رد هادئ على صديقي الخلوق د. علاء الدين جنكو

سيامند ابراهيم

في أجواء القلق التي تنتاب الشعب السوري برمته, والمناطق الكردية تحديداً بحيث تبدو الغيوم ملبدة بشتى الأمطار الحامضية الغير مستساغة من قبل الكثيرين من منتسبي هذه الأحزاب التي نقدنا أدائها منذ بداية الحراك الثوري السلمي , وكنت قد آليت على نفسي, ولأسباب عديدة وحلفت أغلظ الإيمان في عدم الكتابة في هذا الظرف الحرج؟ ورأيت كما رأى وقرر صديقي خليل كالو في أخذ استراحة قصيرة, بحيث ترتاح أعصابنا من ضغط الكتابة, وملاحقة الأحداث, والكتابة عنها, حتى تنجلي الأمور بشكل أفضل, ونحو الأحسن؟ لكن هيهات من التمتع بالخروج في إجازة بحيث ترتاح من الخروج إلى التظاهرات والسفر خارج القطر كي تتمتع بإجازة قصيرة؟
 لكن هيهات فأنت ممنوع من السفر, وأحداث وطنك المأساوية تتسارع نحو الأسوأ وأنت لا تستطيع ترك اليراع لأجل قضية شعبك في هذا الظرف العصيب والحساس .

ويبدو أننا نحن معشر الصحافيين لن نستطيع أخذ استراحة المحارب, وأمس طالعنا النقد الحاد لصديقنا الدكتور علاء الدين جنكو الخلوق المهذب, والذي صب مقال يصب جام غضبه على الكتاب الكرد لأنهم ينتقدون سلبية الحراك الكردي ومؤتمره الحزبي العتيد؟! لكن في حقيقة الأمر فإن صديقنا ينظر إلى الأمور من ثقب إبرة ضيقة بحيث لم يستطيع أن يرى الموضوع من كل جوانبه, واللعب المخفي في لعبة التوافقات التي اتخذت في هذا المؤتمر ولا يستطيع أحد أن ينكر؟! وقبل أن ندخل موضوعنا فقد سمعت أن أحد رؤساء الأحزاب الكردية قد بعث مندساً طرزانياً من الطراز الرفيع في استفزازنا؟! وتهديدنا قبل أربعة أشهر, وهو قالها بالفم الملآن:” أنا جبان, ولن أخرج في أية تظاهرة كردية” فقلنا له هذا رأيك وأنت حر؟ لكن أن يدلف هذا الطرزاني إلى محل صديقي وينقل أخبار هذه التجمعات إلى هذا السكرتير الحزبي فهذا شيء رائع من قبل هذا السياسي الحصيف؟! لأنه أثبت أنه من طينة هذا النظام الشمولي وتربيته في التجسس على الآخرين, وما يدور في الشارع؟! وأخيراً فقد قرر هذا الشبيح الطرزاني الفرار تحت جنح الظلام وطلب اللجوء في النمسا؟! والتمتع بالحياة الأوربية؟! وآمل أن لا يكون مطلبه هو هروبه من سوريا بسبب الملاحقات الأمنية لها لكثرة خروجه إلى التظاهرات الجمعية وغيرها؟! ومرة ثانية أعود إلى المشهد الثاني فيما نشره الدكتور علاء الدين جنكو الذي خرج عن أطواره, ويحلف أغلظ الإيمان وهو يدافع بشكل أعمى عن المؤتمر الكردي في هذه النظرة الضيقة للأمور؟! ونحن نعيش في الداخل ونعرف حيثيات الأمور أكثر من في الخارج الذين يسمعون لصوت واحد؟! ويرون بعين واحدة تجمل كل شيء أمامهم حسب رؤاهم؟! فيا أخ علاء الدين أنا أعرفك عن كثب وأعرف أخلاقك الجميلة, فلا تنفعل؟! وتهاجم الكتاب الذين نقدوا المؤتمر واليوم انكشف المستور في هذه التظاهرة الجمعية التي خرجت تحت شعار ( الله أكبر) حيث لم تستطيع أحزاب المؤتمر الوطني أن تجمع الآلاف المؤلفة في الشارع الكردي كما كانوا يقولون بأنهم يستطيعون حشد عشرات الآلاف وها قد ذاب الثلج وبان المرج, وظهر تواضع حراكهم وكانت هزيمة مدوية بحيث يجب عليهم مراجعة نظرتهم إلى هذا الحراك, و نظرتهم إلى الحراك الشبابي, وإلى تحالفاتهم مع الأحزاب التي لا حول لها ولا قوة؟! فلا تتحامل علينا كثيراً.

