مابين جغرافية الوطنين، سوريا وكردستان – ثانية- حول مقالة الكاتب إبراهيم محمود «نعم أنا سوري، ولست كردستانياً»

د.

محمود عباس

   ذكرت في نهاية مقالي السابق، أنني سألحقها بمقال آخر، يبحث في العموميات، حول الموضوع نفسه.

وما كتبته، سيتبع هذه المقدمة، قبل أن ينشر الأخ إبراهيم محمود مقالته التوضيحية، أو كما سأسميها، شرح أو تبيان ما يكمن وراء الكلمة في مقالته الأولى، سياسياً، حاضراً ومستقبلاً، وفكراً وما وراءه، وأدباً متشعب الأغوار، وإحساساً داخلياً عميقاً، وإن لم تخني الذاكرة، تحدثنا مرة عن إحدى مقالاته،  ذكرت حينها له، أنني أتخوف من أن تفهم المقالة بعكسها، وهذا ما حصل.

 يكتب  بقلم عالي المدارك، مستخدماً كل أبعاد النقد المخفي والملغوم، ويجوب كل أروقة المفاهيم الفلسفية للفكرة، أو الطرح ذاته ” ظاهريا ” وهذه ليست مجاملة والكاتب يعرف رأي عنه وعن قلمه وفكره منذ سنين، وأنا أعتبر مقاله الأخير ليس رداً بقدر ماهو  تبسيط للأولى، ومجارات لا نقداً مما كتبنا، وهو الأجدر بالنقد.
  تناقشنا على مضمون المقالة، في ” ظواهرها ” وغاياتها الخفية كثيراً، مع عدة كتاب ومنهم الأخ علي بوبلاني، وبالضبط كان هناك حديث على إن الأخ إبراهيم محمود كردستاني لا يقل عن أي منا جميعاً إن لم يكن أكثر وعياً وبعد نظر، وفي داخله من الآلم ما لا نحمل مثله، لهذا أشكره على رده، وأتمنى أن يبقى هذا الحوار سارياً، فهو، كما ذكرت سابقاً، طرح قوى بل وقوي جداً،  والنقاش عليه سيؤدي إلى تبيان العديد من الخفايا التي لا يتجرأ الكثيرين الخوض فيها.

   من الضرورة أن أنوه هنا، أنني والأخ علي بوبلاني أضطررنا، في مقالينا ومقالي الحالي، أن نتناول الجانب ” الظاهري ” للمقال، ليس للكاتب، وإنما لقسم من القراء الكرام.
……
  دراسة الجغرافيا سياسياً،  والإنتماء إليها، إعتماداً على المدارك والمفاهيم أو النظريات القديمة أو الحديثة، بدون تشابكها مع التاريخ القديم أو الجديد له، رغم تنوعها، حسب المدونون، تخلق صراع أقليمي، لكن الصراع الأصعب هو الذاتي، ما بين تكتيك السياسة، والنزعة الإنتمائية الكامنة في الأنا بشكل دائم، رغم سباتها الآني  في فترات عديدة، لذلك رحج الأخ إبراهيم محمود طرح الوطني السوري كإنتماء حاضر مقبول، كجفرافيا سياسية تاريخية آنية، على الكردستاني الراكدة في الحلم الكردي منذ قرون.
 ظهرت دراسات مشابهة لعدد من الكتاب والمفكرين في الشرق في الفترة الأخيرة، توضحت الرؤية لدى البعض منهم، وتضاربت وتشابكت  القناعات عند البعض، حول الإنتماء الوطني إلى الجغرافيا الآنية، تجريداً عن الإنتماء القومي، والتي تخالف المدارك الراسخة لدى أغلب الشعوب، علماً أنه إنتماء يندمج والمفاهيم الديمقراطية في أغلبه، على الأقل، ديمقراطية الذات، لكنها تتعارض والانتماء التاريخي الجغرافي لدى الشعوب التي تتصارع بين بعضها والتي تتكالب على الانتماء القومي الجغرافي الراسخ بقناعة الانتماء البيولوجي، والذي يتجاوز والجغرافيا المصنعة والمتشكلة سياسياً.
  البعض من المفكرين والكتاب يتقاطعون ومجتمعهم، من خلال تقبل هذه الجغرافيا الخاصة، واحتضنوها كما احتضنهم بدون إرادة ذاتية، لكن الفرق بين مفكر كالأخ إبراهيم محمود وكاتب شيعي عراقي يطرح نفس المفهوم الوطني كميثم الجنابي، على سبيل المثال لا الحصر، شاسع البون، إبراهيم يبحث عن الإنتماء الإنساني الحضاري المجرد من الإنتماء الديني او الخلفية المذهبية، كما يطلق بشكل غير مباشر مفاهيم الانتماء القومي الكلي ويبرر معها الانتماء الجغرافي الآني، علماً أن مفاهيمه في المنطق الأخير تتلاقى والبعد الماركسي في كثيره، وهذا الانتماء فيه بعد إيديولوجي وليس إنتماء جغرافي، لوطن محدد، وبالإمكان أن ينتمي الأخ إبراهيم إلى أية جغرافية أخرى من خلال هذا الطرح،  ولا علاقة لجغرافية سوريا الحاضرة كوطن مؤكد له، أي من الممكن أن ينتمي السيد إبراهيم إلى الجغرافية الأوروبية لو حصل وهاجر مع من هاجر من الإخوة الكرد إلى أوروبا مثلاً، لكن إبرازه الإطار الحدودي الجغرافي الآني لسوريا كأبعد مجال يعزله عن البعد الماركسي، والذي كان بالإمكان عندها نقده كنقد الإسلاميين في مفهومهم الوطني.

