د.
آلان كيكاني
آلان كيكاني
يتراءى لكل ذي بصيرة وكل متتبع للأحداث أن الازمة في سورية قد استفحلت وتردَّت على نحو خطير منذ قيام روسيا والصين باستخدام حق النقض ضد القرار الذي قدمه مجلس الجامعة العربية والاتحاد الأوروبي بشأن حل الأزمة في سورية وما تبع هذا النقض من زيادة في شراسة النظام وشراهته على إراقة دماء شعبه .
وهي , أي الأزمة , في طريقها إلى المزيد من التدهور والتفاقم بما أنها خرجت من إطارها الداخلي والعربي إلى مسألة شد وجذب بين قوى مختلفة في العالم , منها العظمى ومنها ما يسعى حثيثاً نحو العظمة.
وهي , أي الأزمة , في طريقها إلى المزيد من التدهور والتفاقم بما أنها خرجت من إطارها الداخلي والعربي إلى مسألة شد وجذب بين قوى مختلفة في العالم , منها العظمى ومنها ما يسعى حثيثاً نحو العظمة.
حين يلم البلاء بأمة وتحل بها الكارثة يكثر حولها الذئاب وترى بجوارها من الانتهازيين من يتخذ من هذه المصائب والشدائد مكسباً وتجارة بكل دناءة وخسة .
وهذا ما يحدث الآن في سورية , فهي منكوبة وفي حالة يرثى لها وفي نفس الوقت هي باتت مرتعاً لقوى إقليمية كثيرة وعلى رأسها إيران وتركيا .
فتركيا , التي تنظر إلى الربيع العربي على أنه تربة خصبة لاستعادة مجدها العثماني التليد , ترى اليوم البيئة مناسبة لزعامة العالم الإسلامي بجناحه السني بما أن العالم يتجه اليوم إلى تشكيل التكتلات الكبرى من قبيل الاتحاد الأوروبي ودول الكومونويلث , وهي قطعاً لا تنظر إلى سوريا المستقبل أكثر من كونها ريشة في جناحها يزيدها دفعاً وقوة بل جسراً للوصول إلى العالم العربي الذي سيديره إسلاميون من طينة إسلامييها بعد أن تُنصِّبَ أسطنبول والياً إسلامياً لها في الشام يسبح بحمدها ويدير مصالحها .
هي ليست قلقة على أرواح السوريين كما تدعي , بل هي تتلمظ وقد أوشكت الطبخة أن تستوي بعد أن أعدت لها العدة باحتضان الجزء الأكبر من المعارضة واستقدام اللاجئين السوريين الفارين من بطش النظام وجبروته لتمتنَّ به على السوريين وتجني ثمار صدقتها منهم ما عمرت الخليقة .
تركيا الأردوغانية التي تلعب في الخفاء اليوم لهي أخطر من تركيا الأتاتوركية إبان الحرب الباردة والتي كانت واضحة التوجهات والأهداف والمعالم والنوايا , هي تلعب بحرية بعد أن فطمتها أمريكا بعد انهيار المعسكر الشيوعي لذلك هي تبحث عن دور إقليمي لها يضاهي ذلك الذي كانت تلعبه إبان الأمبراطورية العثمانية التي كانت وعلى مدى أكثر من ستة قرون قطباً رئيسياً من أقطاب العالم .
وسورية المنشودة تركياً هي لا تعدو كونها حاكورة لزرع البهارات لسدنة العثمانية الجدد , وما من عائق فيما تسعى إليه تركيا في هذا الاتجاه في هذه الأوقات سوى إيران .
إيران التي فتحت لها أمريكا أبواب العراق على مصاريعها وسلمتها مفاتيع بغداد على طبق من ذهب بعد أن أزاحت نظام صدام ونصّبت على العراق نظاماً شيعياً كان يحلم به النظام الإيراني بل كان يجده ضرباً من المستحيل .
وجدت إيران في العراق الجديد كسباً مجانياً لأهم حلقة من سلسلة الهلال الشيعي المزعوم ومعبراً لها إلى سورية ولبنان والبحر المتوسط .
وفجأة ومن حيث لا تدري تجد إيران نفسها مضطرة للدفاع المستميت عن النظام السوري الذي إذا هوى سيهوي معه , بلا شك , حلم النظام في إيران بزعامة كتلة شيعية تمتد من إيران إلى لبنان .
فساحة سوريا اليوم تشهد حرباً طائفية مستترة بين إيران وتركيا .
