ولكن أحياناً العنف اللفظي من قبل طرف ما قد يجر الآخر للمزلق نفسه، ويبقى أنه مرفوض، لأننا جميعاً كتاب كرد، وليس بين أي طرف ما يميزه عن الآخر، وإن وجد ادعاء من قبل طرف أنه من ركاب قطار الوطنية من الدرجة الأولى، فإن ذلك يأتي من خلال العمل، وخدمة القضية الكوردية، لا من خلال ربتة شخص ما، أو مجموعة تزين الأمور لبعضها البعض هنا وهناك.
لذلك أدعو للابتعاد عن هذه اللغة القميئة التي لا تناسب أخلاق كتابنا الذين هم كتاب الآمال، والمروجين للمبادئ والأفكار، وهم عماد الحراك الثقافي، فمنهم من هم أعضاء في الأحزاب السياسية، القديمة والحديثة، ومنهم من لا يلتزم بخط سياسي معين، ولكنه يضع فكره في خدمة قضية شعبه، ومنهم من هو مستقل، وأرى أن هذا المثقف يتداخل دوره مع دور المثقف السياسي، ذلك يعني في الحالتين، أن السياسي والمثقف، يسيران في خطين متوازيين، رغم ما يبدو من تعارض وتنافر ظاهري بين الوظيفتين في مشهد مألوف منذ عقود عند الكرد.
وانتم ايضاً تردون على الطرف الآخر؟
أؤكد أنني أتحسس من كلمة الطرف الآخر، كلنا معاً حتى لو اختلفنا، انظر لما تم حتى الآن، نحن في موقع الدفاع، منذ حملة التواقيع التي بدأت من أجل الإعلان بأننا لا نمثلهم (مع أننا لم ندع شرف تمثيل الجميع يوماً) حتى الآن، وهناك نقاط كثيرة نغض النظر عنها عندما نشعر أن لا ضرورة للرد عليها.
لقد تمت التهيئة من قبل أحد الأخوة الكتاب للإساءة إلينا، وذلك من خلال نشر مسألة أننا قبضنا مبلغاً مالياً من حكومة هولير، أو غير ذلك كثير؟؟؟؟-وهذا ما لانريد التدقيق عليه- لأنه من “المزاعم” غير الصحيحة، والتي نستغربها، وللعلم أن الدعوة لمؤتمر هولير كانت قبل نشوء فكرة المجلس الوطني الكوردي، وهذا ما أكده أكثر من زميل.
يقال إنكم “جماعة الخارج” وإن الطرف الآخر جماعة الداخل ؟
هذه المقولة لم يعد أحد يقولها، كتابنا في الداخل عشرة أضعافنا في الخارج، وإن كانت أعدادنا في الخارج لا يستهان بها، وغيرنا إن يؤسس لنفسه هيئة سيكون عنده ممن هم في الخارج، هذا كلام لايستحق النظرإليه..
طوال السنين التي مرت على تأسيس الرابطة، والتي خلالها تم إصدار الكثير من البيانات التي دافعت عن المثقف والوطن، وأحدثت الرابطة الكثير من الجوائز التقديرية لمثقفينا باسم من كانوا رواداً أوائل للحركة الثقافية الكردية، والذين وضعوا أدبهم في خدمة شعبهم، والكثير منهم مارسوا العمل السياسي إلى جانب العمل الأدبي، ولم يقل أحد أن هناك كتاباً داخل، وكتاب خارج، فهل نسمي الكتاب الذي اضطرتهم ظروف العيش “أو من تم تهجيره لأنه كان مهدداً بالتصفية” إلى اللجوء لبعض الدول لتأمين لقمة العيش لعائلاتهم، مع العلم أن عوائلهم تعيش في الوطن، ومنهم من يعود للوطن بين الحين والآخر، ومنهم من لايستطيع العودة بسبب الملاحقة، مع العلم أن الكثير منهم ليس لديه جنسية أخرى غير السورية، فما الفرق بينهم وبين الذين يعيشون في دمشق مثلاً، أليس الاثنان خارج تراب الوطن إذا كنا نؤمن بأن الوطن هو كوردستان الغربية؟.
