حمص مدينة الشهادة وعاصمة الحرية

     حسين يونس / دانمارك 

 أخلع حذائك قبل ان تدوس ترابها فتراب حمص من رفات شبابها .

قبل كل شئ عزيزي القارئ فلنرفع القبعة معا أحتراما لهؤلاء الفتية الشجعان في ضواحى  حمص العدية .هؤلاء الفتية الشجعان لطالما أبهروا العالم بمرحهم و نكاتهم و المتعارف عن حمص وأهلها بانها كانت عاصمة المرح و الفكاهة في سوريا قبل 15 آذار 2011 , ولكن ان تصبح عاصمة الشهادة و الثورة السورية فهذا ليس بغريب عن هذه المدينة الفاضلة فأنت تتحدث عن حمص العدية التي لطالما كانت عصية على الغزاة منذ الأزل  ..فيحكى عنها في غابر الأزمان بأن جحافل المغول و التتار وقائدهم تيمورلنك عندما أجتاحت حلب وأستباحتها عن  بكرة أبيها فتشاور أهل حمص على خطة لدرء هذا خطر الداهم لصد جحافل التتار و قائدهم  تيمور لنك التي احرقت الأخضر و اليابس عند مرورهم بالمدن و القرى فأنصحهم كبيرهم بطريقة طريفة لصد تيمورلنك و جحافله …
 فما كان منهم ألا و أن أسقبلوا الغزاة على طريقتهم الخاصة بمظهر هزلي فعلقوا القباقيب على  صدورهم كنياشين النصر و اعتمروا الجرار المكسورة واضعين أقراطا في آذانهم بأشكال مختلفة وبدأوا يتراقصون عند ما أقترب جيش تيمورلنك العرمرم هذا بتهريج مفرط بالهزل و الحركات البهلوانية ..و فعل ذلك المشهد الهستيري فعله ورسم علامات البسمة و الدهشة على وجه تيمورلنك ورجاله فسأل تيمورلنك كبير مستشاريه أين نحن و من هؤلاء القوم البسطاء ..فأجابه كبير مستشاريه أنت الآن يا سيدي بين حمص وأهلها ..
فقدر تيمورلنك بان وقته أثمن من أن يضيعه مع هؤلاء المجانين ..و نجا الحماصنة بسلام و بقليل من الجنون والذكاء المدعى و تجاوزا بطش الباطشين بهذا المشهد الذي نجو من غزاة التتار و المغول .
 فأيها الحمصي الشجاع انت الآن في وجه غازي أخر فالتتار و المغول كانوا أرحم بكثير من هؤلاء التتار الجدد وشبيحته المرتزقين .


فهم الذين يؤسسون الأمبراطوريات من الاجساد البشرية تحت اللأرض وهم أسياد المقابر الجماعية .فحذار من هؤلاء الهمج و الرعاع أسفي عليك ان تقع ضحية ذاك الجلاد مثلما وقعت اخوتك في قبضتهم ولكنك لا بد أن تضح من اجل بلدك فأنت أهل لها
وأنا على يقين تام بأنك تستحقين أن تكوني عاصمة الثورة و مدينة الشهادة بجدارة واستحقاق, و أفتخر أيها الفتى السوري بأن حمص العدية كلها سباع من بابها الى اخر شبر من ترابها الطاهر مرورا بالخالدية وبابا عمروا وكل ضواحيها وريفها البسيط التي تفوح منها نسائم الحرية .


ولي الفخر أنا الكوردي أخاك وجارك في الحرية ومعركة الخلاص من الاستبداد أن نتنفس معا نسمات الحرية معا يوما بات قريبا لا ريب .حمص الآبية أنت الآن تعيشين ربيع عمرك وهم يعيشون خريف عمرهم وبات زهور باب عمرو  باب السباع والخالدية تزهر ثمارا تفوح منها رائحة الحرية .

