الكرد السوريين يشاركون في ذكرى استشهاد سيد رضا

بمناسبة الذكرى الرابعة والسبعين لاستشهاد سيد رضا ، أحيت جمعية دجلة وفرات   للحوار ذكرى الشهيد في احدى الصالات بوسط دياربكر بتاريخ 12-11-2011،بحضور شخصيات ثقافية واجتماعية وحزبية وأكاديمية ، وكذلك شارك في أحياء هذه الذكرى وفد من الكرد السوريين ممثلين عن الأحزاب والمجموعات الشبابية.

بعد الوقوف دقيقة صمت أجلالا لروح الشهيد سيد رضا وشهداء الكرد ، افتتح السيد ابراهيم كوجلي مقدم الحفل ذكرى الاستشهاد بكلمات طيبة مرحبا بالأخوة الحضور، ثم تقدم بسرد عن حياة الشهيد سيد رضا وعن مسيرته النضالية.
وتقدم الاستاذ محي الدين باتماني رئيس جمعية دجلة و فرات للحوار بكلمة ترحيبية بالحضور ،بعد أن تحدث عن نشاطات الجمعية وفعالياتها.
من ثم ألقى الاستاد ضياءالدين فرات ( حفيد الشيخ سعيد بيران ) كلمة قال فيها: أخجل من نفسي ومن دياربكرهذه المدينة المشهورة والعريقة بثقافتها وعدالتها ونضالها وفكرها المدني بأن تكون هذه الصالة غير ممتلئة لأحياء ذكرى سيد رضا،فالحقيقة أنا حزين جدآ.
المسألة الكردية في هذه البقعة الجغرافية تعرضت لشتى صنوف التفريق والوحشية من قبل من استغلوا هذه الجغرافية باسم التوحيد والاسلام والديمقراطية ،لكن هذا يتنافى مع قيم الاسلام والديمقراطية .
كما تحدث عن  تاريخ الثورات الكردية ، وحث مجمل الفصائل الكردية إلى التكاتف وتوحيد الصفوف في هذه الفترة التي تمر بها المنطقة من تغييرات سياسية.
بينما تقدم الاستاذ فاروج تيلو العضو في الحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا بقراءة برقية المؤتمر الوطني الكردي في سوريا .
 باسم المؤتمر الوطني الكردي في سوريا لكم التحية والشكر، نحن فخورين لمشاركتنا في هذا الحفل التأبيني ونشكر جهودكم على احيائها ، هذا المؤتمر عربون محبة منكم إلى سيد رضا ورفاقه اللذين قدموا كل التضحية في خدمة شعبهم الكردي ، كذلك تحدث السيد تيلو عن آليات تأسيس المؤتمر ،ودعا جميع الفصائل والمجموعات الشبابية إلى العمل تحت مظلة المؤتمر الوطني الكردي.
كذلك كانت هناك كلمة باسم الأحزاب الستة خارج المؤتمر (ميثاق العمل – تيار المستقبل – حركة الاصلاح) ألقاها الاستاد عبد السلام عثمان العضو في مكتب العلاقات العامة في تيار المستقبل الكردي في سوريا.

تطرق فيها عن شكره إلى جمعية دجلة وفرات وذكر بان المؤسسات التي لا تحيي ذكرى تاريخ شعوبها لا تستطيع العمل في الحاضر من اجل خدمة شعوبها ،كما توجه السيد عثمان بالتعازي إلى الشعب الكردي عموما وفي مدينة وان خصوصا بعد تعرضها لزلزاليين عنيفين ، بينما تحدث عن الوضع الكردي في سوريا بأنه صعب جدآ فلكم مثال صغير (أنا بهذه الحالة ،مشيرآ إلى إعاقته ، قد خرجت من سوريا بعد تعرضي للملاحقة والاعتقال والتهديد بالتصفية الجسدية، نحن الكرد السوريين قدمنا منذ الأزل الكثير من الشهداء والتضحيات في سبيل الحرية من سليمان آدي وشهداء انتفاضة قامشلو ،قامشلو التي دخلت الثورة السورية كثاني مدينة إلى جانب درعا هاتفين ضد الظلم والاستبداد كما كان يهتف ويقول المناضل مشعل التمو لا للظلم والاستبداد نعم لسوريا حرة مدنية تشاركيه تعددية ،نعم للشعب الكردي الذي يعيش على أرضه التاريخية ،ولأنه كان صاحب كلمة الحق والحرية اغتيل من قبل السلطات السورية ،نعم هكذا سار مشعل التمو على طريق أخوته فالنضال سيد رضا – سعيد بيران – والبارزاني.
وفي كلمة حماسية جميلة تحدث الاستاذ درويش سعدو السكرتير الأسبق للحزب الديمقراطي الكردستاني في تركيا بشكل مقتضب عن انتفاضة ديرسم وقائدها سيد رضا.