يتم الحديث عن انسحابات معينة من رابطتكم، ماذا تقول؟
عدد المنسحبين لا يتجاوز خمسة كتاب، ومنهم الأخ برزو محمود والأخ حواس محمود، الانتساب طوعي، كما أن الخروج من أية هيئة أمر طوعي، ونحن الآن، نجد أنفسنا المؤسسة الأكثر عدداً، والأقدم، وصاحبة الشرعية، وبيننا كتاب كبار يعرف نضالهم المعرفي أبناء شعبنا الكردي، ليس الآن في ظل الثورة فقط، بل منذ سنوات طويلة.
ثم هناك مسألة أريد الحديث عنها وهي أنه وردت في حملة التواقيع الاحتجاجية على مؤتمر هولير أسماء اشخاص لا علم لهم بالأمر، ونحن تجنبنا نشر الأمر لأسباب أخلاقية، كما أنه الآن لا يزال الأمر مستمراً فالكاتبة ديا جوان جزء رئيس من رابطة الكتاب، فكيف تم نشر اسمها على أنها من الإتحاد؟، لا أعرف!!!.
هل عندكم عقدة من ولادة هيئة جديدة؟
نحن في الرابطة ننظر بفرح إلى تأسيس أية مراكز ثقافية، بأسماء العظماء الكورد، أو بغيرها، سواء أكانت ثقافية أو تاريخية كما حال منتدى أوصمان صبري أو جلادت بدرخان أو سوبارتو، وغيرها من الجمعيات والاتحادات التي تأسست، وقلنا ليت في كل شارع وكل بيت كوردي تكون مثل هذه الاتحادات، ولكن أن يتم تشطير هيئة نقابية لشطرين، فهو أمر لا نريده، ولا نقوم به، فهل من المعقول أن يتم تأسيس نقابتين للمحامين الكورد، أو المعلمين، أو الحرفيين، أو الطلاب، أو الشباب ..
إلخ، إن المثقف الذي عاب على السياسي طويلاً لأنه يريد أن يكون صاحب “دكانة” صغيرة، عليه ألا يعيد المأساة مدفوعاً من أن يكون صاحب “دكانة” تسجل باسمه، وهو ينطبق علينا وعلى غيرنا، لذلك فلنضع الحد لهذه الأمور، ونتوجه إلى الحركة السياسية الكوردية إلى ألا ترعى هذه الانشطارات لأن البعض”القليل جداً” يبدو يريد أن يؤكد أن المثقف الذي نقده يكرر غلطته في الوقت الذي نتوجه سياسياً إلى أن نكون ضمن إطار سياسي واحد.
هناك نقد كثير استهدف النسخة الكوردية من “بينوسانو”، ولماذا اسم بينوسا نو؟؟
النقد حالة صحية، ونحن بحاجة إليه، وكان تقييمنا في أول اجتماع بعد صدور بينوسانو أن النقد كان ضرورياً، ونريد بالمقابل ألا يكون حزبياً من جهة واحدة، لأسباب معروفة، كما أن سبب تسميتنا للجريدة ببنوسا نو هو وجود اسم منبر سابق علينا بالاسم نفسه، فاقترح الأستاذ صالح بوظان العضو الاستشاري في الجريدة أن نضيف كلمة جديد، وإن التجديد هو من أهدافنا، وإن كنا نتعامل الآن مع الأمر الواقع.
هل تعتقدون أن باب الحوار مغلق؟
نحن في حاجة إلى نظام جديد في الحوار، يعيد المعنى والانسجام بين المكونات المختلفة لمجتمعنا، ويفتح الأمل في غد أفضل لنا عندما تصبح ثقافة الحوار في ضمير كل مثقف، يمتلك رؤية متكاملة ومتماسكة، تستجيب لاحتياجاتنا الأخلاقية والمادية والروحية، وتقي مجتمعنا من الأزمات المنتشرة والمفتعلة.