التنافر واضح بأبعاده الفكرية معهم ومع الكاتب ميثم الجنابي، أو غيره من الكتاب، الذين يحاولون أن يخلقوا نفس الانتماء الجغرافي.
   بناءاً على المدارك العامة للكاتب ميثم الجنابي ضمن جغرافية الوطن العراقي الحاضرة، والذي يلغي البعدين العربي والكردستاني، لكنه يسخر هذا الطرح كمتراس، لينهال من خلفها على الكرد السياسي والقومي والوطني، يتهم الجميع بالتدني القومي والفساد في مجال الفكر الوطني، وهو من بين المجالين يحاول إزالة الامتداد القومي  والجغرافي الكردستاني، ويتكتم على الامتداد المذهبي الشيعي والعروبي عند حضورهما الكلامي، وبدون تحليل أو مقارنة في اختلاف انتماءات الطرفين.


 ربما المقارنة فيها بعض الغبن للأخ إبراهيم محمود، إلا أن الواقع الثقافي الذي خلق ربما قبل الثورات الحالية، وبرزت بشكل واضح في السنتين الأخيرتين، ثقافة الإنتماء إلى جغرافية الذات الهادئة، البعيدة عن الصراع والنقاش والتي تكاد تصبح مجرد أحلام في البعد، كعروبة الوطن العربي، أو كردستانية الأقسام المجزءة من أرض الكرد، في الوقت الحاضر على الأقل، دفع بالأخ إبراهيم إلى البحث في المنطق السياسي الواقعي، بمفهوم ثقافي مغاير، بعيداً عن النضال الروتيني الذي ملئت سطور التاريخ الماضي والحاضر، والتي جرفت به لإطلاق صفة النفي المطلقة في الفكر و إرسال كردستان إلى حلم، لكن هذا الانتماء الكردستاني، أو نفيه لا يلغي كردستان الوجود، وهي بالضبط كمقولة إنني أمريكي ولست سورياً، وهذا لا يعني  إنني أنفي وجود سوريا جفرافيا أو وطن موجود، لكن أبحث في ماوراء الفكر لمدارك الانتماء الأول والنفي الثاني، ولا أشك في معارضة الأخ إبراهيم  لمعظم الكتاب الذين ينتمون إلى القوميات المسيطرة على كردستان وهم ينفون الوجود بمطلقه، ولغايات قومية بحتة،  ويستعملون  الأبواب الوطنية ذات الجغرافيا الآنية للوصول إلى مآربهم، خاصة بعد ظهور هذا الثورات، والتي برزت قضايا الشعوب ومنهم قضية الكرد والأمازيغ وغيرهم من القوميات والمذاهب مساوات بالشعب العربي  نفسه.
 لا شك أن الإنتماء الذي يبحث فيه، مبني على مفاهيم متدرجة وثقافة نوعية خاصة، سوف لن تكون سهلة تقبلها وتداركها بين مجتمع لا يعرف أو لا يقبل سوى الانتماء العرقي، والذي لا يحدد جغرافية حاضرة أو آنية.

