“إسلام أون لاين” التقى د.كاميران حاج عبدو عضو الهيئة القيادية لحزب الوحدة الديمقراطي الكردي في سوريا- يكيتي، ومسؤول منظمة أوربا للحزب..
ويدور الحوار حول أسباب الزيارة وعلاقة المجلس الوطني الكردي بقوى المعارضة السورية ورؤيته لحل القضية السورية.
وهذا نص الحوار:
*بداية ما رأيك بالعقوبات التي فرضت على سوريا..
وكيف ترى انعكاساتها على الصعيد السياسي والاقتصادي؟
-النظام السوري لا يتكلم بلغة سوى لغة الحرب و المخابرات والاضطهاد، لذلك سيستمر الوضع الدامي في سوريا، لكن في النهاية ستكون النتيجة واضحة وهي أن هذا النظام سيسقط لأن الشعب السوري لن يعود إلى فترة ما قبل الثورة ولن يقبل بأي نظام قمعي على الإطلاق، وسيكون المستقبل للحرية والديمقراطية والمساواة.
الأكراد والجامعة العربية
* من هي القوى المشكلة للوفد الكردي خلال زيارتكم للقاهرة، وهل تمت بناء على دعوة من جامعة الدول العربية أم أنها جاءت نتيجة مبادرة من المؤتمر الوطني الكردي؟
-كما تعلمون بأن المؤتمر الوطني الكردي في سوريا انعقد بتاريخ 26-10-2011 داخل سوريا في مدينة القامشلي بمشاركة ممثلي عشرة أحزاب كردية (100 ممثل) وعدد من الشخصيات المستقلة الذين تم انتخابهم من مناطق مختلفة و ممثلي القوى الشبابية (عدد المستقلين بشكل كامل بلغ 158)، وأعلن المؤتمر تأسيس المجلس الوطني الكردي والذي يعتبر الممثليّة الرئيسية لإرادة و مطالب الشعب الكردي في سوريا.
وانعقد المؤتمر تحت الشعارات التالية (من أجل تحقيق أهداف الانتفاضة السلمية للشعب السوري في الحريةوالكرامة؛ نحو دولة ديمقراطية برلمانية تعددية تضمن الحقوق القومية للشعب الكردي؛ الاعتراف الدستوري بالشعب الكردي كمكون رئيسي في البلاد؛ لا للتمييز القومي والديني والطائفي، نعم لدولة وطنية علمانيةوديمقراطية لكل السوريين؛ لا للقمع والاستبداد..
الحرية لجميع معتقلي الرأي في سوريا).
ونحن الآن في القاهرة بقرار من هذا المجلس و الهدف من هذه الزيارة كان عقد لقاء مع الأمين العام لجامعة الدول العربية لشرح وجهة نظرنا له، كما أن للزيارة هدف أخر وهو عقد اللقاءات والحوارات مع أطراف المعارضة السورية بغية إيجاد إطار واحد يجمع كافة أطرافها ليتسنى لنا طرح أراء ومقررّات مؤتمرنا الكردي لهم.
*ما هي أهم المحاور التي تم مناقشتها مع الأمين العام للجامعة نبيل العربي؟
كان اللقاء مع الأمين العام للجامعة العربية إيجابياً جداً.
لقد ركز وفدنا على النقاط التالية (المجلس الوطني الكردي في سوريا هو الممثل الرئيسي للشعب الكردي في سوريا، نحن جزء أساسي ومهم من المعارضة والثورة السورية ولذلك يجب أن نشارك في المؤتمر العام الذي ستعقده المعارضة السورية قريباً، يجب أن تكون سورية المستقبل وطناً ديمقراطياً تعددياً يكون فيه نظام الحكم ديمقراطياً لا مركزياً وأن يتم صياغة دستور جديد يتعرف بوجود الشعب الكردي كمكون أساسي من مكونات الشعب السوري وأن يتم القبول بإيجاد حل عادل لقضيته على أساس حق تقرير المصير ضمن إطار وحدة البلاد).
وقد كان موقف الأمين العام لجامعة الدول العربية إيجابياً وكان سعيداً بهذا اللقاء وأكّد بأن المجلس الوطني الكردي سيكون مدعوّا بشكل رسميّ إلى مؤتمر المعارضة العام المزمع انعقاده قريبا.
