خريطة اللاخريطة التي يطرحها قادة الأحزاب الكردية السورية و أفعالهم الظلامية!!

داود باغستاني

منذ اندلاع الثورة السورية و حتى الآن، بات الكثير من قادة ما يسمى بالأحزاب الكردية في سوريا يبدون بآرائهم و أفكارهم الطوباية حول مستقبل القضية الكردية في سوريا دون أن يعلموا عما يطرحونه من شعارات خلبية سواء بقصد أو بغير قصد، و هنا أنصحهم كشخص يعلم بمعظم أفعالهم أن يكونوا أكثر أدباً و أخلاقاً و ضميراً مع شعبهم و في الحقيقة هذا ليس وقتاً مناسباً أن أتفوه ببعض المعلومات الحساسة عنهم و هم يدركون ذلك تماماً بأني أعلم ماذا أقول.
إن الكرد في سوريا هم بأمس الحاجة إلى وجود موقف موحد لهم حول قضيتهم العادلة تحسباً لأي تغيير طارئ حتمي في القريب العاجل سواء بسقوط النظام أو على الأقل سقوط بنيته و وضعيته الحالية، إلا أنه و للأسف فقد دخلت ثورة الكرامة في سوريا شهرها العاشر و مازال البيت السياسي الكردي مهدد بالسقوط و الإنهيار ناهيك عن وجود كسور في شبابيكه و أبوابه أصلاً بفعل الخلافات البالية فيما بين ما يسمى بقادة الأحزاب الكردية في سوريا، و في المقابل فقد بات معظمهم بين فينة و أخرى يطرح على صفحات الإنترنيت و المواقع مشاريع غريبة و خرائط طريق للقضية الكردية في سوريا و كأنهم يعيشون في عالم آخر، بدلاً من وضع النقاط على الحروف، و حل مشكلة التفرقة السياسية الكردية في هذه المرحلة التاريخية التي نعيشها حالياً بحساسيتها، أو على الأقل ترك زمام الأمور للشباب الكردي الثائر الذي يضحي بكل ما لديه في سبيل أن يكون جزءاً من الثورة السورية كي يستطيع مستقبلاً و عن طريق انتصار هذه الثورة تثبيت حقوقه القومية المشروعة.
للأسف بالرغم من الخلافات الكثيرة التي يفتعلها هؤلاء الحزبيين، و لكن نستطيع أن نقسمها إلى ثلاثة فئات و هي كالتالي:
1- الفئة التي تسعى إلى إرضاء النظام البعثي و تراهن ضمناً على بقائه: وهي التي ليس لها موقفاً ثابتاً حتى الآن حيال الثورة السورية و كذلك حتى حول مستقبل القضية الكردية، ففي كل اجتماع أو محفل يقولون شئياً للشخص أو الطرف المقابل، و يقولون شيئاً مغايراً في مكان آخر متناسين ان عصر العولمة جعل من عمر الكذبة أن تلد ميتة، و مثالاً على ذلك فإن أطراف هذه الفئة تارة تقول بأنها مع اسقاط النظام أمام الشباب الكرد و الأطراف الكردستانية الأخرى، و في المقابل فإن أفعالها و تصرفاتها تدل و بشكل قاطع بأنها من أكثر الأطراف خسارة بعد اسقاط النظام، و لهذا نراهم على مر الشهور الفائتة يطرحون بالفيدرالية و لايعلمون ماهي الفدرالية و آلية تطبيقها، و تارة الحكم الذاتي أو حق تقرير المصير أو أو أو….إلخ، وهذه الفئة هي الأخطر على مستقبل الكرد في سوريا.
2-  الفئة التي ترضي الشباب الثائر و تراهن على تدخل تركيا: إن هذه الفئة لها جوانب إيجابية و هي انخراطها في الثورة السورية و اصغائها للشباب الكردي الثائر، و لكن العيب فيها، أنها هي أيضاً ليس لها برامج واضحة، و تراهن على أن تركيا أردوغان هي المنقذ الوحيد للشعب السوري بما فيه الكردي، متناسين أنه و على مر التاريخ كلما كان للأتراك وجود في أي صفقة أو اتفاق دولي، كانت و ستكون من دون شك مؤامرة أو شبه مؤامرة على الشعب الكردي و الأمثلة التاريخية على ذلك كثيرة.