نحن نرى أن الحوار الهادئ والمتزن يجب أن يتم، ولقد كلفنا أحد الأخوة” واسمه مع إعلان الزملاء” وفوضناه بأن يقرب وجهات النظر، وعندما قال له زميلنا المعني بالأمر وجهة نظرنا، قال: أعتقد أنكم ذللتم كل الصعاب وبقي الطرف الآخر، طبعاً الأخ نفسه تم اعلان اسمه بأنه من أصحاب فكرة الاتحاد المعلن.
هناك لهاث لزيادة العدد من قبل كل طرف؟
نحن لم نتحدث حتى الآن أن المدينة الفلانية كلها معنا، وهو كلام غير دقيق، لأنه لا توجد مدينة “تبصم بالكامل” مع أي طرف لأسباب نعرفها نحن، وهناك كتاب على الحياد، ليسوا مع أي طرف الآن، وأرجو ألا يقوم أي طرف منا وتلمساً للزيادة العددية أن يضع أسماء لا تنطبق عليها مواصفات الكاتب.
ماذا إذا أقمتم مؤتمركم؟
مؤتمرنا إن تم فهو مؤتمر من كان يعمل منذ التأسيس والتحق بنا، سندرس فيه عثراتنا ونقاط نجاحنا، وهو لن يكون مانعاً لضم الأخوة الآخرين، ومتى ما تمت اية وحدة بين الكتاب، فإننا مع الالتقاء في مؤتمر توحيدي.
البعض سجل مأخذاً علينا، لأننا دعونا للمؤتمر، وفكر أننا قد عقدناه، وأن السفينة تجاوزته، لذلك تعامل مع الأمر بردة فعل، وكل ذلك نحن على علم به، ولانريد الإشارة لأي اسم.
كلمة أخيرة:
ان ما ينقصنا” هو مجرد جمع الكتاب حول طاولة واحدة، ولكن لا نريد أن نرى الحوار وقد تحول الى حوار الأمنيات والدعوات الأخلاقية الساكنة، وبعبارة أخرى، لا يمكن القيام بمقتضيات الحوار المأمول من خلال الذين يدعون بسمو قيمهم وتعالي موروثهم في مجتمع هم جزء منه.
أليس الجلوس على طاولة مستديرة تمهد للوئام والمحبة أفضل من الهجوم اللساني؟، أليس من المعيب أن نعاكس بعضنا لمجرد المعاكسة؟، واتخاذ موقف مضاد للآخرين (لا أدري على ماذا نتنافس ونحن لا نملك شيئاً) سواء أكانت خطوة ذاك الطرف صحيحة أم خاطئة؟!، هل من اللائق أن تستمر معنا عادة قديمة تأصلت في الكثيرين منا “كل من يخالفني الرأي، وكل من لم يقبل بأفكاري وممارساتي هو ضدي”.
لذلك أدعو الكتاب والناشطين لتشكيل لجنة للتقريب بين وجهات نظرنا والأخوة الآخرين، فقد كانت للأخ خليل كالو وغيره مبادرة ممتازة، إننا نريد أن يتحرك كل الغيارى لإزالة العقبات، ونحن نعلنها للملأ لا عقبات لدينا، كما أننا ندعو الجميع للكتابة بلغة الحوار ونبذ العنف، والتحلي بثقافة الحوار، الحوار الهادئ بين مثقفينا، للوصول إلى ما يفيدنا جميعاً في إزالة اللبس عن لا اختلاف، كما أن الجهات التي تميل لهذا الطرف أو ذاك نرجو منها الكف عن ذلك، لأن أبناءنا سيكونون تحت مظلة اتحاد واحد رضينا أم لم نرض.