 المرور عليها وليس التعمق فيها، سوف يصيب الفرد رجفة ذهنية وتلاطم بين المفاهيم الثابتة والمطروحة، فالفكرة تصطدم بأعماق الوعي الذي تربى على مدارك مستقاة من أعماق التاريخ القديم، وتركزت بتاريخ حديث كما يفصلها الأخ هوشنك أوسي، لكن لا يمكن للفرد التأكيد، أي المنطقين هو الأصوب، أنا كردستاني وهذا هو إحساسي وشعوري وانتمائي الداخلي، ودراساتي وتحليلاتي تتركب بناءً عليها، حتى ولو حاولت التجرد لغاية بعيدة، وعلى هذا المبدأ جاهدت أن أكون محاوراً ببعدين،  فكري ينظر إلى المطروح كما هو، وفكر يبحث فيما وراء العقل الباطن، واظنني انجرفت إلى الإتجاه الأول أكثر بكثير وذلك لأسباب موضوعية عامة.
  الأخ إبراهيم وبعض المثقفين القلائل من قوميات أخرى يبنون ذات سياسية ذات أبعاد مخالفة، قناعات بجغرافيا الحاضر الموجود، ويدرسونها كوطن مستقر، يرضخون ذاتهم لتقف في بعضه عند حدود هذا الوطن، وإن كان آني الوجود، ولا نستبعد صراعاً ذاتياً حاداً في بعضه لديهم، وخاصة للمثقفين الذين ينتمون بذات إلى جغرافية مرفوضة، أو أرضها مغتصبة، ككردستان أو دولة الأمازيغ، لذلك ينتمون في أكثره إلى التركيز على التفكير والقناعات المبنية على التأويل العقلي وليس الإنتماء الجغرافي المستقاة من التاريخ القديم الممتزج بالعاطفة، والحنين إلى التكوين الأبعد من جغرافية التاريخ الحاضر بثورة من الذات الداخلية الرافضة للحلم.
  دحض المفهوم أو الطرح، سيبقى في ضبابية القناعات، لا يحق لأحد طرح هذا الإنتماء بمطلقه، والتأكيد على صحة جانبه ونفي الآخر، كما لا يحق لي الآن رفض تقبل تصريحه الذاتي، النابع ربما من تأويل وتحليل فكري، وليس عن قناعة تامة حول إنتماءه الوطني لجغرافيا موجودة يريد لها البقاء والإستمرارية، دون إلغاء الجغرافيا الغائبة في الحلم من أعماق ذاته، رغم نفيه الآني لها.
 نطلق هذه الحكام على القناعات، بعيداً جداً عن التصريحات السياسية، كالتي أطلقها السيد غليون، والتي لم تعتمد على مدارك تاريخية جغرافية يمكن الإقتناع بأنه يجادل على خلفية ثقافية ما، منطلقه سياسي وربما ذات خلفية عرقية بحتة تربى وتثقف عليها، ورغم وجوده في فرنسا كل هذه السنوات لكن الحضارة الأوروبية لم تحرف الأساسيات من مرتكزاته الثقافية.