3-  الفئة الضائعة و الباحثة عن اعتراف بوجودها: و هي تقتصر على عدد من الأحزاب و التنظيمات الصغيرة أو الحديثة، فهي أيضاً تارة تحاول الركوض وراء الفئة الأولى و تارة وراء الثانية، و تارة تريد من خلال الشعارات الرنانة أن تجعل من نفسها صاحبة خصوصية سياسية أو نهج جديد، و هذه الفئة برأيي الشخصي لاضرر و لا نفع منها حالياً، و لاندري كيف ستكون مستقبلاً.
الجدير بالذكر هنا أن كل الأطراف التي تدعي تمثيلها للشعب الكردي في سوريا تراهن على أنظمة و دول متعددة، في حين أن كل هذه الأنظمة أو الدول تمارس السياسية بعينها أي بما يتناسب مع مصالحها، سواء بمواقف إيجابية أو ربما (مع احترامي للقارئ العزيز) بمواقف حقيرة، فالدول الغربية بما فيها أمريكا لو وجدت مصلحتها في بقاء هذا النظام لكانت مواقفها أحقر و أفظع بكثير مما عليه الآن و كذلك أردغان و غيره، و حتى روسيا و الصين لو وجدت في زوال نظام بشار الأسد فائدة و مصلحة لها لفعلت أكثر مما يفعله الغرب، و ساندت الشعب السوري ربما حتى بالتدخل العسكري المباشر، و هنا لسنا بصدد شرح ماهية السياسة الدولية التي تعتمد على مصالحها و التي بات الجميع يدركها بما فيها فئة الشباب الكردي الثائر، لكن هنا نريد القول بأن الطريق الوحيد الذي يُمكّن الكرد من أن يكونوا أداة قوية في رسم سياسة سوريا المستقبل هي وحدة الخطاب و الموقف القومي السياسي بشكل واضح و واقعي و بما يتناسب مع متطلبات المرحلة الراهنة، فبدلاً أن يكون الكرد في سوريا بطاقات قوية أو ضعيفة بيد تقاطعات المصالح الدولية، بإمكانهم أن يكونوا أداة قوية هي نفسها تتحكم بالبطاقات السياسية كما تشاء.
و هنا يتوجب علينا أن نوضح للعالم و المكونات السورية الأخرى ماذا نريد بالضبط، فالعالم ليس مضطراً أن يجلس معنا و يداعبنا كالطفل المدلل و يقول لنا ماذا تريدون، بل نحن بحاجة أن نفهم إلى ماذا نطمح كي نستطيع افهام غيرنا بمطالبنا، و عدا ذلك (أي عدا وحدة و وضوح الموقف الكردي السوري) فإنه من الأجدر أن يتواصل الكرد مع الأطياف السورية الأخرى التي كانت و ستكون له شريكاً وطنياً له بشكل حتمي بدل التسول عند النظام السوري أو أنظمة دول الجوار، و هنا أستذكر للمثال لا للحصر، الشيخ المناضل نواف راغب البشير شيخ شيوخ عشائر البقارة، للأسف بعد ما تعرض للاعتقال والإهانة قبل ثلاثة أشهر على يد النظام القمعي بسبب مواقفه النضالية لم نرى أي موقف أو نشاط ملموس لتلك الجماعات الحزبية الكردية حيال ما تعرض له هذا المناضل السوري البطل، و تناست تلك الأحزاب موقفه حيال أشقائه الكرد السوريين في انتفاضة آذار 2004 و كذلك في الانتفاضة السورية الحالية، و كان الأجدر بتلك الأحزاب بدلاً من لفها و دروانها عند النظام القمعي أو الكيانات المجاورة أن تقوم بتقوية علاقاته معه و مع أمثاله، فإلى جانب وطنيته ليس مستبعداً أن يكون من أصحاب القرار في سوريا المستقبل نظراً لشعبيته المعروفة بين كافة الأطياف و المكونات السورية دون استثناء، و الأمثلة حول هذا الموضوع طويل جداً.

