شيخ آلي: قبول دمشق «مبادرة العرب» بادرة إيجابية ولكن العبرة في التنفيذ

اعتبر محي الدين شيخ آلي سكرتير حزب الوحـدة الديمقراطي الكردي في سوريا ( يكيتي ) موافقة دمشق على مبادرة الجامعة العربية، لإنهاء العنف في البلاد وإجراء حوار مع المعارضة، بادرة إيجابية شرط تنفيذ كل بنودها دون استثناء، مشيرا في حوار خاص مع “إسلام أون لاين ” الخميس 3-11-2011 أن تطبيق هذه المبادرة بحذافيرها وبدون تسويف ومماطلة قد يساعد على تهيئة مناخ صحي ومناسب للدخول في حوار وطني وشامل، كما يعد خطوة لعودة سوريا إلى حاضنتها العربية الطبيعية، ولكن العبرة تبقى في التنفيذ.

وأكد أن حزبه لا ولن يساهم في تسويغ الرهان على الخارج بوجه عام والتدخل العسكري الخارجي بوجه خاص، مشيرا إلى أن الوسط الكردي يصرّ على وجوب وضرورة الحفاظ على سلمية الحركة الاحتجاجية بعيداً عن خطاب التهييج وإثارة الغرائز والنعرات اللاوطنية، الذي يخدم ويصب في مسعى وطاحونة العنف السلطوي، وفيما يلي نص الحوار:
المبادرة العربية

 بداية، كيف تنظر الى موافقة سورية على مبادرة الجامعة العربية مبادرتها لإنهاء العنف في البلاد وإجراء حوار مع المعارضة بعد أسبوعين؟ ..

وماهي أبعاد هذه الموافقة برأيك ؟

لاشك أنها بادرة ايجابية على العموم ولكن تبقى العبرة في التنفيذ والتطبيق والالتزام بالبنود الخمسة التي تضمنتها المبادرة بدون استثناء..

وخاصة الإفراج عن جميع المعتقلين السياسيين، والمعتقلين على خلفية الحركات الاحتجاجية والثورة المدنية ..وسحب االدبابات والجيش من المدن..

ووقف سفك الدماء قبل أي اعتبار آخر، فالدم السوري يبقى غاليا، ومن ثم توفير مناخ مناسب للحوار الوطني الشامل بدون إقصاء أحد..

والاحتكام إلى لغة الحوار لتلبية مطالب الشعب السوري العادلة وفتح صفحة جديدة .
ويجب ألا ننسى بأن سوريا دولة مؤسسة وجزء لا يتجزأ من منظومة دول الجامعة العربية ومؤسساتها ، مهما كانت المآخذ والنواقص التي تعتريها ، وثمة ( ربيع عربي ) تونس الجديدة ، مصر الجديدة ، وليبيا الجديدة ، … الخ وبالتالي من الخطأ التعامل سلباً مع مبادرة تتبناها الجامعة العربية ، ونحن نأمل أن يكون تطبيق هذه المبادرة بحذافيرها خطوة لعودة سوريا الى حاضنتها العربية الطبيعية .

وهل أنتم مستعدون للحوار مع النظام ؟

تطبيق المبادرة العربية بحذافيرها وبدون تسويف ومماطلة وبدون تأجيل قد يساعد على تهيئة مناخ صحي ومناسب للدخول في حوار وطني وشامل وعقد مؤتمر وطني واعتماد مبدأ الشفافية والعلانية ..

إن مبدأ الحوار بحد ذاته يبقى سليما ومنشوداً ولابد منه لدى تناول وحل القضايا والأزمات صغيرها وكبيرها ، ولكن ثمة مناخ يجب توفيره وبيئة تناسب لغة التخاطب والإصغاء إلى الرأي والرأي الآخر ، … من جهتنا لا نرى الإنفراد في الحوار مع النظام أمراً مجدياً، فالمسألة وطنية بامتياز وإنها قضية حاضر ومستقبل شعب بكرده وعربه ، بمسلميه ومسيحيه .

