التسلق والتملق بضاعة غير رائجة في ميدان الشباب الثوري

فرحان مرعي

ما ان اقترب الثور من الوقوع حتى وجدنا بعض من المتسلقين على اكتاف الشهداء والثوار يشحذون سكاكينهم ويلوحون بها لينقضوا على الثور منتظرين اللحظة المناسبة في عملية تقطيع ممنهجة وسرقة مكشوفة وليقطفوا الثمار قبل غيرهم في اعادة سيئة لمقولة ان الثورة يشعلها المغامرون ويديرها العقلاء والشجعان ويجني ثمارها الجبناء والانتهازيون، ولكن لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين ، ان ثوار الاستقلال الثاني يأخذون درساً ويستوعبونه ولن ينخدعوا ثانية .
ها هم يخرجون بعد ثمانية اشهر من الثورة والشهداء والدماء ويذهبون الى اتجاهات مختلفة ويلقون بخبزهم على صحن الحلاوة لعل وعسى يعلق به قليلاً منها ، فيذهب عميد السياسيين الكرد في سوريا ومن معه الى القاهرة واربيل من وراء شباب الثورة ويقدم نفسه كممثل شرعي للشعب الكردي تلك الشرعية التي افتقدها في شوارع عامودا وقامشلو لينالها من اربيل العاصمة “وشكراً كاك مسعود”
لقد اعطاكم الشعب الكردي في سوريا فرصة تجاوزت خمسين سنة وكنتم رجال المرحلة بامتياز بايجابياتها وسلبياتها ولن يطمس احد دوركم ولن يكون الشعب الكردي ناكر جميل ولكن لكل عصر رجاله هذه سنة الحياة ولتقرأ الفاتحة وتقرع الاجراس على احزاب المرحلة الشمولية ليس هذا بارادتنا وانما الزمن بطبيعته يفعل فعله ويطوي صفحات وصفحات ليظهر صفحات جديدة باشكال جديدة وعناوين جديدة ، الانسان لا ينفذ صلاحيته ما دام حياً ولكن ينفذ فكرته والاغبياء هم فقط الذين لا يجددون افكارهم هكذا قال نيتشه ، العقيدة وهم والذين يمارسون لذة العقيدة باستمرار يفقدون الاحساس بالتجديد ويستمرون في وهم الخلود والبقاء، لقد كان لينين يعيش في وهم العقيدة وهو لا يدري ان طبيعة الحياة عندما يأتي على الاشياء ينخرها من الداخل يوماً بعد يوم ليأتي الوقت المناسب حيث لا يحتاج الا الى نسمة خفيفة ليهوي على الارض .

في التاريخ يذكر ان ديغول ينجح في الحرب والاستقلال ويفشل في الانتخابات وهلموت كول رجل الوحدة الالمانية يسقط في الانتخابات ونلسون مانديلا يستقيل بعد ست وعشرين من السجن ويصلي غاندي صلاة الجنوبيين في جنوب افريقيا وليس صلاة الهندوسيين الهنود، فهل من متعظ ؟؟ 

شارك المقال :

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest


0 Comments
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
اقرأ أيضاً ...

اكرم حسين   تمضي سوريا في أحد أكثر مراحلها التاريخية تعقيداً، حيث تتزاحم الأزمات وتتداخل التحديات في مشهد يشبه الركام. نظام قمعي راحل خلّف دولة فاشلة ، واقتصاداً مفلساً، ونسيجاً وطنياً ممزقاً، وأرضاً مباحة لكل من يريد الاستثمار في الفوضى والدم. لكن ما بعد السقوط لا يجب أن يكون سقوطاً آخر. ما نحتاجه اليوم ليس مجرّد حكومة جديدة، بل…

قمع النّظام الانتفاضة بمنتهى القسوة، وبلغ عدد المعتقلين نحو سبعة آلافٍ من الفتية والشباب وكبار السّنّ وبينهم نساءٌ.. وقد مارس معهم أشدّ أنواع التعذيب مثل: تكسير الأسنان، وقلع الأظافر، والصعقات الكهربائية، وتوفي بعضهم تحت التعذيب كالشهيد الشاب فرهاد محمد صبري. وجلب النظام قواتٍ عسكريةً كبيرةً بقيادة ماهر الأسد إلى الجزيرة، وطوّق الجيش والأمن قامشلو وبقية المدن والبلدات الكردية، وقامت بفصل…

إلى كل من يحاول عبثًا تغيير مسار التاريخ بأساليب رخيصة وبالية، تدين لجنة إحياء ذكرى الأمير إبراهيم باشا المللي، بأشد العبارات، الجريمة النكراء التي استهدفت قبر الأمير، في اعتداءٍ لا يمكن وصفه إلا بأنه محاولة بائسة لتشويه إرثه، والإساءة لتاريخ الشعب الكردي، وإشعال الفتن بين مكونات المنطقة عبر خطاب الكراهية والتحريض. لقد كان الأمير إبراهيم باشا، المعروف بلقب “مير ميران…

نظام مير محمدي*   تُغرق الأخبار المتعلقة بالمفاوضات النووية النظام الإيراني في دوامة من الأزمات الداخلية والخارجية. هذه الأزمات لا تقتصر على فئة معينة في الحكم، بل تشمل النظام بأكمله، وتتفاقم مع مرور الوقت. يمكن رؤية دلائل هذه الأزمات في خطب أئمة الجمعة، وردود فعل نواب البرلمان، والتناقضات في تصريحات المسؤولين.   التحدي الكبير للنظام حدد النظام الإيراني هويته…