في النهاية أقول و بكامل قواي العقلية و الجسدية لكل قادة ما يسمى بالأحزاب الكردية في سوريا بدءاً من عبدالحميد درويش و انتهاءاً بعبد الحكيم بشار و غيرهم من أصحاب الشعارات الرنانة، عليكم إما حسم أمركم مع قضية الشعب الكردي في سوريا بأسرع وقت، أو تجلسوا ساكتين في بيوتكم، و إلا سأضطر إلى فضح بعض المعلومات الخطيرة أمام الرأي العام الكردي و السوري عن بعض أفعالكم الماضية و خصوصاً الحاضرة، و ما تفعلونه في وضح الظلام في الوقت الحالي حيال الثورة السورية، و اتفاقاتكم مع بعض الأطراف الظلامية للنيل من الثورة السورية و الشعب الكردي، و أؤكد أنني كنت بصدد الكشف عن فضائحكم تلك بعد انتصار الثورة لأن حساسية الوضع الحالي لاتسمح أن نُلهي شبابنا و شعبنا الكردي بهكذا مواضيع، و لكن يبدو أن الأمر لن يجدي نفعاً و  قد أضطر للكشف عنها في القريب العاجل و بالوثائق و الثبوتيات، و أنتم تعلمون جيداً جدا ماذا أعني بكلامي هذا، و قد أعذر من أنذر، فالتغيير الحتمي في سوريا قادم في القريب العاجل و لا مفر لكم و للنظام من ذلك، و أعتقد أنكم فهمتمكم مضمون رسالتي أكثر من غيركم من القراء.

شارك المقال :

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 Comments
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
اقرأ أيضاً ...

صلاح بدرالدين مؤتمر جامع في قامشلو على انقاض اتفاقيات أربيل ودهوك الثنائية لسنا وسطاء بين الطرفين ( الاتحاد الديموقراطي و المجلس الوطني الكردي ) وليس من شاننا اتفقوا او اختلفوا او تحاصصوا لانهم ببساطة لن يتخلوا عن مصالحهم الحزبية الضيقة ، بل نحن دعاة اجماع قومي ووطني كردي سوري عام حول قضايانا المصيرية ، والتوافق على المهام العاجلة التي…

شادي حاجي لا يخفى على أي متتبع للشأن السياسي أن هناك فرق كبير بين الحوار والتفاوض. فالحوار كما هو معروف هو أسلوب للوصول الى المكاشفة والمصارحة والتعريف بما لدى الطرفٍ الآخر وبالتالي فالحوارات لاتجري بهدف التوصّل إلى اتفاق مع «الآخر»، وليس فيه مكاسب أو تنازلات، بل هو تفاعل معرفي فيه عرض لرأي الذات وطلب لاستيضاح الرأي الآخر دون شرط القبول…

إبراهيم اليوسف باتت تطفو على السطح، في عالم يسوده الالتباس والخلط بين المفاهيم، من جديد، وعلى نحو متفاقم، مصطلحات تُستخدم بمرونة زائفة، ومن بينها تجليات “الشعبوية” أو انعكاساتها وتأثيراتها، التي تحولت إلى أداة خطابية تُمارَس بها السلطة على العقول، انطلاقاً من أصداء قضايا محقة وملحة، لا لتوجيهها نحو النهوض، بل لاستغلالها في تكريس رؤى سطحية قد…

شادي حاجي القضية الكردية في سوريا ليست قضية إدارية تتعلق بتدني مستوى الخدمات وبالفساد الإداري وإعادة توزيع الوظائف الادارية بين المركز وإدارات المناطق المحلية فإذا كان الأمر كذلك لقلنا مع من قال أن المشكلة إدارية والحل يجب أن يكون إدارياً وبالتالي حلها اللامركزية الادارية فالقضية الكردية أعقد من ذلك بكثير فهي قضية شعب يزيد تعداده على ثلاثة ملايين ونصف تقريباً…