كيف لا , وثمة حديث عن تبادل الأسرى على الأرض السورية بين الدولتين , أسرى الحرس الثوري الإيراني لدى الجيش السوري الحر وأسرى الاستخبارات التركية لدى النظام السوري .
ثمة , إذن , حربٌ طائفية تجري بالوكالة على الأرض السورية لا ناقة للسوريين فيها ولا جمل , وإنما هم وقودها وضحاياها .
وما زاد الطين بلة هو التدخل الدولي على خط الأحداث الذي توج بفيتو مزدوج من دولتين ترعيان النظام وتخشيان عليه من الانهيار لغاية في نفسيهما .
ورب سائل يسأل هنا أين هم العرب من كل هذا الصراع الذي يحدث في دولة عربية ؟ .
وللإجابة نقول : الدول العربية مغيبة , نصفها لا يزال في طور النقاهة بعد إزالة السرطان من جسمها ولم يتم إنعاشعها بعد وهو نصف معطل , أما النصف الفعال فهو يتنعم برغد العيش والانغماس في ترف الحياة وملذاتها ومثل أولائك لا ينظرون إلى الأزمة السورية إلا كونها مصدر إزعاج وقلق وتوجس لهم , فرياح الأزمة قد تمتد إليهم في أي لحظة ونارها قد تطال عروشهم العاجية في أي وقت .
وما تحركها الخجول والبليد إلا رفع عتب أمام شعوبها التي تجمعها بالسوريين أواصر الدم والنسب والمصاهرة والدين والمذهب .
وأمام كل ما ذكر آنفاً نرى في سورية معارضة ضعيفة هزيلة فاسدة يبدو من سلوكها أنها تسعى إلى تسجيل الأهداف قبل أن تدخل أرض الملعب وهي تجاهد في سبيل المغانم والمواقع السياسية والإدارية في سوريا المستقبل وليس في سبيل تخليص الشعب السوري من أسوء كارثة يمر بها منذ أن دخلت جحافل هولاكو بلاد الشام واستباحت فيها كل شيء , زد على ذلك النفاق الذي يميز شرائح كبيرة من المعارضة فبعض أطرافها معارضون في العلن بينما هم يستبطنون الشبحنة والموالاة والانتهازية ولا يترددون في تصفية بعض المعارضين الأوفياء إذا ما أوكلت إليهم مهمة ذلك من قبل النظام .
وفي الجهة الاخرى من المعارضة هناك نظام قل نظيره في الشراسة والإجرام وقد برهن أنه على استعداد لتدمير البلد عن بكرة أبيه فيما إذا هز كرسيه وارتعش عرشه .
وهذا ما يحدث الآن في سورية , فهي منكوبة وفي حالة يرثى لها وفي نفس الوقت هي باتت مرتعاً لقوى إقليمية كثيرة وعلى رأسها إيران وتركيا .
فتركيا , التي تنظر إلى الربيع العربي على أنه تربة خصبة لاستعادة مجدها العثماني التليد , ترى اليوم البيئة مناسبة لزعامة العالم الإسلامي بجناحه السني بما أن العالم يتجه اليوم إلى تشكيل التكتلات الكبرى من قبيل الاتحاد الأوروبي ودول الكومونويلث , وهي قطعاً لا تنظر إلى سوريا المستقبل أكثر من كونها ريشة في جناحها يزيدها دفعاً وقوة بل جسراً للوصول إلى العالم العربي الذي سيديره إسلاميون من طينة إسلامييها بعد أن تُنصِّبَ أسطنبول والياً إسلامياً لها في الشام يسبح بحمدها ويدير مصالحها .
هي ليست قلقة على أرواح السوريين كما تدعي , بل هي تتلمظ وقد أوشكت الطبخة أن تستوي بعد أن أعدت لها العدة باحتضان الجزء الأكبر من المعارضة واستقدام اللاجئين السوريين الفارين من بطش النظام وجبروته لتمتنَّ به على السوريين وتجني ثمار صدقتها منهم ما عمرت الخليقة .
تركيا الأردوغانية التي تلعب في الخفاء اليوم لهي أخطر من تركيا الأتاتوركية إبان الحرب الباردة والتي كانت واضحة التوجهات والأهداف والمعالم والنوايا , هي تلعب بحرية بعد أن فطمتها أمريكا بعد انهيار المعسكر الشيوعي لذلك هي تبحث عن دور إقليمي لها يضاهي ذلك الذي كانت تلعبه إبان الأمبراطورية العثمانية التي كانت وعلى مدى أكثر من ستة قرون قطباً رئيسياً من أقطاب العالم .
