تقرير حول إحياء الذكرى الحادية والخمسون لحريق سينما عامودا

(ولاتي مه – خاص) استذكر ابناء مدينة عامودا ذكرى فاجعتهم الكبرى التي حدثت في مثل هذا اليوم قبل احدى وخمسون عاما ( 13/11/1960), ذكرى حريق سينما عامودا الذي راح ضحيته, المئات من أطفال المدينة الذين تراوحت أعمارهم بين العاشرة والخامسة عشرة عاما,
إحياء المناسبة تم على ثلاثة مراحل أو من قبل ثلاث جهات ؟! الجهة الأولى حزب الاتحاد الديمقراطي PYD الذي أحيى المناسبة في الساعة الحادية عشرة صباحاً باقامة مهرجان خطابي, أمام حديقة النصب التذكاري
الجهة الثانية قامت بها منظمات أحزاب المؤتمر الوطني الكردي في عامودا في الساعة الثالثة بعد الظهر, دعت اليها اتحاد شباب الكورد في عامودا  حيث خرجت بمظاهرة صامتة وتم تشغيل الاغاني الكوردية التي تتحدث عن سينما عامودا وأغنية شفان برور الاخيرة عن السينما
حيث تم وضع باقات الورود أمام النصب التذكاري لسينما عامودا وألقيت عدة كلمات.

حيث ألقى احد الشباب كلمة باسم المجلس الوطني الكردي تحدث في البداية عن المؤتمر الوطني الكردي الذي وحد الكلمة الكوردية وحدد خياراته باعتباره الممثل الشرعي للشعب الكردي … واضاف يمر اكثر من نصف قرن على جريمة سينما عامودا دون ان يتم التحقيق فيها والكشف عن اسبابها ومعاقبة مرتكبيها سواء كان الفعل جنائيا او غير ذلك ..

وقال: يجب ان يوضع حد لهذا الصمت المريب تجاه هذه الجريمة في سوريا الغد التي يجب ان تولي الاهتمام لهذه القضية وفتح تحقيق عادل ونزيه وجعل يوم الثالث عشر من تشرين الثاني يوم عطلة رسمية في عامودا ..

وخاطب الحضور قائلا: من الغريب ان تمر علينا هذه الذكرى ونحن منقسمون بشأنها بحيث تجري ثلاث فعاليات منفصلة كلها انطلقت من شعور واحد وهدفت الى غاية واحدة ولكن في مواقيت مختلفة ..

وقال: يجب ان نعود يدا واحدة وقلب واحد على اسس راسخة وركائز متينة تستند الى حقوقنا المشروعة في سوريا الغد عبر وثيقة البيان الختامي للمجلس الوطني الكوردي في سوريا , وفي الختام دعا اللجنة المكلفة بتوسيع المجلس الى القيام فورا بمهامها والاتصال بكافة الاطراف المؤهلة للانضمام الى قافلة المجلس ليشمل جميع الاطراف السياسية لتعرية المزاودين واللاهثين وراء المنافع الشخصية او الحزبية الضيقة حسب تعبير كلمة المجلس الوطني الكوردي.
, والقيت كلمة ارتجالية من قبل بهجت ابو شنو تحدث فيها عن ضحايا الكارثة والخسارة التي شكلتها لعامودا التي فقد جيلا كاملا كان من الممكن ان يكونوا اليوم اطباء ومهندسين وكوادر مهنية في كافة المجالات واكد انه لم يتخلف قط عن المشاركة في احياء هذه المناسبة الا مرة واحدة في حياته في السنة الماضية حين كان معتقلاً.