وهو ليس كالكاتب إبراهيم محمود، الذي يبحث في مقولته ” نعم انا سوري، ولست كردستانياً ” من ابعادها التأويلية المتنوعة، وحاورها في الفكر وما وراءها، قبل أن يطلق أحكامه الأخيرة، رغم إختلافنا معه في القناعة بنوعية وطريقة ومركز الإنتماء،  رغم أن تناوله لتصريح السيد غليون، كان أعلى  بكثير من المدارك التي إنطلق منها رئيس المجلس الوطني السوري، فالرد كان تركيزاً ودعماً لمفهوم لم يكن السيد برهان غليون ليرتقى إلى سويتها، بكل أبعادها، ولم يعتمد على هذه السوية من المفاهيم أثناء إطلاقه لعبارته الجارحة، وتبيان إبراهيم لتصريحه لا يختلف عن نقد الأخ هوشنك أوسي، لكن وباسلوب آخر.

وهل يا ترى هذه السوية من النقد الإبراهيمي أو الهوشنكي سيرسل السيد غليون وغيره لمراجعة مفاهيمهم، ولا يختلف هاتين الطريقتين من النقد الرافض أو التأييد المبطن بالنقد التأويلي، عن النقد الذي يوجه لبعض الكتاب العرب أو الترك والفرس أوغيرهم، الذين سخروا أقلامهم في كتابة دراسات مشوهة عن تاريخ وجغرافية كردستان ووطنية الكرد ببعدها الجغرافي الحاضر الآني، والتي نادراً ما تهز فيهم شعور إنساني حضاري.
 طرح إبراهيم محمود، سوريا كوطن آني لديه، يستطيع بناء ذاته ضمنها، والإنتماء إليها، يقترب في كثيره، من المثقفين العرب والأتراك والفرس والكرد القوميين بمطلقه، بإستثناء الجزء الذي يبعده عنهم  وهو التجرد العقلاني من الإنتماء العرقي، والتي لديه لا يتكون في جغرافية خاصة بعرقه كما هي حاضرة للأخرين، الذين يودون خلق الوطن سورياً أو عراقياً، أو أناضولياً ” تركياً ” وهذه ناقصة لا يستطيع أغلب المثقفون الأتراك بهذا المفهوم التخلص منه بالإسم، لذلك فالبعض يطرح مفهوم ” أسيا الصغرى ” والفارسي سهلت  له الإنتماء الأيراني، الوطن الجامع للشعوب الآرية في المنطقة، والكيان القومي حاضرة لديهم وتنبثق دائماً من أحد ثقوب الضعف الثقافي الكلي، الفارسي يطغى عليه المدارك المذهبية المندمجة بالقومية الفارسية، وتحتضن في جغرافيا ملائمة لذاته، والتي لا يستطيع التخلص منها، السوري والعراقي، لا يتمكن الهروب من طغيان سيطرة اللغة حيث القرآن الحاكم المطلق، لاوجود للغة منافسة والكل يجب ان ينتمي إليها وعليها تتشكل الجغرافيا والقومية وهي الوطن، وهنا نعود إلى أن الأصفى في هذا الطرح فكراً وقناعة، هم بعض المثقفون الكرد، وهي بذاتها ناقصة لكن في الطرف الآخر، ولا يستبعد أن يكون صدقهم مع قناعاتهم منطلقها ضياع الثقة بكردستان هناك، في الأبعاد التاريخية القادمة وبجغرافية مخالفة لجغرافيا الحاضرة، والمركبة من التاريخ القريب، كما وإنها حالة فيها تهرب من الصراع مع الذات قبل الصراع مع الجغرافيا الحاضرة، والواقع الموجود المفروض عنوة، فيهرب بعض المثقفين الكرد إلى السهل الموجود ويعيشون معها ومع رخاوة إستمراريتها، أو البحث عن حلول جديدة تتلائم والثورات الحالية، وتختلف عن المألوف الكلاسيكي في النضال، والقناعة تبقى غير نقية في الذات، ولن يستطيع هؤلاء المثقفون التخلص من ذاتهم الرافضة للجغرافيا الآنية المفروضة، والإيمان بعدمية الطرح الكردستاني، وربما هذا هو رد الفعل المعاكس، للسهل الموجود، الملغي في الذات القانعة بالإمتداد الكردستاني المتراكم في الحلم والفكر، وربما ما وراءه، لهذا يقول الأخ إبراهيم هذه المقولة من خلف تسائل واضح الفهم والمدارك: “….دون أن أمحو كردستانياً، لأن التسمية الجغرافية حديث مغاير لحديث التاريخ القائم”.