والآن، بعد اندحار آلة الظلم، فإنه من الطبيعي أن يسقط الخوف، وتظهر الرغبة المضمرة لدى الجميع في أن تكون لهم هيئة تمثلهم، وهي ظاهرة صحية كما نقيمها.
من تعتبرونهم مؤسسين؟
نحن عندما نتحدث عن التأسيس لا نتحد ث عن شخص أو شخصين أو أشخاص أسسوا الرابطة، وأصبح فكرة عامة ، وأدركنا أن هناك عقدة عند البعض من أنه إن انضم للرابطة فلن يعد مؤسساً، لذلك اعتبرنا التأسيس مستمراً حتى تاريخ أول مؤتمر علني للاتحادين الذين سينبثقان عن الرابطة، وهذه الفكرة لم تصل لكثيرين للآن للأسف.
هناك من يرى أن نشاطكم قد بدأ مؤخراً
هذا الكلام فيه إجحاف، فليعد هؤلاء الأخوة للإنترنيت ليجدوا أن الرابطة كان لها حضورها، لم يتم اعتقال كاتب أو مثقف كوردي أو معني باللغة الكردية إلا والرابطة اصدرت بياناً بوضعه، ودعت لحملات تضامن وغيرها، ذاكرة الإنترنيت هي الحكم الأول والأخير إذا كانت ذاكرة البعض تريد أن تتناسانا، وهناك وثائق كثيرة.
هناك من يقول: المحاولات لتأسيس هيئة للكتاب كانت كثيرة
نعم كل شيء موثق، وهناك محاولات كانت تتم لهدم أي إطار يجمع الكتاب، وهو موثق، ولا نريد الإشارة للأمر، حرصاً على هيبة كتابنا ومكانتهم، وعفا الله مامضى فلنعمل للغد والمستقبل بروح واحدة وقلب واحد.
تمت محاولات عديدة وبتدخل من كتاب خيرين للم شمل الكتاب، فلماذا تعثرت تلك المحاولات؟
إن من كان في اللجنة الأخيرة التي تمت في منزل الكاتب محمد سيد حسين، أي في آخرمحاولة لردم الهوة بيننا، يعرف أننا كنا جادين، في كسر أية حواجز وعثرات، إلا أن زملاءنا الكتاب الآخرين، لم يأتوا، ونحن تعاملنا معهم بالرغم من أنهم مجموعة قليلة ، كما جاء في الإعلان عن أسمائهم، إلا أننا نعد أكثر من 250 كاتباً وإعلامياً، نرى أن رأي وموقف أي كاتب يهمنا، ولهذا فقد أجلنا مؤتمرنا حتى اللحظة، ولا تزال الأبواب مفتوحة، لنعمل معاً في اتحادين: أحدهما للكتاب والآخر للصحفيين، كما هي خطتنا، ونؤكد أن ذلك سيتم رغم العثرات التي قد تنشأ.
لقد دعا أحد زملائنا علناً إلى أن لا شرط عندنا إلا عدم القفز على تاريخ انطلاق الرابطة الذي يعد إنجازاً لكل كاتب وإعلامي، وإن هناك كتاباً تحدوا الظروف وأسسوا هذه الهيئة في ظروف صعبة، ويجب ألا يستهان بدورهم، ومع ذلك تفاجأنا بإعلان آخر من قبل بعض الأخوة، ومرة أخرى نطلق نداءنا لكي نتجاوز أي خلاف أو أي أنانية لتكون لنا هيبتنا، فلا نحن إن أسسنا الاتحادين في مؤتمرنا نعد ممثلين للكل، ولا هؤلاء الزملاء الأعزاء في الاتحاد الذي أعلنوا عنه قادرون نزع الشرعية عنا وعمن ليسوا لا معنا ولامعهم،مع أنهم يعدون حتى الآن قلة قياساً لنا.