ما هو موقفكم من مسألة التدخل الخارجي لاسيما بعد جمعتي ” الحماية الدولية ومن ثم الحظر الجوي”؟

أن يتحول الوضع من سيء إلى أسوأ ، فهذا ما لا نريده ، وحزبنا لا ولن يساهم في تسويغ الرهان على الخارج بوجه عام والتدخل العسكري الخارجي بوجه خاص الذي نرى فيه خطراً كبيراً يزيد الطين بلةً ، حيث أنه يضاعف من سفك الدم السوري ويجلب الخراب .

المؤتمر الكردي

اذا انتقلنا الى المؤتمر الوطني الكردي في سوريا الذي اختتم أعماله يوم الخميس الماضي..

ما هو تقييمك لنتائج المؤتمر؟
إن نجاح إنعقاد المؤتمر الوطني الكردي في سوريا في هذا التوقيت وبهكذا حجم وتمثيل بحد ذاته يعتبر أمراً إيجابياً، حيث أنه شكل دفعاً وحافزاً لمزيد من الاهتمام بالفكر والسياسة من جهة، وجامعاً للنخب والفعاليات الوطنية الكردية في محافظات حلب والحسكة والرقة والعاصمة دمشق من جهة ثانية، لتتوطد أواصر التواصل وسبل التنسيق والعمل المشترك لما فيه خير الصالح العام للشعب السوري بعربه وأكراده وإنهاء الاستبداد والعسف والمظالم التي لطالما أنتجتها وتعيد إنتاجها نمطية حكم الحزب الواحد .

ما الذي تريده الحركة الكردية أو الأحزاب الكردية بالتحديد حتى تشارك بشكل جدي وفعال في الحراك الجماهيري القائم ..

، لاسيما وأن هناك من يرى أن مشاركة هذه الأحزاب مازالت خجولة حتى الآن..؟

 أحزاب الحركة الوطنية الكردية في سوريا من خلال طروحاتها وأنشطتها الميدانية تشكل وتمثل حالة مجتمعية – جماهيرية واسعة وليست حالة حزبوية – نخبوية ، فمنذ سنوات عدة ونحن في حزب الوحـدة… وكذلك غيرنا، كنا من السباقين إلى وضع أسس الحراك الجماهيري في سوريا سواءً عبر عقد المهرجانات والندوات والدعوة إلى اعتصامات وتجمعات إحتجاجية في دمشق وإجراء لقاءات موسعة مع القوى العربية أو التأكيد على شعار الحرية لجميع المعتقلين السياسيين وسجناء الرأي والضمير ورفع حالة الطوارئ وإلغاء القانون رقم / 49 / القاضي بعقوبة الإعدام بحق الآخر والتشارك في تأسيس وبناء معارضة وطنية ديمقراطية في الداخل السوري ( إعلان دمشق وهيئة التنسيق مثالاً ) على قاعدة نبذ الرهان على الخارج ، والتمسك الثابت بسلمية الحراك ومبدأ وطريقة الحوار لتحقيق هدف التغيير الوطني الديمقراطي المنشود، وبالتالي من التجني نعت دور الحركة الكردية بأنه خجول أو أن مشاركتها في الحراك الجماهيري غير جدي وفعال ، بل من الممكن القول بأن حزب الوحـدة… وكذلك الوسط الكردي عموماً يصرّ على وجوب وضرورة الحفاظ على سلمية الحركة الاحتجاجية بعيداً عن خطاب التهييج وإثارة الغرائز والنعرات اللاوطنية، الذي يخدم ويصب في مسعى وطاحونة العنف السلطوي.

ما حقيقة التنسيق السوري ـ العراقي وتحديدا مع ( جلال الطالباني ومسعود البرزاني ) في ” لجم ” بعض الأحزاب الكردية من المشاركة في التظاهرات والاحتجاجات..

؟

العراق دولة جارة وشقيقة قبل أي اعتبار آخر ، ويبقى من الأهمية بمكان الحرص على حسن العلاقة الثنائية بينها وبين بلدنا سوريا بصرف النظر عن طبيعة النظام والسلطة هنا أو هناك ، وتاريخياً ثمة من ينشغل ويلهث كثيراً لضرب وتسميم علاقات سوريا الدولة مع دول الجوار ليس حباً بقيم الحرية والديمقراطية أو حقوق الإنسان، لسنا بصدد الإسهاب في هذا المجال وما وراءه.