التنسيق مع المعارضة
*هل هناك أي تنسيق بينكم وبين بقية أطراف المعارضة، وما هو موقفكم من المجلس الوطني السوري ومن هيئة التنسيق..؟
-في البداية أريد القول بأن لدينا اتصالات مع كافة أطراف المعارضة والآن إحدى أهدافنا في القاهرة هي عقد اللقاءات مع الطرفين الأساسيين في المعارضة السورية وهما المجلس الوطني السوري وهيئة التنسيق الوطنية.
وسنعمل جهودنا من أجل إيجاد إطار واحد يجمع كافة الأطراف وفي حال عدم تمكننا من ذلك فسنعمل نحن كمجلس وطني كردي مع الطرف الذي يقبل بسورية ديمقراطية تعددية نظام الحكم فيها برلماني ديمقراطي لا مركزي تعترف بحق الشعب الكردي كاملة دون تردّد في إطار وحدة البلاد.
وهنا التقينا بوفد قيادي من المجلس الوطني السوري وتبادلنا وجهات النظر وإمكانية توحيد المعارضة، كما التقينا بوفد قيادي من هيئة التنسيق الوطنية.
من جهة أخرى التقينا مع حزب الوفد المصري بقيادة السيد حسام الخولي سكرتير عام مساعد حزب الوفد المصري ثاني أكبر الأحزاب المصرية، وقد تحدثنا عن الوضع السوري بالإضافة إلى المطالب الكردية وكان لقاء مفيداً وبناء، كما التقينا بعدد من أفراد الجالية الكردية في القاهرة.
ومن المرتقب أن نجتمع مع وزير خارجية قطر الشيخ حمد بن جاسم، وسفير دولة قطر في القاهرة، كون قطر ترأس اللجنة الوزارية العربية المكلفة بمتابعة الوضع في سوريا، ونحن على استعداد للقاء كافة القوى الوطنية السورية، كما أن رفاقنا في الداخل يعملون لذلك وضمن نفس التوجّه.
لا لعسكرة الثورة
*عقد لقاء بين المجلس الوطني وبين هيئة التنسيق مؤخراً..
كيف تنظر إلى هذه الخطوة أيضاً وكيف تنظر إلى اللقاء بين المجلس الوطني والجيش السوري الحر..؟
-إن أي لقاء بين كتل المعارضة السورية هو موضع ترحيب وارتياح لدينا وهو ما نسعى إليه نحن أيضاً، وفي هذا السياق أود التوضيح أن اللقاءات تجري بشكل ثلاثي بين المجلس الوطني وهيئة التنسيق والمجلس الوطني الكردي بغية توحيد صفوف المعارضة السورية، أو التوصل على الأقل إلى رؤية سياسية موحدة لدى هذه الأطراف.
أما بالنسبة للقاء الذي تم بين المجلس الوطني السوري والجيش السوري الحر، هو أمر يخصهما، لكن أود الإشارة هنا إلى أنه بجب الحرص على سلمية الثورة وعدم عسكرتها، إذ أن قوة الثورة في سلميتها وجماهيرتها، ونأمل أن يكون ذلك اللقاء قد تم في هذا الإطار.
*بالتالي كيف تنظرون إلى عمليات الجيش السوري الحر..؟
-نحن نرى بأن سلاح الثورة الأقوى هو سلميّتها، لذلك يتوجب الحفاظ على سلمّية الثورة السورية، النظام السوري يحاول ومنذ البداية جرّ الثورة إلى استخدام السلاح لأنه على يقين تام بأن الثورة إن تم تسليحها سوف تفقد الكثير من قوتها، نحن كشعب سوري نعشق الحرية لا القتال والسلاح.
التدخل التركي يعقد الأزمة
*يجري الحديث عن تدخل عسكري تركي وفرض منطقة عازلة، ما رأيكم بهذا الطرح وهل تؤيدونه..؟
-نعتقد بأن التدخل العسكري في سوريا سيزيد الحالة تعقيداً وهذا ما لا نتمناه، وبالنسبة للحديث حول تدخل الجيش التركي في سوريا أريد أن أؤكد بان الشعب الكردي في سوريا بشكل خاص والكثير من الأطراف الأخرى في المعارضة لن يقبل على الإطلاق بهذا التدخل، لأن تركيا لا تستطيع القيام بهذا الدور ولها أجندة خاصة من وراء تدخلها، فكيف لدولة مثل تركيا التي يعيش فيها أكثر من 20 مليون كردي مضطهدون محرومون من كافة حقوقهم حتى اليوم أن تبادر إلى حماية الشعب السوري!