يلاحظ وجود عنف في الحوار بين الكتاب، ما السبب؟
أولا العنف منبوذ وممنوع أياً كان مصدره، وهو دليل ضعف وهروب، إن أعظم الحقائق يمكن قولها بسلاسة وشفافية، وهو نتيجة حالة مرضية، ولكن أحياناً العنف اللفظي من قبل طرف ما قد يجر الآخر للمزلق نفسه، ويبقى أنه مرفوض، لأننا جميعاً كتاب كرد، وليس بين أي طرف ما يميزه عن الآخر، وإن وجد ادعاء من قبل طرف أنه من ركاب قطار الوطنية من الدرجة الأولى، فإن ذلك يأتي من خلال العمل، وخدمة القضية الكوردية، لا من خلال ربتة شخص ما، أو مجموعة تزين الأمور لبعضها البعض هنا وهناك.
لذلك أدعو للابتعاد عن هذه اللغة القميئة التي لا تناسب أخلاق كتابنا الذين هم كتاب الآمال، والمروجين للمبادئ والأفكار، وهم عماد الحراك الثقافي، فمنهم من هم أعضاء في الأحزاب السياسية، القديمة والحديثة، ومنهم من لا يلتزم بخط سياسي معين، ولكنه يضع فكره في خدمة قضية شعبه، ومنهم من هو مستقل، وأرى أن هذا المثقف يتداخل دوره مع دور المثقف السياسي، ذلك يعني في الحالتين، أن السياسي والمثقف، يسيران في خطين متوازيين، رغم ما يبدو من تعارض وتنافر ظاهري بين الوظيفتين في مشهد مألوف منذ عقود عند الكرد.
وانتم ايضاً تردون على الطرف الآخر؟
أؤكد أنني أتحسس من كلمة الطرف الآخر، كلنا معاً حتى لو اختلفنا، انظر لما تم حتى الآن، نحن في موقع الدفاع، منذ حملة التواقيع التي بدأت من أجل الإعلان بأننا لا نمثلهم (مع أننا لم ندع شرف تمثيل الجميع يوماً) حتى الآن، وهناك نقاط كثيرة نغض النظر عنها عندما نشعر أن لا ضرورة للرد عليها.
لقد تمت التهيئة من قبل أحد الأخوة الكتاب للإساءة إلينا، وذلك من خلال نشر مسألة أننا قبضنا مبلغاً مالياً من حكومة هولير، أو غير ذلك كثير؟؟؟؟-وهذا ما لانريد التدقيق عليه- لأنه من “المزاعم” غير الصحيحة، والتي نستغربها، وللعلم أن الدعوة لمؤتمر هولير كانت قبل نشوء فكرة المجلس الوطني الكوردي، وهذا ما أكده أكثر من زميل.
يقال إنكم “جماعة الخارج” وإن الطرف الآخر جماعة الداخل ؟
هذه المقولة لم يعد أحد يقولها، كتابنا في الداخل عشرة أضعافنا في الخارج، وإن كانت أعدادنا في الخارج لا يستهان بها، وغيرنا إن يؤسس لنفسه هيئة سيكون عنده ممن هم في الخارج، هذا كلام لايستحق النظرإليه..
طوال السنين التي مرت على تأسيس الرابطة، والتي خلالها تم إصدار الكثير من البيانات التي دافعت عن المثقف والوطن، وأحدثت الرابطة الكثير من الجوائز التقديرية لمثقفينا باسم من كانوا رواداً أوائل للحركة الثقافية الكردية، والذين وضعوا أدبهم في خدمة شعبهم، والكثير منهم مارسوا العمل السياسي إلى جانب العمل الأدبي، ولم يقل أحد أن هناك كتاباً داخل، وكتاب خارج، فهل نسمي الكتاب الذي اضطرتهم ظروف العيش “أو من تم تهجيره لأنه كان مهدداً بالتصفية” إلى اللجوء لبعض الدول لتأمين لقمة العيش لعائلاتهم، مع العلم أن عوائلهم تعيش في الوطن، ومنهم من يعود للوطن بين الحين والآخر، ومنهم من لايستطيع العودة بسبب الملاحقة، مع العلم أن الكثير منهم ليس لديه جنسية أخرى غير السورية، فما الفرق بينهم وبين الذين يعيشون في دمشق مثلاً، أليس الاثنان خارج تراب الوطن إذا كنا نؤمن بأن الوطن هو كوردستان الغربية؟.