إن السيدين جلال الطالباني ومسعود البارزاني لهما من الهموم والمسؤوليات الجسام في الساحة الوطنية العراقية وقضايا إقليم كردستان العراق بما يكفيهما لعدم الانشغال في شأن هذا الحزب أو ذاك للجمه عن موقف أو دفعه بإتجاه آخر بين أكراد سوريا، وما تلمسناه حتى الآن أن القيادة السياسية في إقليم كردستان العراق حريصة على نبذ العنف جملةً وتفصيلاً والتضامن ما أمكن مع قضايا الديمقراطية وحقوق الإنسان في جوار العراق، ومن حقها أن تتابع وتقلق على الأوضاع القائمة في سوريا وتدرس تبعاتها .

هل تتوقع أن تنسحب الأحزاب الكردية المشاركة في هيئة التنسيق أو إعلان دمشق أو المجلس الوطني السوري بعد المؤتمر الأخير..؟

 قريباً وباسم المؤتمر الوطني الكردي في سوريا وهيئته التنفيذية المنبثقة عنه سيتم إجراء حوار مكثف مع مختلف أطر المعارضة الوطنية السورية لوضعها في صورة الموقف وتوجهات المؤتمر الوطنية السورية العامة والكردية الخاصة ، وفي ضوئه يتم اتخاذ قرار واعتماد الخيار الأفضل .

التدخل الغربي

كيف تحلل الحركة الكردية الموقف التركي من الثورة السورية بشكل عام ..

وما هي السيناريوهات المتوقعة للتدخل التركي..

؟

من الصعوبة بمكان أن تستسهل تركيا مغامرة عملية دخول قواتها العسكرية إلى داخل الأراضي السورية وتقامر بتوازنات الأمن المحلي – الإقليمي والعالمي ، خصوصاً وأنها باتت تتلقف نصائح من لدن العديد من كبار الساسة والجنرالات المتقاعدين وكذلك المفكرين الاستراتيجيين مفادها بأن ثمة خلف الستار في الغرب وخصوصاً لدى أوساط الديمقراطي المسيحي من يسعى جاهدا لدفع تركيا وتوريطها عسكريا في الملف السوري وذلك بهدف إعاقة وتأخير انضمام تركيا إلى النادي الأوروبي ، وإطالة أمد المفاوضات التركية الاوروبية بهذا الخصوص ، وإن كانت على حساب مزيد من سفك دماء السوريين وليبق الشرق معذبا .

في ضوء سحب السفير الأمريكي والتصريحات الغربية ضد ازدياد العنف والقمع في سوريا ..

هل تتوقع أن تأخذ الدول الغربية قرارا ضمن حلف الناتو بالتدخل العسكري في سوريا بعيدا عن مجلس الأمن ..وكيف ترى المواقف الغربية بشكل عام؟

 الدول الغربية ومن ضمنها دول حلف الناتو تعاني من أزمات اقتصادية حقيقية ، وحكومات الدول هناك – ليست كحكومات حزب البعث والجبهة عندنا – تصغي إلى آراء مواطنيها ، فهي بغنى أن تخسر أصوات الناخبين دافعي الضرائب من جهة ، وتأبى الخضوع لشروط تركيا من جهة ثانية ، وبالتالي لا تتسرع في الإقدام على تدخل عسكري في سوريا بمعزل عن قرار صادر عن مجلس الأمن وهذا أمر مستبعد في المدى القريب ، فالسياسة الدولية ترتسم وفق المصالح أولا وأخيرا ، لا وفق القيم الإنسانية والجمالية .

سلمية أم مسلحة

تعالت الأصوات في الشارع السوري، لاسيما بعد مقتل الزعيم الليبي السابق معمرالقذافي، وفي ظل ازدياد الحملة الأمنية،  مطالبة بالتسلح ..