و من ناحية ثانية يجب علينا أن نتحلى بالأخلاق العالية والصدق والابتعاد عن الاتهامات الكاذبة, و الاعتراف بالرأي والرأي الآخر؟! واحترام آراء الناس واجب شرعي وأنت تعرف أكثر مني في هذا المجال؟ وأن أول أسس الديمقراطية هي تعدد الآراء؟! ووهل أذكرك بالحديث الشريف : ( اختلاف أمتي رحمة), وقول الخليفة العادل عمر بن الخطاب رضي الله عنه: ( خير امرئ من أهدى إلي عيوبي) وفي نقدنا للأحزاب الكردية رأينا شخصيات غير مؤهلة لتمثيل الكرد ولا تملك الرؤية الثاقبة في هذا الزمن الصعب؟! وهي مصير شعب وقضيته؟! وهذا المؤتمر يجمع مجموعة من الأحزاب التي جمعتهم مجموعة من الرؤى والمصالح الشخصية و هي لا تملك كل جماهير الشعب الكردي كما كانوا يقولون بل جزء من الشعب السوري لكن هناك قوى من المؤكد ستكون فعاليتها أقوى منهم من حيث الحراك السلمي وغيرها من الأمور.

وأخيراً فإن التحلي بأخلاق الكردوارية هي المثل الأعلى التي يجب أن نتحلى بها مثقفين وسياسيين في هذا المجتمع.

ولا أن نصدر البيانات التي تخون الشباب وتحميل رؤاهم إلى نظرة الخيانة والأجندة الخارجية بالنسبة لهذا الحزب الذي يفرض أجندته في التظاهرة, وفي المؤتمر ويقصي هذا الناشط وهذه الناشطة؟!

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

إياد أبو شقرا عودة إلى الموضوع السوري، لا بد من القول، إن قلة منا كانت تتوقّع قبل شهر ما نحن فيه اليوم. إذ إن طيّ صفحة 54 سنة خلال أقل من أسبوعين إنجازٌ ضخم بكل ما في الكلمة من معنى. سهولة إسقاط نظام الأسد، وسرعة تداعيه، أدهشتا حتماً حتى أكثر المتفائلين بالتغيير المرجوّ. إلا أنني أزعم، بعدما تولّت قيادة العمليات…

طارق الحميد منذ فرار بشار الأسد، في 8 ديسمبر (كانون الأول)، إلى روسيا، وهناك سيل من النقد والمطالبات للحكام الجدد، وتحديداً أحمد الشرع. والقصة ليست بجدوى ذلك من عدمه، بل إن جل تلك الانتقادات لا تستند إلى حقائق. وسأناقش بعضاً منها هنا، وهي «غيض من فيض». مثلاً، كان يقال إن لا حل عسكرياً بسوريا، بينما سقط الأسد في 12 يوماً…

خليل مصطفى مِنْ أقوال الشيخ الدكتور أحمد عبده عوض (أُستاذ جامعي وداعية إسلامي): ( الطَّلَبُ يحتاجُ إلى طَالِب ، والطَّالِبُ يحتاجُ إلى إرادة قادرة على تحقيق حاجات كثيرة ). مقدمة: 1 ــ لا يختلف عاقلان على أن شعوب الأُمَّة السُّورية قد لاقت من حكام دولتهم (طيلة 70 عاماً الماضية) من مرارات الظلم والجور والتَّعسف والحرمان، ما لم تتلقاه شعوب أية…

أحمد خليف الشباب السوري اليوم يحمل على عاتقه مسؤولية بناء المستقبل، بعد أن أصبح الوطن على أعتاب مرحلة جديدة من التغيير والإصلاح. جيل الثورة، الذي واجه تحديات الحرب وتحمل أعباءها، ليس مجرد شاهد على الأحداث، بل هو شريك أساسي في صنع هذا المستقبل، سواء في السياسة أو في الاقتصاد. الحكومة الجديدة، التي تسعى جاهدة لفتح أبواب التغيير وإعادة بناء الوطن…