*ما هو الحل في حال استمرار النظام في خياراته العسكرية؟
-لقد فتح النظام السوري من خلال أعمال العنف التي يقوم بها الباب أمام التدخل الإنساني العربي والدولي، لذلك على كل شخص يحترم الكرامة الإنسانية أن يتّخذ كافة الوسائل القانونية من أجل إيقاف الدماء التي تنزف في سوريا وأن يتضامن مع كفاح الشعب السوري من أجل الحرية والديمقراطية والمساواة.
*ما حقيقة موقف شباب التنسيقيات الكردية من المؤتمر الوطني الكردي، وما هي أسباب رفض هؤلاء الشباب أن يكون المؤتمر هو من يمثل الشارع الكردي؟
-لقد حضرت الكثير من القوى الشبابية المؤتمر الكردي وعدد آخر لم يشارك، باعتقادي أن هذا أمر طبيعي لأنه لا يمكن أن يتم إرضاء كل الأطرف، لكن نستطيع القول بأن المجلس الوطني الكردي هو الممثل الرئيسي للشعب الكردي في سوريا فهذه حقيقة، ومن جهة أخرى باب المجلس الوطني الكردي مفتوح أمام كل إنسان كردي وطني.
كما أريد التنويه إلى أن هذا المجلس في المجال السياسي قد رفع شعار سوريا ديمقراطية تعددية لا مركزية يتم الاعتراف فيها بحقوق الشعب الكردي وفق مبدأ حق تقرير المصير ضمن إطار وحدة سورية، وهذان المطلبان هما المطلبان الأساسيان لكل الكرد في سوريا ولم تطالب أي جهة (حزبية كانت أم تنسيقية شبابية) بأكثر منهما، برأي يجب التوجه بهذا السؤال إلى تلك التنسيقيات والأشخاص الذين يصدرون تصريحات ضد المجلس الوطني الكردي.
مقاطعة انتخابات النظام
*للمرة الأولى نسمع في سوريا وجود قائمة في انتخابات المجالس المحلية باسم (انتخابات مجلس غربي كردستان لمحافظة الشام وريفها)..
ما حكاية هذه القائمة وهل هي “رشوة ” جديدة من النظام لإبقاء الأحزاب الكردية خارج الحراك؟
-المجلس الوطني الكردي هدفه الرئيسي هو تغيير النظام السياسي والدستوري والثقافي للنظام وهذا يعني أننا لن نقبل بسوريا جديدة يحكمها طرف واحد سواء كان هذا الطرف حزبا أو قومية أو ديناً.
لذلك لن نشارك في الانتخابات التي ستجري في ظل هذا النظام القمعي.
وإن كانت هناك أطراف (أحزاب أم أشخاص) ستشارك فهذا القرار يخصهم وحدهم و السؤال موجه لهم، نحن في حزب الوحدة الديمقراطي الكردي في سوريا –يكيتي- والمجلس الوطني الكردي الذي يعتبر الممثل الرئيسي للشعب الكردي في سوريا لن نشارك في أية انتخابات، حتى صياغة دستور جديد ديمقراطي تعددي يضمن وجود الشعب الكردي في سوريا ويعترف به.
ونحن كحزب وكمجلس وطني كردي ليس لنا أية علاقة بهذه القائمة التي تتحدث عنها ولا بأية انتخابات أو “مجالس شعب كردية” جرت في بعض المناطق، لا يمكن لأي حزب كردي أن يعلن عن مجلس شعب كردي بهذه الطريقة، هذه سابقة ونحن لسنا معنيين بها أبداً ولا نشجّعها.
*في هذا الإطار؛ ما حقيقة الدور الذي يقوم به «الاتحاد الديموقراطي» أو الـ(PYD)، والمعروف بأنه الفرع السوري من حزب العمال الكردستاني؟
– في الحقيقة هناك أسئلة تطرح كثيراً، حول دور حزب الإتحاد الديمقراطي وهناك الكثير من الغموض حول هذا الدور، لكنني أستطيع القول بأنه يجب أن يطرح هذا السؤال على حزب الاتحاد الديمقراطي لأنه يستطيع أن يبين دوره وموقفه بشكل شفاف وواضح، ونحن كحزب نصرّ على تأطير كافة القوى السياسية الكردية في سوريا دون استثناء أي طرف كردي.