 في حين الآخرين، يحاورون على جغرافيا موجودة وملائمة لذاتهم وإنتمائهم الحاضر، لذا يبحثون عن تأكيد للجغرافيا الموجودة، أما الإنتماء الأبعد فهو صراع مع الذات الأخرى، كصراع العربي السوري مع المصري من أجل الوطن العربي، لهذا أرى أن مقولة الأخ “هوشنك أوسي ” هو الأقرب إلى الواقع المكشوف ” …أصحاب الأجندات والذهنيات القومية التي تنفي أو تتعامى عن الوجود الكردستاني السوري، كحقيقة جغرافية تاريخية، ديمغرافية، لغايات سياسية لا يمكنها أن تبنى دولة وطنية مدنية تعددية خالصة ونقية من تركة المشروع البعثي …” وبالتأكيد هنا يوجه الأخ هوشنك كلامه لبعض من المثقفين العرب أو الترك أو الفرس، وهنا الكلام موجه بالضبط إلى السيد برهان غليون.

وحسب إدراكي لطرح الأخ إبراهيم فهو يعبر عن نفس المضمون لكن بطريقة أخرى، وككاتب يريد أن يكون سورياً بنسبيتها الآنية، ويعبر عنها وبدقة من حيث البعد الثقافي عن مفاهيم الكثيرين من المثقفين العرب والترك والفرس، ومن حيث البعد السياسي المبان، فإنها تعبر عن أبعاد السيد غليون والعديد من الذين يحسبون أنفسهم على المعارضة السورية.


د.

محمود عباس
الولايات المتحدة الأمريكية
mamokurda@gmail.com

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

إبراهيم اليوسف منذ سقوط النظام المجرم في 8 كانون الأول 2024 وتحول السلطة إلى السيد أحمد الشرع، بات السوريون، سواء أكان ذلك في العاصمة دمشق أو المدن الكبرى والصغرى، يتطلعون إلى مرحلة جديدة يتخلصون فيها من الظلم والاستبداد. حيث سنوات طويلة من مكابدات المعذبين في سجون الطاغية الأسد وأبيه كانت كفيلة بتدمير أرواح مئات الآلاف. بعض السجناء أمضوا…

شكري بكر هذا الموضوع مطروح للمناقشة قد يؤدي بنا للوصول إلى إقامة نظام يختلف عما سبقونا من سلاطين وحكام وممالك وما نحن عليه الآن حيث التشتت والإنقسام وتبعثر الجهود الفكرية والسياسية والإقتصادية والعمل نحو إقامة مجتمع خال من كل أشكال الصراع وإلغاء العسكرة أرضا وفضاءا التي تهدر 80% من الإقتصاد العالمي ، إن تغلبنا على هذا التسلح يمكن…

إياد أبو شقرا عودة إلى الموضوع السوري، لا بد من القول، إن قلة منا كانت تتوقّع قبل شهر ما نحن فيه اليوم. إذ إن طيّ صفحة 54 سنة خلال أقل من أسبوعين إنجازٌ ضخم بكل ما في الكلمة من معنى. سهولة إسقاط نظام الأسد، وسرعة تداعيه، أدهشتا حتماً حتى أكثر المتفائلين بالتغيير المرجوّ. إلا أنني أزعم، بعدما تولّت قيادة العمليات…

طارق الحميد منذ فرار بشار الأسد، في 8 ديسمبر (كانون الأول)، إلى روسيا، وهناك سيل من النقد والمطالبات للحكام الجدد، وتحديداً أحمد الشرع. والقصة ليست بجدوى ذلك من عدمه، بل إن جل تلك الانتقادات لا تستند إلى حقائق. وسأناقش بعضاً منها هنا، وهي «غيض من فيض». مثلاً، كان يقال إن لا حل عسكرياً بسوريا، بينما سقط الأسد في 12 يوماً…