وسورية المنشودة تركياً هي لا تعدو كونها حاكورة لزرع البهارات لسدنة العثمانية الجدد , وما من عائق فيما تسعى إليه تركيا في هذا الاتجاه في هذه الأوقات سوى إيران .
إيران التي فتحت لها أمريكا أبواب العراق على مصاريعها وسلمتها مفاتيع بغداد على طبق من ذهب بعد أن أزاحت نظام صدام ونصّبت على العراق نظاماً شيعياً كان يحلم به النظام الإيراني بل كان يجده ضرباً من المستحيل .
وجدت إيران في العراق الجديد كسباً مجانياً لأهم حلقة من سلسلة الهلال الشيعي المزعوم ومعبراً لها إلى سورية ولبنان والبحر المتوسط .
وفجأة ومن حيث لا تدري تجد إيران نفسها مضطرة للدفاع المستميت عن النظام السوري الذي إذا هوى سيهوي معه , بلا شك , حلم النظام في إيران بزعامة كتلة شيعية تمتد من إيران إلى لبنان .
فساحة سوريا اليوم تشهد حرباً طائفية مستترة بين إيران وتركيا .
كيف لا , وثمة حديث عن تبادل الأسرى على الأرض السورية بين الدولتين , أسرى الحرس الثوري الإيراني لدى الجيش السوري الحر وأسرى الاستخبارات التركية لدى النظام السوري .
ثمة , إذن , حربٌ طائفية تجري بالوكالة على الأرض السورية لا ناقة للسوريين فيها ولا جمل , وإنما هم وقودها وضحاياها .
وما زاد الطين بلة هو التدخل الدولي على خط الأحداث الذي توج بفيتو مزدوج من دولتين ترعيان النظام وتخشيان عليه من الانهيار لغاية في نفسيهما .
ورب سائل يسأل هنا أين هم العرب من كل هذا الصراع الذي يحدث في دولة عربية ؟ .
وللإجابة نقول : الدول العربية مغيبة , نصفها لا يزال في طور النقاهة بعد إزالة السرطان من جسمها ولم يتم إنعاشعها بعد وهو نصف معطل , أما النصف الفعال فهو يتنعم برغد العيش والانغماس في ترف الحياة وملذاتها ومثل أولائك لا ينظرون إلى الأزمة السورية إلا كونها مصدر إزعاج وقلق وتوجس لهم , فرياح الأزمة قد تمتد إليهم في أي لحظة ونارها قد تطال عروشهم العاجية في أي وقت .
وما تحركها الخجول والبليد إلا رفع عتب أمام شعوبها التي تجمعها بالسوريين أواصر الدم والنسب والمصاهرة والدين والمذهب .
وأمام كل ما ذكر آنفاً نرى في سورية معارضة ضعيفة هزيلة فاسدة يبدو من سلوكها أنها تسعى إلى تسجيل الأهداف قبل أن تدخل أرض الملعب وهي تجاهد في سبيل المغانم والمواقع السياسية والإدارية في سوريا المستقبل وليس في سبيل تخليص الشعب السوري من أسوء كارثة يمر بها منذ أن دخلت جحافل هولاكو بلاد الشام واستباحت فيها كل شيء , زد على ذلك النفاق الذي يميز شرائح كبيرة من المعارضة فبعض أطرافها معارضون في العلن بينما هم يستبطنون الشبحنة والموالاة والانتهازية ولا يترددون في تصفية بعض المعارضين الأوفياء إذا ما أوكلت إليهم مهمة ذلك من قبل النظام .
وفي الجهة الاخرى من المعارضة هناك نظام قل نظيره في الشراسة والإجرام وقد برهن أنه على استعداد لتدمير البلد عن بكرة أبيه فيما إذا هز كرسيه وارتعش عرشه .
كل المؤشرات تشير إلى أن سوريا تنزلق سريعاً نحو حالة اللبننة في ثمانينات القرن الماضي حيث الانقسام الطائفي الذي أدى إلى حرب أهلية استمرت زهاء ثلاثة عقود , ولا يبدو في الأفق القريب طيف حل , بل إن المعطيات تتجه إلى أن الأزمة إلى المزيد من التعقيد أمام تعنت النظام , وهزالة المعارضة , وتضارب مصالح القوى المختلفة في العالم تجاه سوريا .