يتم الحديث عن انسحابات معينة من رابطتكم، ماذا تقول؟
عدد المنسحبين لا يتجاوز خمسة كتاب، ومنهم الأخ برزو محمود والأخ حواس محمود، الانتساب طوعي، كما أن الخروج من أية هيئة أمر طوعي، ونحن الآن، نجد أنفسنا المؤسسة الأكثر عدداً، والأقدم، وصاحبة الشرعية، وبيننا كتاب كبار يعرف نضالهم المعرفي أبناء شعبنا الكردي، ليس الآن في ظل الثورة فقط، بل منذ سنوات طويلة.
ثم هناك مسألة أريد الحديث عنها وهي أنه وردت في حملة التواقيع الاحتجاجية على مؤتمر هولير أسماء اشخاص لا علم لهم بالأمر، ونحن تجنبنا نشر الأمر لأسباب أخلاقية، كما أنه الآن لا يزال الأمر مستمراً فالكاتبة ديا جوان جزء رئيس من رابطة الكتاب، فكيف تم نشر اسمها على أنها من الإتحاد؟، لا أعرف!!!.
هل عندكم عقدة من ولادة هيئة جديدة؟
نحن في الرابطة ننظر بفرح إلى تأسيس أية مراكز ثقافية، بأسماء العظماء الكورد، أو بغيرها، سواء أكانت ثقافية أو تاريخية كما حال منتدى أوصمان صبري أو جلادت بدرخان أو سوبارتو، وغيرها من الجمعيات والاتحادات التي تأسست، وقلنا ليت في كل شارع وكل بيت كوردي تكون مثل هذه الاتحادات، ولكن أن يتم تشطير هيئة نقابية لشطرين، فهو أمر لا نريده، ولا نقوم به، فهل من المعقول أن يتم تأسيس نقابتين للمحامين الكورد، أو المعلمين، أو الحرفيين، أو الطلاب، أو الشباب ..
إلخ، إن المثقف الذي عاب على السياسي طويلاً لأنه يريد أن يكون صاحب “دكانة” صغيرة، عليه ألا يعيد المأساة مدفوعاً من أن يكون صاحب “دكانة” تسجل باسمه، وهو ينطبق علينا وعلى غيرنا، لذلك فلنضع الحد لهذه الأمور، ونتوجه إلى الحركة السياسية الكوردية إلى ألا ترعى هذه الانشطارات لأن البعض”القليل جداً” يبدو يريد أن يؤكد أن المثقف الذي نقده يكرر غلطته في الوقت الذي نتوجه سياسياً إلى أن نكون ضمن إطار سياسي واحد.
هناك نقد كثير استهدف النسخة الكوردية من “بينوسانو”، ولماذا اسم بينوسا نو؟؟
النقد حالة صحية، ونحن بحاجة إليه، وكان تقييمنا في أول اجتماع بعد صدور بينوسانو أن النقد كان ضرورياً، ونريد بالمقابل ألا يكون حزبياً من جهة واحدة، لأسباب معروفة، كما أن سبب تسميتنا للجريدة ببنوسا نو هو وجود اسم منبر سابق علينا بالاسم نفسه، فاقترح الأستاذ صالح بوظان العضو الاستشاري في الجريدة أن نضيف كلمة جديد، وإن التجديد هو من أهدافنا، وإن كنا نتعامل الآن مع الأمر الواقع.
هل تعتقدون أن باب الحوار مغلق؟
نحن في حاجة إلى نظام جديد في الحوار، يعيد المعنى والانسجام بين المكونات المختلفة لمجتمعنا، ويفتح الأمل في غد أفضل لنا عندما تصبح ثقافة الحوار في ضمير كل مثقف، يمتلك رؤية متكاملة ومتماسكة، تستجيب لاحتياجاتنا الأخلاقية والمادية والروحية، وتقي مجتمعنا من الأزمات المنتشرة والمفتعلة.