كما استنكر السيد سعدو موقف بعض الشخصيات التركية الرسمية بعد زيارة السيد مسعود البارزاني رئيس اقليم كردستان العراق إلى تركيا ، عندما قيل له : ها قد قدم و وصل رئيس البيشمركه عوضآ عن رئيس الإقليم ، لكنهم لا يعرفون بأن مسعود البارزاني هو رئيس البيشمركه،ويفتخر بأنه من البيشمركه، وان البارزاني نفسه هو البيشمركة ،ثم تابع قائلآ : أننا نرفض هكذا إجراءات وكلمات بعيدة عن آداب الديمقراطية والحضارة ، أيها الأخوة الكرد أننا في مرحلة صعبة ،نزف الكثير من الدماء في عموم كردستان ،أيها المثقفين و رجال الساسة والشباب يجب أن نعمل في سبيل تكريس الوحدة لنيل حقوقنا ،لسنا أعداء لأحد، بل هم يظلموننا ويتجاهلون حقوقنا.
كما اعزي نفسي وعموم الشعب الكردي والأخوة في تيار المستقبل الكردي في سوريا برحيل القامة الكردية الاستاد مشعل التمو،الذي اغتيل على يد السلطات السورية.


وكانت للمجموعات الشبابية الكردية في سوريا بمختلف تنسيقياتها و ائتلافاتها حضورا بارزا، حيث ألقى الاستاذ سرباز فرمان كلمة باسم الحراك الشبابي حيث توجه بالتحية إلى شهداء الثورات والانتفاضات الكردية والى روح الشهيد مشعل التمو ،وتحدث عن دور شباب الكرد في الثورة السورية ،كذلك توجه بالشكر إلى المؤتمر الوطني الكردي الذي تأسس في الآونة الأخيرة ودعاهم إلى تفعيل مقررات المؤتمر أكثر وعدم اللجوء إلى الإقصاء واستخدام الفيتو ضد الغيرمؤطرين في المؤتمر من أحزاب ومجموعات شبابية .
و رحب الاستاذ محمد أكتار (حفيد الشيخ سعيد بيران) بنشاطات جمعية دجلة وفرات واهتمامها الدائم على أحياء المناسبات ،وناشد الشعب الكردي على عدم نسيان الرموز والقادة الكرد ، وعندما تم تداول انتفاضة سيد رضا داخل البرلمان التركي كانت خطوة ايجابية على عدم ترك الكرد الأيادي المتورطة بقتل وقمع الشعب الكردي بدون مبرر ، يجب أن نعمل ونعرف ماذا حدث لبالو – سيد رضا – سعيد بيران- واليوم يقع على عاتقنا أن نعمل بشكل أكاديمي لإحياء شهدائنا وإيصال صورة الشعب الكردي إلى المحافل الدولية ، مستذكرآ سؤال موسى عنتر للشيخ علي أبن الشيخ سعيد بيران  عندما سأله : لماذا لم تنجح ثورة الشيخ سعيد بيران ،فأجابه الشيخ علي : كانت الثورة تفقد أمرين مهمين وهما :
عدم الاتفاق بين الكرد و ضعف السياسة في صفوف الثورة وعدم استطاعتهم إيصال صوتهم إلى جميع شعوب العالم .ويعود الاستاذ أكتار ويبدي تعجبه من ضعف ساسة الكرد في عدم العمل لإيصال الصورة عن الشعب الكردي إلى جميع المنظمات والشعوب والمحافل الدولية .