 وختام الكلمات كانت كلمة من قبل الكاتب والشاعر بشير ملا جاء فيها: لاول مرة ياتي شعبنا بكل حرية الى حديقة الشهداء لاستذكار الشهداء وهذه ثمرة ثورات الشعوب التي تجتاح منطقة الشرق الأوسط وتزيل في طريقها كل الرواسب التي تراكمت خلال عهود طويلة … واضاف: اود ان اتوقف قليلا عند العقلية التي تتحكم بذهنية هذا النظام الذي شارف على الموت المحتم ولازال يعمل لالغاء الشعب الكوردي عندما ازال اللوحة التي وضعناها للحديقة لانها فقط تضمنت عبارة “bexçê pakrewana”   … مرة اخرى استذكر شهداء سينما عامودا وشهداء شعبنا وشهداء الثورة السورية , واتمنى ان يستذكر اهل عامودا معا هذه المناسبة في السنة المقبلة  وأن يتوحدوا امام هذه الحديقة…
الجهة الثالثة التي احيت المناسبة هي تنسيقيات الشباب ومنظمات احزاب الميثاق الوطني الكردي وتيار المستقبل وحركة الاصلاح والكتاب والمثقفين المستقلين, في حوالي الساعة الرابعة عند المساء حيث تم رفع الاعلام الكوردية والسورية, و صور شهداء سينما عامودا وتم وضع باقات الورود على النصب التذكاري وبعد قراءة الفاتحة تجمعت الحشود حول النصب والقيت بعض الكلمات منها كلمة باسم منظمات الميثاق الوطني الكوردي وتيار المستقبل وحركة الاصلاح القاها الدكتور لقمان حسين جاء فيها:
نجتمع اليوم لنحيي مناسبة عزيزة على قلوبنا جميعا لنحيي ذكرى فقداننا لكوكبة من اطفالنا في يوم الفاجعة يوم الحريق الكبير في عامودا.

تمتاز عامودا بخصوصيتها في كل شيء وتمتاز بتضحياتها الكبيرة بدءا من طوشا عاموده ومرورا بحريق السينما الذي الذي خصص ريعه لدعم الثورة الجزائرية والانتفاضة الكردية في 2004 وأخيرا وليس اخرا انضمامها المبكر للثورة السورية السلمية المباركة… تمر علينا هذه الذكرى الأليمة وشعبنا السوري يمر بظروف خاصة منذ انطلاقة ثورة الحرية والكرامة حيث الشهداء والجرحى والمعتقلين بالآلاف جراء اتباع النظام للحل الأمني والعسكري في قمع الثورة واثبت شبابنا قدرة كبيرة على التضحية والوفاء والاصرار على المتابعة والنضال حتى تحقيق أهداف الثورة بانهاء نظام الاستبداد وحكم الحزب الواحد والاتيان بنظام ديمقراطي تعددي يتمتع في ظله جميع السوريين بحقوقهم وكرامتهم ..

ان احتفالنا بهذه المناسبة سيكون حافزا لنا للاستمرار في ثورتنا السلمية والتي عمادها الأساسي الشباب الحاملين لثقافة ديمقراطية والتي تتجلى في شعاراتهم حرية حرية آزادي آزادي الشعب السوري واحد من حوران الى قامشلو ومن تلبيسة الى عامودا …
ثم القت الشاعرة شيرين كيلو كلمة قالت فيها: قبل اعوام منعت من دخول قاعة المركز الثقافي بعامودا لانني كنت اربط شعري بالعلم الكردي.

فما اسعدني الآن وانا ارى نفس العلم مرفوعا بجانب العلم السوري..

ثم خاطبت الشباب قائلة: ايها الشباب لا تسمحوا لاحد بسرقة ثورتكم السلمية, ثورة العقل, ثورة الشباب الشرفاء, ثورة الحق والحرية, لا تسمحوا للعقول المتعفنة بتشويه جهودكم.


وقالت: لتشهد الدنيا كلها ان لنا اكباد احترقت هنا , فذق يا بشار ما ذقناه..

ان روحك ارخص بكثير من اظافر اطفالنا.

واضافت ان قلوب شهداء سينما عامودا كبرت داخل اجسادنا والآن آن أوان الانتقام, الانتقام لشهداءنا من كل الانظمة الفاسدة, والمطالبة بالعيش الكريم داخل سوريا كدولة مدنية تحفظ حقوق كافة الاديان والطوائف والقوميات التي تعيش على ارضها ..
واكدت ان شباب عامودا رفعوا اسم عامودا بجواهر النخوة والشجاعة ..

ونوهت ان المشاركة النسائية في المظاهرات غائبة ومغيبة ..