نحن نرى أن الحوار الهادئ والمتزن يجب أن يتم، ولقد كلفنا أحد الأخوة” واسمه مع إعلان الزملاء” وفوضناه بأن يقرب وجهات النظر، وعندما قال له زميلنا المعني بالأمر وجهة نظرنا، قال: أعتقد أنكم ذللتم كل الصعاب وبقي الطرف الآخر، طبعاً الأخ نفسه تم اعلان اسمه بأنه من أصحاب فكرة الاتحاد المعلن.
هناك لهاث لزيادة العدد من قبل كل طرف؟
نحن لم نتحدث حتى الآن أن المدينة الفلانية كلها معنا، وهو كلام غير دقيق، لأنه لا توجد مدينة “تبصم بالكامل” مع أي طرف لأسباب نعرفها نحن، وهناك كتاب على الحياد، ليسوا مع أي طرف الآن، وأرجو ألا يقوم أي طرف منا وتلمساً للزيادة العددية أن يضع أسماء لا تنطبق عليها مواصفات الكاتب.
ماذا إذا أقمتم مؤتمركم؟
مؤتمرنا إن تم فهو مؤتمر من كان يعمل منذ التأسيس والتحق بنا، سندرس فيه عثراتنا ونقاط نجاحنا، وهو لن يكون مانعاً لضم الأخوة الآخرين، ومتى ما تمت اية وحدة بين الكتاب، فإننا مع الالتقاء في مؤتمر توحيدي.
البعض سجل مأخذاً علينا، لأننا دعونا للمؤتمر، وفكر أننا قد عقدناه، وأن السفينة تجاوزته، لذلك تعامل مع الأمر بردة فعل، وكل ذلك نحن على علم به، ولانريد الإشارة لأي اسم.
كلمة أخيرة:
ان ما ينقصنا” هو مجرد جمع الكتاب حول طاولة واحدة، ولكن لا نريد أن نرى الحوار وقد تحول الى حوار الأمنيات والدعوات الأخلاقية الساكنة، وبعبارة أخرى، لا يمكن القيام بمقتضيات الحوار المأمول من خلال الذين يدعون بسمو قيمهم وتعالي موروثهم في مجتمع هم جزء منه.
أليس الجلوس على طاولة مستديرة تمهد للوئام والمحبة أفضل من الهجوم اللساني؟، أليس من المعيب أن نعاكس بعضنا لمجرد المعاكسة؟، واتخاذ موقف مضاد للآخرين (لا أدري على ماذا نتنافس ونحن لا نملك شيئاً) سواء أكانت خطوة ذاك الطرف صحيحة أم خاطئة؟!، هل من اللائق أن تستمر معنا عادة قديمة تأصلت في الكثيرين منا “كل من يخالفني الرأي، وكل من لم يقبل بأفكاري وممارساتي هو ضدي”.
لذلك أدعو الكتاب والناشطين لتشكيل لجنة للتقريب بين وجهات نظرنا والأخوة الآخرين، فقد كانت للأخ خليل كالو وغيره مبادرة ممتازة، إننا نريد أن يتحرك كل الغيارى لإزالة العقبات، ونحن نعلنها للملأ لا عقبات لدينا، كما أننا ندعو الجميع للكتابة بلغة الحوار ونبذ العنف، والتحلي بثقافة الحوار، الحوار الهادئ بين مثقفينا، للوصول إلى ما يفيدنا جميعاً في إزالة اللبس عن لا اختلاف، كما أن الجهات التي تميل لهذا الطرف أو ذاك نرجو منها الكف عن ذلك، لأن أبناءنا سيكونون تحت مظلة اتحاد واحد رضينا أم لم نرض.
هيئة تحرير جريدة بينوسا نو