ما رأيكم بهذه المسألة ..؟

أصوات ودعوات التسلح في الشارع السوري التي بدأت تطل برأسها مريبة إن لم نقل “انتحارية” ، ومن الخطأ القاتل الإسهام بأي شكل من الأشكال في تسويغها وتبريرها ، ففيها يكمن فشل الثورة المدنية وإجهاض الانتفاضة الشعبية السلمية وتشتيت وإخماد الحركة الاحتجاجية المحقة وصب الزيت على نيران دوامة العنف وتحويل سوريا إلى حمامات دم ومرتعاً لتجار السلاح … ان النزوع نحو استخدام السلاح من قبل أي كان أمر يحمل في طياته مخاطر جمة لا تحمد عقباها وبالتالي مرفوض لدى حزبنا، خصوصا وأن جملة الوثائق ومقررات مؤتمراته ومحافله يتصدرها مبدأ وثقافة اللاعنف وضرورة نشر هكذا فكر وثقافة والتمسك به والدفاع عن صوابيته دون تردد .
وبالتالي إن تبسيط واستسهال عملية الفرار والانشقاق بين صفوف الجيش والقوات المسلحة مسألة في غاية الحساسية والخطورة من السذاجة واللامسؤولية تشجيعها أو الرهان عليها مهما بلغ منسوب العنف الممارس من قبل السلطة .
على ضوء اغتيال المعارض الكردي مشعل تمو قبل نحو شهر..

هل تتوقع أن تشهد المرحلة القادمة المزيد من الاغتيالات السياسية لقادة الثورة ..

؟

سوريا اليوم تعيش حالة مخاض ومرحلةً عصيبة ، وبدرجة ما تسود بعض أوساطها أجواء الريبة وفقدان الثقة في ظل فقدان القضاء لاستقلاليته واستمرار العنف وغياب إعلام رسمي يتمتع بمصداقية وحرية العمل لمتابعة الوقائع وتقصي الحقائق ، وبالتالي لا غرابة في وقوع اغتيالات سياسية وتصفية حسابات واتساع دائرة الجريمة والتعدي على الممتلكات العامة والخاصة أو نهب أموال الدولة وتهريبها إلى الخارج .

إسلام أون لاين

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

إياد أبو شقرا عودة إلى الموضوع السوري، لا بد من القول، إن قلة منا كانت تتوقّع قبل شهر ما نحن فيه اليوم. إذ إن طيّ صفحة 54 سنة خلال أقل من أسبوعين إنجازٌ ضخم بكل ما في الكلمة من معنى. سهولة إسقاط نظام الأسد، وسرعة تداعيه، أدهشتا حتماً حتى أكثر المتفائلين بالتغيير المرجوّ. إلا أنني أزعم، بعدما تولّت قيادة العمليات…

طارق الحميد منذ فرار بشار الأسد، في 8 ديسمبر (كانون الأول)، إلى روسيا، وهناك سيل من النقد والمطالبات للحكام الجدد، وتحديداً أحمد الشرع. والقصة ليست بجدوى ذلك من عدمه، بل إن جل تلك الانتقادات لا تستند إلى حقائق. وسأناقش بعضاً منها هنا، وهي «غيض من فيض». مثلاً، كان يقال إن لا حل عسكرياً بسوريا، بينما سقط الأسد في 12 يوماً…

خليل مصطفى مِنْ أقوال الشيخ الدكتور أحمد عبده عوض (أُستاذ جامعي وداعية إسلامي): ( الطَّلَبُ يحتاجُ إلى طَالِب ، والطَّالِبُ يحتاجُ إلى إرادة قادرة على تحقيق حاجات كثيرة ). مقدمة: 1 ــ لا يختلف عاقلان على أن شعوب الأُمَّة السُّورية قد لاقت من حكام دولتهم (طيلة 70 عاماً الماضية) من مرارات الظلم والجور والتَّعسف والحرمان، ما لم تتلقاه شعوب أية…

أحمد خليف الشباب السوري اليوم يحمل على عاتقه مسؤولية بناء المستقبل، بعد أن أصبح الوطن على أعتاب مرحلة جديدة من التغيير والإصلاح. جيل الثورة، الذي واجه تحديات الحرب وتحمل أعباءها، ليس مجرد شاهد على الأحداث، بل هو شريك أساسي في صنع هذا المستقبل، سواء في السياسة أو في الاقتصاد. الحكومة الجديدة، التي تسعى جاهدة لفتح أبواب التغيير وإعادة بناء الوطن…