وخاطبت الشباب وقالت ان مشاركة النساء الشريفات ستزدادهن شرفا على شرف, ودعت الشباب الى مسك ايادي اخواتهم وبناتهم في كل جمعة ليعلم التاريخ ان نساء الكرد اخوات الرجال, وقالت اخيرا كونوا يدا واحدة احزابا وشبابا.
ثم القى احد شباب التنسيقيات كلمة طويلة عن تراجيديا سينما عامودا ..
القى بعد ذلك الكاتب والشاعر بشير ملا كلمة تحدث فيها عن الذكرى الاليمة وقال بانهم بهذه المناسبة وضعوا لوحة فوق مدخل الحديقة كتبت عليها حديقة الشهداء, فقامت الجهات الامنية بازالة اللوحة, الا انهم اعادوا وضعها من جديد..
ثم القى السيد ماهر جوهري كلمة جاء فيها: في مثل هذا اليوم التاريخي في كل عام ينتظرنا ربيع من الزهور والعصافير والبلابل تحمل ارواح طفل من أبناء هذه المدينة القديمة الطيبة التاريخية ..

تبت وخسئت ايدي مرتكبي الجريمة , هؤلاء الاغبياء على فعلتهم القبيحة الشنعاء .

اذ انهم لا يعلمون انهم بفعلتهم تلك اشعلوا فينا نيران غضب ستلتهمهم واحقادهم وافكارهم وقلاع دكتاتورياتهم ويفنوا الى أبد الآبدين.

ونبني مكانها اوطان الحرية والسلام ونعيش فيها اكرادا وعربا وكل من يؤمن باننا بشر ..
ثم القى السيد فيصل قادري قصيدة شعرية من وحي المناسبة ..

ومن جهة اخرى فقد قامت تنسيقيات الشباب بطبع وتوزيع نسخ من مقالة الكاتب حسين أحمد, تبحث بوثائق عن كل ما كتب عن حريق سينما عامودا.
وبعد الانتهاء من القاء الكلمات خرج الكل في مظاهرة حاشدة في شوارع المدينة يهتفون للحرية ويحيون الجامعة العربية في تعليق عضوية النظام, ويرددون شعارات الثورة وينشدون الاغاني المعبرة عن الثورة , والتي تحمل الميزة العامودية الخاصة…

 

شارك المقال :

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 Comments
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
اقرأ أيضاً ...

صلاح بدرالدين مؤتمر جامع في قامشلو على انقاض اتفاقيات أربيل ودهوك الثنائية لسنا وسطاء بين الطرفين ( الاتحاد الديموقراطي و المجلس الوطني الكردي ) وليس من شاننا اتفقوا او اختلفوا او تحاصصوا لانهم ببساطة لن يتخلوا عن مصالحهم الحزبية الضيقة ، بل نحن دعاة اجماع قومي ووطني كردي سوري عام حول قضايانا المصيرية ، والتوافق على المهام العاجلة التي…

شادي حاجي لا يخفى على أي متتبع للشأن السياسي أن هناك فرق كبير بين الحوار والتفاوض. فالحوار كما هو معروف هو أسلوب للوصول الى المكاشفة والمصارحة والتعريف بما لدى الطرفٍ الآخر وبالتالي فالحوارات لاتجري بهدف التوصّل إلى اتفاق مع «الآخر»، وليس فيه مكاسب أو تنازلات، بل هو تفاعل معرفي فيه عرض لرأي الذات وطلب لاستيضاح الرأي الآخر دون شرط القبول…

إبراهيم اليوسف باتت تطفو على السطح، في عالم يسوده الالتباس والخلط بين المفاهيم، من جديد، وعلى نحو متفاقم، مصطلحات تُستخدم بمرونة زائفة، ومن بينها تجليات “الشعبوية” أو انعكاساتها وتأثيراتها، التي تحولت إلى أداة خطابية تُمارَس بها السلطة على العقول، انطلاقاً من أصداء قضايا محقة وملحة، لا لتوجيهها نحو النهوض، بل لاستغلالها في تكريس رؤى سطحية قد…

شادي حاجي القضية الكردية في سوريا ليست قضية إدارية تتعلق بتدني مستوى الخدمات وبالفساد الإداري وإعادة توزيع الوظائف الادارية بين المركز وإدارات المناطق المحلية فإذا كان الأمر كذلك لقلنا مع من قال أن المشكلة إدارية والحل يجب أن يكون إدارياً وبالتالي حلها اللامركزية الادارية فالقضية الكردية أعقد من ذلك بكثير فهي قضية شعب يزيد تعداده على ثلاثة ملايين ونصف تقريباً…