كما رحب بمشاركة الوفد الكردي قائلا : أنني اشعر بالسعادة بحضور الأخوة الكرد من كردستان سوريا ،اتمنى لكم التوفيق والنجاح، يجب أن نتعاون معا.
 وباللهجة الزازية تحدث الاستاذ المربي كاظم أك مطولا عن مناقب الشهيد وعن ثورة الشهيد في بحث أكاديمي رائع،حيث تم الترجمة إلى اللهجة الكرمانجية عن طريق بعض الأخوة.
وبعد انتهاء حفل التأبين جرت مناقشات مطولة بين الوفد الكردي و الشخصيات والفعاليات المشاركة ،حيث تطرق الاستاذ نصرالدين احمه عن الثورة السورية بشكل عام وعن الوضع الكردي في الثورة بشكل خاص،كما دعا الجميع إلى مساندة اللاجئين الكرد في تركيا ،حيث قال بأننا نحن الكرد السوريين لم نبخل في دعم جميع الأخوة الكرد في الأجزاء الأخرى من كردستان عند اندلاع الثورات والانتفاضات في جبالها وربوعها، كما طلب من الأخوة على دعم الثورة السورية ودعم الكرد بكل السبل عن طريق مؤسساتهم ومراكزهم الإعلامية ،والوقوف إلى جانب الكرد في كردستان سوريا لتحقيق مطاليبهم الشرعية.
الجدير بالذكر بعد تردي الأوضاع في المناطق الكردية بشكل كبير ،شهد عام 1936-1937- انتفاضة في إقليم ديرسم ،الذي حول إلى ولاية باسم (تونجلي ) في شكل عصيان مدني ،تزعمه وقاده سيد رضا، .وجهت المدافع والطائرات وتم القتل والتهجير وإحراق الغابات بشكل وحشي من قبل السلاح التركي.
تمكن الجنرال (ألب دوغان ) بحيلة اجراء مفاوضات مع سيد رضا حتى قبض عليه في 5 سبتمبر 1937،وقدم هو ورفاقه إلى المحكمة في 10 نوفمبر 1937 ،وحكمت المحكمة بإعدام أحد عشر من قادة الانتفاضة ونفذ الحكم في 18 نوفمبر 1937،حيث أبيد في انتفاضة ديرسم ما يقارب 95 ألف من العلويين الكرد المدنيين.


اعداد : ولات احمه

 

شارك المقال :

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 Comments
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
اقرأ أيضاً ...

صلاح بدرالدين مؤتمر جامع في قامشلو على انقاض اتفاقيات أربيل ودهوك الثنائية لسنا وسطاء بين الطرفين ( الاتحاد الديموقراطي و المجلس الوطني الكردي ) وليس من شاننا اتفقوا او اختلفوا او تحاصصوا لانهم ببساطة لن يتخلوا عن مصالحهم الحزبية الضيقة ، بل نحن دعاة اجماع قومي ووطني كردي سوري عام حول قضايانا المصيرية ، والتوافق على المهام العاجلة التي…

شادي حاجي لا يخفى على أي متتبع للشأن السياسي أن هناك فرق كبير بين الحوار والتفاوض. فالحوار كما هو معروف هو أسلوب للوصول الى المكاشفة والمصارحة والتعريف بما لدى الطرفٍ الآخر وبالتالي فالحوارات لاتجري بهدف التوصّل إلى اتفاق مع «الآخر»، وليس فيه مكاسب أو تنازلات، بل هو تفاعل معرفي فيه عرض لرأي الذات وطلب لاستيضاح الرأي الآخر دون شرط القبول…

إبراهيم اليوسف باتت تطفو على السطح، في عالم يسوده الالتباس والخلط بين المفاهيم، من جديد، وعلى نحو متفاقم، مصطلحات تُستخدم بمرونة زائفة، ومن بينها تجليات “الشعبوية” أو انعكاساتها وتأثيراتها، التي تحولت إلى أداة خطابية تُمارَس بها السلطة على العقول، انطلاقاً من أصداء قضايا محقة وملحة، لا لتوجيهها نحو النهوض، بل لاستغلالها في تكريس رؤى سطحية قد…

شادي حاجي القضية الكردية في سوريا ليست قضية إدارية تتعلق بتدني مستوى الخدمات وبالفساد الإداري وإعادة توزيع الوظائف الادارية بين المركز وإدارات المناطق المحلية فإذا كان الأمر كذلك لقلنا مع من قال أن المشكلة إدارية والحل يجب أن يكون إدارياً وبالتالي حلها اللامركزية الادارية فالقضية الكردية أعقد من ذلك بكثير فهي قضية شعب يزيد تعداده على ثلاثة ملايين ونصف تقريباً…