  
حمص الشهيدة أنامل يدي تقف عن الكتابة والوصف بل أنا لا أستطيع أن أجد الكلمات المعبرة والتي تليق بك وبكبريائك العظيم .أسف أيها الحمصي النبيل ففي لحظة هذا التي أكتب كلماتي عنك تفقدين خيرة شبابك من اجلي وأجل كل سوري حر كوردي أم عربي فكم أنت عظيمة يا  جوهرة الشرق .فأنت أطهر أرض عرفتها الشام عبر التاريخ ماذا نفعل لك فالانحناء لك لا تكتفي بل يجب أن نغتسل مرات ومرات قبل أن نفكر أن نطئ بأقدامنا أرضك الطاهر لانها  من رفات شبابك فلو كان ملوكوت الارض بيدي لجعلتك قبلة للحرية في كل مكان في العالم ليتعلموا منك معنى الشجاعة و التضحية ..


صدقوني و كم أتمنى بأن لا تصدقوني بأن لو سقطت حمص بيد التتار الجدد لسقطت ثورة الكرامة و الحرية في بلاد الشام 
 فيا نار كوني بردا وسلاما على حمص العدية وأهلها وأحفظ بلدهم الأمن من جبروت البعث و قطعان شبيحته ..


التوقيع ذاك كوردي الذي يبكي دما وحسرة على أخيه الحمصي البار .


 hussein.dk1@gmail.com 
   حسين يونس .دانمارك 

شارك المقال :

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest


0 Comments
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
اقرأ أيضاً ...

بوتان زيباري في رياح السياسة العاتية التي تعصف بأطلال الدولة السورية، يبدو أن الاتفاق الموقّع بين قوات سوريا الديمقراطية (قسد) وهيئة تحرير الشام (هتش) لم يكن سوى وميض برقٍ في سماءٍ ما لبثت أن اكتظت بالغيوم. فها هو مؤتمر قَامشلو الأخير، بلغة ملامحه المضمرة وتصريحاته الصامتة أكثر من الصاخبة، يكشف عن مكامن توتّرٍ خفيٍّ يوشك أن يطفو على سطح…

إبراهيم اليوسف لقد كان حلم السوريين أن يتوقف نهر الدم الذي فاض وارتفع عداده ومستواه، تدريجياً، طيلة العقود الأخيرة، أن يُفتح باب السجون لا ليُستبدل معتقل بآخر، بل ليُبيّض كل مظلوم مكانه، أن يتحول الوطن من ساحة للبطش إلى حضن للكرامة. لقد كان الأمل كبيراً في أن تؤول الأمور إلى دولة ديمقراطية، تُبنى على قواعد العدالة والحرية والكرامة، لكن هذا…

صالح جانكو حينما يتوهم القائمون على سلطة الأمر الواقع المؤقتة بأنهم قد شكلوا دولة من خلال هذه الهيكلية الكرتونية، بل الكاريكاتورية المضحكة المبكية المتمثلة في تلك الحكومة التي تم تفصيلها وفقاً لرغبة وتوجهات ( رئيس الدولة المؤقت للمرحلة الانتقالية)وعلى مقاسه والذي احتكر كل المناصب والسلطات و الوزارات السيادية لنفسه ولجماعته من هيئة تحرير الشام ، أما باقي الوزارات تم تسليمها…

خالد جميل محمد جسّدت مؤسسة البارزاني الخيرية تلك القاعدة التي تنصّ على أن العمل هو ما يَمنحُ الأقوالَ قيمتَها لا العكس؛ فقد أثبتت للكُرد وغير الكُرد أنها خيرُ حضن للمحتاجين إلى المساعدات والمعونات والرعاية المادية والمعنوية، ومن ذلك أنها كانت في مقدمة الجهات التي استقبلَت كُرْدَ رۆژاڤایێ کُردستان (كُردستان سوريا)، فعلاً وقولاً، وقدّمت لهم الكثير مما كانوا يحتاجونه في أحلك…